رسالة من الشيخ محمد جواد البلاغي إلى الإمام شرف الدين العاملي

____ إعداد: «شعائر» ____

ما يلي، نصّ الرسالة التي بعث بها العلامة الفقيه الشيخ محمّد جواد البلاغي في العام 1939م، إلى الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي يُطلعه فيها على ما آلت إليه فتنة الفرقة البابية (البهائية) الضالّة في بغداد، وفي العراق عموماً.

***

بسم الله الرحمن الرحيم، وله الحمد، وهو المستعان

إلى حضرة سيّدنا العلاّمة الحجّة العلم، كهف الإسلام، وملاذ الأنام السيّد الأجلّ الأفخم مولانا السيّد عبد الحسين المحترم دامت بركاته.

أمّا بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والاستقصاء في السؤال عن أحوالكم الشريفة والتماس دعائكم، فإنّه قد مُنيَ المسلمون بأمر مدهش أشاعته الجرائد في شأن مقدّسة من مقدّساتهم العامّة، كما سترون شرح الحال في الورقة المقدّمة لحضرتكم في سير المسألة وتطوّرها، ففزع المسلمون إلى الشكايات عند الساسة وفي مقدّمتهم أهل النجف من علمائها وسائر طبقاتها، فالحلّة، فكربلاء وغيرها من البلدان، وإنّك لا تغضي عن أمثال هذه المهمّات ولا ترضى بانكسار المسلمين أمام طراد البهائيّين في جدّهم في دسائسهم، فإنّهم لا يزالون يسعون في هذا الأمر منذ سنين، فإنّ ما نشرته الجرائد من عزم الحكومة نوع انتصار للبهائيّين، يؤمّلون فيه أن يرجع الأمر إليهم بالآخرة، خيّب الله آمالهم.

فالرجاء من ألطافك مساعدتنا في هذا الأمر المهمّ بكلّ ما يتيسّر لحضرتك، وسيُعلمك بالحال نجلك المؤيّد العالم العلم ذو الهمّة العالية والفضل الجلّي دام تأييده، والسلام عليكم وعلى من يلوذ بكم، ورحمة الله وبركاته.

13 شوّال 1349

من الأقلّ محمّد جواد البلاغي عفي عنه

***

هذا، وكان الشيخ البلاغي رحمه الله (ت: 1942م) في طليعة المتصدّين لفتنة البهائية، والتي نشأت في أحضان الاحتلال الانكليزي وعملت في الفترات اللاحقة، بتحريك من بريطانيا وغيرها، على زرع الشّقاق في صفوف المسلمين، وبثّ الأباطيل والتحلّل الأخلاقي والشكوك والشُّبهات في عقائد المسلمين.

ومن جملة ما قام به رضوان الله عليه تحريض المجتمع ورجالات الدولة على هذه الفرقة الضالّة وإغلاق مكاتبهم وأماكن تجمّعاتهم. كما عمل على ملاحقتهم قضائياً ما أفضى إلى مصادرة ممتلكاتهم وطرد كبار شخصيّاتهم من بغداد.

وعُرف عن الشيخ البلاغي تصدّيه لأهل المِلل والبدع ودفع شُبهاتهم ومزاعمهم بشأن الإسلام، وله عدّة مؤلفات في هذا الباب ردّ فيها على اليهود والنصارى والوهّابية وغيرهم.

نشير إلى أن متن الرسالة وصورتها منقولان عن كتاب (العلامة البلاغي رجل العلم والجهاد) لمؤلفه الشيخ محمد الحسون.