وصايا

وصايا

منذ أسبوع

وصيّة الباري تعالى للرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله

 

وصيّة الباري تعالى للرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله

يا أحمد.. عليكَ سلامي ومَحبَّتي

ــــــــــــــــــــــ الحسن بن محمّد الديلمي ــــــــــــــــــــــ

رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سأل ربَّه سبحانه ليلة المعراج، فقال:

«يا ربّ أيُّ الأعمال أفضل؟

فقال الله تعالى: ليسَ شيءٌ أفضل عندي من التوكّلِ عليّ، والرّضا بما قسمْت. ".."

يا أحمد، إنْ أحببتَ أن تكونَ أورع الناس فازهَدْ في الدنيا وارغَبْ في الآخرة.

فقال: إلهي، كيف أزهدُ في الدّنيا؟

فقال: خُذْ من الدُّنيا خِفّاً من الطّعامِ والشّرابِ واللّباسِ، ولا تدّخر لغدٍ، ودُم على ذكري. ".."

يا أحمد، وعزّتي وجلالي ما مِن عبدٍ ضَمِن لي بأربع خصالٍ إلّا أدخلتُه الجنّة: يطوي لسانَه فلا يَفتحهُ إلّا بِما يَعنيه، ويَحفظُ قلبَهُ من الوسواسِ، ويَحفظُ عِلمي ونَظري إليه، ويكون قرّةَ عينَيه الجوعُ. ".."

قال: يا ربِّ، ما ميراثُ الجوع؟

قال: الحكمةُ، وحِفظُ القلبِ، والتّقرّبُ إليّ، والحزنُ الدّائمُ، وخِفّةُ المَؤونةِ بين الناس، وقَولُ الحقّ، ولا يُبالي عاشَ بِيُسرٍ أم بِعُسرٍ.

يا أحمد، هل تدري بأيِّ وقتٍ يتَقرّبُ العبدُ إليّ؟

قال: لا يا ربّ.

قال: إذا كان جائعاً أو ساجداً. ".."

يا أحمد، ".." إنّ النفسَ مأوى كلّ شرٍّ ورفيقُ كلّ سوءٍ؛ ".." تَطغى إذا شَبعَت، وتَشكو إذا جاعَت، وتَغضَبُ إذا افتَقَرت، وتتكبّرُ إذا استَغنَت، وتَنسى إذا كَبُرت، وتَغفَلُ إذا أمِنَت، وهي قرينةُ الشيطان. ومثلُ النّفسِ كَمَثَلِ النّعامةِ تأكلُ الكثيرَ وإذا حُملَ عليها لا تَطيرُ، وكَمَثل الدِّفلَى لونُه حَسَنٌ وطَعمُه مُرّ.

يا أحمد، أبغِضِ الدّنيا وأهلَها، وأحِبَّ الآخرةَ وأهلّها.

صفات أهل الدنيا

قال: يا ربّ، ومَن أهلُ الدّنيا، ومَن أهلُ الآخرة؟

قال: أهلُ الدّنيا مَن كَثُرَ أكلُهُ وضَحِكُهُ ونومُه وغَضَبُه، قليلُ الرِّضى، لا يَعتذِرُ إلى مَن أساءَ إليه، ولا يَقبَلُ عُذرَ مَن اعتَذَرَ إليهِ، كَسلانٌ عندَ الطّاعةِ، شُجاعٌ عندَ المَعصيةِ، أمَلُهُ بَعيدٌ، وأَجَلُهُ قريبٌ، لا يُحاسِبُ نَفسَهُ، قَليلُ المَنفعةِ، كثيرُ الكلامِ، قليلُ الخَوفِ، كَثيرُ الفرحِ عند الطّعام. وإنّ أهلَ الدّنيا لا يَشكرونَ عندَ الرّخاءِ، ولا يَصبِرونَ عند البلاءِ، كثيرُ النّاسِ عندَهُم قليلٌ، يَحمَدونَ أنفسَهم بما لا يَفعلونَ، ويَدَّعونَ بِما ليسَ لهُم، ويَتكلّمونَ بِما يَتَمنَّونَ، ويَذكرونَ مَساوئَ النّاسِ ويُخفُونَ حَسَناتِهم. ".."

سيماء أهل الآخرة

يا أحمد، إنَّ أهلَ الخيرِ وأهلَ الآخرةِ رَقيقةٌ وجوهُهُم، كثيرٌ حَياؤهُم، قليلٌ حُمْقُهُم، كثيرٌ نَفعُهُم، قليلٌ مَكرُهُم، النّاسُ منهُم في راحةٍ وأَنفسُهُم منهُم في تَعبٍ، كلامُهُم مَوزونٌ، محاسبون لِأنفسِهم مُتعِبونَ لها، تَنامُ أعيُنُهُم ولا تَنامُ قلوبُهُم، أَعيُنُهم باكيةٌ وقلوبُهُم ذاكِرةٌ، إذا كُتِبَ النّاسُ مِن الغافِلينَ كُتِبوا مِن الذّاكرينَ، في أَوّلِ النّعمَةِ يَحمدُونَ وفي آخرِها يَشكُرُون ".."

ليس كلّ مَن قال أحبُّ الله، أحبَّني

يا أحمد، إنَّ الوَرَعَ زَيْنُ المُؤمِنِ وعِمادُ الدِّين.

إنَّ الوَرَعَ مَثَلُه كَمَثلِ السّفينةِ كما أنَّ البَحرَ لا يَنجو إلّا مَن كانَ فيها، كذلكَ لا يَنجو الزّاهدونَ إلّا بالوَرَع.

يا أحمد، ما عَرَفَني عبدٌ وخَشَعَ لي إلّا خَشَعَ له كلُّ شيءٍ.

يا أحمَد، الوَرَعُ يَفتَحُ على العَبدِ أبوابَ العِبادةِ، فيُكرَمُ بِهِ العَبْدُ عندَ الخَلقِ، ويَصِلُ بِهِ إلى الله عزَّ وجلَّ.

يا أحمَد، عليكَ بِالصّمْتِ فإنَّ أعمرَ مجلسٍ قلوبُ الصّالِحينَ والصّامِتينَ، وإنَّ أخربَ مجلسٍ قلوبُ المتكلّمين بما لا يَعنِيهِم. ".."

يا أحمّد، إنَّ العبدَ إذا أجاعَ بَطنَه وحَفِظَ لسانَه علّمتُه الحِكمةَ، وإن كان كافراً تكون حِكمتُه حُجَّةً عليه ووَبالاً، وإن كان مؤمناً تكونُ حِكمتُهُ لهُ نوراً وبرهاناً وشفاءً ورَحمةً، فيَعلمُ ما لم يَكُن يَعلَم، ويُبْصِرُ ما لمْ يَكُنْ يُبصِر، فأوّلُ ما أُبَصِّرُهُ عيوبَ نفسِه، حتّى يَشتَغِلَ بِها عن عُيوبِ غَيرِه، وأُبَصِّرُهُ دَقائِقَ العِلمِ حتّى لا يَدخُلَ عليه الشيطانُ. ".."

يا أحمد، ليسَ كُلُّ مَن قالَ أُحِبُّ اللهَ أحَبّنِي، حتّى: يَأخذَ قوتاً، ويَلبَسَ دوناً، ويَنامَ سُجوداً، ويُطيلَ قِياماً، ويَلْزَمَ صمتاً، ويتوكّلَ عليَّ، ويَبكيَ كثيراً، ويُقِلَّ ضَحِكاً، ويُخالِفَ هَواهُ، ويَتَّخِذَ المَسجِدَ بَيتاً، والعلمَ صاحباً، والزهدَ جليساً، والعلماءَ أحبّاء، والفُقراءَ رُفَقاء، ويَطلبَ رِضايَ، ويَفِرَّ مِن العاصِينَ فِراراً، ويشتَغِلَ بِذِكري اشتِغالاً، ويُكثِرَ التّسبيحَ دائماً، ويكونَ بِالعهدِ صادقاً وبالوعدِ وافياً، ويكونَ قلبُهُ طاهراً، وفي الصّلاةِ زاكِياً، وفي الفَرائِضِ مُجتهداً، وفي ما عِندي مِن الثوابِ راغباً، ومن عَذابي راهِباً، ولِأحبّائي قريباً وجليساً.

يا أحمَد، لَو صلّى العبدُ صلاةَ أهلِ السّماءِ والأرضِ، وصامَ صيامَ أهلِ السّماءِ والأرضِ، وطَوَى مِنَ الطّعامِ مثلَ الملائكة، ولَبِسَ لِباسَ العاري، ثُمّ أَرى في قَلبِهِ مِن حُبِّ الدّنيا ذَرَّةً أو سُمعتَها، أو رئاستَها، أو حِليَتَها، أو زِينَتَها، لا يُجاوِرُني في داري، ولَأَنْزِعَنَّ من قلبِهِ مَحبَّتِي، وعليكَ سلامي ومَحبَّتي».

________________________

*(إرشاد القلوب 1/199-206) مختصر

 

مربع

ادعُنِي بهذا الدّعاء حتّى أُخرِجكَ من الجبّ

«عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام، قال: لمّا طرح أخوةُ يوسف... يوسفَ في الجُبِّ أتاه جبرائيل عليه السلام، فقال: يا غُلام ما تَصنعُ هاهُنا؟

فقال: إنّ اخوتي ألقوني في الجُبِّ، قال: أفَتُحبُّ أنْ تَخرجَ منه؟ قال: ذاك إلى الله عزّ وجلّ إنْ شاءَ أخرَجَنِي.

قال: فقال: إنّ الله تعالى يقولُ لكَ: ادعُنِي بهذا الدُّعاء حتّى أُخرِجَكَ من الجبّ، فقال له: وما الدّعاءُ؟

فقال: قُل: (اللّهمّ إنّي أسألُكَ بأنّ لكَ الحمدَ، لا إلهَ إلّا أنتَ المنّانُ بديعُ السّماواتِ والأرضِ ذو الجلالِ والإكرامِ أنْ تُصلّيَ على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وأنْ تَجعلَ لي ممّا أنا فيه فرَجاً ومَخرجاً).

قال: ثمّ كان من قِصّتِه ما ذَكَر اللهُ في كتابِه.

وعن سيف ابن عميرة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: جاء جبرئيل عليه السلام إلى يوسف وهو في السجن، فقال له: يا يوسف قُل في دُبُرِ كلّ صلاة: (اللّهمّ اجعَلْ لي فَرَجاً ومَخرجاً، وارْزُقْني مِن حيثُ أَحتَسِبُ ومِن حيثُ لا أحتَسِبُ)».

(الحرّ العاملي، الجواهر السنية: ص 29)

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 4 أيام

إصدارات عربية

نفحات