الملف

الملف

منذ يومين

الأدعية والصلوات يوم الجمعة وليلته

 

لقيتُه على الصّراط... وكَفيتُه الحسابَ والميزان

الأدعية والصلوات يوم الجمعة وليلته

§        إعداد: «شعائر»

* تزخر الموسوعات الفقهية ومصنّفات الحديث وكُتب العبادات بذكر الصلوات المرغَّب فيها ليلة الجمعة ويومها. فقد أورد الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) – على سبيل المثال - أكثر من عشرين صلاة ورد استحباب أدائها يوم الجمعة، منها صلوات المعصومين عليهم السلام، وأكثر من خمس صلوات تحت عنوان صلاة الحاجة، فضلاً عن الزيادات على نوافل يوم الجمعة، وصلاة الحبوة أو صلاة جعفر. كما أنّ عدداً من هذه الصلوات مشفوعٌ بأدعية قصار أو طوال تُقرأ بعد الفراغ منها.

وفي (هداية الأمة) للحر العاملي، وفي غيره، ثبتٌ بعددٍ من الصلوات المستحبّ أداؤها في ليلة الجمعة. ونظراً لوفرة الصلوات – ويسري ذلك على الأدعية أيضاً – فقد اكتفينا في هذه المقالة بالإشارة إلى عددٍ منها، لا سيّما أنّ معظم هذه الصلوات والأدعية مبثوثة ضمن أبواب (مفاتيح الجنان) للمحدّث القمّي، أو أنه أشار إلى مصدرها من مصنفات الشيخ الطوسي أو السيد ابن طاوس أو العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليهم.

«شعائر»

 

* في (فقه الرضا) لابن بابويه القمي، قال: «وفي نوافل يوم الجمعة زيادة أربع ركعات تتمة عشرين ركعة، يجوز تقديمها في صدر النهار، وتأخيرها إلى بعد صلاه العصر.

وتستحب يوم الجمعة:

1) صلاة التسبيح وهي صلاة جعفر.

2) صلاة أمير المؤمنين عليه السلام.

3) ركعتا الطاهرة عليها السلام.

ولا تدَعْ تسبيح فاطمة عليها السلام بعقب كلّ فريضة، وهي المائة، والاستغفار بعقبها، وهو سبعون مرة قبل أن تُثني رجليك، يغفر الله لك جميع ذنوبك إن شاء الله».

* وفي (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي: «يستحبّ يوم الجمعة:

1) الصلاة الكاملة: وهي أربع ركعات قبل الصلاة، يقرأ في كل ركعة (الحمد) عشراً، و(المعوّذتين)، و(الإخلاص)، و(الجُحد)، و(آية الكرسيّ) عشراً عشراً. (و﴿إنّا أنزلناهُ﴾ عشراً، وشهد الله [الآيتان 18 - 19 من آل عمران] عشر مرات. فإذا فرغ من الصلاة استغفر اللهَ، مائة مرّة، ثم يقول: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبر، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ العليّ العظيمِ، مائة مرة، ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، مائة مرة)، وقد ورد في ثوابها عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّ مَن صلاها دفع الله عنه شرّ أهل السماء وشرّ أهل الأرض.

2) صلاة الأعرابيّ: عند ارتفاع النهار، وهي عشر ركعات، تصلّى كلّ ركعتين بتسليمة، يقرأ في الأولى (الحمد) مرة، و(الفلق) سبع مرات، وفي الثانية (الحمد)، مرة و(الناس) سبع مرات، ثمّ يسلّم ويقرأ (آية الكرسي) سبعاً، ثمّ يصلّي ثمان ركعات بتسليمتين يقرأ في كلّ ركعة (الحمد) مرة، و(النصر) مرة، و(التوحيد) خمساً وعشرين مرة، ثمّ يقول بعدها: (سبحانَ اللهِ ربّ العرشِ الكريم، لا حولَ ولا قوّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيم) سبعين مرة.

وقد ورد في ثوابها عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: فوالّذي اصطَفاني بِالنّبوّةِ ما مِن مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول، إلّا أنا ضامنٌ له الجنّة، ولا يقومُ من مقامِه حتّى يُغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما».

3) صلاة الحاجة: ركعتان بعد صوم ثلاثة آخرها يوم الجمعة.

* وفي (مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي، قال: الصلوات المستحبّ فعلها في هذا اليوم المرغّب فيها، [منها]:

1) صلاة النبيّ صلّى الله عليه وآله: هما ركعتان – بكيفيّة خاصة - ورد في ثواب هذه الصلاة قوله عليه السلام: «فإذا سَلّمتَ، عقّبتَ بما أردتَ، وانصرفْتَ، وليس بينكَ وبين الله تعالى ذنبٌ إلّا غَفَرَه لك».

2) صلاة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: روي عن الصادق عليها السلام أنّه قال: «مَن صلّى منكُم أربعَ ركعات صلاة أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام، خَرجَ من ذنوبِه كَيومِ ولدَته أمُّه، وقُضيَت حوائجُه..».

3) صلاة أخرى له عليه السلام تُصلّى يوم الجمعة؛ فأول ما تبدأ به أن تقول عند وضوئك: «بسمِ الله بسمِ الله بسمِ الله خيرِ الأسماء وأكرمِ الأسماء..».

4) صلاة الطاهرة فاطمة عليها السلام: هما ركعتان تقرأ في الأولى (الحمد) ومائة مرةٍ (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) وفي الثانية (الحمد) ومائة مرةٍ (قل هو الله أحدٌ)، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزهراء عليها السلام، ثمّ تقول: «سبحانَ ذي العزِّ الشامخِ المنيفِ..». الدعاء.

5) صلاة أخرى لها عليها السلام تصلَّى للأمر المخوف‏: روى إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: «للأمرِ المَخوف العظيم تصلّي ركعتيَن، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصلّيها؛ تقرأ في الأولى (الحمد) و(قل هو الله أحدٌ) خمسين مرةً، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلّمت صلّيت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ ترفع يدَيك وتقول: اللّهمّ إنّي أتوجّهُ بهم إليك..».

 

صلوات ليلة الجمعة

أورد الحرّ العاملي رضوان الله عليه في (هداية الأمّة) مجموعة من الصلوات التي يستحبّ أداؤها ليلة الجمعة، مرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله:

* «مَن صلَّى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء الآخرة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة) الكتاب و(قل هو الله أحد) أربعين مرّة، لقيتُه على الصّراطِ وصافحتُه، ومَن لقيتُه وصافحتُه على الصّراط كَفيتُه الحسابَ والميزانَ».

* «من صلَّى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء الآخرة عشرين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة)  الكتاب و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، حفظه الله تعالى في أهله وماله ودِينه ودُنياه وآخرتِه».

* «من صلَّى ليلة الجمعة ركعتَين، يقرأ فيهما بـ(فاتحة) الكتاب و(إذا زُلزلت) خمس عشرة مرّة، آمنَه اللهُ من عذابِ القبرِ ومن أهوالِ يومِ القيامة».

* «مَن قرأ في ليلة الجمعة أو يومها (قل هو الله أحد) مائتي مرّة في أربع ركعات، في كلّ ركعة خمسين مرّة، غُفرت ذنوبُه ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ».

* «من صلَّى ليلة الجمعة أربع ركعاتٍ يقرأ فيها (قل هو الله أحد) ألف مرّة؛ في كلّ ركعة مأتين وخمسين مرّة، لم يمُت حتّى يَرى الجنّة أو تُرى له».

«من صلَّى ليلة الجمعة ركعتّين، يقرأ في كلّ ركعة (قل هو الله أحد) خمسين مرّة، ويقول في آخر صلاته: اللَّهمّ صلّ على النّبيّ العربيّ، غفر الله تعالى له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

أدعية يوم الجمعة وليلته

كما هي صلوات يوم الجمعة وليلته، فكذلك هي أدعية هذين الوقتَين الفضيلَين، إذ يجد المتتبّع حشداً وافراً من الأدعية القصار والطوال التي رواها العلماء في مصنّفاتهم، وفي ما أورده المحدّث القمي رضوان الله عليه في (مفاتيح الجنان)، وكذلك السيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع)، والشيخ الطوسي في (المصباح)، كفاية لمن أراد الوقوف على ما روي عن المعصومين عليهم السلام في هذا الباب.

نكتفي هنا بتعريف موجز بأبرز الأدعية التي يستحبّ قراءتها في يوم الجمعة وليلته، سوى ما تقدّم في أثناء المقالات السابقة:

1) دعاء كميل: رواه الشيخ الطوسي في (المصباح) باسم «دعاء الخضر» ضمن أعمال شهر شعبان، قال: «دعاء آخر وهو دعاء الخضر عليه السلام؛ رُوي أنّ كميل بن زياد النخعيّ رأى أمير المؤمنين عليه السلام، ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان».

كما رواه الشيخ الكفعمي ضمن أعمال ليلة النصف من شعبان، وقال السيّد ابن طاوس باستحباب قراءته ليلة الجمعة أيضاً بعد الفريضتين، وهذا الرأي هو معتمد العلماء، كما أنّ العلامة المجلسي عبّر عنه بأنّه أفضل الأدعية.

2) دعاء الندبة: رواه السيّد ابن طاوس في (الإقبال)، و(مصباح الزائر)، ورواه أيضاً ابن المشهدي في (المزار الكبير). يُقرأ في الأعياد الأربعة؛ الجمعة والفطر والأضحى ويوم غدير خمّ في الثامن عشر من ذي الحجّة.

قال السيّد بن طاوس: «ذكر بعض أصحابنا، قال: قال محمّد بن عليّ بن أبي قرة، نقلت من كتاب محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه دعاء الندبة، وذكر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه».

وذكر العلامة المجلسي في (زاد المعاد) أنّ دعاء الندبة مرويّ بسندٍ معتبَر إلى الإمام الصادق عليه السلام.

3) دعاء السِّمات: ويسمّى أيضاً «دعاء الشبور» كما قال الكفعمي، وهو دعاء عظيم المنزلة، يقرأه المؤمنون في آخر ساعة من يوم الجمعة.

رواه الشيخ الطوسي والسيد ابن طاوس والشيخ الكفعمي، ونقله العلّامة المجلسي عن خط جدّ الشيخ البهائي، بسنده عن السفير الثاني أبي جعفر محمد بن عثمان، أن جماعة من الموالين سألوه أن يعلمهم الدعاء الذي يُقرأ للغلبة على العدوّ المعاند، فقال: «حدّثني أبو عمرو عثمان بن سعيد – أي أبوه السفير الأول - قال: حدثني محمد بن راشد، قال: حدثني محمد بن سنان، قال: حدثني المفضّل بن عمر الجعفيّ أنّ خواصاً من الشيعة سألوا عن هذه المسألة بعينها أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام فأجابهم بمثل هذا الجواب.

قال: وقال أبو جعفر باقر علم الأنبياء: لو يَعلم النّاس ما نعلمُه من علمِ هذه المسائل وعظَمِ شأنها عند الله، وسرعة إجابة الله لصاحبها مع ما ادّخر له من حُسنِ الثواب، لاقتَتَلوا عليها بالسيوف، فإنّ الله يختصّ برحمته مَن يشاء».

ثمّ قال: «أمَا إنّي لو حلفتُ لَبَررتُ أنّ الاسمَ الأعظمَ قد ذُكر فيها، فإذا دعوتُم فاجتهدوا في الدعاء بالباقي، وارفضوا الفاني، فإنّ مَا ﴿.. عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ ".." ثمّ قال: هذا هو من مكنون العلم ومخزون المسائل المجابة عند الله تعالى».

4) دعاء العشرات: هذا الدعاء في غاية الاعتبار، ذَكرته كتب الأدعية المعروفة، وقد علّمه أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسين عليه السلام. وقد أكّدت الرّوايات قراءته صباحاً ومساءً وخاصّة يوم الجمعة.

رواه السيّد بن طاوس عن الشيخ الطوسي بسنده عن عن عبدالله بن عطا، قال: «حدّثني أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين».

5) الدعاء في غيبة القائم من آل محمّد عليه وعليهم السلام: أوله «اللّهم عرّفني نفسَكَ فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لم أعرف نبيّك..»، وهو دعاء مبسوط ذو مضامين عالية، أورده الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد)، ضمن أعمال يوم الجمعة، وذكر أنه من إملاء السفير الأول أبي عمرو عثمان بن سعيد، وأنه أمر المُملَى عليه محمّد بن همام أن يدعو به.

وذكره الشيخ الصدوق في (كمال الدين)، والسيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع)، وقال: «وهو ممّا ينبغي إذا كان لك عذرٌ عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فإيّاك أن تهمل الدعاء به، فإنّنا عرفنا ذلك من فضل الله جلّ جلاله الذي خصّنا به، فاعتمد عليه..». تجده في ملحقات (مفاتيح الجنان) تحت عنوان «الدعاء في زمان الغَيبة».

[انظر أيضاً: باب (صاحب الأمر) من هذا العدد، ص 44 – 45]

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات