مرابطة

مرابطة

26/04/2017

«داعش» ذريعة لتحقيق أهداف إستراتيجية


«داعش» ذريعة لتحقيق أهداف إستراتيجية

لهذه الأسباب ألقت أميركا «أم القنابل» على أفغانستان

ـــــــــــــــ نضال حمادة* ـــــــــــــــ

القرار الأميركي بقصف أفغانستان بقنبلة تزن أكثر من عشرة أطنان يُطلق عليها الأميركي «أم القنابل» يوم الخميس 13 نيسان الفائت، بذريعة استهداف معسكر لـ«داعش» في محافظة ناغارها شرق أفغانستان، حمل في طياته أهدافاً عديدة تعمل واشنطن عليها، في هذا الوقت بالتحديد.

فالقصف الأميركي تزامن مع اجتماع إقليمي حول أفغانستان عُقد في موسكو. وقد رفضت واشنطن حضور المؤتمر، لذلك يشير هذا القصف وبسلاح لم يستعمَل من قبل في أفغانستان والحملة الدعائية التي واكبته؛ أن الأميركي أراد أن يُعلم الروس وكل دول المنطقة أن واشنطن ليس لديها النية في إنهاء الحرب في أفغانستان، وبالتالي ليست بوارد إنهاء احتلالها لهذا البلد.

الهدف الأميركي الثاني من إلقاء «أم القنابل» على أفغانستان، كان لدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في القرار الذي أعلن عنه يوم الأربعاء 12 الشهر الفائت، أي قبل يوم واحد من عملية القصف المذكورة، وهذا القرار يقضي بدراسة أوضاع القوات الأميركية بأفغانستان، حيث ينوي ترامب تعزيز التواجد العسكري للولايات المتحدة في بلاد الأفغان.

مصادر فرنسية أشارت في حديث لـ«موقع العهد الإخباري» الى قرار أميركي يقضي بإرسال آلاف الجنود الى أفغانستان، ويأتي هذا وفق خطة وضعها قائد القوات الأميركية في كابول الجنرال جون نيكولسون للخروج من المأزق الأميركي في الحرب مع حركة طالبان، وبالتالي فإن قرار ترامب بالقاء «أم القنابل» في افغانستان وإرسال آلاف الجنود الى هذا البلد المسلم جاء صدى لرغبات «البنتاغون».

وتشرح المصادر الفرنسية أن استخدام القنابل المدمّرة ليس له أيّ معنى في مواجهة تمرّد مسلّح يستخدم أسلوب حرب العصابات كما يحصل في أفغانستان، خصوصاً أن طبيعة البلد الجبلية القاسية والصعبة لا تجعل هذه القنابل فعّالة وحاسمة في الحرب، فهذا النوع من القنابل القاتلة سبق واستخدمته الولايات المتحدة في فيتنام بشكل كبير، ولم يستطع أن يغير من النتيجة النهائية للحرب هناك. وعلى غرار فيتنام سوف يؤدي الاستخدام الكثيف للقوّة من قبل أميركا الى تزايد كبير في عدد الضحايا من المدنيين، وبالتالي سوف يعزز موقع طالبان، ويُعيد اليها الدعم الشعبي المحلي.

والمفارقة هنا تأتي مع الكلام الأميركي السابق الذي نفى أن يكون لـ«داعش» تواجد يهدد التوازن في أفغانستان، وكان ذلك رداً على الكلام الروسي الذي تحدّث وقتها عن أن «داعش» يعزّز نفوذه في المحافظات الشرقية من أفغانستان وبالتالي هذا يشكل تهديداً لمنطقة آسيا الوسطى.

صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها الصادر يوم 14 نيسان الماضي تحدثت عن مقاربة أميركية لتواجد «داعش» في أفغانستان تشبه اللغز، وهذا أثار حفيظة دول المنطقة التي ترى أن الولايات المتحدة تستخدم «داعش» ذريعة للوصول الى أهداف إستراتيجية على غرار ما حصل في العراق وفي سوريا، لذلك فإن الكثير من المحللين يرون أن استخدام «أم القنابل» جاء تعزيزاً للغموض الإستراتيجي الأمريكي.

وإذا كان لا يوجد تفسير يتعدّى حدود التحليلات للقرار الأميركي باستخدام «أم القنابل» فإن المراقبين يجزمون أن حجم القنبلة لن يغير شيئاً من مواقف الفرقاء الأفغان والإقليميين، خاصة بعد تقرير «وكالة سبوتنيك الروسية» الذي تحدثت فيه أن موسكو تمتلك قنبلة يمكن تسميتها «أبو القنابل» وهي تفوق قوة القنبلة الأميركية تدميراً في حجم المساحة وفي قوة العصف الناتجة عن انفجارها.

في النهاية يظهر من التصعيد الأميركي العلني والقرار الروسي بمواجهته من دون الدخول في بازارات إعلامية أن المنطقة ذاهبة الى أعوام ساخنة قادمة، فالجميع يعرف أن الحروب الأميركية خلال العقود الثلاثة الماضية بدأت كلّها من افغانستان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* موقع العهد الإلكتروني

لماذا لم تتصدر صورة هذه الطفلة الصحف العالمية؟*

طفلة سورية صغيرة تجلس في مستشفى ميداني، وجهها ملطّخٌ بالدماء وغبار الحطام، إنها إحدى أطفال «الفوعة وكفريا» من النازحين الذين تعرّضوا لتفجير غادر استهدف قافلتهم في منطقة الراشدين غرب حلب.

وسائل الإعلام العالمية المسيّسة «المفترض تحضّرها»، تحفّظت عن نشر صورة هذه الطفلة السورية التي سقطت جريحة جرّاء تفجير تعرّضت له وعائلتها خلال توجّههم إلى مدينة حلب.

إجابة السؤال الذي طرحناه واضحة بصورة جليّة، فلو أن الصحف العالمية قامت بنشر صورة الطفلة اللاجئة من «الفوعة وكفريا» على صفحاتها الأولى لسقط قناع الغرب وأدواته في سوريا وبانت الحقيقة للجميع؛ «حقيقة أن ما يُسمّى المعارضة ليس سوى حفنة من المرتزقة الحاقدين طائفياً على جميع المذاهب الدينية».

المجزرة التي تعرّض لها أهالي «كفريا والفوعة» من النازحين، والذي تقرّر نقلهم إلى حلب ضمن اتفاق مع المعارضة المسلحة، لم تكن محطّ اهتمام وسائل الإعلام الغربية والعربية كما شهدنا مع حالات مماثلة، مع العلم أن غالبية الضحايا هم من الأطفال والنساء.

حقيقة الأمر، أن الصحف الغربية تجاهلت نبأ سقوط 116 طفلاً شهيداً جرّاء تفجير القافلة دون أن تعبأ بالقيم الأخلاقية والإنسانية وبواجبها في نقل الحقيقة.

المؤلم في هذا الأمر أن الإرهابيين أغروا الأطفال النازحين من أبناء «الفوعة وكفريا» للخروج من حافلاتهم بتوزيع وجبات خفيفة قبيل الانفجار، ما يبيّن دناءة هذا الاعتداء والتخطيط المسبق له.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* محمد أبو الجدايل/ صحيفة الوفاق

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات