حافِظوا على ذخائرِ ضيافةِ الله

حافِظوا على ذخائرِ ضيافةِ الله

28/07/2011

الأُنس بالقرآنِ الكريم، والصلاة أوّلَ الوقت، وصلاة الجماعة

خطبة صلاة عيد الفطر السعيد للإمام الخامنئي دام ظلّه الشريف، 1 شوال 1431 هجريّة

أُبارِك عيد الفطر السعيد المُبارك لِأمَُّتنا الإسلاميّة جمعاء، ولِشعب إيران العزيز، ولكم أيُّها المُصَلُّون المُكرَّمون والمُعظَّمون، وأُوصِي الجميعَ وأُوصي نفسي برعاية التَّقوى الإلهيّة، ورعاية أوامر الله ونواهيه في كلِّ قَوْلٍ وفعلٍ وفكر.
نَشكرُ الله تعالى أنْ مَنَحنا هذه الفرصة وأَطال أعمارنا لِنَشهد شهرَ رمضانٍ جديدٍ وعيدَ فطرٍ آخر. إنَّها لَنِعمةٌ كبرى أنْ نُدرك شهر ضيافة الله. وفي الواقع فإنَّ شعبنا قد حَصَل على إستفاداتٍ مُناسِبة في هذا الشهر، وقد كان عارفاً بِقَدْر هذا الشهر الشريف والعزيز.
وهذه المجالس والمحافل، ومجالس تلاوة القرآن والذِّكر والأدعية، وهذه البرامج التي شارك فيها الشباب بقلوبهم وأرواحهم النَّقيّة والصافية، هي أبواب رحمة الله التي فتحها على هذه الأمّة إن شاء الله، ويجب أن نعرف قدْرها.
إنَّ رُوح المعنويّات والإرتباط بالذات الأحديّة المقدّسة المُودَعة في قلوب شعبنا عميقةٌ ومتجذِّرة. من الممكن أن يُبتلى البعض بالإشتباهات ويَرتكب الأخطاء في حياتهم الفرديّة، لكنَّ شهر رمضان يُعطيهم هذه الفرصة للرجوع والإنابة إلى الله تعالى والتوجُّه إليه والتذكُّر. وإنَّ روح الإرتباط بالمعنويّات موجودة في كلِّ النَّاس، ويُمكن تبيينها بلسانٍ شعري (بما ترجمته):
عندما تُغربِل القلبَ من التُّراب            يَنثال فيه نَدى العِشْق.
هذا العِشْق ليس عِشقاً ماديّاً ولا عِشْق الهَوَس، بل هو عِشْقُ الله، إنَّه عِشْق الذات الأحديَّة.
هذا العشقُ لِأَصلِ الوجود كامِنٌ في كلِّ البشر، ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾. فالأسباب الماديّة والدوافع والمُغرَيات الماديّة تُشْبِه الأشواك والقُمامة التي تَعْتَلي هذا الجَوْهر، وعندما يأتي شهر رمضان فكأنَّ نسيماً هَبَّ ليُزيل كلّ هذه الزوائد ويُظهِر ذلك الجَوْهر، وليَحلَّ محلَّه ذلك التوجُّه إلى الله تعالى. لهذا فإنَّنا شاهدنا في هذا الشهر- كَمُعظم أشهر رمضان الماضية- جميع الناس بأنواعهم وأقسامهم ومسالكهم واختلاف أزيائهم يشاركون في هذه المجالس، وخصوصاً في ليالي القَدْر المبارَكة، ليَستفيضوا ويَستفيدوا ويذرفوا الدّموع.
تلك الدُّموع التي تَنهمِر من العيون نابعةٌ من القلب اليَقِظ والنَّقِي، وعلى شعبنا العزيز أن يَعرِف قَدْر هذه الأمور. فما حصلتُم عليه من ذخائر في هذا الشهر المبارك إحفَظوه. فالأُنْس بالقرآن الذي جرّبتموه حافظوا عليه. وكذلك صلاة الجماعة في أوَّل وقتها والصلاة في المسجد، والصلاة بتوجُّهٍ وحُضور، إحفظوها طوال السنة، واسْعُوا جهدكم لِمَنع الأسباب الماديّة والأشواك والقذارات من أن تُغَطِّي هذا الجَوْهر.
اليوم هو يوم عيد الفطر الذي وَرَد بشأنه في رواية (العِلل): «فيكونُ يومَ عيدٍ، ويومَ اجتماعٍ، ويومَ فطرٍ، ويومَ زكاةٍ، ويومَ رغبةٍ، ويومَ تَضَرُّع»، فيَجتمع المُسلمون في كلِّ أنحاء العالم الإسلامي للعيد، وهذا التوجُّه القلبي المُتَمَركِز حول نقطةٍ واحدةٍ وفي زمان واحد هو فرصة عظيمة للأُمَّة الإسلاميّة. «يومَ زكاةٍ ويومَ رغبة». إنّه يومٌ نُظْهِر فيه الرَّغبة إلى الله تعالى. «ويوم تَضَرُّع»، يومٌ يَتَضرَّع فيه الإنسان إلى الله عزّ وجلّ، ولهذا كان العيدُ عيدَ التوجُّه وعيدَ المعنويَّات. نَسأَل الله تعالى التوفيق لِنَتمَّكن جميعاً من الإستفادة من الفيوضات الإلهيّة في هذا اليوم.

اخبار مرتبطة

  الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

  دوريات

دوريات

28/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

28/07/2011

نفحات