الملف

الملف

06/05/2016

آداب عصر الغَيبة


الحنين إلى المَهديّ المُنتظَر عليه السّلام

  آداب عصر الغَيبة  

  

اقرأ في الملف

استهلال

 

الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف في خطاب وليّ أمر المسلمين

تنسيق: «شعائر»

أدبُ الانتظار

السيد محمّد تقي الأصفهاني رحمه الله

من آداب عصر الغَيبة

الشيخ حسين كوراني

 

استهلال

قال المحدّث القمي قدّس سرّه:

اعلم انّ ليَوم الجُمعة نسبةً وانتماءً إلى إمام العصر عجَّل الله تَعالى فرجه، من نواحٍ عديدة، ففيه كانت ولادته السّعيدة، وفيه يفيض السّرور بظهُورهِ وترقب الفَرَج، وانتظاره فيه أشدّ ممّا سواه من الأيّام، وستجد فيما سنُورده منْ زيارته الخاصّة في يَوم الجُمعة هذهِ الكلمة: هذا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدِكَ...

مفاتيح الجنان، من أعمال يوم الجمعة

 

 

أصحابُ السعادة والاستعداد يَزورونه...

الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف في خطاب وليّ أمر المسلمين

_____ تنسيق «شعائر» _____

كتاب (إنسان بعمر 250 سنة) عبارة عن مجموعة من المحاضرات والدراسات التي ألقاها ودوّنها الإمام الخامنئي، دام ظلّه، في سيرة الأئمّة الأطهار عليهم السلام. والكتاب قبل أن يكون نصّاً تاريخيّاً صرفاً، هو متنٌ تحليليٌّ تاريخيّ؛ يتضمّن بيان رؤية تحليليّة شاملة لحياة كلّ معصوم بالنظر إلى المسار التاريخي لمرحلة إمامته. والفكرة المركزيّة التي تبتني عليه هذه الرؤية هي النظر إلى الأئمّة عليهم السلام على أنّهم شخصٌ واحدٌ يحيا بأهداف واضحة ومحدّدة على المستوى المرحلي والاستراتيجي.

هذا المقال هو ملخّص بعض ما ورد في الفصل الرابع عشر من الكتاب، والمُخصّص للحديث عن الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

 

تقرأون في «دعاء النّدبة» أنّ الإمام صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف يقاتلُ الفُسوقَ والعدوانَ والطّغيانَ والنّفاق، ويُزيل كلّ ذلك ويقضي عليه. وعلينا، اليوم، أن نتحرّك ونتقدّم في مجتمعنا بهذا الاتّجاه. هذا هو الشيء الّذي يقرّبنا من إمام الزمان، صلوات الله عليه، من الناحية المعنوية، ويقرّب مجتمعنا نحو مجتمع وليّ العصر، صلوات الله وسلامه عليه، ذلك المجتمع المهدويّ العلويّ التوحيديّ.

(27 حزيران/ 1980م)

 

خصائصُ المجتمع المهدويّ

المجتمعُ المَهدويّ هو المجتمع نفسه الّذي ظهر من أجله جميع الأنبياء. لو أنّكم دقّقتم في الكُتب الإسلامية وفي المصادر الإسلاميّة الأساسيّة، للاحظتم جميع خصائصه. فـ«دعاء النّدبة».. يذكر خصائص ذلك المجتمع: «أينَ مُعِزُّ الأَولياءِ، ومُذِلُّ الأَعْدَاءِ»؛ أي أنّه مجتمعٌ يكون فيه أولياءُ الله أعزّاء، وأعداءُ الله أذلّاء، أي أنّ القِيَم والمعايير الحاكمة في ذلك المجتمع تكون هكذا.

«أين المُعَدُّ لِإقامةِ الحُدود»، ففي هذا المجتمع تُطبّق الحدود الإلهيّة، وتُراعى كلّ الحدود الّتي عيّنها الله تعالى والإسلام. والمحوَر في عصر إمام الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف هو محوَر الفضيلة والأخلاق. فكلّ مَن كان صاحب فضائل أخلاقية أكثر، سيكون مقدّماً وسبّاقاً.

(27 حزيران/ 1980م)

هناك رواية عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام يقول فيها: «.. حتَّى إذا قامَ القَائِمُ، جاءَتِ المُزايَلَةُ [أي امتاز المؤمنون عن غيرهم وفارقوهم]، وأَتَى الرَّجُلُ إلى كِيسِ أَخِيهِ، فيَأْخُذُ حَاجَتَهُ فَلا يَمْنَعُهُ»، وهي إشارة إلى أخلاق المساواة بين الناس، وإلى الإيثار. وتُبشّر هذه الرواية بنجاة البشر من تسلّط البخل والحرص الّذي هو أكبر سببٍ لشقاء الأُمَم.

يوجد في روايةٍ أخرى أيضاً: «إذا قَامَ قَائِمُنَا اضْمَحَلَّتِ القَطَائِعُ، فَلَا قَطَائِع»، فتلك القطائع الّتي تمنحها الحكومات المستكبرة في العالم لأتباعها وحلفائها، وذلك «الكرم»، الّذي يُحَصَّلُ من جيوب الشعوب، سوف يتوقّف تماماً في العالم. وقد كانت القطائع في الماضي على نحوٍ ما، وهي اليوم بشكلٍ آخَر: بصورة الاحتكارات النفطية، والتجارية، والصناعيّة، والفنّية المختلفة.

 (10 نيسان/ 1987م)

 

أصحابُ الاستعداد يَزورونه..

خصوصية اعتقادنا نحن الشيعة (بالإمام المهديّ عليه السلام) هي أنّنا قد بدّلنا هذه الحقيقة – ظهور المُنجي في آخر الزمان- من حالة الأُمنية والأمر الذهنيّ المَحض، إلى حالة واقعيّة موجودة؛ فحُجّة الله تعالى حيٌّ بين الناس، وموجودٌ ويعيش في ما بينهم، ويرى الناسَ وهو معهم، ويشعر بآلامهم وأسقامهم. وأصحابُ السعادة والاستعداد يزورونه في بعض الأحيان بصورة خفيّة.

(17 آب/ 2008م)

 

الارتباط بوليّ العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف

أذكر جملةً... في ما يتعلّق بضرورة الارتباط العاطفي والمعنوي والروحي بإمامنا العظيم وليّ الله المعصوم، بالنسبة إلى كلّ واحدٍ منّا. هذه القضيّة لا ينبغي أن تجعلوها محدودة في إطار التحليل الفكريّ والاستنارة الفكريّة. فذاك المعصوم، الّذي هو صفيُّ الله، يعيش، اليوم، بيننا نحن البشر في مكانٍ ما من هذا العالم، ونحن لا نعلمُه. إنّه موجودٌ، ويدعو اللهَ، ويقرأ القرآن، ويبيّن المواقف الإلهيّة... إنّه يركعُ، ويَسجدُ، ويعبدُ، ويَدعو، ويظهرُ في المجامع، ويساعدُ البشر. فله وجودٌ خارجيّ ووجودٌ عَينيّ، غاية الأمر أنّنا نحن لا نعرفه. إنّ هذا الإنسان الّذي اصطفاه الله، موجودٌ اليوم، ويجب أن نقوّي علاقتنا به من الناحية الشخصيّة والقلبيّة والروحيّة، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي والسياسي، والّذي بحمد الله صار نظامنا متوجّهاً نحو ما يريده هذا الإمام العظيم، إن شاء الله. فليَجعل كلّ واحدٍ من أبناء مجتمعنا توسُّلَه بوليّ العصر وارتباطه به، ومناجاته إيّاه، وسلامه عليه، وتوجّهه إليه، تكليفاً وفريضة، وليدعو له، كما (في) الدعاء المعروف «اللّهُمّ كُنْ لِوَلِيِّك..».

