أبرز مراقبات شهر رجب

أبرز مراقبات شهر رجب

31/05/2011

تدريبات ثقافيّة عباديّة، ومناسبات تعزِّز العقيدة

إعداد شعائر

 أهمّ المحطّات التي ينبغي الوقوف عندها بشيءٍ من التفصيل هي كما يلي:
اللّيلة الأولى.   اليوم الأوّل. الإستغفار. الصلوات المستحبّة. الأيام البيض. ليلة النصف ويومها. ليلة المبعث الشريف.

اللّيلة الأولى

* الدعاء عند رؤية الهلال.

رُويَ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول: «أللّهمَّ أَهِلَّه علينا بالأمْنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ، ربّي وربّك الله عزّ وجلّ». ونفهم من روايات أخرى أنّ المخاطَب هو الهلال. ورُويَ أنّه صلّى الله عليه وآله كان إذا رأى هلال شهر رجب، قال: «أللّهمّ بارِك لنا في رَجَب وشعبان وبلِّغنا شهر رمضان، وأَعِنَّا على الصيامِ والقيامِ، وحفظِ اللّسان، وغضِّ البصر، ولا تجعل حظَّنا منه [من شهر رمضان] الجوع والعطش».

*ومن المُستحبّات أن يقرأ عند رؤية الهلال فاتحة الكتاب سبع مرات، ورُويَ أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان إذا رأى الهلال كبرّ ثلاث مرات وهللَّ ثلاثاً (لا إله إلا الله)، ثمّ قال: «ألحمدُ للهِ الذي أَذهبَ شهر كذا [ويذكر الشهر الماضي] وجاء بشهر كذا [ويذكر الشهر الذي حلَّ]».

*أهميّة اللّيلة الأولى

*يقول آية الله ملكي تبريزي عليه الرحمة: «وأوّل ليلة منه، من اللّيالي الأربع التي يَتأكّد استحباب إحياؤها، والدعاء عند الإستهلال بما رُوي، وينبغي الإلتفات إلى ما في الأدعية المأثورة فيها (في هذه اللّيلة) من ذكر شهر شعبان، وشهر رمضان، من الدعاء إلى الله تعالى بطلب التوفيق للعبادة فيها، فيَنبغي أن يُكثر في أوقات دُعائه ذِكرَهما».

اللّيالي الأربع التي يُستحبُّ السهر فيها والعبادة إلى الصباح:

*رُوي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جدِّه عن عليٍّ عليه السلام، قال: «كان يُعجبه أن يفرِّغ نفسه أربعة ليالٍ في السنة: وهي أوّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النَّحر».

*الإغتسال

ومن المستحبّات في هذه اللّيلة الغُسل، فقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن أَدرك شهر رجب فاغتسل في أوّله وأوسطه وآخره، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه».

*الصلاة في اللّيلة الأولى

هناك صلاتان لأوّل ليلة من رجب.

*الصلاة الأولى: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى المغرب أوّل ليلة من رجب ثمّ يصلّي بعدها عشرين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) مرّة، ويسلّم بعد كلّ ركعتين، حُفِظ والله في نفسه وأهله وماله وولده، وأُجيرَ من عذاب القبر، وجَازَ على الصراط كالبَرْق الخاطف من غير حساب».

*صلاة أخرى: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى ركعتين في أول ليلة من رجب بعد العشاء، يقرأ في أوّل ركعة الحمد، و(ألم نشرح) مرّة، و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، وفي الركعة الثانية الحمد مرّة، و(ألم نشرح) مرةّ، والمعوِّذتين [قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس] كلّ واحدة مرّة، ثم ّيتشهّد ويسلّم، بعدها يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثين مرّة، «أللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محّمد» ثلاثين مرّة، فإذا صلّى هذه الصلاة فإنّه يُغفر له ما سلف من ذنوبه، ويخرج من الخطايا كيوم ولدته أمُّه».

وهناك صلوات أخرى تجدها في كتاب (الإقبال).

*إحياء الليلة الأولى

*ومن المُفيد الإشارة هنا إلى ضرورة الحرص على إحياء اللّيلة الأولى من رجب، وأنّ لها أعمالاً مختلفة، ينبغي لِمَن أراد إحياءها الرجوع إلى المصدر الأوّل لذلك وغيره وهو كتاب (إقبال الأعمال) لسيّد العلماء المراقبين، ابن طاوس قدّس الله نفسه الزكيّة.

*من أبرز أعمال اللّيلة الأولى وكلّ ليلة من شهر رجب: لا إله إلا الله، ألف مرّة.
وقد يتّفق أن تكون اللّيلة الأولى ليلة جمعة، فيعمل فيها بعمل ليلة الرغائب.

* دعاء اللّيلة الأولى

عن الإمام الباقر عليه السلام: «تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الآخرة بهذا الدعاء:  أللّهمّ إنّي أسألك بأنّك مليك، وأنّك على كلِّ شيءٍ مُقتدِر، وأنّك ما تشاء من أمرٍ يكون، أللّهمَّ إنّي أتوجَّه إليك بنبيّك محمّد نبيِّ الرحمة صلواتُك عليه وآله، يا محمّد يا رسولَ الله إنِّّي أتوجَّه إلى الله ربّي وربّك لِيُنجح بك طلِبَتي، أللّهمّ بِنبيِّك محمّد، وبالأئمّةِ من أهلِ بيته أَنجِح طلِبتي، ثمّ تَسأل حاجتك».

**


*اليوم الأوّل

* زيارة سيّد الشهداء عليه السلام.
قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: «رُوي عن الصادق عليه السلام: مَن زار الحسين بن عليّ عليهما السلام في أوّل يوم من رجب، غَفَر اللهُ له البتّة». أضاف الشيخ المفيد رحمه الله تعالى: «ومن لم يتمكّن من زيارة أبي عبد الله عليه السلام في هذا اليوم، فليَزُر بعض مشاهد السادة عليهم السلام، فإن لم يتمكّن من ذلك، فَليُومِ إليهم بالسلام، ويَجتهد في أعمال البرِّ والخيرات».

*صوم اليوم الأول: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صام أوّل يوم من رجب وَجَبَت له الجنّة».
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن صام ذلك اليوم [أوّل يوم من رجب] تباعدت عنه النار مسيرة سنة، ومَن صام سبعة أيّام منه [من رجب] أُغلِقت عنه أبواب النيران السبعة، ومَن صام ثمانية أيّام فُتِحت له أبواب الجنان الثمانية، ومَن صام خمسة عشر يوماً أُعطِي مسألته، ومَن زادَ زاده الله عزّ وجلّ».
*مَن صام يوماً من رجب: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ألا فَمَن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر، وأَطفأ صومُه في ذلك اليوم غضبَ الله، وأَغلق عنه باباً من أبواب النّار، ولو أُعطي ملءَ الأرض ذهباً ما كان بأفضل من صومه، ولا يَستكمل أجرَه بشيء من الدنيا دون الحسنات إذا أَخلصه لله، وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، إن دعا بشيءٍ من عاجل الدنيا أعطاه الله، وإلّا ادّخر له من الخير أفضل ما دعا به داعٍ من أوليائه، وأحبّائه، وأصفيائه».

* ومن أعمال اليوم الأوّل صلاة سلمان الفارسي رضي الله عنه.

* دعوة الإمام الصادق عليه السلام

يكثر التساؤل عن دعوة الإمام الصادق عليه السلام لأخيه المؤمن، فما هي حقيقتها؟ وكيف نَتصرَّف عندما نُواجهها؟
حقيقة هذه الدعوة الكريمة هي «دعوة لتناول الطعام مع أخيك المؤمن، الذي يحبّ أن تأكل معه»، كأنْ تدخل على أحدهم في وقت الطعام، أو يدعوك للبقاء عنده، أو للذهاب معه لِتناول الطعام؛ لا أن يحمل شخص تمرات مثلاً، وكلّما وَجَد شخصاً صائماً، تعمّد أن يدعوه للإفطار لاهياً بحجّة دعوة الإمام الصادق عليه السلام. إذا تحققّت شروط هذه الدعوة، يُستحبّ تلبيتها، ويكون للمُفطِر أجر الصائم وزيادة.

*الليالي البيض، والأيام البِيض

ليالي 13-14-15 تُسمّى «اللّيالي البيض»، وأيّامها «الأيّام البيض».
قال الفقيه الشيخ كاشف الغطاء قدّس سرّه: «وسُمِّيت بيضاً لِبَياض لياليها...».
ومن الواضح أهميّة كلّ هذه الليالي في مختلف الشهور.
و في شهر رجب، وشعبان، وشهر الله تعالى، تكتسب اللّيالي البيض أهميّة خاصّة.
عن الإمام الصادق عليه السلام، قوله:
«أُعطِيت هذه الأمّة ثلاثة أشهر لم يُعطَها أحدٌ من الأُمم: رجب، وشعبان، وشهر رمضان، وثلاث ليالٍ لم يُعطَ أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة، وليلة أربع عشرة، وليلة خمس عشرة من كلّ شهر، وأُعطيت هذه الأمّة ثلاث سُوَر لم يُعطَها أحد من الأمم: يس، وتبارك الملك، و(قل هو الله أحد)، فمَن جمع بين هذه الثلاث، فقد جَمع بين أفضل ما أُعطيت هذه الأمّة. فقيل: كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: يُصلّي كلّ ليلة من ليالي البيض من هذه الثلاثة الأشهر، في اللّيلة الثالثة عشر ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سُوَر، وفي اللّيلة الرابعة عشر أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سُوَر، وفي اللّيلة الخامسة عشر ستّ ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سُوَر، فيحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة، ويُغفَر له كلّ ذنب سوى الشرك».
إذاً مجموع الصلوات في هذه الليالي الثلاث عبارة عن اثنتي عشر ركعة.
يُؤتى منها بركعتين في ليلة 13، وأربع ركعات ليلة 14، وستّ ركعات ليلة 15.
يقرأ الحمد مرّة، ويس، وتبارك الملك، و(قل هو الله أحد)، مرّة، مرّة .
ويَبلغ الحثّ على مزيد الإهتمام بالأيّام البيض ولياليها الغاية، في رواية أوردها الفقيه الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء، وهي كما يلي:
«عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعليّ عليه السلام: مَن صام الأيّام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، كَتب اللهُ له بصوم أوّل يوم صوم عشرة آلاف سنة، وبثاني يوم صوم ثلاثين ألف سنة، وبثالث يوم صوم مائة ألف سنة، ثمّ قال: هذا لك ولِمَن عمل ذلك».

**


13 رجب

يوم مولد أمير المؤمنين عليه السلام

المراقبات: ويُعرف تعظيم اليوم الثالث عشر من جهة أنّه يوم ولادة خاتم الأولياء، وسيّد الأوصياء أمير المؤمنين صلوات الله عليه ".."، فإنّ ما ظهر في هذا اليوم ونزل على وجه الأرض من نور ولاية خاتم الأولياء -الذي هو شرط الإيمان ورُكنُه، بل روحه ونفسه، والذي هو كالجزء الأخير للعلّة التامّة من الإيمان والإسلام-، نعمةٌ لا تقدِّر قَدرها هذه العقول، لأنّها لا تُحيطُ بما أعدّ الله لأهل الولاية والإيمان من النُّور والكرامة، ودرجات القُرب في دار المقامة، وبهجات لذّة اللّقاء، ومجاورة أهل الملأ الأعلى، ونعيم دار البقاء، وهذه كلّها مترتّبة على أصل الإيمان، وهو ركنه الأعظم.
* عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السلام: لقد مُثِّلَتْ لي أُمّتي في الطين، حتّى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن تُخلَق أجسامهم، وإنّي مررتُ بك وبشيعتك فاستغفرتُ لكم.
فقال: يا نبيّ الله زدني فيهم.
قال: نعم يا عليّ، تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر، وقد فُرِّجت عنكم الشدائد وذهبت عنكم الأحزان، تَستظِلُّون تحت العرش، فيَخاف الناس ولا تَخافون، ويَحزن الناس ولا تحزنون، وتُوضع لكم مائدة والناس في المحاسبة
».

ويبدأ في اليوم  الثالث عشر من رجب صوم الأيام البيض، لِمَن أراد أن يأتي بعمل (أم داود).

ليلة النصف من رجب

* فضيلة ليلة النصف من رجب: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «إذا كان ليلة النصف من رجب أمر الله خازن ديوان الخلائق وكَتَبَة أعمالهم، فيقول لهم الله عزّ وجلّ: أُنظروا في ديوان عبادي، وكلّ سيّئة وجدتّموها فامحوها وبدِّلوها حسنات».
* ويُستحبُّ إحياء هذه الليلة حتى الصَّباح، كما يُستحبّ فيها ما يلي:
              *أوّلاً: الغسل.
                 * ثانياً: الإحياء بالعبادة.
                    *ثالثاً: زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
                       *رابعاً: الصلوات الخاصة.

*صلاة الليلة الخامسة عشرة.

قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة:
«عن الامام الصادق عليه السلام: تُصلّي ليلة النصف من رجب اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرة وسورة، فإذا فرغت من الصلاة قرأت بعد ذلك الحمد، والمعوّذتين، وسورة الإخلاص [قل هو الله أحد]، وآية الكرسي أربع مرات (سيأتي غير ذلك من رواية أخرى، فلاحظ) وتقول بعد ذلك: سبحانَ الله والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلّا الله واللهُ أكبر، أربع مرات، ثمّ تقول: أللهُ الله ربِّي لا أُشرك به شيئاً، وما شاء الله لا قوّة إلّا باللهِ العليِّ العظيم. وتقول: في ليلة سبع وعشرين مثله. قال ابن أبي عمير وفي رواية أخرى: تقرأ بعد الاثنتي عشرة ركعة الحمد، والمعوّذتين، وسورة الإخلاص، وسورة الجحد سبعاً سبعاً. وبعد ذلك تقول: ألحمد لله الذي لم يتّخِذ ولداً، ولم يَكنْ له شريكٌ في المُلك، ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ، وكبِّره تكبيراً، ثمّ تقول بعد ذلك: أللّهمَّ إنّي أَسألك بِعَقْدِ عزِّك على أركانِ عرشِكَ، ومُنتهى رحمتِكَ مِن كتابِكَ، واسمك الأعظم الأعظم الأعظم، وذكرك الأعلى الأعلى الأعلى، وكلماتك التامات كلّها، أن تصلّي على محمّد وآله، وأسألُك ما كان أوفى بعهدك، وأقضى لحقِّك، وأرضى لنفسك، وخيراً لي في المعاد عندك والمعاد إليك، أن تعطيني الساعة الساعة كذا وكذا. وتدعو بعد ذلك بما أَحبَبت».

*يوم النِّصف، وعمل أم داود

*فضيلة يوم النصف: قال الله تعالى في الحديث القدسيّ لآدم عليه السلام: «أحبّ الأوقات إليّ، النصف من رجب»، إلى قوله تعالى:«إنِّي باعث من وُلدك نبيّاً (..) عظيم البركة، أخصُّه وأمّته بيوم النصف من رجب، لا يسألوني فيه شيئاً إلّا أعطيتُهم، ولا يستغفروني إلّا غفرتُ لهم، ولا يَسترزقوني إلّا رزقتُهم، ولا يَستقيلوني إلّا أقلتُهم، ولا يسترحموني إلّا رَحِمتهم. يا آدم، مَن أصبح يوم النصف من رجب صائماً، ذاكراً، خاشعاً، حافظاً لفرجه، متصدّقاً من ماله، لم يكن له جزاء عندي إلّا الجنّة، يا آدم، قُل لولدك أن يحفظوا أنفسهم في رجب، فإنّ الخطيئة فيه عظيمة».

*صلاة في يوم النصف من رجب

عن الإمام الصادق عليه السلام: «دخل عديّ بن ثابت الأنصاري على أمير المؤمنين عليه السلام في يوم النصف من رجب وهو يصلّي، فلمّا سمع حسّه أومى بيده إلى خلفه أن قِفْ، قال عديّ: فوقفتُ، فصلّى أربع ركعات لم أرَ أحداً صلّاها قبله ولا بعده، فلمّا سلّم بسط يده، وقال: أللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي، وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِىءَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ، فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ؛ أَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ، فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ.
قال: ثمّ تكلّم بشيءٍ خَفِيَ عنّي، ثمّ التفت إليّ، فقال: يا عديّ أَسمِعت؟ قلت: نعم، قال: أَحَفظت؟ قلت: نعم، قال: ويحك إحفظه وأعرِبه، فوالذي فلق الحبّة، ونصب الكعبة، وبرأ النسمة، ما هو عند أحد من أهل الأرض، ولا دعا به مكروب إلّا نفّس الله كُربته
».

* عمل الإستفتاح، أو عمل أم داود

 وهوعمل بالغ الأهميّة، ينتظره مَن يعرفه من شهر إلى شهر، حيث إنّه وإن كان في الأصل يؤدَّى في منتصف رجب، ولكن وردت الرخصة في الإتيان به في كلِّ شهر.
وينبغي الإهتمام بالإتيان بهذا العمل بنيّة إطلاق سراح الأسرى المجاهدين، فهو في الأصل لإطلاق سراح أسير.
ومَن عجز عن العمل بكامل خصوصيّاته، وِفْق إحدى الصيغتين، فلا أقلّ من الإهتمام بدعائه «دعاء الإستفتاح»، فإنّ له وحده أهميّة خاصة.
*قال السيّد ابن طاوس قدّس سرّه: «إعلم أنّ هذا الدعاء الذي نذكره في هذا الفصل دعاء عظيم الفضل، معروف بدعاء (أم داود)، وهي جدّتنا الصالحة المعروفة بأم خالد البربريّة، أمّ جدّنا داود بن الحسن بن الحسن، ابن مولانا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان خليفة ذلك الوقت قد خافه على خلافته، ثمّ ظهر له براءة ساحته، فأطلقه من دون آل أبي طالب الذين قبض عليهم ".." فأمّا حديثُ أنّها أمُّ داودَ جدِّنا، وأنّ اسمها أمّ خالد البربريّة، كمَّل الله لها مراضيه الإلهيّة، فإنّه معلومٌ عند العلماء ومتواتر بين الفضلاء».
ثمّ قال حول الدعاء: «وهو دعاءٌ جليلٌ مشهورٌ بين أهل الروايات، وقد صار موسماً عظيماً في يوم النصف من رجب، معروفاً بالإجابات وتفريج الكربات».
*ولا ينحصر وقت عمل الإستفتاح بمنتصف رجب، وإن كان ذلك موسمه الأساس الذي ورد فيه. تقول أم ّداوود: «سألت الإمام الصادق عليه السلام: يا سيّدي، أيُدعى بهذا الدعاء في غير رجب؟ قال: نعم يوم عرفة، وإنْ وافق ذلك يوم الجمعة، لم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له، وفي كلّ شهرٍ إذا أراد ذلك، صام الأيّام البيض، ودعا به في آخرها كما وصفت».
يعني كما تقدَّم.
أضاف السيّد: «وفي روايتين: قال: نعم في يوم عرفة، وفي كلّ يومٍ دعا، فإنّ الله يُجيب إن شاء الله تعالى».

*ليلة السابع والعشرين ويومها: يوم المبعث النبوي

إقبال الأعمال: إعلم أنّ الرحمة التي نُشرت على العباد، وبشّرت بسعادة الدنيا والمعاد، بالإذن لسيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله وعلى ذريّته الطاهرين، في أن يُظهر رسالته عن ربّ العالمين إلى الخلائق أجمعين، كانت السعادة بإشراق شموسها وتعظيمها وتقديمها، على قدر ما أحيا الله جلّ جلاله بنبوّته من موات الألباب، وأظهر بقدس رسالته من الآداب، وفتح بهدايته من الأبواب إلى الصواب. وذلك مقام يَعجز عن بيانه منطق اللّسان والقلم والكتاب، ولا تحصيه الخواطر، ولا تطّلع على معانيه البصائر، ولا تعرف له عدداً.

المراقبات: عن الإمام الجواد عليه السلام [ومثلها رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام تقدّم ذكرها]: «في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، وهي ليلة سبع وعشرين منه، بُعث النبيّ في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها -أصلحك الله- من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة.
 قيل: وما العمل فيها؟ قال: إذ صلّيت العشاء الآخرة، وأخذتَ مضجعك، ثمّ استيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أو بعده، صلّيت اثنتي عشرة ركعة، باثنتي عشرة سورة من خفاف المفصل من بعد يس إلى الحمد [الجحد]، فإذا فرغت من كلّ شفع جلست بعد التسليم، وقرأت الحمد سبعاً، والمعوّذتين سبعاً، و(قل هو الله أحد) سبعاً، و(قل يا أيّها الكافرون) سبعاً، و(إنّا أنزلناه) سبعاً، وآية الكرسيّ سبعاً، وقلت بعد ذلك من الدعاء: الحمدُ لله الذي لَم يَتّخِذ صاحِبةً ولا ولداً ...»، وادعُ بما أَحببت، فإنّك لا تدعو بشيء إلّا أُجبت ما لم تدعُ بمأثم، أو قطيعة رحم، أو هلاك قوم مؤمنين».

*يوم المبعث الشريف

من مهمّات هذا اليوم الصَّوم، وهو يُعادل صيام ستّين سنة، والغسل، وزيارته صلّى الله عليه وآله [أنظر: زيارته صلّى الله عليه وآله عن بُعد، باب الزيارات، (مفاتيح الجنان)]، وزيارة أمير المؤمنين عليه السلام بالزيارة المخصوصة العظيمة الشأن الواردة في هذا اليوم. [ذُكرت في هذا الباب ثلاث زيارات؛ 1- مطلعها: «الحمد لله الذي أشهدنا مشاهد أوليائه..»، 2- مطلعها: «السلام على أبي الأئمّة ومعدن النبوّة..»، 3- مطلعها: «أشهد أن لا إله إلّا الله..». أنظر: باب الزيارات في (مفاتيح الجنان)].

ومن مهمّات هذا اليوم أن تُصلّي قبل الزوال اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السُّوَر، وتقول بين كلّ ركعتين: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً. يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي، يا صاحِبي فِي شِدَّتِي، يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي، يا نَجاحِي فِي حاجَتِي، يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي، يا كافِئي (كالئي) فِي وَحْدَتِي، يا أُنْسِي فِي وَحْشَتِي، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ، وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي فَلَكَ الحَمْدُ، وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي، وَآمِنْ رَوْعَتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ، وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ»، فإذا فَرغتَ من الصلاة والدعاء قرأتَ الحمد، و(قل هو الله أحد)، و(قل يا أيّها الكافرون)، والمعوّذتين، و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، وآية الكرسيّ، سبعاً سبعاً، ثمّ تقول: «لا إله إلّا الله والله أكبرُ وسبحان الله، ولا حَولَ ولا قوّة إلّا بالله» سبع مرّات، وتقول: «الله الله ربّي لا أُشركُ به شيئاً» سبع مرّات ثمّ ادعُ بما أحببت.
 ثمّ [إنّ] من مهمّات أعمال اليوم هذين الدعاءين:
الأوّل: يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ، أللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدى الطَّلَبُ، وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ، وَدَرَسَتِ الآمالُ، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، أللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةً، وَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةً، وَالاسْتِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَة، وَأعْلَمُ أَنَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ، وَلِلْصَّارِخِ إِلَيْكَ بِمِرْصَدِ إِغاثَةٍ، وَأَنَّ فِي اللَّهَفِ إِلى جِوارِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ، وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ، وَأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الإرادَةِ قَلْبِي، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ، أَوْ صارِخٍ إِلَيْكَ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ، أَوْ مَلْهُوفٍ مَكْرُوبٍ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ، أَوْ مُذْنِبٍ خاطِىءٍ غَفَرْتَ لَهُ، أَوْ مُعافىً أَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، أَوْ فَقِيرٍ أَهْدَيتَ غِناكَ إِلَيْهِ، وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ؛ إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجِي حَوائِجَ الدُّنْيا وَالآخرةِ، وَهذا رَجَبٌ المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ فَنَسْأَلُكَ بِهِ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأجَلِّ الأكْرَمِ، الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَتَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ، وَالآمِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ، أللّهُمَّ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ، وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ، فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ، فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفِينَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، أللّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ، وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ، وَبِالمَنْزِلِ العَظِيمِ الأعْلى أَنْزَلْتَهُ، صَلِّ عَلى مَنْ فِيهِ إِلى عِبادِكَ أَرْسَلْتَهُ، وَبِالمَحَلِّ الكَريم أَحْلَلْتَهُ، أللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً، وَاجْعَلْ لنا مِنْ أَمْرِنا يُسْراً، وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ إِلى مُنْتَهى آجالِنا، وَقَدْ قَبِلْتَ اليَسِيرَ مِنْ أَعْمالِنا، وَبَلَّغْتَنا بِرَحْمَتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

الثاني: أللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ، وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرْ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ، يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، أللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها، وَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها، وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها، أللّهُمَّ فَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ، وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ، وَالعُنْصُرِ العَفِيفِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلْ أَعْمالَنا فِي هذِهِ اللَيْلّةَ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً، وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً، وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً، وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِ مَسْرُورَةً، وَأَرْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ باليُسْرِ مَدْرُورَةً، أللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلا تُرى، وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الأعْلى، وَإِنَّ إِلَيْكَ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى، وَإِنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا، وَإِنَّ لَكَ الآخرهَ وَالأولى، أللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى وَأَنْ نَأْتِيَ ما عَنْهُ تَنْهى، أللّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَنَسْتَعِيذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ مِنَ الحُورِ العِينِ فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ، وَاجْعَلْ أَوْسَعَ أَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا، وَأَحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا، وَأَطِلْ فِي طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَيُحْظي عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا، وَأَحْسِنْ فِي جَميعِ أَحْوالِنا وَأُُمُورِنا مَعْرِفَتَنا، وَلا تَكِلَنا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلّيْنا، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِ حَوائِجِنا لِلدّنْيا وَالآخرةِ، وَابْدأ بآبائِنا وَأَبْنائِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا المُؤْمِنِينَ فِي جَمِيعِ ما سَأَلْناكَ لأنْفُسِنا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ، وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا الذَّنْبَ العَظِيمَ، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ، أللّهُمَّ وَهذا رَجَبٌ المُكَرَّمُ الَّذِي كَرَّمْتَنا بِهِ، أَوَّلَ أَشْهُرِ الحُرُمِ، أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأمَمِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ، فَأَسأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأجَلِّ الأكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالآمِلِينَ فِيهِ لِشَفاعَتِكَ، أللّهُمَّ اهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ، وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ، فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ، وَمُلْكٍ جَزِيلٍ، فَإنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، أللّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَ مُنْجِحِينَ، غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضالِّينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ، السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ، أللّهُمَّ دَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ، وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ، وَطَلَبَ إِلَيْكَ الطالِبُونَ وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ، أللّهُمَّ أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ وَإِلَيْكَ مُنْتَهى الرَّغْبَةِ وَالدُّعاءِ، أللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ اليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالنُّورَ فِي بَصَرِي، وَالنَّصِيحَةَ فِي صَدْرِي، وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي، وَرِزْقاً وَاسِعاً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِي، وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي، وَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي، وَرَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ اسجد وقُل: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ، وَخَصَّنا بِولايَتِهِ، وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ شُكْراً شُكْراً، (مائة مرّة)، ثمّ ارفع رأسك من السجود وقل: أللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَ بِحاجَتِي، وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي، وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِأَئِمَّتِي وَسادَتِي، أللّهُمَّ انْفّعْنا بِحُبِّهِمْ، وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ، وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وقال الشيخ الكفعمي في (البلد الأمين) إنّ هذا الدعاء يقرأ في ليلة المبعث.

اخبار مرتبطة

  إصدارات : دوريات

إصدارات : دوريات

02/06/2011

  إصدارات : كتب أجنبية

إصدارات : كتب أجنبية

02/06/2011

  إصدارات : كتب عربية

إصدارات : كتب عربية

02/06/2011

نفحات