تحقيق

تحقيق

منذ 3 أيام

من أرض سبأ إلى جبل عامل


من أرض سَبَأ، إلى جبل عامل

«..وإنّ فيه رجالاً ينتظرون..»

_____ إعداد: محرّر «شعائر» _____

إنّه جبل عامل، العَصِيّ على الخضوع والاستسلام، وأهله أبناؤه، الّذين صمدوا أمام العواصف ومحاولات التّهميش، وذاقوا التهجير والقتل، وهم الّذين دحروا المحتلّ الصّهيونيّ منهزماً ذليلاً، وكلّ ذلك بفضل الثّقة بالله تعالى، والتّمسّك بنهج أهل البيت عليهم السّلام، والصّبر الممزوج بالدّم في الموقف الثّابت.

هذا التّحقيق، مدخل إلى تاريخ جبل عامل، التّسمية والأصل والحدود، والوجود الإسلامي الشّيعي الّذي يعود فضله إلى أبي ذرّ الغفاريّ، الصّحابيّ الجليل، على أن يكون لنا، في أعداد لاحقة، ولأهمّيّة جبل عامل تاريخاً وحاضراً، تحقيقات عن أعلام هذا الجبل، ومَن نبغوا فيه، والمدارس والحوزات الدّينيّة، والمقامات والمزارات، للكشف ما أمكن عن تاريخه النّاصع وحاضره المشرق.

 

سبب التّسمية: جبل عامل، أو جبل الجليل، أو جبل الخليل، أو بلاد بشارة، تلك هي الأسماء المتعدّدة التي عُرف بها قديماً «جبل عامل»، ويكاد المؤرّخون يُجمعون على سبب تسميته بذلك نسبة إلى قبيلة «عاملة بن سبأ». وفي ما يلي أقوال بعض المؤرّخين وعلماء البلدان بهذا الخصوص:

* قال القلقشندي في (صبح الأعشى): «جبل عاملة وجبال عاملة وجبل الخيل وجبل الجليل وبلاد بشارة والبشارتين، تسميات لمسمّى واحد هو جبل عامل، نزَلَه بنو عاملة بن سبأ من عرَب اليمن عند تفرّقهم بسيل العَرم، فعُرف بهم، وهو جزء من لبنان».

* وعن تعدّد التّسميات، يقول السّيّد محسن الأمين: «من أسمائه جبل عامل أو جبل عاملة، أو جبال بني عاملة. فجبل عاملة أو بني عاملة نسبة إلى بني عاملة الذين سكنوه، وتسميته بجبال عاملة بلفظ الجمع باعتبار أنّها جبال كثيرة، وبجبل عاملة بلفظ المفرد باعتبار إرادة الجنس. أمّا تسميته بجبل عامل بحذف الهاء فهو تخفيف لكثرة الاستعمال».

* وجاء في (متن اللّغة) مادّة (ع م ل): «بنو عاملة، حيّ يمانٍ من ولد الحرث بن عدي، ينتهي إلى كهلان بن سبأ، نُسبوا إلى أمّهم عاملة بنت مالك القضاعيّة، وجبلُهم بالشّام، فوق صور وصيدا، يُعرف بهم. واشتُهر باسم جبل عامل».

* ويقول المؤرّخ محمّد جابر آل صفا في (تاريخ جبل عامل): «سُمّي بعامل نسبة إلى أهله الذي يعود نسبهم إلى قبيلة بني عاملة اليمنيّة، وهم من أقدم مَن سكن لبنان، وقد قدموا عند تهدّم سدّ مأرب في اليمن، وهم عربٌ أقحاح».

* ومن أسمائه جبل الجليل، قال اليعقوبي في كتاب (البلدان): «ومن جند دمشق جبل الجليل، وأهله قوم من عاملة، ومن جند الأردن، صور وبها دار الصّناعة».

* وقد عُرف بعض أجزاء من جبل عامل ببلاد بشارة نسبة إلى أحد الزعماء الذي تعدّدت الآراء حول نسبه، وذكر بعض المؤرّخين أنّه الأمير بشر بن معن. وقال آخرون إنّه بشارة بن مقبل القحطاني. لكن المعمول عليه والأقرب إلى الصحّة أنه الأمير حسام الدّين بشارة بن أسد الدّين بن مهلهل بن سليمان بن أحمد بن سلامة العاملي.


الحدود والمساحة

تعدّدت الآراء وإن كانت متقاربة فيما بينها عن حدود هذا الجبل، ونذكر منها:

* قول السيد محسن الأمين في (خطط جبل عامل): «إنّ حدّه [جبل عامل] من جهة الغرب البحر المتوسّط أو بحر الشّام، ومن الجنوب فلسطين، ومن الشرق الأردن (الحولة) ووادي التيم وبلاد البقاع وقسم من جبل لبنان الذي هو وراء جبل الرّيحان، ومن الشّمال نهر الأوّلي أو نهر الفراديس قديماً.. ولكن يقع التأمّل في الحدّ الفاصل بينه وبين فلسطين، فقد قيل إنّه هو النهر المسمّى بنهر القرن، وحينئذٍ يدخل في جبل عامل ما ليس فيه».

* وقال الشّيخ علي الزّين في (البحث عن تاريخنا في لبنان): «إنّ حدود الجبل من الشّمال مصبّ الأوّلي شمال صيدا، ثمّ يذهب إلى الشّرق شمال قرية البرامية ويتجاوز قرية روم من جهة الشّمال إلى أن يصل إلى جزّين، ويقطع جبل التّومات منحدراً إلى مشغرة، ويتّصل باللّيطاني من شمالي سحمر، ثمّ يذهب إلى أن ينحطّ على ينبوع الحاصباني ويتّجه جنوباً على مجرى النهر المذكور، فيدخل فيه جبل الظهر ومشغرة، ثمّ ينتهي الخطّ على ضفّة بحيرة الحولة، وينعطف غرباً جنوبي مقام النبي يوشع وشمالي الهراوي، وينتهي عند مصبّ وادي القرن جنوبي قرية البصّة، فيدخل فيه قرية الخالصة من أرض الحولة وهونين وقدَس ويوشع وصلحة والمالكيّة وتربيخا التي ضُمّت الى فلسطين».

 

 

وهكذا يُجمع المؤرخون على أنّ جبل عامل حدُّه من البحر المتوسط غرباً، إلى جبل الشيخ شرقاً، ومن جبل الريحان شمالاً، الى جبل الكرمل جنوباً.

وعن مساحة جبل عامل، فقد قدّرها بعض المؤرّخون بثلاثة آلاف كيلومتر مربّع بحسب آل صفا، ويرتفع هذا الرقم الى ثلاثة آلاف ومئتي كيلومتر مربّع على اعتبار أنّ طول الجبل يبلغ ثمانين كيلومتراً، وعرضه أربعين.


جبل عامل في وصف السّيّد محسن الأمين

أمّا ما امتاز به جبل عامل، فيقول السّيّد محسن الأمين في كتابه (خطط جبل عامل):

«امتاز جبل عامل بأمورٍ عدّة منها:

الأوّل: طِيبُ هوائه ونقاؤه، وعذوبة مائه، وطيب تربته.

الثاني: امتياز سكّانه بالذّكاء واعتدال القرائح، ولعلّ هذا ناشئ عن الأمر الأوّل لتأثير الإقليم في الطّباع، واعتدال الهواء في اعتدالها. ويشهد بذلك أنّه ما حلّ العامليّون في قُطر من الأقطار إلّا وتعلّموا لغة أهله بأقرب وقت، وتكلّموا بلهجتهم بحيث لا يمتازون عنهم ولا يظنّهم السّامع غرباء، بل يخالهم من أهل تلك البلاد. ".." ونرى الأمّيّ من العامليّين الذي لم يعرف غير الفلاحة والزّراعة يهاجر إلى أمريكا أو أفريقية لطلب الرّزق، فيتعلّم بأقرب وقت لغتهم ويجيدها، ويتعلّم القراءة والكتابة بالحروف اللّاتينيّة والعربيّة، ويتعاطى التّجارة والصناعة ويتقدّم في ذلك، فضلاً عن المتعلّمين منهم.

الثالث: كَثرةُ من نبَغ فيه، ففي أوائل الفتح الإسلاميّ، وبعده بمدّة، نبغ في العامليّين الشعراء والعلماء والقوّاد والأمراء. فلقد نبغ فيه من القرن السّادس الهجريّ أو قبله إلى اليوم في كلّ عصر من العلماء في كلّ فنّ، والشّعراء والأدباء والكتّاب العدد الكثير الذي يفاخر به جبل عامل سائرَ الأقطار، ويفاخر بهم عصرُهم سائرَ الأعصار، والّذين إن لم يكونوا قد امتازوا عن سكّان باقي الأقطار فلا ينقصون عنهم، ولم ينقطع منه العلم من ذلك الحين إلى وقتنا هذا.

وحسبك في فضل جبل عامل أن يجتمع في قريةٍ في جنازةٍ سبعون مجتهداً، والعلماء هم ورثة الأنبياء - في عصر الشّهيد الثّاني - وقد كثُرت مؤلّفاتهم في كلّ فنٍّ، حتّى أنّ أفران عكّا بقيت تشتعل منها ستّة أيّام في حادثة الجزّار المشؤومة، ولم ينجُ منها إلّا ما سرقه [قومٌ] من نفائسها، وما حمله الهاربون إلى بلادٍ غير بلادهم. وحسبك في فضل جبل عامل أن يضع صاحب (أمل الآمل) كتابه في علماء جبل عامل، ويعترف بعدم الاستقصاء، وأن يقصده الطلّاب والعلماء من العراق وإيران، وأن يبلغ عدد طلّاب مدرسة المحقّق الميسي أربعمائة طالب فيما يقال».


الشّيخ الحرّ العامليّ: الأرض المقدّسة

عدّد الشّيخ الحرّ العاملي في تقديم كتابه (أمل الآمل)، أسباباً عدّة لاختياره علماء جبل عامل لموضوع كتابه، وممّا ذكره:

«..أنّها [أرض جبل عامل] داخلة في الأرض المقدّسة أو متّصلة بها، كما يظهر من الأخبار ومن أقوال أكثر المفسّرين في قوله تعالى: ﴿..ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ..﴾. روى العيّاشي في (تفسيره) عن داود الرّقي عن أبي عبد الله عليه السّلام في حديثٍ أنّ الله قال: ﴿..ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ..﴾ المائدة:21، يعني [بلاد] الشّام.

وروى الصّدوق في (الفقيه)، قال: (قال الصّادق عليه السّلام: إنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بنِ عِمْرَان عَلَيْهِ السَّلام أَنْ أَخْرِجْ عِظَامَ يُوسُف مِنْ مِصْرَ، إلى أن قال: فَلَمَّا أَخْرَجَهُ طَلَعَ القَمَرُ فَحَمَلَهُ إِلَى الشَّام، فَلِذَلِكَ تَحمِل أهلُ الكتابِ مَوْتَاهُم إلى الشّام) .ويظهر من هذين الحديثين أيضاً أنّ الأرض المقدّسة [هي بلاد] الشام .".."

وقال الطّبرسي في (مجمع البيان) في تفسير الأرض المقدّسة: (هي بيت المَقدس عن ابن عبّاس والسدّي وابن زيد، وقيل: هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن عن الزّجّاج والفرّاء، وقيل: هي الشّام عن قتادة. وقيل هي أرض الطّور وما حوله عن مجاهد) انتهى.

وقد عرفتَ أنّ الموافق لتفسير الأئمة عليهم السّلام أنّها الشّام. وقد ذكر بعض المحقّقين أنّ عاملة اسم أحد أولاد سبأ، وأنّه سكن بهذا الجبل فنُسب إليه. والله أعلم.

".." وإنّها بلاد مباركة، كما يظهر من قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..﴾ الإسراء:1، وتلك البلاد متّصلة ببلاد بيت المقدس».

 
 

«..تُمْحِلُ البِلادُ دُونَ بِلَادِهِم..»

يقول الشّيخ الحرّ العاملي في كتابه (أمل الآمل): «ما وجدتُه بخطّ بعض علمائنا ونَقل أنّه وجده بخطّ الشهيد الأوّل نقلاً من خطّ ابن بابويه عن الصّادق عليه السّلام، أنّه سُئل: كيف يكون حال الناس في حال قيام القائم عليه السّلام وفي حال غيبته، ومَن أولياؤه وشيعتُه ".." المتمثّلين أمرَ أئمّتهم والمقتفين لآثارهم والآخذين بأقوالهم؟ قال عليه السّلام: بَلْدَةٌ بالشّام. قيل: يا ابن رسول الله إنّ أعمال الشّام متّسعة؟ قال: بلدةُ بأعمالِ الشّقيف أوتون [أرنون] وبيوت، وريوع [ربوع] تُعرف بسواحل البحار وأوطئة الجبال. قيل: يا ابن رسول الله، هؤلاء شيعتكم؟ قال عليه السّلام: هؤلاء شيعتُنا حقّاً، وهم أنصارنا وإخواننا والمواسون لغريبنا والحافظون لسرّنا، واللّيّنة قلوبُهم لنا، والقاسية قلوبهم على أعدائنا، وهم كسكّان السّفينة في حال غيبتنا، تُمحِل البلاد دون بلادهم، ولا يصابون بالصّواعق، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويَعرفون حقوق الله ويُساوون بين إخوانهم، أولئك المرحومون المغفور لحَيّهم وميّتهم وذكَرهم وأُنثاهم، ولأسوَدِهِم وأبيضهم وحُرّهم وعبدهم، وإنّ فيهم رجالاً ينتظرون، والله يحبّ المنتظرين.

فهذا الحديث - وإن لم أجده في كتاب معتمد - لكنّه لم يتضمّن حكماً شرعياً، وهو مؤيِّد للوجوه السّابقة وهي مؤيِّدة له، وقرائنُ على ثبوت مضمونه».

 

أبو ذرّ والتّشيُّع في جبل عامل

يقول الشّيخ محمّد جواد فقيه في كتابه (أبو ذرّ الغفاري – رمز اليقظة في الضّمير الإنساني) - بعد استدلاله بالرّوايات على أنّ مدّة إقامة أبي ذرّ رضوان الله عليه في بلاد الشّام دامت حوالي 14 عاماً، وذلك قبل إعادته إلى المدينة ونفيه إلى الرّبذة حيث كانت وفاته، يقول: «إنّ هذه النّصوص، تزوّدنا بالكثير حول إقامته الطّويلة في بلاد الشام، فقد كانت إقامتُه هذه تقضّ مضاجع الحكّام آنذاك، فقد استطاع هذا الصحابيّ الجليل أن يستقطب الأكثرية من النّاس، يعِظُهم ويُرشدهم، ويذكّرهم بأيّام الله. وينوّه بمقام أهل البيت عليهم السّلام ومكانتهم وفضلهم، وما ورد فيهم على لسان رسول الله صلّى الله عليه وآله، إلى غير ذلك ممّا جلب على معاوية المتاعب.

".." هذه الحقيقة، هي صلة التّشيّع في جبل عامل بأبي ذرّ رضوان الله تعالى عليه، فإنّ ممّا توارثه أهلُ هذا الجبل عن الآباء والأجداد أنّ تشيّعهم لمذهب أهل البيت عليهم السّلام كان على يد هذا الصحابيّ الجليل عندما كان مقيماً في بلاد الشّام.

قال السّيّد الأمين في (أعيان الشّيعة) – والكلام للشّيخ محمّد جواد فقيه: (ومن المشهور أنّ تشيّع جبل عامل كان على يد أبي ذرّ، وأنّه لمّا نُفي إلى الشّام - وكان يقول في دمشق ما يقول - أخرجه معاوية إلى قرى الشّام، فجعل ينشر فيها فضائل أهل البيت عليهم السّلام، فتشيّع أهلُ تلك الجبال على يده، فلمّا علم معاوية أعاده الى دمشق، ثمّ نُفي إلى المدينة. ثمّ قال: وهذا، وإن لم يرِدْ به خبرٌ مسند، لكنّه قريب غير مستبعد).

وذكر الشّيخ الوالد [المرجع الدّيني الشّيخ محمّد تقي الفقيه] في كتابه (جبل عامل في التأريخ) كلمات لبعض كبار الباحثين حول هذا الموضوع، وبدوري أقتطف بعضاً من كلماتهم.

قال الأستاذ الشّيخ أحمد رضا: (إنّ التشيّع في بلاد الشّام هو أقدم منه في كلّ البلاد غير الحجاز، وهذا من العجيب أن يقوم أوّل ركن، وتنتشر أوّل دعوة للشيعة في بلادٍ محكومة لأعدى النّاس لهم).

ثمّ استطرد في كلامه عن أبي ذرّ ونشرِه مذهب التشيّع في بلاد الشام فقال: (ثمّ كان يخرج إلى السّاحل، فكان له مقام في قرية الصّرفند القريبة من صيدا، ومقام آخَر في قرية ميس، المُشرفة على غور الأردن، وكلتاهما من قرى جبل عامل، والمقامان إلى الآن معروفان)، الى آخر ما قال.

قال الأستاذ الشّيخ سليمان ظاهر: (إنّ قِدم التشيّع في هذا القُطر - يعني جبل عامل - يمتدّ الى خلافة عثمان وإلى عهد نفي أبي ذرّ).

 ثمّ عقّب سماحة الشّيخ.. فقال: (هؤلاء أعلام.. من ثقات أهل الاستقراء والتدقيق، يشهدون شهادة جازمة بقِدم التشيّع في بلاد عاملة، وأنّه من عهد نفي أبي ذرّ الغفاري، كما يشهدون بسبق تشيّع الحجاز).

 

 

ثمّ ذكر كلمة الحرّ العاملي قدّس سره، وهو من أعظم الثّقات ومن أجلّاء أهل زمانه، وهو أقدم من هؤلاء جميعاً، كان يقول: (إنّ تشيّعهم - يعني العامليّين - أقدمُ تشيّع. فقد روي أنّه لما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله لم يكن من شيعة عليّ عليه السلام إلّا أربعةٌ مخلصون: سلمان، وأبو ذرّ، والمقداد، وعمَّار. ثمّ تبعهم جماعة قليلون اثنا عشر، وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج حتّى بلغوا ألفاً وأكثر. ثمّ في زمن عثمان، لمّا أخرج أبا ذرّ الى الشام، بقي أياماً، فتشيّع جماعة كثيرة، ثمّ أخرجه معاوية إلى القرى، فوقع في جبل عامل، فتشيّعوا من ذلك اليوم). إلى آخر ما ذكره. ".."

ومجمل القول: فإنّ نسبة التّشيُّع في جبل عامل لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ممّا توارثه أبناء هذه المنطقة، أباً عن جدٍّ، وحبّهم لآل البيت عليهم السّلام، واعتناقهم مذهبهم، هما الصّفة المميِّزة لأهل هذا الجبل»

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

نفحات