(10 نيسان/ 1987م)

 

استمرار النبوّات

الوجود المُقدّس لحضرة بقيّة الله، أرواحنا فداه، هو عبارة عن استمرار النبوّات والدعوات الإلهية منذ بداية التاريخ وإلى يومنا هذا، أي كما تقرأون في «دعاء النّدبة»: «فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَك»، الّذي هو النبيّ آدم عليه السلام، وإلى قوله عليه السلام: «إلَى أنِ انْتَهَيتَ بِالأَمْرِ»، أي الوصول إلى خاتَم الأنبياء، صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ ومن بعدها قضيّة الوصيّة وأهل بيت النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، إلى أن يصِل الأمر إلى إمام الزمان عليه السلام، فالجميع عبارة عن سلسلة مُتّصلة ومُرتبطة بعضها ببعض في تاريخ البشريّة.

وهذا يعني أنّ تلك الحركة العظيمة للنبوّات وتلك الدعوات الإلهيّة بواسطة الرّسُل، لم تتوقّف في أيّ مقطعٍ من الزمان. فالبشريّة تحتاج إلى الأنبياء والدعوات الإلهيّة، والدُعاة الإلهيّين، وهذا الاحتياج باقٍ إلى يومنا هذا، وكلّما مرّ الزمان، فإنّ البشر يُصبحون أقرب إلى تعاليم الأنبياء.

لقد أدرك المجتمع البشريّ، اليوم، من خلال التقدّم الفكريّ والمَدنيّة والمعرفة، الكثير من تعاليم الأنبياء - والّتي لم تكن قابلة للإدراك من قِبل البشر قبل عشرات القرون - فقضيّة العدالة المطروحة، وقضيّة الحريّة، وكرامة الإنسان، وهذه الألفاظ الرائجة في عالم اليوم، هي كلماتُ الأنبياء. فالدّعاة الإلهيّون لم تنقطع سِلسلتُهم، والوجود المُقدّس لبقيّة الله الأعظم، أرواحنا فداه، هو استمرارُ سلسلة الدّعاة الإلهيّين، حيث تقرأون في زيارة آل ياسين: «السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللهِ وَرَبَّانِيَّ آيَاتِه..». أي أنّكم، اليوم، ترون تجسيداً لدعوة... جميع الأنبياء والمصلحين الإلهيّين، ودعوة النبيّ الخاتَم صلّى الله عليه وآله في وجود حضرة بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

 

أدب الانتظار

العملُ بالوَرَع، ومحاسن الأخلاق

____ السيّد محمّد تقي الأصفهاني رحمه الله ____

كتاب (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف) للسيّد محمّد تقي الأصفهاني، المتوفّى سنة 1348 للهجرة. وقد جمع فيه السيّد، رحمه الله، جملة من الأعمال بعنوانها وظيفة المؤمنين في زمن غَيبة صاحب الأمر، الإمام المهديّ صلوات الله عليه، وهي أربعة وخمسون أمراً «يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها، وأن يجعلوها دستوراً لأعمالهم».

والسيّد الأصفهاني هو صاحب الكتاب العلمي الموسوعي (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام).

هذا المقال مقتطف من كتاب (وظيفة الأنام) بشيء من الاختصار.

 

يليق بالمؤمن الموالي في زمن غَيبة إمامه، صلوات الله عليه، أن يواظب على جملة من الأمور، منها:

الأوّل: الاغتمام لفراقه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ولمظلوميّته. فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «نَفَسُ الْمَهْمُومِ لَنَا، الْمُغْتَمِّ لِظُلْمِنَا تَسْبِيحٌ».

الثاني: انتظار فرجه وظهوره عجّل الله تعالى فرجه الشريف. وفي الحديث عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ مَاتَ مِنكُم وهُوَ مُنْتَظِرٌ لِهذا الأمرِ، كَمَنْ هُو مع القَائِمِ فِي فِسْطاطِه».

الثالث: البكاء على فراقه ومصيبته عليه السلام. فقد ورد عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «واللهِ لَيَغيبَنَّ إِمامُكُمْ سِنينَ مِن دَهرِكُم، وَلَتُمحَّصنَّ.. ولتَدمَعَنَّ عليهِ عُيونُ المؤمنين».

الرابع: التسليم والانقياد وترك الاستعجال في ظهوره، عجّل الله تعالى فرجه الشريف. يعني ترك قول «لمَ، ولأيّ شيء»، في أمر ظهوره عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بل يسلّم بصحّة ما يصل إليه من ناحيته عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وأنّه عين الحكمة.

الخامس: أن نصِله، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بأموالنا. وفي هذا الزمان، حيث إنّ الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف غائب؛ يصرف المؤمن ذلك المال الّذي جعله صِلة وهديّة له عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في موارد فيها رضاه؛ كأنْ يُنفقها على الصالحين الموالين له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

السادس: التصدّق عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بقصد سلامته.

السابع: معرفة صفاته، والعزم على نصرته في أيّ حالٍ كان، والبكاء والتألُّم لفراقه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

الثامن: طلب معرفته، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، من الله عزّ وجلّ. فيقرأ هذا الدعاء المروي عن الصادق عليه السلام، وأوّله: «اللَّهُمَّ عَرِّفني نَفْسَكَ، فَإنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعرِفْ نَبِيَّك..». [يأتي بتمامه في سياق الملف]

التاسع: المداومة على قراءة هذا الدعاء المرويّ عن الصادق عليه السلام: «يا اللهُ يَا رَحْمنُ يا رَحِيمُ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِيْنِك».

العاشر: تقديم الأضاحي نيابةً عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بقدر الاستطاعة.

الحادي عشر: عدم ذكر اسمه، وهو نفس اسم رسول الله، صلّى الله عليه وآله، وتسميتُه بألقاب، مثل: القائم، المنتظَر، الحجّة، المهديّ، الإمام الغائب، وغيرها.

الثاني عشر: القيام احتراماً عند ذكر اسمه وخصوصاً لقب «القائم».

الثالث عشر: إعداد السلاح للجهاد بين يديه. عن الصادق عليه السلام: «لَيُعِدَّنّ أَحدُكم لِخروج القائم ولو سَهماً، فإنّ اللهَ تعالى إذا علمَ ذلك من نِيَّتِه رَجَوتُ لأَنْ يُنْسِئَ في عُمرِهِ حتّى يُدركَهُ».

الرابع عشر: التوسّل به، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في المهمّات، وإرسال رسائل الاستغاثة له عليه السلام.

الخامس عشر: القسَم على الله تعالى به، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في الدعاء، وجعله شفيعاً في قضاء الحوائج.

السادس عشر: الثبات على الدين القويم، وعدم اتّباع الدعوات الباطلة المزخرفة. وذلك لأنّ الظهور لا يكون قبل خروج السفياني والصيحة في السماء.

السابع عشر: العزلة عن عموم الناس. عن الإمام الباقر عليه السلام: «يَأتي على النّاسِ زَمانٌ يَغيبُ عنهم إمامُهُم، فيَا طُوبى لِلثَّابتين على أَمْرِنا في ذَلكَ الزَّمانِ.. فقلت [الراوي]: يا ابنَ رسول الله، فما أفضل ما يَستعملهُ المؤمنُ في ذلك الزَّمان؟ قال: حِفْظُ اللّسانِ، ولُزُومُ البَيت». [أي يبتعد عن معاشرة الناس إلّا في الضرورات، فإنّهم يُنسونه ذكر إِمامه].

الثامن عشر: الصّلاة عليه، عجّل الله تعالى فرجه، [بالصلوات والدعوات المأثورة].

التاسع عشر: ذكر فضائله ومناقبه، سلام الله عليه، وذلك لأنّه وليّ النعمة، وسبب كلّ النعم الإلهيّة الواصلة.

العشرون: إظهار الشوق لرؤية جماله المبارك حقيقة، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام، عندما أشار إلى صدره وتأوّه شوقاً إلى لقائه (وهو لم يولد بعد).

الحادي والعشرون: دعوة الناس لمعرفته وخدمته وخدمة آبائه الطاهرين. عن سليمان بن خالد، أنّه قال للإمام الصادق عليه السلام: «إِنّ لي أهلَ بيتٍ وهُم يسمعونَ منّي، أفأَدعُوهُم إلى هذا الأمر؟ فقال عليه السلام: نعم، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..﴾ التحريم:6».

الثاني والعشرون: الصبر على المصاعب، وعلى تكذيب أعدائه وآذاهم ولؤمهم في زمان غَيبته، عجّل الله تعالى فرجه الشريف. عن سيّد الشهداء عليه السلام: «أَمَا إنَّ الصَّابِرَ فِي غَيْبَتِهِ على الأَذَى والتَّكذِيبِ بِمَنْزِلَةِ المُجاهِدِ بِالسَّيفِ بَينَ يَدَي رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وآلِهِ وسَلَّم».

الثالث والعشرون: إِهداء ثواب الأعمال الصالحة كقراءة القرآن وغيرها إليه، سلام الله عليه.

الرابع والعشرون: زيارته، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهذان العملان الأخيران غير مختصّين به، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بل وردا بشأن جميع الأئمّة عليهم السلام.

الخامس والعشرون: الدعاء لتعجيل ظهوره، وطلب الفتح والنصر له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، من الله تعالى؛ ورد في التوقيع الشريف المرويّ عنه عجّل الله تعالى فرجه الشريف: «..وَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيلِ الفَرَجِ، فَإنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُم». وعن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام: «والله لَيَغيبَنَّ غَيْبَةً لا يَنْجو فيها مِنَ الهَلَكةِ إلَّا مَن ثبَّتَهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلّ، على القَولِ بِإمَامَتِه، وَوَفَّقَهُ فيها للدُّعاء بِتَعْجِيلِ فَرَجِه».

السادس والعشرون: أن يُظهر العلماء علمهم ويُرشدوا الجاهلين إلى جواب شُبهات المخالفين، كي لا يضلّوا، وينقذوهم من الحيرة إِن وقعوا فيها. وهذا الأمر مهمّ جدّاً في هذا الزمان، وهو واجب على العلماء. عن الإمام الصادق عليه السلام: «الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنا يَشُدُّ بِه قُلُوبَ شِيعَتِنا، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ». والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدّاً. لذا، يجب على كلّ عالم أن يُظهر علمه بقدر ما يستطيع، خصوصاً في هذا الزمان الّذي ظهرت فيه البِدَع.

السابع والعشرون: الاهتمام بأداء حقوق صاحب الزمان، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، كلٌّ بقدر استطاعته، وعدم التقصير في خدمته. عن الصادق عليه السلام، أنّه سُئل: هل وُلِدَ القائم؟ قال: «لا، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَخَدَمْتُهُ أَيَّامَ حَيَاتِي».

أقول: تأمّل أيُّهَا المؤمن كيف يُجلّ الإمام الصادق عليه السلام قدْره، فإن لم تكن خادماً له، فلا أقلّ أن لا تُحزن قلبه ليلاً ونهاراً بسيّئاتك.

الثامن والعشرون: أن يبدأ الداعي بالدعاء له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، طالباً من الله تعالى تعجيل ظهوره، ثمّ يدعو لنفسه. وهذا الأمر واضح في دعاء «يوم عرفة» من الصحيفة السجّاديّة المباركة. فـتقديم الدعاء له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، يكون وسيلةً لاستجابة دعائنا إن شاء الله تعالى، كما هو شأن تقديم الصلاة على محمّد وآل محمّد في الدعاء، حيث يكون مُوجِباً لاستجابة ما بعده من دعاء.

التاسع والعشرون: إظهار المحبّة والولاء له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف. عن رسول الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، في حديث المعراج أنّ الله تعالى قال له: «يا مُحَمَّدُ، أَتُحِبُّ أَنْ تَراهُم؟ [أي الأئمّة المعصومين]... قالَ [تبارك وتعالى]: هَؤلاءِ أئِمَّةُ الحَقِّ، وهَذَا القَائِمُ، مُحَلِّلُ حَلَالِي وَمُحَرِّمُ حَرامِي، وَيَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي، يَا مُحَمَّدُ، أَحْبِبْهُ فَإِنِّي أُحِبُّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّه».

 أقول: يتّضح من الأمر بمحبتّه - مع أنّ محبّة جميع الأئمّة واجبة - أنّ في محبّته خصوصيّة مُعيّنة كانت وراء أمر الله تعالى هذا، وأنّ في وجوده المبارك صفاتٍ وشؤوناً تقتضي هذا التخصيص.

الثلاثون: الدعاء لأنصاره وخُدّامه.

الواحد والثلاثون: لَعْن أعدائه، كما هو ظاهر من أخبار كثيرة، ومن الدعاء الوارد عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

الثاني والثلاثون: التوسّل بالله، تعالى، أن يجعلنا من أنصاره. كما ورد ذلك في «دعاء العهد» وغيره.

الثالث والثلاثون: رفع الصوت في الدعاء له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وخصوصاً في المجالس والمحافل العامّة. فهو إضافة إلى أنّه تعظيم لشعائر الله تعالى، فقد ظهر استحباب ذلك في بعض فقرات «دعاء الندبة».

الرابع والثلاثون: الصلاة على أنصاره وأعوانه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهو نوع من الدعاء لهم. وقد ورد ذلك في «دعاء عرفة» من (الصحيفة السجّاديّة المباركة)، وبعض الأدعية الأخرى.

الخامس والثلاثون: الطواف حول الكعبة المشرّفة نيابةً عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

السادس والثلاثون: الحجّ نيابةً عنه.

السابع والثلاثون: إرسال النائب عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، للحجّ.

الثامن والثلاثون: تجديد العهد والبيعة له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في كلّ يومٍ أو في كلّ وقتٍ ممكن. وهذا الأمر يحصل بقراءة «دعاء العهد» الصغير أو الكبير.

وأمّا وضع اليد في يد شخص ما بعنوان أنّ هذه البيعة هي بيعة مع الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فهو من البِدع المُضلّة، فلم ترِد في القرآن أو الرّوايات، ويظهر من بعض الأحاديث وجوب الاكتفاء بالإقرار اللسانيّ والعزم القلبيّ عند عدم إمكان بيعة شخص الإمام، أو النبيّ، صلّى الله عليه وآله وسلّم.

التاسع والثلاثون: ذكر بعض الفقهاء، مثل المُحدّث الحرّ العامليّ رضوان الله عليه في (الوسائل)، حيث قال: «يُستحبّ زيارة قبور الأئمّة الأطهار، عليهم السلام، نيابةً عن الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف».

الأربعون: (إنكار مُدّعي المهدوية). عن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا ادَّعَاها مُدَّعٍ فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ يُجِيبُ فِيهَا مِثلُه».

أقول: يعني اسألوه عن أمورٍ لا يصل إليها علم الناس، كما حصل أمثالها مع الأئمّة الطاهرين عليهم السلام مكرّراً، وقد ذُكرت مفصّلة في الكتب.

الحادي والأربعون: تكذيب من يدّعي النيابة الخاصّة عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في الغَيبة الكبرى.

الثاني والأربعون: عدم تعيين وقتٍ لظهوره، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وتكذيب من يُعيّن ذلك وتسميته كذّاباً. عن الصادق عليه السلام، أنّه قال لمحمّد بن مسلم: «مَن وَقّتَ لَكَ مِنَ النَّاسِ شَيئاً فَلَا تَهَابَنَّ أَنْ تُكَذِّبَهُ، فَلَسْنَا نُوَقِّتُ لِأَحَدٍ وَقْتاً». والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدّاً.

الثالث والأربعون: التقيّة من الأعداء. عن الإِمام الرضا عليه السلام، أنّه قال: «لَا دِينَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا تَقِيَّةَ لَهُ، إِنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ اللهِ أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِيَّةِ. فَقِيلَ لَه: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، إِلَى مَتَى؟ قالَ عليهِ السَّلام: إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ، وَهُوَ يَومُ خُرُوجِ قَائِمِنَا أَهْلَ البَيْتِ، فَمَنْ تَرَكَ التَّقِيَّةَ قَبْلَ خُرُوجِ قَائِمنَا فَلَيْسَ مِنَّا».

الرابع والأربعون: التوبة الحقيقيّة من الذنوب. وإن كانت التوبة من الأعمال المُحرّمة واجبة في كلّ زمانٍ، إِلّا أنّ أهميّتها في هذا الزمان آتية من جهة أنّ أحد أسباب غَيبة صاحب الأمر، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وطولها، هو ذنوبنا العظيمة والكثيرة، فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور، كما ورد ذلك في التوقيع الشريف المرويّ في (الاحتجاج)، حيث يقول: «فَمَا يَحْبِسُنا عَنهم إِلَّا مَا يَتَّصِلُ بِنَا مِمَّا نَكْرَهُهُ وَلَا نُؤْثِرُهُ مِنْهُم».

ومعنى التوبة هو الندم على الذنوب السابقة والعزم على تركها في المستقبل، وعلامة ذلك إبراء الذمّة من الواجبات الّتي تُركت، وأداء حقوق النّاس الباقية في ذمّتك، وإذابة اللحم الّذي نشأ في بدنك من المعاصي، وتحمّل مشاقّ العبادة بما يُنسيك ما اكتسبته من لذّة المعصية. وبهذه الأمور الستّة تتحقّق التوبة تحقّقاً كاملاً، وتكون كما ورد عن أمير المؤمنين، عليه السلام، في كُتب متعدّدة.

فانتبه إلى نفسك، ولا تقل: وعلى فرض أنّي أتوب ولكنّ الناس لا يتوبون، فيستمرّ الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في غَيبته، فذنوب الجميع تؤدّي إلى غَيبته وتأخّر ظهوره!

فأقول: إن كان جميع الخَلق سبباً لتأخير ظهوره، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فالتفِت إلى نفسك، ولا تكن شريكاً معهم في ذلك، فأخشى أن يُصبح حالك، تدريجاً، كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم عليه السلام، وحبس المأمون للرضا عليه السلام في «سرخس»، أو حبس المتوكّل للإمام عليّ النقيّ عليه السلام في «سامراء»!

الخامس والأربعون: ما روي في (روضة الكافي) عن الصّادق عليه السلام أنّه قال: «إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْقَائِمَ فَلْيَتَمَنَّه فِي عَافِيَةٍ، فَإِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّداً صلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلّمَ، رَحْمَةً. ويَبْعَثُ الْقَائِمَ نِقْمَةً».

أقول: يعني اسألوا الله تعالى أن تُلاقوه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وأنتم مؤمنون ومعافون من ضلالات آخر الزمان، كي لا تكونوا محلّاً لانتقامه.

السادس والأربعون: أن يدعوَ المؤمن الناس إلى محبّته، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ببيان إحسانه إليهم، وبركات ومنافع وجوده المقدّس لهم، وحبّه عجّل الله تعالى فرجه الشريف لهم، وأمثالها، ويتحبّب إليه بما يكسب به حبّه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، له.

السابع والأربعون: أن لا يقسو قلبك بسبب طول زمان الغَيبة، بل يبقى ليّناً بذكر مولاه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف. وقد قال ربّ العالمين جلّ شأنه في القرآن المجيد في سورة (الحديد): ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ الآية:16.

وقد روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «نَزلَت هذهِ الآيَة.. في أَهْلِ زَمَانِ الغَيْبَةِ..».

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «لِلقَائِمِ مِنَّا غَيْبَةٌ أَمَدُهَا طَويلٌ، كَأَنِّي بِالشِّيعَةِ يَجُولُونَ جَوَلَانَ النَّعَمِ في غَيْبَتِهِ، يَطْلبُونَ المَرْعَى فَلَا يَجِدُونَهُ، أَلَا فَمَنْ ثَبَتَ مِنْهُم عَلَى دِينِهِ، وَلَمْ يَقْسُ قَلْبُهُ لِطُولِ أَمَدِ غَيْبَةِ إِمَامِهِ، فَهُوَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ القِيَامَة».

الثامن والأربعون: الاتّفاق والاجتماع على نُصرة صاحب الزمان، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، أي تتّفق قلوب المؤمنين مع بعضها بعضاً، وتتعاهد على نصرته، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، والوفاء بعهده. وقد ورد في التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة إلى الشيخ المفيد رضوان الله عليه ما نصّه: «ولَوْ أنَّ أَشْيَاعَنَا، وَفَّقَهُم اللهُ لِطاعَتِهِ، على اجْتِماعٍ مِن القُلُوبِ فِي الوَفَاءِ بِالعَهْدِ عَلَيْهِم، لَمَا تَأَخَّرَ عنهُمُ اليُمْنُ بِلِقَائِنَا، وَلَتَعَجَّلَتْ لَهُم السَّعادَةُ بِمُشَاهَدَتِنا».

التاسع والأربعون: الاهتمام بأداء الحقوق الماليّة المتعلّقة بذمّتهم، من قبيل الزكاة، والخُمس، وسهم الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف. وهذا الأمر واجبٌ في كلّ زمانٍ، إِلّا أنّ له أثراً خاصّاً في زمان غَيبة الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فجرى الاهتمام به وجاءت التوصية والأمر به. يقول الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف في نفس ذلك التوقيع: «ونحنُ نَعْهَدُ إليكَ.. إِنّه مَنِ اتَّقَى رَبَّهُ مِن إِخْوانِكَ في الدِّينِ، وَأَخْرَجَ مِمَّا عَلَيهِ إِلى مُستَحِقِّيهِ، كَانَ آمِناً مِنَ الفِتْنَةِ المُبْطِلَةِ، ومِحَنِهَا المُظْلِمَةِ المُضِلَّةِ، وَمَنْ بَخِلَ مِنهُم بِمَا أَعَارَهُ اللهُ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَى مَنْ أَمَرَهُ بِصِلَتِهِ، فَإنَّهُ يَكُون خَاسِراً بِذَلِكَ لِأُولَاهُ وآخِرَتِه».

تنبيه: واعلم أنّ من جملة الحقوق الماليّة المترتّبة على الشخص، أن يُوصل في كلّ سنة مبلغاً من المال إلى إِمام زمانه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهذا غير سهم الإمام الواجب، ولا يخفى أنّ في هذا الزمان الّذي إمامنا، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فيه غائب يجب أن يصرف ذلك المال الّذي يقدّمه المؤمن هديّة له عليه السلام فيما يرضاه، كأن يُصرف في طبع الكتب المتعلّقة به، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، أو في المجالس الّتي تُذكَر فيها فضائله وأخلاقه، أو يُعطى إلى أحبّائه بعنوان هديّة عنه، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهكذا مع تقديم الأهمّ فالأهمّ، والله العالم.

ومن جملة الحقوق الماليّة صِلة الرحم، ومساعدة الجيران حتّى في إعارتهم لوازم المنزل، مثلاً كالأواني، والمصابيح وغيرها، وإن احتاجوا إلى أمور زهيدة الثمن فتُهدى إليهم.

الخمسون: المرابطة. واعلم أنّ المرابطة على قسمين:

الأوّل: ما ذكره الفقهاء في كتاب الجهاد، وهو أن يُقيم المؤمن في ثغرٍ من الثغور، قريباً من بلاد الكفّار لأجل أن يُخبر المسلمين إن أراد الكفّار الهجوم عليهم، أو يُدافع عن المسلمين في حال تعرّضهم لاعتداءات الكفَرة إِن لزم الأمر. وهذا العمل سواء كان في زمان حضور الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، أو في غَيبته، مستحبّ مؤكّد.

الثاني: المرابطة بأن يُعِدّ المؤمن فرسه وسيفه تهيّؤاً واستعداداً لظهور الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، لنُصرته. وهذا القسم من المرابطة ليس له زمان أو مكان معيّن. عن أبي عبد الله الجعفيّ أنّه قال: «قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام: كَم الرّباطُ عندَكُم؟ قلت: أربعون. قال عليه السلام: لكنّ رباطَنا رباطُ الدَّهرِ..».

وقال المجلسيّ، رضوان الله عليه، في شرح قوله: «رباطنا رباطُ الدّهر»: «أي يجب على الشيعة أن يربطوا أنفسهم على طاعة إِمام الحقّ، وانتظار فرجه، ويتهيّؤوا لنصرته».

الحادي والخمسون: الاهتمام في اكتساب الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، وأداء الطاعات والعبادات الشرعيّة، واجتناب المعاصي والذنوب الّتي نُهيَ عنها في الشرع المقدّس، لأنّ مراعاة هذه الأُمور في زمان غَيبة الإمام، أعسر من مراعاتها في زمان ظهوره عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بلحاظ ازدياد الفتن وكثرة الملحدين والمشكّكين المتصدّين لإضلال المؤمنين. رويَ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ القَائِمِ فَليَنْتَظِر، وَلْيَعْمَلْ بالوَرَعِ ومَحاسِنِ الأخْلاقِ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ..».

الثاني والخمسون: قراءة «دعاء الندبة» المتعلّق به، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في يوم الجمعة، وعيد الغدير، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، بتوجّه وخشوع.

الثالث والخمسون: اعتبار أنفسنا ضيوفاً عنده، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، في أيّام الجمعة المخصّصة له، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فنزوره بهذه الزيارة: «السَّلاَمُ عَلَيكَ يَا حُجّةَ اللهِ فِي أرْضِهِ، السَّلاَمُ عَلَيكَ يَا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ، السَّلاَمُ عَلَيكَ يَا نُورَ اللهِ الَّذِي يَهَتدِي بِهِ المَهْتَدُونَ وَيُفرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِينَ..». [الفصل الخامس من مفاتيح الجنان، زيارته عليه السلام في يومه، وهو يوم الجمعة]

الرابع والخمسون: قراءة دعاء «زمن الغيبة». [في الطبعات الحديثة من (مفاتيح الجنان) يَرِد بعد دعاء كميل]. رُوي في (كمال الدين) و(جمال الأسبوع) بأسانيد صحيحة ومعتبرة عن الشيخ الثقة الجليل القدر عثمان بن سعيد العمريّ، أنّه أمر بقراءة هذا الدعاء، وقال: «يجب على الشيعة أن يقرأوا هذا الدعاء في زمان غَيبة الإمام، عجّل الله تعالى فرجه الشريف».

أقول: إِنّ هذا الشيخ الجليل كان النائب الأوّل من النوّاب الأربعة في عصر الغَيبة الصغرى، فإنَّ كلَّ ما يأمر به صادر عن صاحب الأمر روحي له الفداء. وعلى هذا، فكلّما ملكتَ حُسنَ التوجّه فاقرأ هذا الدعاء الشريف ولا تقصّر في ذلك، وخصوصاً بعد صلاة العصر من يوم الجمعة، فقد قال السيّد الجليل عليّ بن طاوس في كتاب (جمال الأسبوع): «إِذا كان لك عذرٌ عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فإيّاك أن تُهمِلَ الدعاء به، فإنّنا عرفنا ذلك من فضل الله، جلّ جلاله، الّذي خصّنا به، فاعتمد عليه».

ويُفهم من هذه العبارة أنّ أمراً بهذا الشأن صدر عن حضرة صاحب الأمر، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، إلى السيّد، وهذا غير بعيد عن مقامه، رضوان الله عليه.

 

من آداب عصر الغَيبـة

تهذيبُ النفس، والمرابطة على ثغور المسلمين

ـــــــــــــــــــــ الشيخ حسين كوراني ـــــــــــــــــــــ

المراد بـ «آداب الغَيبة الأعمال التي ينبغي القيام بها في عصر غَيبة الإمام المهديّ عليه السلام، بما يشمل الواجبات كمعرفة الإمام حقّ المعرفة، ويشمل المستحبّات من صلاة، ودعاء، وزيارة، وما شابه».

ما يلي، هو مختصر الفصل الثالث من كتاب (آداب عصر الغيبة) للعلامة الشيخ حسين كوراني، والذي يتناول أهمّ الآداب التي يجب على المؤمن الموالي أن يراعيها في زمن غَيبة الإمام المهديّ صلوات الله عليه.

 

إنّ اعتقادنا بأنّ وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، الإمام المهديّ عليه السلام، هو إمامنا الفعليّ الحيّ، يفرض علينا آداباً تجاهه. ومحور هذه الآداب هو الانتقال في معرفته من المعرفة العامّة، إلى معرفة نابضة بالحياة والحرارة، كما هو الحال في أيّ معرفة مُقترنة بالحبّ، لتحقّق هذه المعرفة لصاحبها الصِّلة المستمرة بالإمام عليه السلام، كما لو أنه يراه ويتشرّف بلقائه. وسنرى أنّ آداب الغَيبة تتكفّل بتأمين هذا البُعد العقيديّ الهامّ.

 

معرفــة الإمــــام

هل نعرف إمامنا وحجّة الله علينا؟ وهل تكفي المعرفة الإجمالية الباهتة؟ لماذا نجد أكثر أوساطنا لا تعيش حقيقة وجوده المبارك، بل لا يكاد يُذكر اسمه إلّا في منتصف شعبان، وعند تعداد أسماء الأئمّة المعصومين عليهم السلام؟

وحتّى مَن يتصوّر منّا أنه يعرفه، سيجد عندما يرجع إلى الروايات والتفاصيل التي ذكرها العلماء، أنّه لا يعرفه سلام الله عليه ما يكفي. والحديث هنا – طبعاً - عمّا يمكننا من معرفته عليه السلام.

تحتلّ معرفة الإمام مرتبة مهمّة من وجهة نظر الإسلام، تدلّ على ذلك أحاديث كثيرة منها: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّة».

وقد ورد في حديث الإمام الصادق عليه السلام، أن ندعو في عصر الغَيبة بدعاءٍ جاء فيه: «أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي».

والميتة الجاهلية الواردة في الحديث الأول، سببها الضلال عن الدين الوارد في الحديث الثاني. وقد روى أمير المؤمنين عليه السلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال في قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ [الإسراء:71]: «يُدْعَى كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمامِ زَمَانِهِم وَكِتابِ رَبِّهِم وَسُنَّةِ نَبِيِّهِم».

بعض ما ينبغي معرفته عنه عليه السلام:

أوّلاً: النصّ على إمامته من جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، والروايات في ذلك كثيرة جداً، وقد أكّدت مضامينها النصوص الكثيرة أيضاً الواردة عن آبائه عليهم السلام.

ثانياً: حلّ إشكالية طول العمر حتى لا تكون عائقاً يحول دون الاعتقاد الجازم بوجوده، سلام الله عليه.

ثالثاً: علامـات الظهور.

رابعاً: واجب المسلمين تجاهه في عصر غَيبته.

إلى غير ذلك ممّا يتفرّع على ما تقدّم أو يرتبط به.

* ومن جملة الأدعية التي ورد الأمر بالمواظبة عليها في زمن الغَيبة ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال لأحد أعظم أصحابه: «يا زُرارة، إِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَّمان – زمان الغَيبة – فَأَدِمْ هَذَا الدُّعَاء :اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي». [الشيخ الصدوق، كمال الدين]

 

معرفة علامات الظهور

رغم أنّ «معرفة الإمام» تشمل «معرفة علامات الظهور»، إلّا أنّ من المهمّ أن تُفرد علامات الظهور بالذكر، نظراً للأهمية المترتّبة عليها. ومن الواضح ما لمعرفة علامات الظهور من أثر كبير في مجالَين :

الأوّل: تحصين الأمّة ممّن يدّعون المهدويّة.

الثاني: الانضمام إلى جنوده عليه السلام، لمن وُفِّق لإدراك عصر الظهور.

ويمكن الاستنتاج من مختلف الروايات ومن طبيعة منطق الأحداث الكبرى أنّ عصر الظهور سيكون صاخباً جداً وحافلاً بالرايات الكثيرة المتضاربة، ما يُكسب المعرفة بالعلامات أهمية مميّزة.

* وقد رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لأحد الرواة: «اِعْرِفِ العَلامَةَ، فَإِذَا عَرَفْتَها لَمْ يَضرّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الأَمْرُ أَوْ تَأَخَّر».

ويرى بعض العلماء وجوب معرفة علامات الظهور. ومن الواضحات أنّ هذا لا يعني إيلاء موضوع العلامات وحده الأهمية القصوى، إلى حدّ تغليب الحديث عنه على سائر الآداب.

وينبغي التنبّه إلى أنّ في الروايات محورَين: معرفة الإمام، ومعرفة علامات ظهوره، وهو يعني بوضوح أنّ هناك حقيقة قائمة في باب علاقة المنتظِر بإمامه لاعلاقة لها بالعلامة إطلاقاً، فسواءً تحقّقت «العلامة» أم لم تتحقّق، فإنّ هذه العلاقة هي المحوَر.

وتقوم هذه العلاقة المحور على أُسس معرفة الإمام، وحُسن الاقتداء به والائتمام، والمرابطة في ساحة انتظاره بلهفةٍ إليه عليه السلام، وشوقٍ وحنين. والطريق العمليّ إلى ذلك هو التقوى والمراقبة الدائمة لحفظ حدود الله تعالى في البعدَين الفردي والاجتماعي، وهما معاً ساحة انتظار المؤمن لإمامه. وبديهيٌّ أنّ هذا يعني إيلاء الأهمية القصوى في زمن الغَيبة لتهذيب النفس والتحلّي بمكارم الأخلاق، التي هي الهدف من بعثة المصطفى الحبيب صلّى الله عليه وآله.

البيـعـة

ورد استحباب تجديد بيعة الإمام المهديّ عليه السلام، بعد كلّ صلاة من الصلوات الخمس، أو في كلّ يومٍ، أو في كلّ جمعة. ومفهوم البيعة لإمام المسلمين متّفقٌ عليه بين المسلمين، وقد ورد في (الكافي)، وفي (صحيح) مسلم - وغيرهما - عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :«مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِإمامِ المُسلِمِين، فَمِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيّة».

وبعض أدعية عصر الغَيبة صريحٌ في تجديد البيعة للإمام المهديّ عليه السلام. والفوائد العمليّة المترتّبة على هذه البيعة كثيرة، منها :

أولاً: الشعور بالارتباط بالقائد الإلهيّ، الذي يشكّل امتداداً واضحاً لمسيرة الأنبياء والأوصياء عبر مراحل مختلف الأديان السماوية، وهو وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، الأمر الذي يرفد المؤمن بمخزونٍ عمليٍّ خاصّ.

ثانياً: إعطاء الارتباط بالفقيه الوليّ لأمر المسلمين البُعد العقائديّ الصحيح، فمن الواضح أنّ المرتبط ببيعة للإمام المنتظَر، المدرِك لمقتضيات هذه البيعة، سيكون شديد الصِّلة بنائبه الذي أمر عليه السلام، بالرجوع إليه في عصر الغَيبة الكبرى.

ثالثاً: الحذر من الركون إلى الظالمين، لأنّ مَن يبايع قائداً إلهياً أساس دعوته توحيد الله ونفي الآلهة المصطنعة، فسيشكّل ذلك حاجزاً نفسيّاً بينه وبين الطواغيت الذين يعيثون في الأرض فساداً، ويحكمون بغير ما أنزل الله.

* كيـف نجـدّد البيـعـة؟

* ورد في زيارة الإمـام المهديّ، المستحبّة بعـد صلاة الفجر في كلّ يوم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هَذا اليَوم وَفِي كُلِّ يَومٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فَي رَقَبَتِي..». [يأتي النصّ بتمامه تحت عنوان «الزيارة»، كما تأتي الإشارة إليه تحت عنوان «الدعاء»].

* وورد في دعاء العهد المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام: «اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً...».

* أوقـات تجديــد البيعـــة

تتوزّع الأدعية المتضمّنة لعبارات البيعة على الأوقات التالية :

1- بعد صلاة الصبح.

2- بعد كلّ صلاة.

3- في يوم الجمعة الذي يحظى بأهميّة خاصّة لتجديد البيعة فيه.

 

الانتظــار

تظافرت الروايات حول أهمّية انتظار المهديّ المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وفرج الأمّة بتولّيه قيادة مسيرتها بشكلٍ ظاهر، ليُنجِزَ اللهُ وعْدَه، ويعزَّ جُندَه، ويُظهر دينَه على الدّين كلّه.

والانتظار عمل: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أَفْضَلُ أَعْمالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ الفَرَج»، فهو لا يعني السلبية والامتناع عن أيّ عمل جهادي، كما يحلو للبعض أن يفهموه.

ومن الواضح أنّ المنتظِر للإمام المنتظّر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ينتظر قائداً إلهياً سيقود مسيرة تحفُّ بها الملائكة، وجمهورها الأساس أهل التقوى والعبادة، وسيخوض المعارك الحامية الوطيس والمتتالية.

وهل يمكن تحقيق التناسب في نفس الإنسان مع هذه المسيرة، إلّا بتعاهدها بالرعاية في مجالَي الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر؟ (التقوى، والمرابطة)

وفي ما يلي وقفة مع هذَين العاملَين:

* التّقـوى

التقوى هي المنطلق، وهي الشرط الذي لا يُقبل بدونه عمل، والمسيرة التي سيقودها عليه السلام، هي مسيرة أهل العبادة الذين تُطوى لهم الأرض ومنهم مَن «يَسيرُ فِي السَّحابِ نَهَاراً»، وأهل البصائر الذين لا ذنوبَ لهم تحجبُهم عن رؤية الحقيقة حين «تَتَطَايَرُ القُلُوبُ مَطَايرها».

وممّا يرشدنا إلى الترابط بين الانتظار والتقوى، ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ مِن أَصحابِ القَائِمِ فَليَنْتَظِر، وليَعمَل بِالوَرَعِ، ومَحاسِنِ الأخلاقِ وَهوَ مُنْتَظِر، فَإِنْ مَاتَ وَقامَ القَائِمُ بَعْدَهُ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ، فَجِدُّوا وانتَظِرُوا».

وبديهيّ أنّ التقوى واجبة في كلّ حالٍ، إلّا أنّ المقصود هو الإشارة إلى هذه العلاقة بينها وبين الانتظار، وفائدة ذلك أن يُدرك مَن يغلب عليه الطابع الحركي العملي، ويحسب أنّه من جنود المهديّ دون شكّ، إلى أنّ هذا البُعد وحده لا يكفي!

فما على أحدنا إذا أراد أن يكون من جنوده عليه السلام، إلّا أن يعتني بتهذيب نفسه، ليحصل على الأقل على شيءٍ من التناسب بينه وبين هذه المسيرة الربانيّة، التي سيملأ اللهُ بها الأرض قسطاً وعدلاً.

ثم إنّ الحصول على شيءٍ من التناسب ليس نهاية المطاف، بل العبرة بلزوم ما حصل عليه بالحذر الدائم من الارتكاس والانقلاب على الأعقاب.

* المرابطـة، وروح الجهـاد

وردت أحاديث كثيرة في الحثّ على المرابطة في زمن الانتظار. وهل يكون مرابطاً مَن يكونُ على هامش الأحداث، لا يهتمّ بأمور المسلمين من قريبٍ أو بعيدٍ.

لا شكّ أنّ الوقوف مع الإمام المنتظَر عجل الله تعالى فرجه الشريف، أثناء غيبته إنّما يتحقّق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله مع نائبه الفقيه الجامع للشرائط، انطلاقاً من الاهتمام بأمور المسلمين، ومواجهة الطواغيت الذين يريدون ليطفئوا نور الله تعالى.

إنّ الانتظار لا يعني على الإطلاق تأجيل الصراع مع أعداء الله تعالى حتى إشعارٍ آخر، وإنّما يعني استمرار الصراع حتى تكون الجولة الفاصلة بإذن الله على يدَي وليّه الإمام المنتظر.

ومن النتائج العملية المترتبة على ذلك، الاهتمام بالتدريب العسكري، فإنّ المرابطة مع عدم القدرة على القتال أمرٌ عَبَثيّ.

الشوق إليه، والحنين

يدلّ على مدى الحنين الذي ينبغي للموالي تجاهه عليه السلام، ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّ بعض أجلّاء أصحابه دخلوا عليه فرأوه يبكي، وهو يقول: «غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقادِي، وضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي، وابتَزَّت مِنِّي راحَةَ فُؤادِي، سَيِّدي غَيْبَتُكَ وَصَلَتْ مَصَائِبي بِفَجَائِعِ الأَبَد».

والنصوص التي تؤكّد ذلك كثيرة، تهدف جميعاً إلى إيضاح علاقة الحبّ العارم التي ينبغي أن تكون قائمة بين الأمّة وإمامها، عليه صلوات الله وسلامه.

الـزيارة

قال الكفعميّ رحمه الله: «يُستحبّ زيارة المهديّ في كلّ مكانٍ وزمانٍ، والدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه».

وزياراته عليه السلام أيضاً كثيرة، يُكتفى هنا [بالإشارة إلى بعضها]:

1) زيارة بعد صلاة الفجر تقدّمت الإشارة إليها في «البيعة»، فهي زيارةٌ وبيعة. وقد أوردها السيد الجليل ابن طاوس رضي الله عنه كما يلي:

«أللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَاْلمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ والِديَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيَّاتِ زِنَةَ عَرْشِ الله، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَمُنْتَهَى رِضاهُ، وَعَدَدَ ما أَحْصاهُ كِتابُهُ، وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ. اللّهُمَّ إِنَّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعةً لَهُ فِي رَقَبَتي. اللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا التَّشْرِيفِ، وَفَضَّلْتَنِي بِهذِهِ الفَضِيلَةِ، وَخَصَصْتَنِي بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلَى مَوْلايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فِي الصَّفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ، عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلَى يَوْمِ القِيامَة. ويصفّق بيده اليمنى على اليسرى».

 

2) يوم الجمعة

أورد السيد الجليل ابن طاوس عليه الرحمة - وغيره - هذه الزيارة للإمام المنتظَر عليه السلام، في يوم الجمعة: «السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا عَيْنَ اللهِ فِي خَلْقِه..».  (مفاتيح الجنان، الباب الأول، آخر الفصل الخامس)

 

3) زيارة سلام على آل يس

وهي زيارة معروفة جداً كسابقتها، ويستفاد من كلام بعض أهل العبادة أنّ هاتَين الزيارتين طريقٌ إلى التشرّف بلقائه عليه السلام. وتجد هذه الزيارة في أواخر كتاب (مفاتيح الجنان)، بعد أعمال سامرّاء، وقبل دعاء الندبة، وقد ورد في روايتها قول الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف: «إذا أرَدْتُم التَّوَجُّه بِنَا إِلى اللهِ تَعالى وإلَينا، فقُولوا: سَلامٌ على آلِ يَس..».

الـدعــاء

 أتحدّث هنا باختصار عن قسمين من الدعاء :

أ) الدعاء لمعرفته عليه صلوات الرحمن، والثبات على ولايته، باعتباره حجّة الله تعالى على خلقه.

ب) الدعاء له عليه السلام لحفظه ونصرته.

وفي المجالين أدعية كثيرة أقتصر على ذكر المختصَر منها، مُحيلاً في غيره إلى المصادر المختصّة.

* مـن أدعيـة الغَـيبـة

1) [الدعاء المتقدّم] عن الإمام الصادق عليه السلام: ".." «أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ...».

2) دعـاء الغـريـق المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام: «يا اللهُ يا رَحمَنُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِينِك».

3) دعـاء بعـد كلّ فريضـة في شهـر رمضـان.

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله :«مَن دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان بعد المكتوبة، غفر الله له ذنوبه إلى يوم القيامة، وهو: «اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى أَهْلِ القُبُورِ السُّرور، اللَّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فقيرٍ..». (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان العامة)

4) دعـاء العـهـد

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ دَعا إِلى اللهِ أربَعينَ صَبَاحاً بِهذا العَهْدِ كَانَ مِنْ أَنْصَارِ قَائمِنا، وإنْ ماتَ أخرَجَهُ اللهُ إليهِ مِن قَبرِهِ، وأَعطاهُ اللهُ بِكُلِّ كَلمةٍ ألفَ حَسَنَةٍ ومَحَا عَنهُ ألفَ سَيِّئَةٍ، وهَذا هُو العَهدُ: أللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظيمِ، وَرَبَّ الكُرسِيِّ الرَّفيعِ..». (مفاتيح الجنان).

5) دعـاء العهـد الصـغيـر

عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ قَرَأَ بعدَ كُلِّ فَريضَةٍ هذا الدُّعاء، فَإِنَّهُ يَراهُ فِي اليَقظَةِ أوْ فِي المَنامِ: بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ. أللَّهُمَّ بَلِّغْ مَولَانَا صَاحِبَ الزَّمانِ، أَيْنَمَا كَانَ، وَحَيْثُما كَانَ مِنْ مَشارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِها، سَهْلِها وجَبَلِها..». (بحار الأنوار: ج 83، ص 61)

وينبغي التنبّه إلى أنّ هذا الدعاء غير دعاء العهد المشهور، الذي ورد هنا قبله، وإن اشترك معه في أكثر ألفاظه.

6) بعـد صلاة الفجر

من المناسب التذكير هنا بما تقدّم تحت عنوانَي «البيعة»، و«الزيارة»، وهو ما يُزار به عليه السلام بعد صلاة الفجر، وسبب المناسبة أنّ النص ينسجم مع كونه دعاء، إلّا أنّه ورد كزيارة.

7) بعـد صـلاة الظهـر

عن عبّاد بن محمّد المدائني: «دخلتُ على أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر، وقد رفع يدَيه إلى السماء وهو يقول :يا سَامِعَ كُلِّ صَـوتٍ، يا جَامِعَ كُلِّ فـَوتٍ، يا بارِئَ كُلِّ نفسٍ بعـد المَوت "..." وأَنجِزْ لِوَلِيِّكَ وابْنِ نَبِيِّـكَ - الدّاعِي إِلَيـكَ بِإِذنِكَ، وأَمِينِـكَ عَلى خَلْقِـَك، وعَيْنِكَ فِي عِبادِكَ، وَحُجَّتِـكَ عَلَى خَلْقِكَ عَليهِ صَلَواتُكَ وبَركَاتُكَ - وَعْدَه..». (انظر: الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد: ص 60، ضمن تعقيب صلاة الظهر، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت)

8) بعـد صـلاة العصـر

تقدّم ذكر الدعاء المختصر في المعرفة «أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ..إلخ» وهناك دعاء طويل ومهمّ، يبدأ بهذه الفقرات، ويتّضح من الروايات أنّ كلّاً منهما دعاء مستقلّ. وفي (كمال الدين) للشيخ الصدوق، و(مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي، ما يشير إلى أن اسم هذا الدعاء الطويل هو: «الدّعاء في غَيبة القائم». (مصباح المتهجد: ص 411)

 9) دعـاء النـدبـة

وهو مذكور في مختلف كُتب الأدعية، والمشهور من أوقات قراءته، أنّه يُقرأ كلّ يوم جمعة، إلّا أنّ المرويّ هو استحباب قراءته في الأعياد الأربعة. وقد جرتْ سيرة كثيرين من العلماء الأعلام على قراءته، وشدّة العناية به، وترديد بعض فقراته في مطاوي الكلام، أو في حالات التوسّل والمناجاة. ومضامينه في غاية الأهمية.

10) في ليلة القدر، وفي كلّ وقت، وعلى كلّ حال.

قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة: «..عن الصالحين عليهم السلام، قال: تكرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كلّ حال، وفي الشهر كلّه، وكيف ما أمكنكَ ومتى حضر من دهرك. تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم: اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بنِ الحَسَن (صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَى آبَائِه)، فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وفِي كُلِّ سَاعَة، وَلِيّاً وحَافِظاً، وقائِداً وناصِراً، ودَلِيلاً وعَيناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وتُمَتِّعَهُ فِيها طَويلاً».

هذه نماذج من الأدعية الكثيرة الواردة في هذا المجال، التي ينبغي أن يفرد لها كتاب مستقلّ لكَثرتها وأهميتها. والعنوان الأبرز في باب الدعاء للإمام عليه صلوات الرحمن، أنّه ليس محدوداً بوقت ولا مكان، ولا حالٍ دون حال.

 

الاستغاثة به عليه السلام

ليس التوسّل إلّا وقوفاً بباب الله تعالى الواحد الأحد، الذي لا حول ولا قوّة لنبيٍّ ولا إمامٍ ولا موجود إلّا به عزّ وجلّ. وعندما تدقّق في نصوص الاستغاثات، تجد بكلّ جلاءٍ، أنها التمحُّض في التوحيد، الذي لا معنى له إلّا بالعكوف على باب المصطفى بكلّ لطف، لِيجتنبَ القلبُ مصيرَ أكثر ﴿..الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ..﴾!

وقد وردت صِيَغ متعدّدة، للاستغاثة، بإمام الزمان عن العترة الهادية، ومن هذه الصيغ ما يلي:

1) الاستغاثة بزيارة «سلام الله الكامل».

تجد هذه الزيارة - الاستغاثة - في (مفاتيح الجنان)، قبل أعمال شهر رجب. والغسل قبل هذه الاستغاثة أَوْلى.

2) الاستغاثة بالرُّقعة

وردت عدّة روايات في التوسّل بكتابة نصٍّ معيّن، يتوسّل فيه إلى الله عزّ وجلّ بوليِّه المهديّ وآبائه عليهم السلام، وقد اصطُلح على هذا المكتوب في ورقة بـ «الرُّقعة»، وتعميماً للفائدة نشير إلى [اثنين منها]:

أ) ما ذكره الشيخ الكفعمي في (المصباح: ص 404-405) تحت عنوان: استغاثة إلى المهديّ عليه السلام.

ب) الرقعة الكشمردية: وتُعرف بذلك نسبة إلى أبي العباس أحمد بن كشمرد. (مصباح الكفعمي: ص 405، وانظر: المجلسي، البحار: ج 91، ص 24- 25، وفيه القصة الكاملة لهذه الاستغاثة)

 

طلبُ التشرّف بلقائه

على أساس ملاحظة مختلف قصص التشرّف بلقاء الإمام المهديّ عليه السلام، وبعض ما كتبه العلماء الأعلام بهذا الصدد، نجد أنّ من الأمور التي قد تكون طريقاً إلى التشرّف بلقائه عليه السلام، ما يلي :

1) التقوى، والاهتمام الجادّ بسفر الآخرة، وتهذيب النفس.

2) المواظبة على أعمال عباديّة (غير محدّدة) لمدة أربعين يوماً.

3) عمل الاستجارة، ويعني :

أ) زيارة سيّد الشهداء عليه السلام أربعين ليلة جمعة (عن قُرب).

ب) زيارة مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء.

ج) زيارة مسجد الكوفة – أو أيّ مسجد آخر – أربعين ليلة جمعة، كلّ ذلك بهدف التشرّف بلقائه عليه السلام.

د) التوجّه إلى مكانٍ ما في البريّة لمدة 40 ليلة، بهدف التعبّد لله تعالى وطلب رؤية وليّه عليه السلام.

4) دعاء العهد الصغير الذي تقدّم في فقرة «الدعاء» أنّه يدعى به بعد كلّ فريضة.

القيام عند ذكر «القائم»

من آداب العلاقة بالإمام المهديّ عليه السلام القيام تعظيماً عند سماع اسمه المبارك، خصوصاً الاسم المبارك «القائم»، كما هي سيرة أوليائه ومحبّيه في جميع البلاد.

ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه كان في مجلسٍ، فذُكر اسم الإمام المهديّ، فقام الإمام الصادق إجلالاً وتعظيماً له، عليهما السلام.

وفي (منتهى الآمال) للمحدّث القمّي، عن كتاب (تأجيج نيران الأحزان في وفاة سلطان خراسان) للمولى عبد الرضا بن محمّد... أنّ الشاعر دعبل الخزاعي عندما أنشد الإمام الرضا عليه السلام قصيدته التائية، ووصل إلى هذا البيت:

خروجُ إمامٍ لا محالةَ قائمٌ

يقومُ على اسمِ الله بالبركاتِ

نهض الإمام الرضا عليه السلام قائماً، وأحنى رأسه المبارك، ووضع يده اليُمنى على رأسه، وقال: اللَّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُ وَمَخْرَجَهُ، وانْصُرْنَا بِهِ نَصْراً عَزِيزاً».

 

من توصيات الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف

هذه مجموعة من الأعمال والأذكار التي ورد أن الإمام المهديّ عليه السلام أمَر بها في زمن الغَيبة. وقد جاء الحديث عنها في مطاوي كلمات العلماء الأعلام، أو في قصص التشرّف المعتبَرة، ورغم مراعاة الدقّة في إيراد هذه الشَّذَرات، فإنّ شاهدها معها؛ فهي ممّا يُعلم رجحانه لاندراجه تحت عناوين لا يختلف فيها الفقهاء.

من ذلك أمرُه عليه السلام بما يلي:

1) قراءة السوَر الخمس؛ يس، وعمَّ [النبأ]، ونوح، والواقعة، والمُلك، بعد الصلوات الخمس بالترتيب المذكور هنا.

2) حفظُ خطبة الصدّيقة الكبرى الزهراء عليها السلام، والخطبة الشّقشقيّة لأمير المؤمنين عليه السلام، وخطبة سيّدتنا زينب عليها السلام التي خطبتها في مجلس يزيد في الشام.

3) العناية التامّة بزيارة سيّد الشهداء عليه السلام.

4) العناية الخاصّة بصلاة الليل، وزيارة عاشوراء، والزيارة الجامعة (الكبيرة).

5) قراءة هذا الدعاء في القنوت:

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ وأبِيهَا، وَبَعْلِها وَبَنِيها، والسِّرِّ المُسْتَوْدَعِ فِيهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، ولا تَفْعَلَ بِي مَا أَنا أَهلُهُ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين».

7) قراءة هذا الذّكر بعد السلام من الفرائض الخمس: «اللَّهُمَّ سَرِّحْنِي مِنَ الهُمُومِ والغُمُومِ وَوحْشَةِ الصَّدر».

8) الاهتمام الخاصّ بالصّلاة جماعة.

9) إكرام الذريّة الطاهرة لأهل البيت عليهم السلام (السادة زادهم الله تعالى عزّاً)، وزيارة مراقدهم.

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

06/05/2016

دوريات

   إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات