ظهور الإمام ورضاه

ظهور الإمام ورضاه

28/07/2011

لقاء الرضا متاحٌ للجميع

آية الله السيّد محمّد الحسين الطّهراني قدّس سرّه
   
* انتظار الظهور الخارجي للإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف محبوبٌ ومحمود في ضوء انتظار ظهوره الباطنيّ سلام الله عليه.
* إذا كنّا نرمي إلى الظّهور الخارجي وحدَه من دون القصد إلى تلك الحقيقة ومحتواها، فقد بِعْنا حينئذٍ الإمام بِثَمَنٍ بَخْسٍ، وبالتالي فنحن المُتضرِّرون كثيراً، لأنّ المُراد والمقصود ليس التشرُّف بحضوره الطبيعي.
في هذا السياق كتب الراحل الكبير، سماحة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه.

ينبغي أن يكون التوسُّل بالإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف لِأَجْل رفع الحُجُب الظاهريّة والباطنيّة. إنّ إقامة مجالسِ التوسُّل بوليّ العصر صلوات الله عليه أمرٌ محمودٌ وغاية في الإستحباب، بَيدَ أنّ التوسُّل المطلوب والمحمود، هو التوسُّل الذي يُقْصَدُ من ورائه الحقّ، والوصولُ إلى الحقّ، ورفعُ حُجُب الظّلام وحجُب النّور، وكشْفُ حقيقة الولاية والتَّوحيد، وحصول العرفان الإلهي والفناء في ذاته المقدَّسة. ولذلك فإنّ انتظار الفرج -حتّى في عصر الأئمّة عليهم السلام‏ أنفسهم- كان يُعتبَر من أعظم الأعمال وأكثرها فضيلة.
توحيد الحقّ من أفضل الأعمال، ولذلك فإنّ التوسّل بحقيقة ولاية الإمام لكشف حُجُب الطريق من أفضل الأعمال أيضاً. كما أنّه من المطلوب انتظار الظهور الخارجي للإمام بوصفه مقدَّماً على ظهوره الباطنيّ وكشف ولايته، لكنّه –أي انتظار الظهور الخارجي- محبوبٌ ومحمود في ضوء انتظار ظهوره الباطنيّ سلام الله عليه.
وإذا كنّا نرمي إلى الظهور الخارجي وحدَه من دون القصد إلى تلك الحقيقة ومحتواها، فقد بِعْنا حينئذٍ الإمام بِثَمَنٍ بَخْسٍ، وبالتالي فنحن المُتضرِّرون كثيراً، لأنّ المُراد والمقصود ليس التشرُّف بحضوره الطبيعي، وإلّا فإنّ كثيراً من الناس كانوا يرون الأئمّة في عصورهم ويحضرون عندهم، ويتكلّمون معهم، بَيدَ أنّهم كانوا لا خَلاق لهم من حقيقتهم.
وإذا كنّا في مجالس التوسُّل، أو عند الإختلاء بأنفسنا تَوّاقين إلى لقائه، ورَزَقنا الله ذلك، ولم تكن غايتنا لقاءَ الله وحقيقةَ الولاية، فإنّنا نتشرّف برؤيته على نفس النَّسَق الذي كان الناس به يتشرّفون برؤية الأئمّة والحضور عندهم آنذاك.
وإنَّه لَغُبْنٌ وضَرَر كبير أن نتشرّف بخدمته بعد الجِدّ والجُهد والكَدّ والسَّعي، ولا يكون لدينا هدف أعلى وأسمى من اللّقاء الظاهري الذي هو -الظاهري- إما لرفع الشكّ والشُّبهة عن وجوده الشريف وطول عمره، أو لنتوجّه إليه في قضاء حوائجنا المادّيّة، ورفع ما يهمُّنا من أمورنا الخاصّة أو العامّة.
لقاء الإمام بهذا المعنى كان متيسِّراً لجميع الناس الذين شهدوا عصرَ الأئمّة عليهم السلام من دون مشقّة التوسُّل.
على أنّ الشي‏ء القيّم حقّاً هو التشرّفُ بحقيقة الإمام وبلوغُها، والشَّوق إلى لقائه من حيث إنّه آيةُ الحقّ سبحانه وتعالى. هذا هو المهمّ، وهو من أفضل الأعمال. ومثل هذا الإنتظار للفرج يُحيي القلوب، ويُنعِش النفوس، ويُطيِّب الأرواح، رَزَقَنَا اللهُ وإيّاكُمْ إن شَاءَ اللهُ بِمحمّد وَآلِهِ‏ الطّاهِرِينَ.

الهدفُ من الظّهور هو تهذيبُ النّفْس

ما هي القيمة من وراء العِلم بزمن ظهوره الخارجي لنا؟ ولذلك فقد وَرَد في الأخبار النَّهي عن التفحُّص والتجسُّس في مثل هذه الأمور.
إفرضوا أنّنا عرفنا زمن ظهوره عن طريق عِلْم الجَفْر والرّمْل الصحيح، فماذا نفعل حينئذٍ؟ وما هو واجبُنا؟ إنّ واجبنا هو تهذيبُ النّفْس الأمّارة وتزكيتُها وإعدادُها للقبول والتّضحية والإيثار.
إنّنا مكلّفون بهذه الأمور دائماً، وما علينا إلّا أن نعيش أجواء تهذيب النّفس وتزكيتِها، وتطهيرِ الضّمير، سواءً عرفنا وقت ظهوره صلوات الله عليه أم لم نعرف ذلك، ولو أخلصنا نيّاتنا وتأهبّنا لذلك فسيُحالفنا الحظّ والتوفيق بلقائه الحقيقي. ولو لم نكن كذلك، فإنّنا لن نجنيَ شيئاً ذا بال من وراء لقاء جسمه العنصري والمادّي، ولا نحصل على نتيجة من هذا اللّقاء.
لذلك نرى كثيراً من الأشخاص الذين أقاموا في مسجد السَّهْلَةَ أو في مسجد الكوفة أو في غيرهما من الأماكن المقدّسة أربعينيّات متعدّدة لزيارة الإمام وظفروا بذلك، إلّا أنّهم لم يحصلوا على شي‏ء مهمّ من تلك الزيارة.
وما يَنبغي ذكرُه أكثر من غيره، هو أنّ الظهور الخارجي والعامّ لم ‏يقع للإمام بعد، وهو مرتبطٌ بأسباب وعلامات لا بدّ من تحقُّقها، إلّا أنّ الظهور الخاصّ والباطني مُمكنٌ للبعض، وبكلمة بديلة: إنّ سبيل الوصول إلى الإمام والتشرُّف بخدمته مفتوحٌ للجميع، غايةُ الأمر أنّه يحتاج إلى تهذيب الأخلاق وتزكية النّفْس.
وكلُّ مَن نَوَى لقاء الله تعالى في هذا اليوم، وجاهدَ نفسه لِأجل تحقيقِ هذا الهدف، فسيَحظى بظهور الإمام الشخصي والباطني من دون أدنى شكّ، ذلك لأنّ لقاء الحقّ لا يتحقّق بدون اللّقاء الآيتي والمرآتي للإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
 


اخبار مرتبطة

  الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

  دوريات

دوريات

28/07/2011

نفحات