كتاباً موقوتاً

كتاباً موقوتاً

04/07/2016

شرح قَبَسات من "رسالة الحقوق"


الوِفادة إلى الله عزّ وجلّ

شرح قَبَسات من "رسالة الحقوق"

ـــــــــ العلامة المجلسي الأول ـــــــــ

هذا المقال عبارة عن شرح لفقرة «حقّ الصلاة» من (رسالة الحقوق) للإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام. والشارح هو العلامة المجلسي الأول، محمّد تقي (والد صاحب البحار)، في كتابه (روضة المتقين)، والأخير شرح على كتاب (مَن لا يحضره الفقيه) للشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليهما.

نشير إلى أننا اختصرنا فقرات الشرح، مع استبدال بعض العبارت لتيسير المعنى.

«شعائر»

 

في (الفقيه) للشيخ الصدوق – وفي غيره – بسنده عن ثابت بن دينار الثمالي (أبو حمزة)، عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام، أنه قال: «وَحَقُّ الصَّلاةِ أن تَعلَمَ أنَّها وِفادَةٌ إلَى اللهِ عزّوجلّ، وأنتَ فيها قائِمٌ بَينَ يَدَيِ اللهِ عزّ وجلّ، فَإِذا عَلِمتَ ذلِكَ قُمتَ مَقامَ العَبدِ الذَّليلِ الحَقيرِ الرّاغِبِ، الرّاهِبِ الرّاجِي، الخائِفِ المُستَكينِ المُتَضَرِّعِ، المُعَظِّمِ لِمَن كانَ بَينَ يَدَيهِ بِالسُّكونِ والوَقارِ، وتُقبِلُ عَلَيها بِقَلبِكَ، وتُقيمُها بِحُدودِها وحُقوقِها».

الشرح

* «وحقُّ الصلاة أن تعلم أنّها وِفادة إلى الله عزّ وجلّ»: لمّا كانت أفعال الحكيم تعالى مشتملةً على مصالح لا تتناهى، وخلَق الإنسان لكي يجود عليه ويفضّله على العالمين، وكان يقبُح التفضّل والتفضيل بلا سابقة من المتفضَّل عليه، قرّر لهم العبادة ومنها الصلاة، وهي مشتملة على حِكَم كثيرة، منها أن تعلم أنّها نزولٌ إلى ساحة فضله وإنعامه..

* «وأنت فيها قائمٌ بين يدَي الله عزّ وجلّ»: لمّا كان العبد حالَ العبادة في امتثال أمره وحالَ المناجاة متكلّمٌ مع ربّه - وهو عالمٌ به وبضمائره - فكأنّه عنده وبين يديه، فالعبد ينبغي أن يكون حاضرَ القلب مع المولى في العبادة والمناجاة، وعليه أن يقطع عن نفسه الشواغل المُلهية عن سيّده، ويلاحظ خِستّه وما عمل من السيئات والقبائح، ويلاحظ جلالة سيّده وعظَمته وكبريائه مع ما أنعم عليه بالنِّعم التي لا تُحصى.

* «فإذا علمتَ ذلك قمتَ مقامَ..»: بالضم والفتح، أي القيام أو المحلّ.

* «العبدِ الذليل»: في نفسه بكونه مخلوقاً من ماء مهين، مشتملاً على القاذورات الكثيرة.

* «الحقير»: بسبب الأخلاق الرذيلة والأعمال القبيحة الصادرة عنه مدّة عمره.

* «الراغب»: إلى إحسان سيّده.

* «الراهب»: من عقابه.

* «الراجي»: فضلَه سبحانه، لقوله ﴿.. لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ..﴾ (الزّمر:53) وإنْ فعَل المعاصي وتخلّق بالقبائح، أو الراجي قبولَ طاعته لفضله وإحسانه تعالى.

* «الخائف»: بالخوف التامّ من العقوبات المهلكة بسبب الأعمال الشنيعة، أو من الردّ لعدم استحقاق الإحسان.

* «المُستكين»: بالتضرّع القلبي.

* «المتضرّع»: بالجوارح، بأن تكون كلّ جارحة على الوجه المطلوب منها، أو مع البكاء.

* «المعظّم لمن كان بين يدَيه»: بأن يلاحظ عظمتَه بأنّه ربّ العالمين ومالكُ يوم الدين، وأنّه القادر القاهر والجواد المُحسن، خصوصاً في التكبيرات والتسبيحات.

* «بالسّكون»: القلبي، بأن لا يلتفت قلبُه إلى غير جنابه الأقدس.

* «والوقار»: البدنيّ في أحوال الصلاة بأن يُطرق برأسه، وينظر حالَ القيام إلى موضع سجوده، ولا يستمع إلى كلام أحدٍ غير ما يقوله مع خالقه، وتكون يده ورجِله وحركاته وسكناته على الوجه المطلوب.

* «وتُقبلَ عليها بقلبك»: بأن يكون في أوقات الأذكار والقراءة والدعاء متذكّراً لمعانيها وإشاراتها، وفي أوقات الأفعال متذكّرا لحقائقها وإشاراتها... بل تحصل بإلهام الله تعالى إذا كان حاضرَ القلب مع الله تعالى.

* «وتُقيمها بحدودها وحقوقها»: من رعاية الأوقات والطهارات الظاهرة والباطنة والأفعال الصورية والمعنوية من الإخلاص، والحضور، وقد تقرّر ذلك في محلّه.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/07/2016

دوريات

نفحات