أحسن الحديث

أحسن الحديث

14/09/2015

موجز في تفسير سورة التحريم


موجز في التّفسير

سورة التحريم

ــــــ سليمان بيضون ــــــ

* السّورة السادسة والسّتّون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلت بعد سورة «الحُجُرات». 

* سُمّيت بـ «التحريم» لابتدائها بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ..﴾.

* آياتها اثنتا عشرة، وهي مدَنيّة، مَنْ قرأها أعطاه الله توبةً نصوحاً كما في الحديث النبويّ الشريف.

في ما يلي موجز في تفسير السّورة المباركة اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السّيّد محمّد حسين الطّباطبائيّ رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الدّينيّ الشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، و(نور الثّقلين) للشّيخ عبد علي الحويزي رحمه الله.

 

تعدّدت الروايات واختلفت في سبب نزول السورة، لا سيّما الآيات الأولى منها، وفي الأمر الذي حرّمه النبيّ صلّى الله عليه وآله على نفسه، والأمر الذي أسرّه إلى بعض أزواجه طالباً عدم كشفه وإفشائه.

لكنّ الروايات تُجمعُ على أنّ المعنيّتين من زوجات النبيّ صلّى الله عليه وآله بهذه الواقعة، والمدعوّتَين إلى التّوبة في قوله تعالى: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا...﴾ هما عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطّاب.

وقد نزل الوحي ببيانِ جريمةِ التآمر عليه صلّى الله عليه وآله، وكشفِ ما أسرّه، وتأكيد المولى، عزَّ وجلَّ، أنّه تعالى ناصرُ رسوله صلّى الله عليه وآله: ﴿.. وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾.

 

 

محتوى السورة

تبدأ السورة بالإشارة إلى ما جرى بين النبيّ صلّى الله عليه وآله وبين بعض أزواجه من قصّة التحريم، ثمّ تخاطب المؤمنين أن يَقوا أنفسَهم من عذاب الله تعالى؛ أي النار التي وقودها الناس والحجارة، وأنّهم ليسوا يُجزَون إلّا بأعمالهم، ولا منجاةَ منها إلّا للنبيّ والذين آمنوا معه؛ ثمّ تخاطبه صلّى الله عليه وآله بجهاد الكفّار والمنافقين. وتُختَتم السورة بضربه، تعالى، مثلاً من النساء للكفّار، ومثلاً منهنّ للمؤمنين.

وتتضمّن سورة التحريم أربعة أقسام رئيسيّة :

القسم الأوّل: يرتبط بقصّة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم مع بعض أزواجه حينما حرّم بعض أنواع الطعام على نفسه، فنزلت الآيات من (1 إلى 5)، وفيها لومٌ لزوجات الرسول لأسباب ذُكرت في سبب النزول.

 القسم الثاني: خطاب لكلّ المؤمنين في شؤون التربية ورعاية العائلة، ولزوم التوبة من الذنوب، وهو الآيات من (6 إلى 8).

القسم الثالث: وهو الآية التاسعة التي تتضمّن خطاباً إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بضرورة مجاهدة الكفّار والمنافقين .

القسم الرابع: وهو القسم الأخير للسورة، الآيات من (10 إلى 12)، ويتضمّن توضيحاً للأقسام السابقة بذكر نموذجَين صالحَين للنساء، هما (مريم بنت عمران، وزوجة فرعون)، ونموذجين غير صالحَين (زوجة نوح، وزوجة لوط عليهما السلام) ويحذّر نساء النبيّ من هذين النموذجَين الأخيرَين، ويدعوهنّ إلى الاقتداء بالنموذجَين الأوّلَين .

ثواب تلاوتها

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ..﴾، أَعْطاهُ اللهُ تَوْبَةً نَصُوحَاً».

* عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ الطَّلاقِ وَالتَّحْريمِ في فَريضَةٍ، أَعاذَهُ اللهُ مِنْ أَنْ يَكونَ يَوْمَ القِيامَةِ مِمَّنْ يَخافُ أَوْ يَحْزَنُ، وَعُوفِيَ مِنَ النّارِ، وَأَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِتِلاوَتِهِ إِيّاهُما وَمُحافَظَتِهِ عَلَيْهِما، لِأَنَّهُما للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ» .

 

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿..فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ..﴾ الآية:4.

* الإمام الباقر عليه السلام: «لَقَدْ عَرَّفَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، عَلِيّاً أَصْحابَهُ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً حَيْثُ قالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَأَمّا الثّانِيَة فَحَيْثُ ما نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿..فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ..﴾، أَخَذَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِيَدِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلامُ، وَقالَ: يا أَيُّها النّاسُ، هَذا صالِحُ المُؤْمِنينَ».

* الإمام الصادق عليه السلام: «صالِحُ المُؤْمِنينَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ».

 

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..﴾ الآية:6.

* لمّا نزلت هذه الآية، سأل أحدُهم الإمام الصادق عليه السلام: «كيف أَقيهم؟ قال: تَأْمُرُهُمْ بِما أَمَرَ اللهُ، وَتَنْهاهُمْ عَمّا نَهاهُمُ اللهُ، إِنْ أَطاعوكَ كُنْتَ قَدْ وَقَيْتَهُمْ، وَإِنْ عَصَوْكَ كُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ ما عَلَيْكَ».

 

قوله تعالى: ﴿..عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ الآية:6.

* الإمام الرضا عليه السلام: «إِنَّ المَلائِكَةَ مَعْصومونَ مَحْفوظونَ مِنَ الكُفْرِ وَالقَبائِحِ بِأَلْطافِ اللهِ تَعالى، قالَ اللهُ تَعالى فيهِمْ: ﴿..لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾».

 

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا..﴾ الآية:8.

* عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير معنى «التَّوبة النَّصوح»، قال: «يَتوبُ العَبْدُ مِنَ الذَّنْبِ ثُمَّ لا يَعودُ فيهِ».

* وسُئل عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿..تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا..﴾ فقال: «هُوَ صَوْمُ يَوْمِ الأَرْبِعاءِ وَالخَميسِ وَالجُمُعَةِ».

* قال معاوية بن وهب: «سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول: إِذا تابَ العَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحَاً أَحَبَّهُ اللهُ، فَسَتَرَ عَلَيْهِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. فقلت: وكيف يَستر عليه؟ قال: يُنْسي مَلَكَيْهِ ما كَتَبا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنوبِ، وَيُوحِي إِلى جَوارِحِهِ: اكْتُمي عَلَيْهِ ذُنوبَهُ، وَيُوحِي إِلى بِقاعِ الأَرْضِ: اكْتُمي ما كانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنوبِ، فَيَلْقَى اللهَ حينَ يَلْقاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنوبِ».

* وسُئل الإمام الهادي عليه السلام عن «التّوبة النصوح»، فقال: «أَنْ يَكونَ الباطِنُ كَالظّاهِرِ، وَأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ».

 

قوله تعالى: ﴿..نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ..﴾ الآية:8.

* الإمام الباقر عليه السلام: «مَنْ كانَ لَهُ نورٌ يَوْمَئِذٍ نَجَا، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ نورٌ».

* الإمام الصادق عليه السلام: «أَئِمَّةُ المُؤْمِنينَ، يَوْمَ القِيامَةِ، يَسْعَوْنَ بَيْنَ أَيْدي المُؤْمِنينَ وَبِأَيْمانِهِمْ حَتّى يُنْزِلوهُمْ مَنازِلَ أَهْلِ الجَنَّةِ».

 

قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ..﴾ الآيتان:11-12.

* النبيّ صلّى الله عليه وآله: «كَمُلَ مِنَ الرِّجالِ كَثيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إِلّا أَرْبَعٌ: آسِيَةُ بِنْتُ مُزاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرانَ، وَخَديجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ».

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

14/09/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات