بصائر

بصائر

منذ يوم

في آداب الأكل وما يتعلّق به

«إذا وُضِعت المائدة حفَّها أربعةُ أملاك..»

في آداب الأكل وما يتعلّق به

ــــــــــــــــــــ الشيخ الطبرسي* رحمه الله ــــــــــــــــــــ

* من (طبّ الأئمّة)، رُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، أنّه قال: «اذكُروا الله عزَّ وجلَّ عندَ الطّعام ولا تَلغَوا فيه؛ فإنّه نعمةٌ مِن نِعَمِ الله يجبُ عليكُم فيها شُكرُه وحَمدُه. أَحسِنوا صحبةَ النِّعمِ قبل فراقها، فإنّها تزولُ وتشهدُ على صاحبِها بما عَملَ فيها».

* وقال عليه السلام: «إذا جلسَ أحدُكم على الطّعامِ فليَجلس جِلْسةَ العبدِ، وليَأكل على الأرضِ، ولا يَضع إحدى رِجلَيه على الأخرى ولا يتربَّع، فإنّها جِلْسةٌ يُبغِضُها اللهُ عزَّ وجلَّ ويَمقتُ صاحبَها».

* من كتاب (مَن لا يحضره الفقيه)، عن الصادق، عن آبائه، عن الحسن بن عليّ عليهم السلام، قال: «في المائدةِ اثنَتا عشرةَ خَصلَةً يَجبُ على كلِّ مُسلمٍ أنْ يَعرفَها: أربعٌ منها فَرْضٌ، وأربعٌ منها سُنّة، وأربعٌ منها تأديبٌ.

فأمّا الفَرضُ: فالمعرفةُ، والرِّضا، والتّسمِيَةُ والشُّكرُ.

وأمّا السُّنّةُ: فالوُضوءُ قبل الطّعامِ، والجُلوسُ على الجانِبِ الأيسَرِ، والأكلُ بِثَلاثِ أصابع، ولَعْقُ الأصابع.

وأمّا التّأديبُ: فالأكلُ مِمّا يَليكَ، وتصغيرُ اللُّقمَةِ، والمَضغُ الشّديدُ، وقِلّةُ النّظَرِ في وُجوهِ النّاس».

التسمية على الطعام

* عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «إنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلّم، قال: إذا وُضِعتِ المائدةُ حَفَّها أَربعةُ أملاك، فإذا قالَ العبدُ: (بِسْمِ الله)، قالتِ الملائكةُ للشّيطانِ: اخرجْ يا فاسِق فلا سلطانَ لكَ عليهِم. وإذا فَرغوا فقالوا: (الحمدُ لله)، قالتِ الملائكةُ: قَومٌ أَنعَمَ اللهُ عليهم فأدّوا الشُّكرَ لِربِّهم.

وإذا لم يَقُل: (بِسمِ الله)، قالتِ الملائكةُ للشّيطان: ادْنُ يا فاسِق فَكُلْ معهم. فإذا رُفِعتِ المائدةُ ولم يَحمدوا اللهَ، قالتِ الملائكةُ: قومٌ أنعمَ اللهُ عليهِم فَنَسوا ربَّهم».

* وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ضَمِنْتُ لِمَنْ سَمَّى على طعامِهِ أنْ لا يَشتَكيَ منه».

فقال ابن الكوّا [أصبح لاحقاً من رؤوس الخوارج]: «يا أميرَ المؤمنين، لقد أكلتُ البارحة طعاماً فَسمَّيتُ عليه ثمّ آذاني»!

فقال عليه السلام: «أكلتَ ألواناً فَسَمَّيْتَ على بَعضِها ولَمْ تُسَمِّ على بعضٍ، يا لُكَع».

* وعن عمرو بن قيس، قال: «دخلتُ على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام بالمدينة وبين يديه خِوان وهو يأكل. فقلت له: ما حدُّ هذا الخِوان؟

فقال: إذا وضَعتَهُ فَسَمِّ الله، وإذا رَفَعتَهُ فاحمَدِ اللهَ، وقُمَّ ما حولَ الخِوانِ، فهذا حدُّه».

* وعن الصادق عليه السلام، قال: «ما أُتْخِمْتُ قطّ؛ وذلكَ لِأنّي لم أَبدَأْ بِطعامٍ إلّا قلتُ: بِسمِ اللهِ، ولَمْ أَفرغْ منهُ إلّا قلتُ: الحَمدُ لله».

* وعنه عليه السلام، قال: «إذا اختَلفَتِ الآنيةُ فَسَمِّ عندَ كلِّ إناءِ.

قلت: فإنْ نسيتُ؟

قال: تقول: بِسمِ اللهِ على أوَّلِهِ وآخِرِه».

نثار المائدة

* من كتاب (الفردوس)، عن أنَس، قال: «قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: مَن أكلَ ما يَسقطُ مِن المائدةِ عاشَ ما عاشَ في سعَةٍ من رِزقِه، وعوفِيَ في وُلدِه وولدِ وُلده من الجُذام».

* وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «النّفْخُ في الطّعامِ يَذهبُ بِالبركةِ».

* ورأى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أبا أيوب الأنصاري يلتقط نُثارة المائدة، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «بورِكَ لكَ، وبورِكَ عليكَ، وبورِكَ فيكَ.

فقال أبو أيوب: يا رسولَ الله، ولِغَيري؟

قال: نَعم، مَن أَكلَ ما أكلْتَ فلَهُ ما قلتُ لكَ. أو قال: مَن فعلَ ذلكَ وَقاهُ اللهُ الجنونَ، والجُذامَ، والبَرصَ، والماءَ الأصفر، والحُمْق».

* وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَن وَجَدَ كَسْرةً أو تَمرةً فأَكلَها لم تُفارِقْ جَوْفَهُ حتَى يَغفرَ اللهُ له».

* وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «كلُّ ما يَسقطُ من الخِوانِ، فإنّه شفاءٌ مِن كلِّ داءٍ لِمَن أرادَ أنْ يَستَشفِيَ بِه».

* عن محمد بن الوليد، قال: «أكلتُ بين يدَي أبي جعفر الثاني (الإمام الجواد) عليه السلام، حتّى إذا فرغتُ ورُفع الخِوان، ذهبَ الغُلامُ يرفعُ ما وَقعَ من فُتاتِ الطَعام، فقال له: ما كانَ في الصّحراءِ فَدعْهُ ولو فخذُ شاةٍ، وما كانَ في البيتِ فتَتَبَّعْهُ والتَقِطْهُ».

مساوئ التُّخمة

* من كتاب (روضة الواعظين): رُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عن أبي جُحَيفة قال: «أتيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأنا أَتَجَشّأُ، فقال: يا أبا جُحَيفة، أَخفِضْ جُشاءَكَ، فإنَّ أكثرَ النّاسِ شَبَعاً في الدّنيا أَطولُهُم جوعاً يومَ القيامة».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أطولُكُم جُشاءً، أطولُكُم جوعاً يومَ القيامة».

* وقال الصادق عليه السلام: «إنَّ البَطنَ إذا شَبعَ طَغا».

* وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الأكلُ في السُّوقِ دَناءةٌ».

* عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: «اِبدَؤوا بِالملحِ في أوَّلِ الطّعام، فلَو عَلِمَ النّاسُ ما في المِلحِ لاختارُوهُ على التِّرياقِ المُجرَّب».

* من (طبّ الأئمة)، عن الصادق عليه السلام، قال: «لا تأكُلْ وأنتَ تَمشي إلّا أنْ تُضطَرَّ إلى ذلك».

* وعنه عليه السلام أنّه كَرِهَ أن يأكل بشماله، أو يشرب بها، أو يتناول بها.

ــــــــــــــــــــــــ

* مكارم الأخلاق

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  أجنبية

أجنبية

منذ يوم

أجنبية

نفحات