الملف

الملف

منذ يوم

إحياءٌ لدفائن العقول


إحياءٌ لدفائن العقول

أساسيات في فهم معاني البعثة النبوية

§        الإمام الخامنئي دام ظلّه

 

* مقتطفات هامّة جدّاً، نوردها مختصرة عن الخطاب القيّم الذي ألقاه وليّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظلّه الشريف، في لقائه مسؤولي النظام، وسفراء البلدان الإسلامية، وحشداً من عوائل الشهداء بمناسبة ذكرى المبعث النبويّ الشريف (27 رجب 1437 هجريّة)، الموافق للسادس من أيار 2016م.

«شعائر»

 

 

* يومُ المبعث هو يوم الرجوع إلى الفطرة الإلهية التي أُودعت في سريرة البشر. وقد فَطَر الله تعالى الناس على مناصرة الحق والعدل والجهاد في سبيل المظلومين.. هذه هي الفطرة الإنسانية.

لأمير المؤمنين عليه السلام عبارة وردت في (نهج البلاغة) الشريف حول الغاية من بعثة الأنبياء، ولا بدّ من التدبّر في هذه العبارة كثيراً، وهي قوله عليه السلام: «لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، ويُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ».

- «لِیَستَأدُوهُم میثاقَ فِطرَتِه»: أي أنّ الأنبياء يحثّون الناس على العمل بميثاق الفطرة المودَع في باطنهم، والإقرار به.. فإنّ الله سبحانه وتعالى يريد من البشر أن يكونوا أحراراً، وأن يستقيموا وفق العدل والصلاح، وأن لا يعبدوا غيره.

- «وَیُذَکِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِه»: ذلك أنّنا نغفل عن نعمة الوجود، ونعمة الصحة، ونعمة العقل، ونعمة الأخلاق الحسنة التي أودعها الله في سرائرنا، ومهمّة الأنبياء هي تذكير الناس بها.

- «وَیَحتَجّوا عَلَیهِم بِالتَّبلیغ»: أي أنّهم يتمّون الحجّة على الناس، ويوصلون إلى مسامعهم كلمة الحق، ويكشفون لهم الحقائق؛ ذلك أنّ التبيين والبيان هو الواجب الأهم الملقى على عاتق الأنبياء، فأعداء الأنبياء يستغلّون حالات الجهل وكتمان الحقائق، ويتستّرون خلف ستار النفاق، والأنبياء يشقّون هذا الستار.

- «وَیُثیرُوا لَهُم دَفائِنَ العُقول»: جاء الأنبياء ليحثّوا الناس على التعقّل، والتفكّر، والتدبّر.

- «وَیُرُوهُم آیاتِ الـمَقدِرَة»: أي أنّ الأنبياء يهدون عقول البشر إلى التوحيد وإلى آيات الله، ويضعون أمام أنظارهم آيات قدرته تعالى. فإنّ العقل يعجز – من دون هداية الأنبياء – عن إدراك الحقيقة كما هي.. وقوّة العقل والتفكّر لا تتّسم بالأهمية إلّا إذا اقترنت بهداية الله ومَدده سبحانه.. هذه هي البعثة.

 

 

قد يخدم العلم «الجاهلية»!

* لا تقتصر الجاهلية على حقبة زمنية محددة. الجاهلية - كما البعثة في مقابلها - مستمرة وسارية في الزمن.

الجاهلية التي تقابل بعثة الأنبياء لا تعني فقدان العلم، و«الجهل» هنا لا يقابل «العلم»، بل قد يصبّ العلم في خدمة الجاهلية، كما هو الحال في عالَمنا المعاصر، حيث تَقدّم العلم البشري ولكنّه مسخَّرٌ لخدمة نفس تلك الجاهلية التي بُعث الأنبياء من أجل القضاء عليها.

هذه الجاهلية تقابل «العقل» الذي تمّت هدايته بواسطة الأنبياء؛ فإذا ساد العقل المستظلّ بظلّ هداية الأنبياء حياةَ البشر، ستكون حياتهم محفوفةً بالسعادة. وأمّا إذا كانت الشهوة والغضب والأنانيات هي الحاكمة، فسوف تحترق البشرية في جحيمٍ ملتهبٍ من التعاسة والشقاء؛ الأمر الذي شاهدناه على مدى التاريخ، ونشاهده اليوم أيضاً.

 

 

ندعو لجميع البشر بالخير

* نحن نطلب الخير لجميع البشر، حتى لأولئك الرؤساء الفاسدين المفسِدين في الأنظمة الطاغوتية. نطلب أن يهديهم الله سبحانه وتعالى وأن يُحيّدهم عن طريق الباطل، أو أن يُميتهم لكي لا يتوغّلوا  في الفساد، ولا يُوجبوا غضب الله أكثر ممّا يفعلون الآن. وهذا في الحقيقة دعاءٌ بالخير، فإنّ الإسلام والنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، يريدان الخير للبشرية جمعاء.

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات