من تَوجيهات شيخ الفقهاء العارفين:

احفَظوا أنفسَكم من أنفسِكم!

على الجميع أن يعلموا أنّ عليهم التوجّه فيما يعملون لِما يبقى لهم، لا إلى ما يفنى!

الأعمال الصالحة، والطاعات الإلهيّة، وما يقرّب إلى الله، عزَّ وجلَّ، يبقى مع الإنسان، ويحمله معه يوم القيامة، وإلى ما بعد القيامة، وحيثما حلّ.

واعلموا أنّ الطاعات والعبادات والقُربات، لا تزول بانهدام البيت، ولا تبيدُ بانفصال البدن عن الروح، بل هي باقية وثابتة، وستظهر صورتها المعنويّة هناك، لكلّ فرد!

لا تعتنوا بقلّة الأعمال وكثرتها، ولكن التفتوا إلى الكيفيّة. لو أنفق المرء شيئاً لله – ولو كان فلساً واحداً - وأنفق آلافاً من الذهب والفضّة لغير الله، فهذه هي الفانيات، وذاك هو الباقي.

المشكلة تكمن في أنفسنا..

كونوا دعاةً إلى الله بغير ألسنتكم؛ ادعوا إلى الله بأعمالكم، لا باللّسان الذي ربّما تعمل به، أو لا تعمل. الشخص الذي يقول النصيحة، غير معلوم أنّه عاملٌ بها، فضلاً عن الذي يسمعها. انظروا إلى أعمال مَن تعتقدون بهم، واتّخذوا من أعمالهم نموذجاً.

لا تقتصروا على النظر إلى مَن تعتقدون بهم، لكن اقتدوا بعملهم، واتّخذوه منهاجاً، هذه هي القضيّة. عاشروا مَن إذا رأيتموه تذكرون الله وطاعته، لا الذين يفكّرون بالمعاصي ويمنعون الناس من ذكر الله.

واعلموا أنّ المشكلة تكمن في أنفسنا، وإلّا لو عملنا لكان أمرنا صلاحاً. بل إنّ الإنسان العاقل، والمتأمّل، يفهم مساوئ الأعمال؛ وينظر في يومه وغده وما بعده، فيصير معلوماً لديه أنّ العمل السيّئ يؤدّي به إلى الهلاك.

دعاء العارف

يجب أن نحفظ أنفسنا من أنفسنا! نلتفت جيّداً لكي لا نقع في غواية النفس وطمعها. وعندما نُحرز هذه المطالب، نلتزم التضرّع، والإنابة، والتوبة وطلبها والتوفيق لها، بيننا وبين ربّنا.

نسأل الله بحقّ نبيّنا صلّى الله عليه وآله وأوصيائه والأنبياء، ووصيّه الحاضر، عجّل الله تعالى فرجه، وهو الحاضر عند العارفين به وبحقّه، أن لا ننحرف عن الكون مع الله، ومع الربّانيّين، ووسائط المدد الإلهي، وأن نكون مُبصرين، لنكون عارفين بأنفسنا، فنعرف الربّانيّين، وحينئذٍ نعرف مخالفيهم أيضاً.

(بتصرّف بسيط)