موجز في التفسير:سورة النَّحل

موجز في التفسير:سورة النَّحل

26/08/2011

موجز في التفسير:سورة النَّحل

من دروس «المركز الإسلامي»

السُّورة السَّادسة عشرة في ترتيب سُوَر المصحف الشريف، آياتها مائة وثمان وعشرون، سُمّيت بسورة النَّحل لقوله تعالى ﴿وأوحى ربك إلى النَّحل..﴾ النَّحل:68، وسُمِّيت بسورة النِّعم لكثرة ما ذُكر فيها من النِّعم التي خلقها الله وسخّرها للإنسان.

يذهب أكثر المفسّرين إلى أنّ قسماً من آيات هذه السورة مكِّيّة، والقسم الآخر آياتٌ مدنيّة، في حين يَعتبر بعضُهم أنّ آياتها مكِّيّة على الإطلاق، ويَستقرِب العلّامة الطباطبائي في (تفسير الميزان) أن تكون الآيات الأربعون الأولى نزلت في المرحلة الأخيرة ما قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة، والآيات الباقية وعددها ثمان وثمانون نزلت في بداية المرحلة المدنيّة، وفيها ذِكرٌ لبعض وقائع معركة أحد.

هدف السورة

«تفسيرالميزان»: هدفُ السورة الإخبار بإشرافِ أمر الله، وهو ظهورُ الدِّين الحقّ عليهم [المشركين]. ويُوضِح الله تعالى ذلك ببيان أنّه هو الإله المعبود لا غير، لقيام تدبير العالَم والخِلقة به، ولانتهاء جميع النِّعم إليه، وانتفاءِ ذلك عن غيره، فالواجب –إذاً- أن يُعبد الله تعالى ولا يُعبَد غيره. وتهدف السورة أيضاً إلى بيان أنَّ الدِّين الحقّ لله تعالى، فيجب أن يُؤخذ به ولا يُشرَّع دونه دين، وردِّ ما أبداه المشركون من الشُّبهة على النبوّة والتشريع، وبيانِ أمورٍ من الدِّين الإلهي. هذا هو الذي يرومه معظم آيات السُّورة، وتنعطف إلى بيانه مرّة بعد مرّة.

ثواب قراءتها

«تفسير مجمع البيان»: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأها [سورة النَّحل]، لم يُحاسبْه الله تعالى بالنِّعم التي أنعمها عليه في دار الدنيا، وأُعطي من الأجر كالذي مات وأحسنَ الوصية..».
*الإمام الباقر عليه السلام: «مَن قرأ سورة النَّحل في كلّ شهر، كُفي المغرم في الدُّنيا، وسبعين نوعاً من أنواع البلاء، أهونه الجنون، والجذام، والبَرَص، وكان مسكنه في جنّة عَدن، وهي وسط الجِنان».

خلاصة السُّورة

«تفسير الأمثل»: يمكن إجمال محتويات السُّورة بما يلي:
1 - ذكر النِّعَم الإلهيّة، وتفصيلها بما يثير دافع الشُّكر عند كلِّ ذي حسٍّ حيّ، ليقترب الإنسان من خالق هذه النِّعم وواهبها. ومن النِّعم المذكورة في السُّورة: نعمة المطر، نور الشمس، أنواع النباتات والثِّمار، الحيوانات الداجنة بما تقدّمه من خدمات ومنافع للإنسان.
2 - الحديث عن أدلّة التوحيد، عظمة ما خَلَق الخالق، المعاد، إنذار المشركين والمجرمين.
3 - تناول الأحكام الإسلاميّة المختلفة، من قبيل: الأمر بالعدل والإحسان، الهجرة والجهاد، النَّهي عن الفحشاء والمنكر، والظلم والإستبداد، وخُلف العهد..
4 - تحذير الإنسانيّة من وساوس الشيطان والأمر بالإستعاذة منه.

تفسير آيات منها

«نور الثّقلين»: قوله تعالى: ﴿أتى أمر الله فلا تستعجلوه..﴾ النحل:1، الإمام الصادق عليه السلام: «أوّل مَن يُبايع القائم جبرئيل، ينزل في صورة طَيْرٍ أبيض فيبايعُه، ثمَّ يضع رِجلاً على بيت الله الحرام ورِجلاً على بيت المَقدِس، ثمَّ ينادي بصوتٍ ذلق تسمعه الخلايق: ﴿أتى أمر الله فلا تستعجلوه﴾».

* قوله تعالى: ﴿وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وسبلاً لعلّكم تهتدون﴾ النحل:15، عنه عليه السلام: «كان أمير المؤمنين عليه السلام بابَ الله الذي لا يؤتى إلّا منه، وسبيله الذي مَن سلك بغيره هَلَك، وكذلك يجري لأئمّة الهدى واحداً بعد واحد. جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها».

* قوله تعالى: ﴿وعلامات وبالنجم هم يهتدون﴾ النحل:16، عنه عليه السلام: «النَّجم رسول الله صلّى الله عليه وآله، والعلامات الأئمّة عليهم السلام».

* قوله تعالى: ﴿.. قال الذين أوتوا العلم إنّ الخزي اليوم والسوء على الكافرين﴾ النحل:27، الإمام الباقر عليه السلام: «الذين أوتوا العلم الأئمّة عليهم السلام يقولون لأعدائهم: أين شركاؤكم ومن أطعتموهم في الدنيا».

* قوله تعالى: ﴿الذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم..﴾ النحل:28، وقوله: ﴿الذين تتوفاهم الملائكة طيّبين..﴾ النحل:32، أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّه ليس من أحد من الناس تُفارق روحُه جسدَه حتّى يعلم إلى أيّ منزلَين يصير، إلى الجنّة أم إلى النّار، أَعَدُوٌّ هو لله أو وليّ، فإن كان وليّاً لله فُتحت له أبواب الجنّة، وشُرِّع له طُرقُها، ونظر إلى ما أعدّ الله له فيها، ففرغ من كلّ شغل، ووُضع عنه كلُّ ثِقل، وإن كان عدوّ الله فُتحت له أبواب النّار وشُرِّع له طُرقُها، ونظر إلى ما أعدّ الله له فيها، فاستقبلَ كلَّ مكروه وترك كلَّ سرور..».

* قوله تعالى: ﴿ ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً..﴾ النحل:36، الإمام الباقر عليه السلام: «ما بعث الله نبيّاً قطّ إلّا بولايتنا والبراءة من عدوّنا، وذلك قول الله في كتابه: ﴿ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً منهم أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة﴾ بتكذيبهم آل محمّد».

* قوله تعالى: ﴿..فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ النحل:43، عنه عليه السلام: «الذِّكر القرآن، وآل الرسول صلّى الله عليه وآله أهل الذِّكر وهم المَسؤولون».

* قوله تعالى: ﴿يعرفون نعمة الله ثمّ ينكرونها..﴾ النحل:83، الإمام الصادق عليه السلام: «نحن والله نعمة الله التي أنعمَ بها على عباده، وبنا فاز من فاز».

* قوله تعالى: ﴿ويوم نبعث من كلّ أمّة شهيداً..﴾ النحل:84، الإمام الصادق عليه السلام: «لكلّ زمان وأمّة إمام، تُبعث كلّ أمّة مع إمامها».

* قوله تعالى: ﴿..ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء..﴾ النحل:89، عنه عليه السلام: «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلّا وله أصل في كتاب الله عزّ وجلّ، ولكن لا تبلغه عقولُ الرجال».

* قوله تعالى: ﴿من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة..﴾ النحل: 97، أمير المؤمنين عليه السلام: «هي القناعة».

* قوله تعالى: ﴿إنّ إبراهيم كان أمّة قانتاً لله حنيفاً..﴾ النحل:120، الإمام الباقر عليه السلام: «ذلك أنّه على دِينٍ لم يَكُن عليه أحد غيره، فكان أمّةً واحدة (وحدَه)..».

السَّعيدُ مَن وُعِظَ بغيره

عن الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزُّهد في الدنيا: «ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدُّنيا الذين مكروا السيِّئات، فإنّ الله يقول في مُحكَم كتابه: ﴿أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون*أو يأخذهم في تقلّبهم فما هم بمعجزين*أو يأخذهم على تخوّف..﴾ النحل:45-47، فاحذروا ما حذّركم الله بما فَعَل بالظَّلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن يُنْزِل بكم بعض ما توعّد به القوم الظَّالمين في الكتاب، والله لقد وَعَظَكُم اللهُ في كتابِه بغيرِكم، فإنّ السَّعيد من وُعِظ بِغَيره».    (روضة الكافي)



اخبار مرتبطة

  الصورة الملكوتيّة

الصورة الملكوتيّة

  دوريات

دوريات

27/08/2011

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات