أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ يومين

موجز في تفسير سورة الطارق


الأعمال.. سرائرُ خفِيّة

موجز في تفسير سورة الطارق

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة السادسة والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «البلد».

* سُمّيت بـ«الطارق» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾.

* آياتها سبع عشرة، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها «أعطاهُ اللهُ بِعددِ كلِّ نجمٍ في السّماءِ عشرَ حسنات».

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

«الطَّرْقُ» في الأصل هو الضَّربُ بشدّةٍ يُسمَعُ له صوت، ومنه المِطرَقة، والطريق، لأنّ السّابلة تطرقها بأقدامها، ثمّ شاع استعماله في سلوك الطريق، ثمّ اختُصَّ بالإتيان ليلاً، لأنّ الآتي بالليل في الغالب يجد الأبوابَ مغلقةً فيطرقها ويدقّها. ثمّ شاع «الطّارق» في كلّ ما يَظهر ليلاً، والمراد بـ«الطّارق» الذي سُمّيت به السورة، النّجمُ الذي يطلُع بالليل.

ويفسّر القرآن الكريم «الطّارق» بقوله: ﴿النّجمُ الثاقِبُ﴾، أي «النجم اللامع»، الذي مع علوّه الشاهق كأنّه يريد أن يثقب سقف السماء، وكأنّ نوره المتشعشع يريد أن يثقب ستار الليل الحالك، فيجلب الأنظار بميزته هذه. ويأتي عن أمير المؤمنين عليه السلام سببُ التسمية، وأنّه نجمٌ بعينه.

 

محتوى السورة

تدور مواضيع السورة حول محوَرين:

1) المعاد والقيامة.

2) القرآن الكريم وأهمّيته.

وتبتدئ بجملة أقسام [جمع قَسَم] تبعث على التأمّل والتفكير، ثمّ تشير إلى المراقبِين الإلهيّين على الإنسان. ثمّ تنتقل لإثبات إمكانية المعاد من خلال الإشارة إلى كيفية خلْق الإنسان، فالقادرُ على خلقِه من نطفة، أقدرُ على إعادة حياته بعد موته. وتعرض السورة بعد ذلك معالم المرحلة التالية من خلال تبيان بعض ملامح يوم القيامة، ثمّ تذكر جملة أقسامٍ أُخَر لتأكيد عظَمة القرآن الكريم، وتختم بإنذار الكفّار بالعذاب الإلهي.

ثواب تلاوتها

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه قال: «مَن قَرأ سُورة (الطارق) أَعطاهُ اللهُ بِعدَدِ كلّ نجمٍ في السّماءِ عشرَ حسَنات».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن كانت قِراءتُه في الفريضةِ ب‍ (والسّماء والطّارق)، كانَ لهُ عندَ اللهِ يومَ القِيامةِ جاهٌ ومَنزلةٌ، وكان مِن رُفقاءِ النّبيّين وأصحابِهم في الجنّة».

شرح وتفسير آياتٍ من السورة

قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ الآيات:1-4.

* سُئل أميرُ المؤمنين عليه السلام عن «الطارق»، فقال: «هو أحسنُ نَجمٍ في السّماءِ، وليسَ تَعرفهُ النّاسُ، وإنّما سُمّيَ الطّارق لِأنّه يَطرقُ نورُهُ سماءً سماءً إلى سبعِ سَماوات، ثمّ يَطرقُ راجعاً حتّى يَرجعَ إلى مَكانِه».

* سأل أحد المنجّمين الإمام الصادق عليه السلام عن معنى كون النجم ثاقباً، فقال عليه السلام: «لأنّ مَطلعَهُ في السماءِ السابعة، وأنّه ثَقَبَ بِضوئِه حتّى أضاءَ السماءَ الدُّنيا، فمّن ثَمّ سمّاه اللهُ: النّجم الثاقب».

* قال المرجع الديني الشيخ مكارم الشيرازي: «جواب القسم بـ(السماء والطارق)، هو قولُه تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾، أي يحفظ عليه أعماله، ويسجّل كلّ أفعاله ليوم الحساب، كما جاء في الآيات من سورة (الانفطار): ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾.

والعلاقة ما بين المقسوم به وما أقسم له وثيقة، حيث إنّ السماء العالية والنجوم التي تتحرّك في مسارات منظّمة دليلٌ على وجود النَّظم والحساب الدقيق في عالم الوجود، فكيف يمكن أن نتصوّر بأنّ أعمال الإنسان - دون باقي الأشياء - لا تخضع لهذه السُّنّة، لتبقى سائبة بلا ضبط وتسجيل وليس عليها من حافظ؟!

 

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ الآية:9.

* قال معاذ بن جبل: سألت رسولَ الله صلّى الله عليه وآله: ما هذه السرائر التي ابتلَى اللهُ بها العبادَ في الآخرة؟

فقال صلّى الله عليه وآله: «سَرائركُم هي أعمالُكم؛ مِن الصّلاةِ، والصّيامِ، والزّكاةِ، والوُضوءِ، والغُسلِ من الجَنابةِ، وكلّ مفروض، لأنّ الأعمالَ كلّها سرائرُ خفِيّة، فإنْ شاءَ الرّجلُ قال: صلّيتُ، ولم يُصَلِّ، وإنْ شاءَ قال: تَوضّأتُ، ولم يتوضّأ..».

* قال العلّامة الطباطبائي في تفسير الآية: «السّريرة: ما أسرّه الإنسانُ وأخفاه في نفسه. والبلاء: الاختبار والتعرّف والتصفّح. فالمعنى: يوم يُختَبر ما أخفاه الإنسان وأسرّه من العقائد وآثار الأعمال، خيرها وشرّها، فيميَّز خيرُها من شرّها ويُجزى الإنسان به، فالآية في معنى قوله تعالى: ﴿..وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ..﴾ البقرة:284».

قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ الآية:13.

* الإمام الصادق عليه السلام: «القرآنُ يَفصلُ بينَ الحقِّ والباطِلِ بِالبَيانِ عن كلِّ واحدٍ منهما».

 

شجرة طوبى

صومُ شعبان طهارة من الذنوب

* عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «شَعبانُ شَهْري، وَرَمضانُ شَهرُ اللهِ، فَمَنْ صامَ يَوماً مِنْ شَهرِي كُنتُ شَفِيعَهُ يومَ القِيامةِ، وَمَنْ صَامَ يومينِ مِنْ شَهري غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقدّمَ مِنْ ذَنبِهِ، وَمَن صَامَ ثَلاثةَ أيام مِنْ شَهرِي قِيلَ لَهُ: (طَهُرْتَ مِن ذُنوبِك) استأنِفِ العمَل».

* عن الإمام زين العابدين عليه السّلام: «..أُقْسِمُ بِمَنْ نَفْسِي بِيدِهِ، لَقَدْ سَمِعتُ أبي الحُسَينَ عليه السّلام يقولُ: سَمِعْتُ أمِيرَ المُؤمِنينَ عليه السّلام يقولُ: مَنْ صَامَ شَعْبانَ حُبّاً لِرَسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتَقَرُّباً إلى اللهِ، أحَبَّهُ اللهُ وقَرَّبَهُ إلى كَرامَتِه يوْمَ القِيامَةِ، وأوْجَبَ لَه الجَنَّةَ».

* عن الإمام الصّادق عليه السّلام لبعض أصحابه: «حُثَّ مَنْ فِي ناحِيتِك على صَوْمِ شَعْبان».

(وسائل الشيعة، الحرّ العاملي)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات