لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

28/11/2016

من آداب الدعاء

 

«مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ افْتَقَرَ»

من آداب الدعاء

____ الشيخ جعفر كاشف الغطاء قدّس سرّه* ____

الدعاء مُستحبّ في نفسه، عقلًا وشرعاً، والآيات والروايات والإجماع والضرورة شاهدة عليه. وفيه معظم الشرف بعد شرف العبوديّة والخدمة، لأنّ الداعي يكون في مقام الخطاب والمناجاة والتكلّم مع الله تعالى.

والاستكبار عنه حرام... وفُسّرت في أخبار كثيرة آية ﴿..إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ غافر:60، بأنّهم المستكبرون عن الدعاء، والعبادة: الدعاء.

وفي الخبر: «لَوْ أَنَّ عَبْداً سَدَّ فاهُ، وَلَمْ يَسْأَلْ، لَمْ يُعْطَ شَيْئاً، فَاسْأَلْ تُعْطَ».

وفي آخر: «مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ افْتَقَرَ»، إلى غير ذلك.

وللدعاء ثواب مقدّر، ومقامات وكيفيّات، فلا بدّ فيه من بيان أُمور تُستحبّ مُراعاتها:

منها: المحافظة على العربيّة، فإنّ للدّعاء فضلًا من جهة اللّفظ، وهذا مخصوص بالألفاظ العربيّة، وتختلف مراتبه أجراً باختلافه فصاحةً وبلاغةً، (وفضلًا من جهة المعنى، وهذا تستوي فيه اللَّغات. وقد يقال: بترجيح بعض اللَّغات على بعض).

ومنها: الإكثار من الدعاء، فقد فُسّر «الأوّاه» في الرواية بالدّعّاء، وفي أخرى: «سَلْ تُعْطَ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بابٍ يُقْرَعُ إِلّا يُوشَكُ أَنْ يُفْتَحَ لِصاحِبِهِ».

وفي أُخرى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام، كان رجلًا دَعّاءً.

وفي أخرى: «الدُّعاءُ تِرْسُ المُؤْمِنِ، وَمَتى تُكْثِرْ قَرْعَ الباب، يُفْتَحْ لَكَ».

وفي أخبار كثيرة: «أَكْثِروا مِنَ الدُّعاءِ».

ومنها: استحباب الدعاء زيادة على غيره من العبادات، ففي الأخبار: إنّ أفضل العبادة الدعاء، وإنّه ما من شيءٍ أفضل عند الله تعالى من أن يُسأل، ويُطلب ممّا عنده، وإنّ أحبّ الأعمال إلى الله تعالى الدعاء، وإنّ كثرة الدعاء أفضل من كثرة القراءة.

ومنها: استحباب الدعاء في الحوائج، وألّا تُرمى بالاحتقار لقولهم عليهم السلام: «إِنَّ صاحِبَ الصّغارِ هُوَ صاحِبُ الكِبارِ».

ومنها: تسمية الحاجة، وإن كان الله تعالى أعلم بها، كما في الرواية.

ومنها: كون الدعاء قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فإنّهما ساعتا إجابة وغَفلة.

ومنها: الدعاء بردّ البلاء فإنّه يردّه، وقد أُبرم إبراماً.

ومنها: الدعاء عند الخوف من الأعداء، وعند توقّع البلاء فإنّه يردّ البلاء وقد قُدّر وقُضي، فلم يبقَ إلّا إمضاؤه، ويَدفعُ البلاء النازل، وغير النازل، ويردّ القضاء، وقد أُبرم إبراماً، ويردّ ما يُقدّر، وما لم يُقدّر.

وورد في الأخبار: أنّه أنفذ من سنان الحديد، وسلاح المؤمن، وسلاح الأنبياء، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض، وإذا اشتدّ الفزع، فإلى الله المفزع، وخير الدعاء ما صدر من صدرٍ نقيّ، وقلب تقي.

ومنها: التقدّم بالدعاء في الرخاء قبل نزول البلاء، ففي الأخبار: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجابُ لَهُ في الشِّدَّةِ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ». «تَعَرَّفْ إِلى اللهِ في الرَّخاءِ، يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ». و«مَنْ تَقَدَّمَ في الدُّعاءِ، اسْتُجيبَ لَهُ إِذا نَزَلَ البَلاءُ، وَقيلَ: صَوْتٌ مَعْروفٌ، وَلَمْ يُحْجَبْ عَنِ السَّماءِ، وَمَنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ بِهِ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ، وَقالَتِ المَلائِكَةُ: صَوْتٌ لا نَعْرِفُهُ».

ومنها: الدعاء بعد نزول البلاء، ففي الأخبار أنّه يقصّر مدّة البلاء.

__________________________________

 من كتابه (كشف الغطاء عن مُبهمات الشريعة الغرّاء).*

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

28/11/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات