مرابطة

مرابطة

07/03/2016

الشهيد والشهادة


الشهيد والشهادة

مختارات من خُطَب الإمام الخامنئي دام ظلّه

_____ إعداد: «شعائر» _____

 

لأهميّتها ودلالتها العميقة على حاضرنا في المواجهة مع الاستكبار وأهل الفتنة من التكفيريّين في المجتمعات الإسلامية، ننشر هذه المقتطفات من خُطب الإمام الخامنئي دام ظلّه حول قِيَم الشهادة ومنازل الشهداء.

نشير إلى أن هذه النصوص مختارة من كتاب (الشهيد والشهادة) الذي أصدره «مركز قاف» في بيروت.

 

شهداء الثورة في صفّ شهداء صدر الإسلام

«إنّ من أكبر النِّعَم الإلهيّة على مجتمعنا الإسلامي هو وجود رجال شجعان وشباب مضحّين، كانوا، قبل انتصار الثورة الإسلاميّة وإلى اليوم، يقفون بكلّ صلابة مقابل أعداء الثورة، وينصرون الإسلام والثورة وطريق الله بالأنفُس والدماء.

بعض هؤلاء الأعزّاء استشهدوا في هذا السبيل، وفازوا بالدرجات والنعم الإلهيّة غير المتناهية التي يمنحها الله للشهداء، وسُجِّلت أسماؤهم في التاريخ كوثيقة لمفاخر إيران والإسلام والثورة الإسلامية، وأصبحوا أساس السمعة للإمام قائدنا الجليل الراحل.

لو أردنا أن نَزِن شهداءنا الأجلّاء في ميزان القِيَم الإسلاميّة، فمن دون شكٍّ سيكونون في عداد شهداء صدر الإسلام، ولعلّهم في بعض الموارد أفضل؛ لأنّ شهداء صدر الإسلام كانوا مع نبيّ الإسلام الأكرم، صلّى الله عليه وآله، ومع أمير المؤمنين، عليه الصلاة والسلام، وكانوا يسمعون ويشمّون أنفاس الوحي من النبيّ الأعظم؛ لكنّ شهداء زماننا، ومن دون أن يشاهدوا الإمام المعصوم أو النبيّ الأكرم شاركوا في جبهات الخطر بدعوة إمامنا الجليل والراحل، رضوان الله تعالى عليه، وبمحض إشارةٍ من نائب المعصومين الحقيقيّ عليهم السلام، وأدّوا دور المجاهد في سبيل الله على أفضل وجه».

(في لقاء عوائل شهداء كاشان، محافظة بوشهر، 01/01/1992)

هدف العرفاء والسالكين

«إنّ الشهيد يحلّق عند الله تعالى في الدرجات الرفيعة، أي إنّ ذلك الشيء الذي يسعى جميع العرفاء وأهل السلوك طوال عمرهم من أجل الوصول إليه، فإنّه بهذه التضحية وبهذه الشهادة قد ناله وحصل عليه، ووصل إلى رضوان الله وقُربه».

(في لقاء عائلة الشهيد آويني، 01/04/1993)

بذلُ العمر الفاني في سبيل السعادة الأبديّة

«إنّهم الأعلون والسعداء الذين يوفَّقون للجهاد ونيل ثواب الشهادة. لقد بذلوا بسيرتهم الملكوتية متاع الدنيا العابر في سوق المنافع المعنويّة والإلهيّة، ونالوا رضوان الله الذي هو أعظمُ أجرٍ ورِبح.

الأذكياء هم الذين استطاعوا أن يقضوا هذا العمر الفاني في خدمة السعادة الأبديّة والعمر الأبديّ. وإنّ بلدَنا اليوم وشعبنا والثورة مَدينون بشدّة لهؤلاء الأعزّاء وإرثهم. إنّ عزّة إيران اليوم، وكلّ أنواع التطوّر في البلاد، والأمن والاستقلال، وكلّ إنجاز كبير يُعدّ هديّة نفيسة قدّمها الشهداء وآباؤهم وأمّهاتهم وزوجاتهم الصبورات، لشعب إيران».

(نداؤه في يوم تكريم الشهداء والمضحّين، 04/02/1998)

الشهداء وعوائلهم قدوة وأبطال حقيقيّون

«عندما تعرّض الشهيد أملاكي، نائب قائد فيلق جيلان، للقصف الكيماوي، كان إلى جانبه تعبويّ لم يكن معه قناع للوقاية، فخلع الشهيد أملاكي قناعه وألبسَه لذاك التعبويّ! هذه هي البطولة. وكلاهما استُشهد، غير أنّ الخلود كان من نصيب هذه البطولة.. وهؤلاء هم الذين لا يطويهم الفناء: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ آل عمران:169؛ إنّهم أحياءٌ عند الله، وفي قلوبنا وعقولنا، وفي أوساط حياتنا. وهناك أب لأحد الشهداء في مدينتكم جيلان، عندما جاؤوا بابنه شهيداً محزوز الرقبة، قبّل ابنَه، ولم يتأوّه أبداً! هؤلاء قدوة».

(في لقاء الآلاف من شباب محافظة جيلان في مدينة رشت، 02/05/2001)

 

المعرفة العميقة والوعي الكامل للشهداء

«لقد ظهر نظامنا الإسلامي في بيئة عالمية وفي بُرهة زمنية سادت فيها أنظمة ظالمة أخذت تتحكّم بمصير البشريّة بأَسرها. ولم تكن الثورة الإسلامية حدثاً جزئيّاً يقتصر على الإطاحة بنظامٍ ظالمٍ كان يسيطر على مقدّرات البلد. فالنظام الجائر الذي كان يتولّى سدّة الحكم في بلدنا ويتحكّم بمصائر الناس عن طريق العنف والقهر والجهل، كان مدعوماً من قِبَل نظامٍ عالميٍّ ومن قِبَل زعماء الأنظمة العالمية، فمواجهتُه كانت مواجهةَ كافّة مراكز القوى العالميّة في ذلك الوقت.

من هنا، عندما انتصرت الثورة الإسلامية وتمكّنت من إزاحة هذه العقبة من طريقها، بدأت تلك القوى نفسها بالتواطؤ على الشعب الإيراني، وتبيّن أنّ هناك شبكة عنكبوتية من القوى الظالمة تقوم بدعم النظام البهلوي السفّاك، ولا تتورّع عن خنق أيّ صوت أو كلمة تصدح بالحقّ في هذا العالم. لذلك عندما نشبت الحرب المفروضة والتي دامت ثمان سنوات، تواطَأَتْ جميع تلك القوى على الشعب الإيراني.

فمَن يا ترى كان باستطاعته فهْم كلّ تلك الحقائق في ذلك الوقت، وفي خضمّ الحجم الهائل من الإعلام العالمي المضادّ؟

ومَن كان بإمكانه إدراك الواقع على ما هو عليه والإيمان به، إلى حدٍّ يتحوّل معه هذا الإيمان إلى موعِز للحركة والنهوض والقتال؟

لا شكّ في أنّ ذلك كان يتطلّب إنساناً يملك قلباً متلألئاً بنور المعرفة والعلم، قلباً منيراً مفعماً بالحياة. لقد كان شبابكم – وأعزاؤكم الذين شهدوا ميادين القتال، ونالوا فيها درجة الشهادة - من هذه الفئة من الناس».

(كلمته في لقاء عوائل كاشان وآران وبيدكل، 11/11/2001)

 

مظهر حقيقي للفضائل الإنسانيّة

«لقد كان الشهداء مظهرَ الفضائل الإنسانية. وقد تواجدتُ كثيراً في الليالي والأيّام مع الشباب أثناء الحرب وتلمّستُ عن قربٍ شخصيّتهم وهويّتهم وعظَمتهم الروحيّة التي أصبحت فيما بعد صورةَ الشهيد الخالدة.

لقد كانوا حقّاً رمزاً للفضيلة ومظهَراً لها. وقد قرأتُ في ما قرأت حول هذه الحقائق أنّه كان للحرس قائدٌ من بين شهدائكم الهمدانيّين، وكان صاحبَ موقعيّة، لكن عندما تسأله أمّه عن عمله كان يقول لها: إنّني أعمل في الكناسة في الحرس؛ وحتّى عندما ذهبتْ لتطلب يد إحدى البنات لابنها وسألوها عن عمله، قالت لهم: إنّه يعمل فرّاشاً في الحرس. وفي يومٍ حضرتْ إحدى المراسم وشاهدتْ شخصاً يعتلي المنبر ويتحدّث، فلاحظتْ أنّ هذا الشخص شديدُ الشبَه بابنها، فسألت: مَن هو هذا الشخص؟ فقالوا لها: إنّه أحدُ قادة الحرس. هناك عرفت الأم مَن هو ابنها».

(في لقاء جمع من عوائل شهداء محافظة همدان، 06/07/2004)

صفاء قبور الشهداء وروحانيّتها

«إنّ أجساد الشهداء المطهّرة والمعطّرة أينما حلّت تملأُ الأجواء بالصفاء والمعنويّات من حيث ذِكره المبارك، والذي يمنح الطمأنينة والبهجة».

(نداء قائد الثورة في مراسيم تشييع الشهداء في جامعة شاهد، 04/10/2010)

 


اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/03/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات