من تَوجيهات شيخ الفقهاء العارفين

دمعة الاستجابة، تأخذ الإذن من أعلى عليّين

 ورد في الروايات، وهو منصوصٌ وثابت، في إذن دخول حرم سيّد الشهداء عليه السلام، أن يقول الزائر: «أَأَدْخُلُ يا اللهُ، أَأَدْخُلُ يا رَسولَ اللهِ...» ويستأذن من جميع الأئمّة عليهم السلام. ثمّ في تتمّة الرواية أنّه: «فَإِنْ دَمَعَتْ عَيْنُك فَتِلْكَ عَلامَةُ الإِذْنِ»؛ فإذا جرى الدمع من العين، فهذا يعني أنّهم قد أذنوا لك!

فهذه الدموع مرتبطةٌ بأعلى عليّين. لكن مَن يفهم هذا المعنى؟

أمّا الجهَلة فيقولون ما هذه الدموع -والعياذ بالله- إنّها خرافات!

هذه الدموع مرتبطة بما هو «عالٍ»!

لقد ورد في عمل «أمّ داوود»، أنِ اسعَ في السجدة الأخيرة لأن تجري دمعة من عينك، فإنّها علامة الإجابة!

هذه الدموع مرتبطة بأعلى عليّين، من هنالك تستأذن، من هنالك تطلب إجابة الدعاء.

فعلى هذا، على طالبي الحاجات المهمّة أن يأتوا بواحدةٍ من هذه الصلوات أو العبادات المذكورة للحوائج، وإن أرادوا أن يُثبَّتوا ويؤيَّدوا ويصلوا إلى حاجتهم دون شكّ، فليلتفتوا أنّ بعد طلب الحاجة والصلوات والدعوات، أن يسجدوا ويجتهدوا في السجود أن تبتلّ أعينهم، ولو بمقدار جناح بعوضة، إنّها علامة على أنّه قد تمّ المطلب!

ولكن يجب الالتفات إلى أنّ نظّاراتنا ليست نقيّة جدّاً، نحن الذين لا نفهم! فلو فرضنا أنّنا طلبنا بيتاً في دعائنا، ولم يرَ الله، عزّ وجلّ، ذلك مصلحةً لنا، فماذا يصنع تعالى؟ هل يُبطل دعاءنا؟ كلا، بل يعطينا ما هو أعلى من البيت؛ يقول للمَلَك: أضِف إلى عمر هذا الشخص بضع سنين! ولكنّ المسكين يتصوّر أنّه بعد كلّ هذا العناء، لم يرَ أثراً للبيت ولدعائه، لم يُستجَب له، وهو لا يدري أنّه قد أُعطيَ ما يفوق استجابة هذا الدعاء، وهو لا يعي هذا الأمر.

يجب أن نحسن الظنّ بالله تعالى، يجب أن تكون النظّارات واسعة ونقيّة، لا يكون فيها كدَر!

(بتصرّف)