مراقبات شهر رمضان

مراقبات شهر رمضان

منذ يومين

دار ضيافةِ الله، وليالي القدر، وتوزيعِ الجوائز

إعداد: «شعائر»

«لا تقولوا رمضان، ولكن قولوا شهر رمضان، فإنّكم لا تدرون ما رمضان».  أمير المؤمنين عليه السلام

هذا الشهر العظيم دار ضيافة الله، يُعرف فيه معنى الصَّوم، والتناسب بينه وبين معنى ضيافة الله، ليَجهد الصائم  -بعد هذه المعرفة- في تحصيل الإخلاص في حركاته وسكناته وِفْقَ رضا صاحب الدار. الصوم الصحيح الكامل الذي شرّع الله تعالى لحكمةِ تكميلِ نفسِ الصائم، هو ما يكون تركاً للمعصية بالجوارح كلّها، فإن زاد الصائم مع ذلك ترك شغلِ القلب عن ذكر غير الله، وصام عن كلّ ما سوى الله، فهو الصّوم الأكمل. 
(المراقبات بتصرّف).

* من أهمّ مناسبات هذا الشهر الشريف، المجهولة،  ليلة عيد الفطر التي وردّ الحثُّ على إحيائها.

* الإفطار: أن يفطر بالحلال، ويُستَحَبُّ الإفطار بالتّمر، وأن يهتمّ بالتّلاوات وبالدَّعوات المأثورة، منها أن يقرأ سورة القدر، وأن يقول «أللّهمّ لك صُمْتُ، وعلى رزقك أفطرتُ، وعليك توكّلت»، وكذلك أن يهتمّ بإفطار المؤمنين، ولو بشِقِّ تمرة أو شربة من ماء، كما رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.

* قال السيد ابن طاوس قدّس سرّه في (الإقبال): «ومن وظائف كلّ ليلة أن يبدأ العبد في كلّ دعاء مبرور، بِذِكر مَن يعتقد أنّه نائب الله جلّ جلاله في عباده وبلاده، وأنّه القيِّم بما يحتاج إليه هذا الصائم، من طعامه وشرابه وغير ذلك من مُراده، وأن يدعو له هذا الصائم بما يليق أن يُدعى به لِمثله، ويعتقد أنّ المنّة لله جلّ جلاله ولنائبه، كيف أهّلاه لذلك».

أهمّ الأدعية

أ‌- دعاء (يا عليّ يا عظيم) بعد كلّ فريضة:

يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ، يا غَفُورُ يا رَحِيمُ، أنْتَ الرَّبُّ العَظيمُ الَّذي ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ البَصيرُ، وهَذا شَهرٌ عَظَّمْتَهُ وكرَّمْتَهُ وشَرَّفْتَهُ وفَضَّلْتَهُ عَلى الشُّهورِ، وهُوَ الشَّهْرُ الَّذي فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَيَّ، وهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أنْزَلْتَ فِيهِ القُرآنَ، هُدىً لِلنَّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدَى والفُرْقَانِ، وَجَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ القَدْرِ وجَعَلْتَها خَيْراً ِمْن ألْفِ شَهْرٍ، فَيَا ذا المَنِّ ولا يُمَنُّ عَلَيْكَ، مُنَّ عَليَّ بِفَكاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، فِيمَنْ تَمُنُّ عَليْهِ، وأدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ب- دعاء (أللَّهُمَّ أدخِلْ على أهل القبور السرور)، وَرد في ثوابه أنّ من دعا به في شهر رمضان بعد كلّ فريضة غفر الله له ذنوبه إلى يوم القيامة.
ت- دعاء (أللَّهُمَّ ارزقني حجَّ بيتك الحرام)، يُقرأ بعد كلِّ فريضة.
ث- دعاء (أللَّهُمَّ إنّي بك ومنك أطلب حاجتي)، ويُعرف بدعاء الحجّ. قال الإمام الصادق عليه السلام: «أُدعُ للحجّ في ليالي شهر رمضان بعد المغرب: أللَّهُمَّ بِكَ ومِنْكَ أطْلُبُ حَاجَتي ..».
ج- دعاء (أللَّهُمَّ ربّ شهر رمضان)، وقد ورد في ثوابه: «من قال هذا الدعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان غُفرت له ذنوب أربعين سنة».
* عن الإمام الباقر عليه السلام: «مَن قال كلّ يوم من شهر رمضان مرة واحدة: سبحانَ الله عددَ كلّ علمٍ يعلمُه بمائتي ألفِ ألفِ ضعفٍ وبكلّ علمٍ حَمَلَه على العلم، والحمدُ لله عددَ كلّ علمٍ يعلمه مائتي ألف ألف ضعف وبكلّ علمٍ حَمَلهُ على العِلم، والله أكبر عدد كلّ علم يعلمه مائتي ألف ألف ضعف وبكلِّ علمٍ حَمَله على العلم، وصلّى الله على محمّدٍ وآل محمّدٍ مثل جميع ذلك كلّه، كتب ثواب كلّ ملك في السماوات، حتى إذا حُشِر من قبره أتوه جميعاً فاحتملوه سروراً حتّى يضعوه في جنّة الفردوس آمناً من الحساب والفزع الأكبر والأهوال».

ح- دعاء الإفتتاح في كلّ ليلة، وهو مرويٌّ عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
خ- دعوات الأسحار: دعاء البهاء، ودعاء أبي حمزة الثُّمالي، ودعاء إدريس عليه السلام، ودعاء (يا مَفزعي عند كُربتي)، وتسبيح (سبحان من يعلم جوارح القلوب).
 
أهمّ الأعمال العامّة

1-التشدُّد في ترك المعصية فهو دائماً أهمّ الأعمال، خصوصاً في هذا الموسم العبادي الأبرز.
2- الحرص الشديد على الصلاة أوّل وقتها، وأدائها جماعةً، والإهتمام بتعقيباتها.
3-  الإكثار من تلاوة القرآن: قال صلّى الله عليه وآله: «مَن تلا فيهِ آيةً منَ القرآن كان له مثلُ مَنْ خَتَمَ القرآنَ في غيرِهِ من الشهورِ». وعن الإمام الباقر عليه السلام: «لكلّ شيءٍ ربيع، وربيعُ القرآن شهر رمضان».
4- إطالة السّجود مقروناً بالذِكر اليونسي؛ «لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين»، والإكثار من الإستغفار، والصّلاة على محمّد وآل محمّد، والصّدقة، وصِلة الأرحام، وحُسْنِ الخُلُق، وإكرام الأيتام. (أنظر: كتاب «شعائر» مع هذا العدد حول خطبة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله).
5- صلاة ركعتين كلّ ليلة بالحمد مرّة والتوحيد ثلاث مرّات، فإذا سلّمت تقول: «سبحانَ مَن هو حفيظٌ لا يَغفل، سبحانَ مَن هو رَحيمٌ لا يَعجَل، سبحانَ مَن هو قائمٌ لا يَسهو، سبحانَ مَن هو دائمٌ لا يلهو». ثمّ تسبِّح بالتسبيحات الأربع [سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر] سبع مرّات ثمّ تقول: «سُبحانَك سُبحاَنك سُبحانَك يا عظيمُ اغفِر ليَ الذنبَ العظيم». ثمّ تصلّي على النبيّ وآله عشر مرّات.
6- صلاة ألف ركعة، ويمكن أداؤها وفق إحدى طريقتين:
الأولى: عشرون ركعة في كلِّ ليلة من أوّل الشهر إلى العشرين منه، ثمان ركعات منها بعد صلاة المغرب، واثنتا عشرة ركعة بعد العشاء، وثلاثون لكلِّ ليلة من العشر الأخيرة، ثمان منها بعد المغرب والباقي بعد العشاء، وثلاثمائة يُؤتى بها ليالي تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، بمعدَّل مائة ركعة في كلّ ليلة، [المائة ركعة كلّ ليلة غير العشرين ركعة ليلة 19، وثلاثين ركعة ليلة 21، ومثلها ليلة 23] فيكون المجموع ألف ركعة.
ويُدعى بعد كلّ ركعتين: «أللّهمّ اجعل في ما تقضي وتُقدِّر من الأمر المحتوم، أن تجعَلَني من حُجَّاجِ بيتِك الحرام المبرورِ حجُّهم، المشكورِ سعيُهم، المغفورِ ذنوبُهم، وأسألُك أن تُطيل عمري في طاعتك، وتُوسِّع في رزقي يا أرحمَ الراحمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين».
الثانية: الصلاة في جميع اللّيالي كما تقدَّم، ويتمّ توزيعها بين المغرب والعشاء وبعد العشاء، ويقرأ فيها كما تقدّم، ولكن لا تصلّى العشرون ركعة ولا الثلاثون في ليالي القدر، أي لا تصلّى عشرون ركعة ليلة تسع عشرة، ولا تصلّى ثلاثون ركعة ليلة إحدى وعشرين، ولا ثلاثون ليلة ثلاث وعشرين، فيكون ما نقص من الألف ثمانين ركعة، يؤتى بها كما يلي:
أ‌- تُفرَّق في أربع جُمَع، في كلّ جمعة عشر ركعات، أربع منها صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وركعتان صلاة فاطمة الزهراء عليها السلام، وأربع ركعات صلاة جعفر رضوان الله تعالى عليه.
ب- ويُؤتى في ليلة آخر جمعة بعشرين ركعة صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وفي ليلة آخر سبت منه بعشرين ركعة صلاة فاطمة عليها السلام، فيكون ذلك تمام ألف ركعة.


الأعمال الخاصّة

اللّيلة الأولى

1- الدعاء عند رؤية الهلال: عن الإمام الباقر عليه السلام: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله، إذا أهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه، فقال: أللَّهُمَّ أَهِلَّه علينا بالأمْنِ والإيمان، والسلامةِ والإسلامِ، والعافيةِ المجلّلة، والرِّزقِ الواسعِ ودفعِ الأسقام، أللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ وقيامَهُ وتِلاوةَ القرآنِ فيه، أللَّهُمَّ سَلِّمه لنا وتَسلَّمه منّا وسَلِّمنا فيه».

2- الغسل، وينبغي الإتيان به مقارناً للغروب، وفي الحديث أنّه يقي من «الحَكّة» مدّة عام.

3- زيارة سيّد الشهداء عليه السلام: عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن جاءه عليه السلام خاشعاً مُحتسباً مُستقيلاً مُستغفراً، فشهد قبرَه في إحدى ثلاث ليال من شهر رمضان: أوّل ليلة من الشهر أو ليلة النصف أو آخر ليلة منه، تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه التي اجترحها، كما يتساقط هشيم الورق بالرِّيح العاصف، حتّى أنّه يكون من ذنوبه كهيئة يوم ولدَته أمُّه، وكان له مع ذلك من الأجر مثلُ أجر مَن حجَّ في عامه ذلك واعتَمَر، ويناديه ملَكان يسمع نداءَهما كلُّ ذي روح إلّا الثَّقلين من الجنِّ والإنس، يقول أحدهما: يا عبد الله طَهُرْتَ فاستأنِف العمل، ويقول الآخر: يا عبد الله أَحسنتَ فأَبشِر بمغفرة من الله وفضل».

4- الدعاء:
أ- دعاء الليلة الأولى المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، وأوّله: «أللّـهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَكَ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ الْقُرآنُ، وَجُعِلَ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيِّناتِ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فيهِ وَسَلَّمْهُ لَنا..» (الدعاء بتمامه في آخر أعمال شهر شعبان من كتاب مفاتيح الجنان).
 ب- دعاء الإمام الجواد عليه السلام بعدما فرغ من صلاة المغرب: «أللَّهُمَّ يا من يملك التدبير وهو على كلِّ شيءٍ قدير..».
ت- دعاء الإمام السجّاد عليه السلام عند دخول شهر رمضان، وهو الدعاء الرابع والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية، وأوّله: «ألْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ..».
ث- دعاء الجوشن الكبير، فقد ورد الحثّ الشديد على قراءته في هذه اللّيلة، وبعضُ ثواب داعيه أن يُقال له: «أُدخل الجنّة بغير حساب».
5- الصلاة:
الأولى
: عن أمير المؤمنين عليه السلام: «مَن صلَّى في أوّل ليلة من شهر رمضان أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وخمس عشرة مرّة (قل هو الله أحد)، أعطاه الله ثواب الصدِّيقين والشهداء، وغفر له جميع ذنوبه وكان يوم القيامة من الفائزين».

الثانية: البدء بصلاة الألف ركعة، وفي هذه الليلة يُؤتى بعشرين ركعة، ثماني ركعات منها بعد المغرب، واثنا عشرة ركعة بعد العشاء (كلّ ركعتين بتسليمة) يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتوحيد مرّة، أو ثلاث مرّات، أو خمس مرّات، أو سبع مرّات، أو عشر مرّات.

اليوم الأوّل

1- أن يغتسل في ماء جارِ ويصّب عَلى رأسه ثلاثين كفاً مِن الماء، فإنّ ذلِكَ يورث الأمن مِن جميع الآلآم والأسقام في تلكَ السنة.
2- أن يغسل وجهه بكفٍّ من ماء الورد لينجو مِن المذلّة والفقر، وأن يصّب شيئاً مِنهُ على رأسه ليأمَن مِن السّرسام (الأمراض).
3- أن يؤدّي ركعتي صلاة أوّل الشهور والصدقة بعدهما.
4- أن يَقول اذا طلع الفَجْر: «أللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. أللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا، وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ».
5- أن يدعو بالدعاء الرابع والأَرْبعين مِن أدعية الصحيفة الكاملة وأوّله: «ألْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ..»، وقد مرّ في أعمال اللّيلة الأولى.
6- الدعاء المروي عن الإمام الكاظم عليه السلام: «أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دانَ لَهُ كُلُّ شَيء..»، ومن ثوابه أنّ مَن قرأه لَمْ تصبه في ذلِكَ العام فتنة ولا ضلالة ولا آفة يضّر دينه أو بدنه. (أنظر: «لولا دعاؤكم»).
7- عن الإمام الكاظم عليه السلام: «من صلّى عند دخول شهر رمضان بركعتين تطوُّعاً، قرأ في أوّلهما أمّ الكتاب [الفاتحة] والفتح [إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً] وفي الأخرى ما أحبّ [أي الفاتحة وأي سورة شاء]، رفع الله عنه السُّوء في سَنَته، ولم يَزَل في حِرز الله إلى مثلها من قابل».

اليوم السادس

في مثل هذا اليوم كانت مبايعة الإمام الرضا عليه السلام بولاية العهد، وتُستحَبُّ فيه، كما ذكر السيّد ابن طاوس في (الإقبال) صلاةٌ من ركعتين: «كلّ ركعة بالحمد مرّة وبسورة الإخلاص خمساً وعشرين مرّة، لِأَجْل ما ظهرَ من حقوق مولانا الرضا عليه السلام فيه».

الليلة الثالثة عشرة

أُولى الليالي البيض، ومن مستحبّاتها:
1- الغسل: وهو مستحبُّ في كلّ ليلة مفردة من شهر رمضان المبارك.
2- صلاة أربع ركعات: كلّ ركعتين بتسليمة، في كلّ ركعة الحمد مرّة التوحيد خمساً وعشرين مرّة.
3- صلاة اللّيالي البيض من أشهُر رجب وشعبان وشهر رمضان، المرويّة عن الإمام الصادق عليه السلام؛ ليلة الثالث عشر ركعتين، وليلة الرابع عشر أربع ركعات، وليلة الخامس عشر ستّ ركعات، في كلّ ركعة الحمد مرّة وسوَر يس وتبارك المُلك والتوحيد، كلّ سورة منها مرّة.

الأيام البيض

دعاء المجير: وأوّله: «سبحانكَ يا الله، تعاليتَ يا رحمن، أجِرْنا من النّار يا مُجِير..»، تُستحبّ قراءة هذا الدعاء في الأيام البيض من شهر رمضان، وبعض ثوابه -كما في الرواية- غفرانُ الذُّنوب، وشفاء المريض، وقضاء الدَّين، وكشْفُ الكَرب.
ليلة النِّصف

1- الغسل.

2- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: عن الإمام الصادق عليه السلام: «..مَن صلّى عند قبره [الإمام الحسين] ليلة النصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء -من غير صلاة اللّيل- يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) عشر مرّات، واستجار بالله من النّار، كَتَبه الله عتيقاً من النَّار، ولم يَمُت حتى يَرى في منامه ملائكة يُبشِّرونه بالجنّة، وملائكة يؤمِّنونه من النَّار».

3- صلاة مائة ركعة: بفاتحة الكتاب مرّة والتوحيد عشر مرّات في كلّ ركعة، ورُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ من صلّاها أَهبط اللهُ إليه عشرة من الملائكة، يَدرؤون عنه أعداءَه من الجِنّ والإنس، وأَهبط إليه عند موته ثلاثين ملَكاً يؤمِّنونه من النَّار.


اليوم الخامس عشر

* «أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ، وَوَصِيِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَنَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ، عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ». [من الصلوات الكبيرة برواية الإمام العسكري عليه السلام].
* في هذا اليوم من السنة الثانية للهجرة كانت ولادة الإمام المجتبى أبي محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، وهومن الأيّام الشريفة وللصدّقة والبرّ فيه فضلٌ كثير.
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ الحسن بن عليّ عليهما السلام كان أَعْبَد الناس في زمانه، وكان إذا حجَّ حجَّ ماشياً وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذَكر الموت بكى، وإذا ذَكر القبر بكى، وإذا ذَكر البَعث أو النشور أو الممرّ على الصراط بكى ".." وكان إذا قام في صلاته ترتعدُ فرائصُه بين يدَي ربِّه عزَّ وجلَّ، وكان إذا ذَكر الجنّة أو النّار اضطَرب اضطَراب السَّليم وسأل الله الجنّة، وتَعوَّذ به من النّار».
 [أنظر: ملحق «شعائر»: خطبة الإمام الحسن عليه السلام]

صلاة لمعرفة ليلة القدر

رُوي عن عبد الله بن عباس أنّه قال: «يا رسول الله طوبى لِمَن رأى ليلة القدر، فقال له: يا ابن عباس، ألا أُعلِّمك صلاةً إذا صلّيتها رأيتَ بها ليلة القدر، كلّ ليلة عشرين مرّة وأفضل، فقال: علِّمني صلّى الله عليك، فقال له: تصلّي أربع ركعات في تسليمة واحدة ويكون بعد العشاء الأولى وتكون قبل الوتر، في الركعة الأولى فاتحة الكتاب و(قل يا أيّها الكافرون) ثلاث مرّات و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، وفي الثانية فاتحة الكتاب و(قل يا أيّها الكافرون) ثلاث مرّات و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، وفي الثالثة والرابعة مثل ذلك، فإذا سلَّمت تقول ثلاث عشر مرّة: أستغفر الله. فَوَحَقِّ مَن بعثني بالحقّ نبياً مَن صلّى هذه الصلاة وسبَّح في آخرها ثلاث عشرة مرة، واستغفَر الله، فإنّه يرى ليلة القدر كلّما صلّى بهذه الصلاة، ويوم القيامة يُشفَّع في سبعمائة ألف من أُمّتي، وغفر الله له ولوالديه إن شاء الله تعالى».

ليالي القدر المباركة

الأعمال المشتركة بين الليالي

الإمام الصادق عليه السلام:
«في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان التقدير، وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء، وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرامُ ما يكون في السَّنة إلى مثلها، ولله عزَّ وجلَّ أن يفعلَ ما يشاء في خلْقِه».
وينبغي الإهتمام بكلٍّ من اللّيالي الثلاث، لأنّ لكلٍّ منها مدخليةً في تحصيل ليلة القدر، وسنقتصر في ما يأتي على ذكر بعض الروايات في الحثّ على إحياء ليلة ثلاث وعشرين، وبيان فضيلتها.

اليوم الحادي والعشرين

يوم شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، ويُستَحَبُّ أن يُزار عليه السلام في هذا اليوم.

الليلة الثالثة والعشرين

* رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله «كان ".." يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين، وكان يرشّ وجوه النِّيام بالماء في تلك الليلة، وكانت فاطمة عليها السلام لا تَدَع أحداً من أهلها ينام تلك الليلة، وتداويهم بقلَّة الطعام، وتتأهَّب لها من النهار، وتقول: محرومٌ مَن حُرِم خيرها».
*عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إنَّ ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان هي ليلة الجُهني. فيها يُفرَق كلُّ أمرٍ حكيم. وفيها تُثبت البلايا والمنايا والآجال والأرزاق والقضايا وجميع ما يُحدث الله فيها إلى مثلها من الحَوْل..».
 

العشر الأواخر

أ- أدعية العَشر الأواخر، وهي مذكورة في كتاب (مفاتيح الجنان) تحت عنوان: اللّيلة الواحدة والعشرون.
ب- دعاء آخر جمعة من شهر رمضان: عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله في آخر جمعة من شهر رمضان، فلمّا بصُر بي قال لي: «يا جابر، هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودِّعه، وقل: "أللَّهُمَّ لا تجعله آخِرَ العَهدِ من صيامِنا إيَّاه، فإنْ جَعلتَه فاجْعَلْني مَرْحُوماً، ولا تَجْعَلْني مَحْرُوماً". فإنّه من قال ذلك ظَفَر بإحدى الحُسنيَين: إمّا ببلوغ شهر رمضان من قابل، وإمّا بغفران الله ورحمتِه».
ت- دعاء وداع شهر رمضان: (أللَّهُمَّ يَا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ..) وهو من أدعية الصحيفة السجاديّة.
ث- دعاء آخر في وداع شهر رمضان مروي عن الإمام الصادق عليه السلام، وأوّله: (أللّهمَّ إنّك قلتَ في كتابك المُنزل..)


اللّيلة الأخيرة

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى آخر ليلة من شهر رمضان عشر ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و(قل هو الله أحد) عشر مرّات، ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرّات: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ويتشهّد في كلّ ركعتين ثمّ يسلّم. فإذا فرغ من آخر عشر ركعات، قال بعد فراغه من التسليم: (أستغفر الله) ألف مرّة، فإذا فرغ من الإستغفار سجد ويقول في سجوده: (يا حيُّ يا قَيّوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمَهما، يا أرحم الراحمين، يا إله الأوّلين والآخرين، إغفر لنا ذنوبنا، وتقبّل منّا صلاتنا وصيامنا وقيامنا)، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ جبرئيل أخبرني عن إسرافيل، عن ربّه تبارك وتعالى أنّه لا يَرفع رأسه من السجود حتّى يغفر الله له ويتقبّل منه شهر رمضان، ويَتجاوز عن ذنوبه، وإنْ كان قد أَذنبَ سبعين ذنباً، كلُّ ذنبٍ أعظم من ذنوب العباد، ويتقبّل من جميع أهل الكورة التي هو فيها ".."».
* الإمام الصادق عليه السلام: «من ودّع شهر رمضان في آخر ليلة وقال: "أللَّهُمَّ لا تَجْعلْهُ آخرَ العَهْدِ من صيامي لِشَهْرِ رمضان، وأَعوذُ بِكَ أنْ يَطلُعَ فَجْرُ هذه اللّيلةِ إلَّا وقد غَفَرْتَ لي"، غفر الله تعالى له قبل أن يُصبح، ورَزَقَه الإنابة إليه».

مُلخّص أعمال ليلة عيد الفطر

1- الغسل: قال الشيخ المفيد: «وغسل ليلة الفطر سُنَّة».
2- الإحياء: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن أحيا ليلة العيد لم يَمُت قلبه يوم تموت القلوب».
3- ذِكر في السجود بعد المغرب: قال الشيخ الطوسي: «ومن السُّنة أن يقول عقيب صلاة المغرب ليلة الفطر وهو ساجد: "يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا مُصطفياً محمّداً وناصرَه، صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، واغفر لي كلَّ ذنبٍ أذنبتُه ونسيتُه أنا وهو عندك في كتابٍ مُبين". ثمّ يقول: "أتوبُ إلى الله"، مائة مرّة».
4- التكبير: «".." قال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنَّ في الفطر تكبيراً ولكنّه مسنون، قال الراوي: وأين هو؟ قال: في ليلة الفطر في المغرب والعشاء الآخرة وفي صلاة الفجر وصلاة العيد ثمّ يقطع، قال: كيف أقول؟ قال: تقول: "اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله واللهُ أكبر، وللهِ الحَمْد، اللهُ أكبر على ما هدانا". وهو قول الله تعالى: ﴿..ولتكملوا العدّة ولتكبِّروا الله على ما هداكم﴾ البقرة:185».
5- زيارة الامام الحسين عليه السلام: قال الشيخ الطوسي: «ويُستحبّ زيارة الحسين عليه السلام في ليلة الفطر ويوم الفطر، ورُوِي في ذلك فضلٌ كبير».
6- قراءة ثلاث سوَر: رُوي أنّه يقرأ آخر ليلة من شهر رمضان سورة الأنعام، والكهف، ويس، ويقول مائة مرّة: «أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه».
7- الصلوات: وقد وردت صلوات عديدة في هذه الليلة، منها:
أ- صلاة يؤتى بها في الليلة الأخيرة ليتقبّل الله تعالى عمل شهر رمضان كلِّه وهي مروية عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى ليلة عيد الفطر عشر ركعات بالحمد مرّة والإخلاص عشر مرّات، ويقول مكان تسبيح الركوع والسجود: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، ويُسلِّم بين كلّ ركعتين ويستغفر الله ألف مرّة بعد الفراغ، ويقول في سجدة الشكر: "يا حيُّ يا قَيُّوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهُما، يا أرحمَ الراحمين، يا إلهَ الأوّلين والآخرين، إغفرْ لي ذنوبي وتَقبّل صَوْمي وصلاتي". لم يرفع رأسه من السجود حتّى يغفر له ويتقبّل منه صومه ويتجاوز عن ذنوبه». [مرّ مثلها في أعمال الليلة الأخيرة]
ب- ست ركعات: عن النبي صلّى الله عليه وآله: «من صلّى ليلة العيد ستّ ركعات، يقرأ في كلّ ركعة خمس مرات (قل هو الله أحد) إلّا شُفِّع في أهل بيته كلّهم، وإن كانوا قد وَجبت لهم النار».
8- الدعاء: قراءة الأدعية الخاصّة بهذه الليلة الواردة في كُتب الأدعية.



 

عَتْقُ رقبةٍ من وُلْدِ إسماعيل
عن الصادق عليه السلام أنّه قال لِسَدير: هل تدري أيُّ ليالٍ هذه؟ قال: نعم جُعلتُ فداك، هذه ليالي شهر رمضان، فما ذاك؟ فقال له: أتقدِرُ على أن تعتقَ في كلِّ ليلة من هذه اللّيالي عشر رقاب من وُلد إسماعيل؟ فقال له: بأبي أنت وأمّي، لا يبلغ مالي ذلك، فما يزال يُنقص حتى بلغ به رقبة واحدة، في كلّ ذلك يقول: لا أقدِرُ عليه، فقال له: أَفَمَا تقدرُ أن تفطر في كلّ ليلة رجلاً مسلماً؟ فقال له: بلى وعشرة، فقال عليه السلام له: فذلك الذي أردتُ يا سَدير، إفطارُك أخاك المسلم يعدِلُ رقبةً من وُلد إسماعيل.

اخبار مرتبطة

  الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

نفحات