شعر

شعر

14/06/2015

شَهِدَ النَّبِيُّ وقال: إنَّكَ سَيِّدُ


في مدح الإمام الحسن المُجتبى عليه السّلام

شَهِدَ النَّبِيُّ وقال: إنَّكَ سَيِّدُ

الشّيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله

 

إنّ مولوداً تربّى في حِجر النبيّ الخاتَم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وغذّته يدُ سيّدة النساء عليها السّلام وروحُها، وأينع بسَقي إمام المتّقين عليه السلام، لَحقيقٌ أن يكون فريداً في صفاته، سامقاً في أخلاقه، وهذا ما عبّر عنه المرحوم الشيخ أحمد الوائلي في هذه الأبيات المختارة من قصيدة له يمدح فيها الإمام الحسن السّبط الزكي عليه السّلام. 

 

بـيـن الـنّبوّةِ والإمـامةِ مَـعقِدُ

يَـنْـميهِ حـيدرةٌ ويُـنجِبُ أحـمدُ

يَـزدانُ بـالإرثِ الـكريمِ، فعَزْمةٌ

مِـن حَـيدرٍ.. ومـنَ النبوّة سُؤدَدُ

فـإذا سَـما خُـلُقٌ وطـَابتْ دَوحةٌ

فـالمَرءُ بـينَهما الـسَّرِيُّ الأوحَدُ

يـا أيُّـها الحسنُ الزكيُّ، وأنتَ مِن

هَـذي الـمَصادرِ لـلرّوائع مَـورِدُ

أَأبـا مـحمّدَ، أيُّـها السِّبطُ الـّذي

آواهُ مِــن حِـجْرِ الـنبوّةِ مَـقعَدُ

وشَـدَتْ لـه الـزهراءُ تملأُ مَهدَهُ

نَـغَـماً غــداةَ تَـهزُّهُ وتُـهَدهِدُ

ورَعَـتْهُ بـالزّادِ الـكَريمِ عِـنايةٌ

للهِ تُـغـدِقُ بـالكريمِ وتَـرفِدُ

عَـيناهُ تَـستَجلي مـلامحَ أحـمدٍ

وبِـسَمْعهِ الـوحيُ الـمبينُ يُـردَّدُ

ويَـربُّهُ الـمحرابُ وهـو مُطوِّقٌ

عـنُقَ الـنبيِّ غَـداةَ فـيه يَسْجُدُ

وتَـشُدُّ عـزمتَه مـلاحمُ لـلوغى

حُـمْرٌ.. أبـوه بـها الهِزَبْرُ المُلْبِدُ

زَهَتِ النّجومُ على سَماكَ، وليسَ في

أُفُــقٍ نُـمِـيتَ إلـيهِ إلّا فَـْرقَدُ

ولـكَ الـمواقفُ والـمشاهدُ، واحدٌ

يـَروي.. وآخَـرُ بـالبُطولة يَشهَدُ

والـنّهروانُ وأرضُ صِـفّينٍ بـها

مـاضي شَـباكَ لـه حديثٌ مُسنَدُ

وأبـوك حـيدرُ، والـحَيادرُ نسلُها

مِـن سِـنْخِها.. وابنُ الحُسَامِ مُهَنَّدُ

وعَـذَرتُ فـيك الـمُرجِفينَ، لأنّهم

وُتِـروا.. وذو الـوِترِ المُدَمّى يَحقِدُ

قـالوا: تنازلَ لابن هندٍ.. والهَوى

يُـعمي عـن القولِ الصّوابِ ويُبعِدُ

مـا أهـونَ الـدّنيا لديكَ وأنتَ مِن

وَكْـفِ الـسَّحابةِ فـي عَطاءٍ أجوَدُ

والـحُـكْمُ لَـولا أنْ تُـقيمَ عـدالةً

أَنْـكَى لَـدَيكَ مِـن الذُّعافِ وأنكَدُ

أَوَيَـبتَغي مـنهُ الـسّيادةَ مَـن لَهُ

شَـهِدَ الـنّبيُّ وَقـَالَ: إنّك سَيِّدُ؟!

قَـد قَـادَنا لـلصِّدقِ فـيه مـُحَمّدٌ

ومُـذَمَّـمٌ مَـن لَـم يَـقُدْهُ مـحمّدُ

يـا مَـن تَـمرُّ به النّجومُ وطَرْفُهُ

نـحوَ الـسَّماء مُـصوَّبٌ ومُصعّدُ

تَـتناغمُ الأسـحارُ مِـن تـرديدهِ:

إيّــاكَ ربّـي أَسـتعينُ وأَعـبُدُ

يـَتلو الـكتابَ، فيَنتشي مِن وعدِهِ

ويَـهـزُّهُ وَقـعُ الـوعيدِ فـيُرعِدُ

روحٌ بـآفـاق الـسّـماءِ مُـحلِّقٌ

ويـَـدٌ بـدَينِ الـمُعْوِزينَ تُـسدِّدُ

وسـماحةٌ وَسِـعَتْ بُـنبلِ جُذورِها

حـتّـى لـمَـروانٍ ومـا يَـتولَّدُ

حـيَّتْكَ يـا روضَ الـبقيعِ مشاعرٌ

قـبلَ الـجِباهِ عـلى تُرابِكَ تَسجُدُ

ورَوَتْ ثَـراكَ عـواطفٌ جـيّاشةٌ

وسَـقَتْ رُبـاكَ مـدامعٌ لا تَـبرُدُ


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

14/06/2015

دوريات

نفحات