بسملة

بسملة

06/01/2016

من «قابيل» إلى أميركا ودواعشها الصّهاينة، وآل سعود:العبوديّة، أو الافتراس.


من «قابيل» إلى أميركا ودواعشها الصّهاينة، وآل سعود:

                                  العبوديّة، أو الافتراس.

بقلم: الشّيخ حسين كوراني

من «قابيل» إلى كلّ فرعونٍ هَلك، مروراً بإقامة الاستكبار الأميركيّ - قطب الفساد الأوحد في الأرض - على أنقاض «الهنود الحُمر»، وصولاً إلى إعدام شهيد كلمة الحقّ والعدل العلّامة الشّيخ نمر النّمر، مسارٌ إجراميٌّ، «داعشيٌّ»، واحد.

الامتياز الأخطر للقابيليّة – الدّاعشيّة - الأميركيّة، أنّ الذّئب لم يكتفِ - هذه المرّة - بارتداء ثوب الحَمَل، أو ثياب الواعظين، ولم يكتفِ بدعوى ترسيخ دعائم الدّيمقراطيّة، وعولمة الحضارة، وتوطيد أركان النّظام الدّوليّ الجديد، بل زعم أنّه «إله العالم»، يَبنيه «كما يحلو له».

كان كلّ فرعونٍ أو نمرود يخاطبُ أهلَ مملكته: «أنا ربُّكم الأعلى»، أمّا الفرعون الأميركيّ فهو يعتبر كلّ أهل الأرض - مع مَن يبحث عنهم من سكّان النّجوم والأفلاك - عبيداً له، ومَن أبى فالدّاعشيّة الأميركيّة له بالمرصاد!

***

كما يخطّط الشّيطان ليُعجَبَ المصلّي بنفسه، ويرائي، ولا يستشعر الخشوع في صلاته، فتكون صلاته شيطانيّة. كذلك هي فتنة أميركا السّياسيّة.

 إحذر أن تمَسّ - اقتصاديّاً، أو أمنيّاً، أو عسكريّاً - سلطانها الأوحد على الكرة الأرضيّة – وعلى ما يُمكن أن يواليها من النّجوم وغيرها - واصنع ما شئتَ.

 استهدفها - حتّى الثّمالة - بالخُطب النّاريّة والكلام. واربط بينها وبين أدواتها كما تريد. لا تدّخر في مواجهتهم وُسْعاً، ولا تبقِ منهم – إن استطعتَ – ولا تذَر.

إنّما أنت – في الغاية - بعضُ أدواتها، تواجه أميركا أميركيّاً، وكما يحلو لها. جمعيّاتُ التّنمية! الأميركيّة وغيرها، تفتح لك الذّراعَين، والهاوية.

                                         ***

لا يُصيب من أميركاً مقتلاً أن يقتصر«الثّوّار» على تحميلها المسؤوليّة عن إجرام دُماها. إنّه إعلانٌ مجانيّ لتثبيت تَجبُّرها. يُطربها الخطابُ الثّوريّ الذي يجعل منها قدَراً لا محيصَ عنه ولا فكاكَ منه.

لا يُصيب منها مقتلاً، أن يقتصر العمل العسكريّ والأمنيّ، بل وحتّى المقاطعة الاقتصاديّة، على أدواتها.

تهتزّ طرباً لكلّ عملٍ «ثوريّ» يعمّق حاجة عملائها للاستقواء بها، خصوصاً في مجال السّلاح والسّلع الاستهلاكيّة.

***

لماذا – إذاً - لم تُستهدف «أميركا» اقتصاديّاً وأمنيّاً وعسكريّاً – مع استهداف «إسرائيل» - واقتصر الرّدّ – في الأعمّ الأغلب - على الكيان الصّهيونيّ وحسب؟

لماذا لم تُستهدف أميركا بعد كلّ عدوان سعوديّ على الأمّة، منذ اعتمدت أميركا «آل سعود» الوجه المضمر لغدّتها السّرطانيّة في المنطقة، والرّافعة الحامية والحاضنة للكيان العنصريّ الدّخيل؟

لماذا تصرّ حركات التّحرّر على تجهيل الفاعل، ولا تثأر من أميركا للجرائم التي تحرّض عليها وتتسبّب بها، وتنفّذها أدواتها في المنطقة والعالم بأسره؟

لو أنّ الأمّة اعتمدت الرّدّ على كلّ مجزرة يرتكبها عملاء أميركا - مع ضرب العملاء - بضرب المصالح الأميركيّة - ولو الاقتصاديّة فقط - بالوسائل الأنجع، فهل كان راهن الأمّة هو هذه المرحلة السّعوديّة الوهابيّة الدّاعشيّة، المتهالكة على إنقاذ «إسرائيل» من الزّوال؟

***

أخطر نتائج عدم الرّدّ على الجرائم الصّهيونيّة بضرب مصالح أميركا اقتصاديّاً وعسكريّاً وأمنيّاً، هو التالي:

1-   أنّ المجرم الأميركيّ صار الحَكم، وعلى الأقلّ الوسيط المحايد، الذي يعمل جاهداً لتثبيت مبدإ الدّولتين، ومصادرة حقّ العودة!

2-   أنّ «آل سعود» تمكّنوا من تثبيت زعامتهم في المنطقة والعالم الإسلاميّ. لم نربط عمليّاً بينهم وبين أسيادهم. اقتصر الجهر بالرّبط التّنظيريّ – وللأسف - على قلّة من اليسار العربيّ، في حين اكتفى الإسلاميّون – غالباً - على تكوين قناعة عن عمالة آل سعود والوهابيّين عموماً لا يجهرون بها! أدخل هذا الموقف الأمّة في نفق مظلم طيلة قرنٍ من الزّمن أو يزيد. لولا فرادة التّسديد الإلهيّ للإمام الخامنئيّ وحكمتُه البالغة، لما ظهرت بوادر عودة الأمّة إلى ثوابتها العقائديّة، لتجهر بأعلى الصّوت: «الوهّابيّون ليسوا مسلمين».

3-   وأخطر هذا الأخطر، موقف غالب حركات التّحرّر العربيّة – المتواصل - من دواعش أميركا السّعوديّين الوهابيّين والتّكفيريّين، في العراق وسوريا، وغيرهما. لم نردّ على جرائم الدّواعش بالانتقام من أميركا.

والأدهى في هذا الأخطر أنّنا لم نحمّل أميركا ولو نظريّاً وبملء اليقين جرائم دواعشها الجدد، واقتصر الرّدّ من بعضنا على تحميل أميركا المسؤوليّة على استحياء وتَلَعْثُم متقطِّعَيْن.

من يتحدّث بلغة التّلَعْثُم والخجل التي تنمّ عن عدم اليقين، تجده في حديث آخر ينطلق من القناعة التّامّة بأنّ التّحالف الأميركيّ في المنطقة يهدف إلى القضاء على داعش.

 وتسأله: ألم تقل إنّ داعش أميركيّة؟ فيتلعثم ولا يخجل.

ويبلغ انعدام الخجل والحياء حدّاً تجد معه قياداتٍ عراقيّة – مثلاً - تُسهم في لجم حراك «الحشد الشّعبيّ»، لتتفرّد أميركا بتحرير الرّمادي ثمّ الموصل!!

 الهدف منعُ الحشد الشّعبيّ من مواصلة انتصاراته حتّى لا يحصد قادته مقاعد المجلس النّيابيّ في الانتخابات القادمة، فينجز تحرير العراق من أميركا وكلّ دواعشها.

4-   ومن نتائج عدم الرّبط العمليّ - بالرّدّ الفاعل ولو عبر مقاطعة البضائع الأميركيّة - بين جرائم أدوات أميركا وبين سيّدها الأميركيّ، العجز عن الرّبط العمليّ بين «آل سعود» وبين «الدّواعش».

مَرَدْنا على التّسطيح، وتجهيل المحرّض الفاعل الأوّل، فبلغنا مع ظاهرة الدّواعش الأميركيّة السّعوديّة غاية الغباء السّياسيّ المذهل.

أُريد لنا أن نعمى فأضفنا الصَّمَم. أُريد لنا أن نصدّق أنّ ظاهرة الدّواعش قد تشكّلت وأقامت دولة، وصدّرت النّفط واستوردت التّرسانات الهائلة من السّلاح والمقاتلين من أربع رياح الأرض، دون غطاء من أيّ دولة، فصدّقنا وصفّقنا، وها نحن نؤدّي التّحيّة في «الرّمادي» للتحالف الأميركيّ لدوره الرّياديّ في دعم الجيش لمواصلته «تحرير قلب العروبة النّابض»، ونشدّ على يده لتحرير «الموصل»! ولولا قتل آل سعود العلّامة النّمر لكُنّا اليوم نشهد مراسم افتتاح السّفارة السّعوديّة في العراق! ومن يدري؟!

5-  ما يجري منذ حوالي عشرة أشهر في اليمن، من عدوانٍ سعوديٍّ غير مسبوق في تاريخ الحروب، ليس إلّا بعض نتائج الصَّمَم والبُكم اللّذين أصابانا طيلة حوالي قرنٍ - بكماله والتّمام - فوقعنا في مؤامرة التّزييف البريطانيّ - الأميركيّ الأكبر، عبر تنصيب آل سعود ممثّلين رسميّين للأمّة التي تبرأ منهم ولا تعترف بإسلامهم، فإذا بأكثر الأمّة لا يجرؤ على الجهر بحقيقة أوضح من الشّمس: «لو كانوا آل سعود من المسلمين لما تعمّدوا سياسة الحرق والإبادة في اليمن».

لو كانوا من البشر لما أحرقوا البشر والشّجر والحجر.

﴿..إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ الفرقان:44.

***

في الخلاصة: أدّى الانخداع بزَيف آل سعود - بالرّغم من إجماع علماء الأمّة شيعةً وسُنَّةً على أنّهم ليسوا مسلمين - إلى استمرار تسلّقهم إلى زعامة العالم الإسلاميّ، وتمكينهم من دعم الكيان الصّهيونيّ، واستنساخهم ذئاب الدّواعش منهم وعنهم، وإطلاقها لتمزيق الأمّة وتقطيع أوصالها، وإراحة الكيان الصّهيونيّ.

 وأدّى تجهيل العدوّ الأساس وهو أميركا، وعدم استهدافها اقتصاديّاً، وعسكريّاً، وأمنيّاً، إلى إراحتها لتُواصل الإمساك بزمام المبادرة، وتُمعن في مخطّطاتها التّآمريّة عبر وجهَي الغدّة السّرطانيّة، الصّريحِ والمضمَر أي اليهود في فلسطين والحجاز، وصولاً إلى قتل شهيد الإسلام - وكلّ الأحرار- العلّامة الشّيخ نمر باقر النّمر رضوان الله تعالى عليه.

﴿وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ القمر:41-42.

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر/ 21

ملحق شعائر/ 21

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات