أعلام

أعلام

16/09/2017

أنصار الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء


أنصار الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء

بذلوا مُهَجهم دون الحسين عليه السلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* منهم الصحابيّ، ومنهم التابعيّ، ومنهم مَن عرفته ساحات الجهاد طويلاً.

* التحقوا بساحة الفوز العظيم من كلّ مصرٍ وقبيلة، كأقمارٍ تطوفُ حول كعبة الآمال بلقاء المحبوب.

* من صفاتهم الجامعة: يقينٌ لا شكّ فيه، وعشقٌ للموت ذوداً عن سبط خاتَم النبيّين صلّى الله عليه وآله وسلّم.

* خاطبهم الإمام المهديّ عليه السلام في الزيارة المنسوبة إليه: «أشهد لقد كُشف لكم الغطاءُ، ومُهِّد لكم الوطاءُ، وأُجزلَ لكم العطاءُ، وكنتم عن الحقّ غير بِطاء..».                

* بلغ عدد الشهداء بين يدي الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من المحرّم عام 61 من الهجرة ما يزيد عن السبعين شهيداً من الهاشميّين ومن قبائل مختلفة، وقد رأينا في هذا الباب أن نقدّم تراجم مختصرة لمجموعة من هؤلاء العظماء ممّن يندر الحديث عنهم عادة، نقلاً
عن مادّة كان أعدّها سماحة الشيخ حسين كوراني لبرنامج إذاعيّ بعنوان «في محراب كربلاء».

 

الشهيد الأدهم بن أميّة

هو ابن الصحابيّ «أميّة العبديّ» الذي سكن البصرة مع من سكنها من الصحابة، وكان من الموالين لأهل البيت عليهم السلام، وممّن وطّنوا أنفسهم على نصرتهم ولو ببذل الأرواح.

كان الشهيد الأدهم من ضمن المجموعة التي خرجت من البصرة مخترقةً إجراءات جيش ابن زياد، ووافت الإمام الحسين عليه السلام في مكّة، ثمّ سار معه إلى العراق معايشاً الظروف التي مرّت بالركب الحسينيّ، فلم يزدد إلّا تصميماً على ما سار لأجله. وفي كربلاء، قبل ظهر اليوم العاشر من محرّم، شنّ جيش عمر بن سعد هجوماً على معسكر الإمام الحسين، فكان الأدهم بن أمية من شهداء تلك الحملة رضوان الله تعالى عليه.

الشهيدان الجابريان

هما الشهيدان «سيف بن الحارث بن سريع الجابري»، و«مالك بن عبد بن سريع الجابري» ابنا عمٍّ وأخوان لأمّ واحدة. لم تذكر المصادر عنهما سوى أنّهما شابّان حضرا في كربلاء، وأتيا الى الإمام الحسين عليه السلام وهما يبكيان، فقال عليه السلام: أي ابنَي أخوَيّ! ما يُبكيكما؟ فوَاللهِ إنّي لأرجو أن تكونا عن ساعةٍ قريرَي عين.

قالا: جعلنا اللهُ فداك، لا واللهِ ما على أنفسنا نبكي، ولكنّا نبكي عليك، نراك قد أُحيط بك ولا نقدر أن نمنعك.

فقال الحسين عليه السلام: جزاكما اللهُ يا ابنَي أخوَيّ، بوجدكما من ذلك ومواساتكما إيّايَ بأنفسِكما، أحسنَ جزاء المتّقين.

فاستقدما يتسابقان إلى القوم ويلتفتان إلى الحسين عليه السلام ويقولان: السلام عليك يا ابنَ رسول الله. ويقول الحسين عليه السلام: وعليكما السلام ورحمةُ الله وبركاته. ثمّ جعلا يقاتلان حتى قُتلا رضوان الله عليهما.

الشهيد حنظلة بن أسعد الشِّبامي

كان وجهاً من وجوه الموالين لأهل البيت عليهم السلام في الكوفة، شجاعاً، ذا بلاغة وفصاحة. التحق بالإمام الحسين عليه السلام في كربلاء. ومن مواقفه يوم العاشر من محرم أنّه قام بين يدي الحسين يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره وهو ينادي معسكر الأعداء:

﴿.. يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ﴾.

فقال له الحسين عليه السلام: يا ابنَ أسعد، رَحِمَك الله! إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتَهم إليه من الحقّ، ونهضوا ليَستبيحوك وأصحابَك، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين؟

قال حنظلة: صدقتَ جُعلت فداك، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟

فقال عليه السلام: بلى، رُح إلى ما هو خيرٌ لك من الدنيا وما فيها، وإلى مُلكٍ لا يَبلى.

فنزل الى الميدان وهو يرتجز:

يا شرّ قومٍ حسَباً وزادا          وكم ترومون لنا العنادا

وقاتلَ قتالاً شديداً حتى استُشهد رضوان الله عليه.

الشهيد يزيد بن المهاجر الكِندي، المكنّى بـ«أبي الشعثاء»

كان أبو الشعثاء ممّن بايعوا الإمام الحسين عليه السلام بالكوفة منتظراً قدومه إليها، وبعد شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة خرج يريد الالتحاق بالإمام، فوافاه في الطريق. ولمّا قدم رسول ابن زياد إلى الحرّ الرياحيّ يأمره فيه بالتضييق على الحسين عليه السلام ومنْعه من التوجّه إلى الكوفة، تصدّى أبو الشعثاء للرسول - وكان يعرفه - فقال له موبّخاً: عصيتَ ربّك وأطعتَ إمامك في هلاك نفسك! كسبتَ العار والنار.

وفي ساحة كربلاء ظهرت مواهب الشهيد يزيد بن المهاجر الروحية والقتالية، فكان على فرسه يفتك بالأعداء حتّى عُقر الفرس، ثمّ جثا على ركبتيه يسدّد سهامه المائة، فأصابت كلّها إلّا خمسة منها، ثمّ حمل سيفه وانطلق وسط الجموع وهو يقول:

أنا يزيدٌ وأبي المهاجرْ              أشجعُ من ليثٍ بِغيلٍ خادرْ

يا ربّ إنّي للحسين ناصرْ           ولابن سعدٍ تاركٌ وهاجِرْ

وقاتل حتى استشهد رضوان الله عليه.

الشهيد أبو ثمامة، عمرو بن عبد الله الصائدي

من فرسان العرب، ومن أصحاب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام الذين حضروا معه كلّ معاركه التي خاضها أيّام خلافته. كان مقيماً في الكوفة كواحدٍ من وجهائها الموالين لأهل البيت عليهم السلام. وبعد مَقدم مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليأخذ من أهلها البيعة للإمام الحسين، كان أبو ثمامة من أركان التحرّك لنصرة الإمام والموكّل بقبض الأموال لشراء السلاح.

ولمّا تخاذل الناس عن ابن عقيل تخفّى أبو ثمامة عند بني قومه منتظراً الفرصة للخروج من الكوفة والالتحاق بالإمام الحسين عليه السلام حيث يجده.

وفي كربلاء، يوم العاشر من محرّم، نظر أبو ثمامة إلى الشمس وقد صارت في منتصف السماء، وقال للإمام عليه السلام: يا أبا عبد الله! نفسي لنفسك الفداء، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تُقتل حتّى أُقتلَ دونك إنْ شاء الله، وأُحبّ أن ألقى اللهَ ربّي وقد صليتُ هذه الصلاة التي دنا وقتها. فقال له الحسين عليه السلام: ذكرتَ الصلاةَ، جعلَكَ اللهُ من المصلّين الذّاكرين، نعم، هذا أولُ وقتِها..

وبعد الصلاة نزل أبو ثمامة إلى المعركة وقاتل حتّى أُثخن بالجراحات، ثمّ استُشهد رضوان الله تعالى عليه.

الشهيد الهفهاف بن المهنّد الرّاسبي

من الذين صحِبوا أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السلام، وخاضوا معه حروبه أيّام خلافته، وكان من قادة جيشه. سكن البصرة، وكان واحداً من الذين خرجوا منها مخترقين حصار ابن زياد ليلتحقوا بالإمام الحسين عليه السلام، وكان وصوله إلى كربلاء عصر يوم العاشر من محرم بعد استشهاد الإمام صلوات الله عليه.

فسأل الجيش: أين الحسين؟

قالوا: من أنت؟

أجابهم: أنا الهفهاف بن المهنّد الراسبي، جئتُ من البصرة لنصرة الحسين.

قالوا: لقد قتلنا الحسينَ وأصحابه، أما ترى القوم ينهبون خيمه؟

فما كان منه إلّا أن جرّد سيفه، وأخذ يقاتلهم وهو يرتجز:

يا أيّها الجندُ المجنَّدْ             أنا الهفهافُ بن المهنّدْ

أحمي عيالات محمّدْ

وصار يقتل كلَّ مَن دنا منه، حتّى نادى عمر بن سعد: ويلكم! احمِلوا عليه. فحملوا عليه من كلّ جانب حتّى قتلوه رضوان الله عليه.

 

الصحابيّ الشهيد زاهر بن عمرو الكِندي

صحابيٌّ جليل، بايعَ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشارك في فتح خيبر. عُرف بملازمته للصحابيّ الشهيد عمرو بن الحَمِق الخزاعي، وكان مشاركاً له في ترحاله وجهاده، إلى أن كان الذي تولّى دفنه رضوان الله عليه.

كان الشهيد زاهر في الثمانين من العمر عندما حاز شرف القتال بين يدي الإمام الحسين عليه السلام، وقد استُشهد قبل ظهر اليوم العاشر من المحرّم في مواجهة الحملة الأولى التي شنّها الأعداء على معسكر سيد الشهداء عليه السلام.

الصحابيّ الشهيد زهير بن سليم الأزدي

صحابيّ جليل، ومجاهد من مجاهدي الإسلام الكبار، كانت له مواقفُ مشهودة في حرب القادسية، منها قتْله لأحد قادة جيش الفرس، ما أسهم في تعجيل النصر للمسلمين آنذاك. وهو من عشيرة «الأزد» التي عُرفت بولائها لأمير المؤمنين عليه السلام، وقد كان للشهيد زهير، وأخيه مِخْنف، وبعض أولاده مشاركات فاعلة في الحروب التي خاضها الأمير عليه السلام.

التحق الشهيد زهير بن سليم بالإمام الحسين عليه السلام، ليلة العاشر من محرّم، فوصل إلى معسكر الإمام وللأصحاب دويٌّ كدويّ النحل من قراءة القرآن والدعاء. ولم تطُل إقامة زهير الشيخ السبعينيّ في كربلاء، فقد نال الشهادة في الهجوم الأوّل للأعداء على معسكر الحسين عليه السلام قبل ظهر اليوم العاشر.

الشهيد زياد بن عَريب الهمداني

هو ابن صحابيّ، وأدرك رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، كان معروفاً بالشجاعة وكثرة العبادة، حضر مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وكان يميّزه قتالُه ثمّ رجوعه إلى الإمام عليه السلام يجدّد له العهد والميثاق. حدّث مهران مولى بني كاهل، قال: شهدتُ كربلاء مع الحسين عليه السلام، فرأيتُ رجلاً يقاتلُ قتالاً شديداً، لا يحمل على قومٍ إلّا كشَفهم، ثمّ يرجع إلى الحسين، يرتجز ويقول:

أبشِرْ هُديتَ الرّشدَ تلقى أحمدا       في جنّة الفردوسِ تعلو صُعُدا

فقلت: مَن هذا؟ قيل: أبو عمرة، زياد بن عَريب.

وقاتل الشهيد زياد حتى قُتل رضوان الله عليه.

الشهيد سعد بن الحارث الخزاعي

كان سعد مولًى لعليٍّ عليه السلام، فانضمّ بعده إلى الحسن ثمّ إلى الحسين عليهما السلام، أدرك النبيَّ صلّى الله عليه وآله، وكان قائدَ شرطة الكوفة زمنَ خلافة أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ ولّاه على آذربيجان، وانتدبه لمهمّات كبيرة تدلّل على مكانته عنده، وهو مَن أمره بقراءة خطبة الجهاد المعروفة على المنبر يوم الجمعة.

خرج سعد بن الحارث مع الحسين عليه السلام من المدينة، وكان معه إلى اليوم العاشر من المحرّم، فكانت شهادته المباركة في الحملة الأولى التي هجم فيها الأعداء على معسكر الإمام سلام الله عليه.

الشهيدان سعد بن الحارث العجلاني، وأخوه أبو الحتوف

كان الشهيدان من الخوارج، توجّها إلى كربلاء في جيش عمر بن سعد لقتال الإمام الحسين عليه السلام، فلمّا كان اليوم العاشر وقُتل جميع أصحاب الحسين وأهل بيته وصار الإمام عليه السلام ينادي: «ألا ناصرٌ فينصرنا»، وعلتْ أصوات النساء والأطفال بالبكاء، سمع سعدٌ وأخوه النداء من الحسين عليه السلام، والصراخ من عياله، فقالا: إنّا نقول: لا حُكم إلّا لله ولا طاعة لمَن عصاه، وهذا الحسين ابن بنت نبّينا محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، ونحن نرجو شفاعة جدّه يوم القيامة، فكيف نقاتله وهو بهذه الحال لا ناصرَ له ولا معين؟!

ثمّ انضمّا إلى معسكر الإمام وقاتلا جيش ابن سعد حتى قَتلا جمعاً وجرحا آخرين، ثمّ استُشهدا معاً في مكانٍ واحد، رضوان الله عليهما.

الشهيد عامر بن مسلم العبدي

كان عامر وجهاً اجتماعياً معروفاً في البصرة، وممّن كانوا يعقدون الحلقات للتداول في نصرة أهل البيت عليهم السلام، ولمّا بلغه تحرّك الإمام الحسين عليه السلام، خرج هو ومولاه سالم مع المجموعة التي تسلّلت من البصرة على الرغم من حصار جند ابن زياد، تلبيةً لنداء ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، ورغبةً بالشهادة بين يديه، فالتَقوا بالإمام قرب مكّة وساروا في ركبه الى كربلاء.

وقبل ظهر اليوم العاشر من المحرّم، شنّ جند عمر بن سعد هجوماً على معسكر الحسين عليه السلام، فكان عامر العبدي ممّن استشهدوا في تلك المواجهة، رضوان الله تعالى عليه. 

الصحابيّ الشهيد عبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاري

من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، كان ملازماً لعليّ عليه السلام، وتعلّم القرآن على يديه، وكان ممّن شهد واقعة الغدير وروى ما جرى فيها.

 التحق بالإمام الحسين عليه السلام في مكّة المكرمة وسار معه إلى كربلاء. وفي اليوم العاشر من محرّم تقدّم بين يدي سيّد الشهداء عليه السلام يقاتل، حتّى نال شرف الشهادة وهو في حوالى السبعين من عمره الشريف.

الشهيد عمرو بن خالد الصيداوي

هو ابن صحابيّ ومن أشراف مدينة الكوفة، كان ممّن بايع مسلم بن عقيل، ولمّا رأى خذلان الناس لمسلم اختفى مدّة ثمّ خرج هو وجمعٌ من أصحابه ليلتحقوا بالإمام الحسين عليه السلام، ولمّا وصلوا حيث الإمام اعترضهم جيش الحرّ الرياحي، إلّا أنّ الإمام عليه السلام تمسّك بانضمامهم إليه وهدّد الحرّ بالمواجة العسكرية إنْ منعهم من ذلك.

وفي اليوم العاشر من المحرّم قال الشهيد عمرو بن خالد للحسين عليه السلام: سيّدي لا أطيق أن أبقى وأرى العدوّ قد اقترب منك، فأْذَنْ لي.

فأجابه الإمام: تقدّم، وإنّا بك لاحقون.

فنزل إلى ساحة المعركة يتقدّم المجموعة التي خرجت معه من الكوفة، وهو يقول:

اليومَ يا نفسُ إلى الرحمنِ                        فأبشِري بالرَّوح والريحانِ

اليوم تُجزَينَ على الإحسانِ               ما خُطّ في اللّوح لدى الديّانِ

لا تجزعي فكلُّ حيٍّ فانِ

وقاتل عمرو بن خالد الصيداوي وأصحابه حتّى استُشهدوا رضوان الله عليهم.

الشهيد عمرو بن قرَظة الأنصاري

هو ابن الصحابيّ الجليل قرَظة الأنصاري الذي شهد معركة أُحُد، وكان ممّن شارك في فتح بلاد الريّ، وقد عيّنه أمير المؤمنين عليه السلام والياً من قبله على الكوفة.

نشأ الشهيد عمرو بن قرظة على نهج أبيه، موالياً لعليّ عليه السلام، متابعاً لولديه الحسن والحسين عليهما السلام، فما أن سمع بنزول الإمام الحسين في كربلاء -وكان هو بالكوفة- حتّى خرج منها ملتحقاً بالإمام في اليوم السادس من محرّم. وقد انتدبه الحسين عليه السلام مرّات عدّة ليكون رسوله إلى عمر بن سعد، ثقةً منه عليه السلام بمميّزاته الشخصية وموقعه الاجتماعي.

وفي اليوم العاشر من محرم استأذن عمرو الحسينَ عليه السلام بالقتال، فأذِن له. قال الطبري: وخرج عمرو بن قرظة الأنصاري يقاتل دون الحسين وهو يقول:

قد علمتْ كتيبةُ الأنصارِ              أنّي سأحمي حوزةَ الذِّمارِ

ضربَ غلامٍ غير نكسٍ شاري          دونَ الحسينِ مُهجتي وداري

وقاتل الشهيد عمرو بن قرظة قتال الأبطال المستميتين دفاعاً عن حُرم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتّى لاقى ربّه عزّ وجلّ مضرّجاً بدم الشهادة.

الشهيد مجمّع بن عبد الله العائذي

تابعيٌّ من أصحاب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ومن أنصاره في صفّين، خرج الشهيد مجمع وابنه وجماعة من الكوفة في ظروف أمنية صعبة، يريدون الالتحاق بالإمام الحسين عليه السلام بعدما عرفوا بمكانه من الشهيد قيس بن مسهّر، ولدى وصولهم اعترضهم جيش الحرّ الرياحي، إلّا أنّ الإمام عليه السلام خلّصهم منه، ولمّا سأل الامامُ عليه السلام عن حال أهل الكوفة، كان الذي أجاب الشهيد مجمّع حيث قال: أمّا أشراف الناس فقد أعظمتْ رشوتُهم، وأما سائر الناس فإنّ أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غداً مشهورةٌ عليك.

وفي كربلاء، خاض الشهيد مجمّع العائذي معركة خاصّة هو والمجموعة التي خرج معها، فقد اختاروا أن يقتحموا جيش العدوّ لإلحاق أكبر الخسائر الممكنة به، حتّى كُتبت لهم الشهادة جميعاً رضوان الله عليهم.

الشهيد يزيد بن المغفّل الأزدي

كان الشهيد يزيد بن المغفّل ممّن خاضوا حرب صفّين في جيش أمير المؤمنين عليه السلام وجُرح فيها جراحات بالغة حتّى قيل إنّه استُشهد، ثمّ صار قائدَ الميمنة في حرب الخوارج المعروفة بحرب بني ناجية. ورد في المصادر أنّه كان أحد الشجعان والشعراء المجيدين، وأنّه من التابعين، وأبوه من الصحابة.

توجّه الشهيد يزيد الى كربلاء وقاتل بين يدي الإمام الحسين عليه السلام قتالاً لم يُرَ مثله، حتّى نادى قائد ميمنة ابن سعد: يا أهل الكوفة أتدرون مَن تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المِصر وأهلَ البصائر، وقوماً مستميتين، لا يبرز إليهم أحدٌ منكم إلّا قتلوه!

وبالفعل، فقد قتل يزيد بن المغفّل من جيش ابن سعد عدداً كبيراً إلى أن استُشهد رضوان الله عليه.

 

الشهيد يزيد بن ثبيط

من أشراف مدينة البصرة، ومن أصحاب التابعيّ أبي الأسود الدؤلي صاحب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام. لمّا عرف أنّ الإمام الحسين عليه السلام في مكّة، لم ينتظر قدومه إلى العراق، بل مضى مع ولدَيه عبد الله وعبيد الله متخطّياً إجراءات جند ابن زياد حتّى وصل مكّة، فأخذ يبحث عن الإمام، وكان الإمام عليه السلام قد عرف بقدومه فخرج يطلبه، ولمّا التقيا تلا الشهيد قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا..﴾ يونس:58، ثمّ سلّم على الإمام الحسين عليه السلام، وجلس إليه وأخبره بالذي جاء لأجله، فدعا له الإمام بخير.

وفي كربلاء، اسُتشهد ولدا الشهيد يزيد بن ثبيط في مواجهة قبل ظهر اليوم العاشر من محرّم، أمّا هو فنزل إلى المبارزة يدافع عن سبط رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى قُتل رضوان الله تعالى عليه وعلى ابنيه الشهيدين.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/09/2017

أرشيفو

نفحات