آية الله الزَّنجاني يروي

آية الله الزَّنجاني يروي

26/08/2011

آية الله الزَّنجاني يروي:
* لقاء الإمام الخميني مع العارف الشيخ حسن علي الأصفهاني
* قبسات من سيرة الإمام الخامنئي
* آية الله الكلبايكاني: لو انتخبوني لَأَوكلتُ الأمرَ إليه

إعداد: «شعائر»

الحوار التالي مُقتطف من لقاء كانت أجرته مجلّة (باسدار اسلام) الفارسيّة في شهر شباط الفائت، مع آية الله السيد جعفر الشبيري الزنجاني دام ظلّه، أحد أساتذة الحوزة العلمية في قمّ المقدّسة، وتطرَّق فيه إلى بعض ذكرياته عن علاقة والده بأستاذه الإمام الخميني قدّس سرّه، وزميل دراسته، قائد الثّورة الإسلامية الإمام الخامنئي دام ظلّه.
تُعيد «شعائر» نشر فقرات من هذا الحوار، نقلاً عن «وكالة رسا للأنباء القرآنيّة»، بتصرّف بسيط في العبارات حيث اقتضت ضرورات الإختصار.

* هل كانت لوالدکم المرحوم آية الله السيد أحمد الزنجاني علاقة خاصة بالإمام الخميني قدّس سرّه ؟
 


نعم، ولكن لا أعلم بداية هذه العلاقة، أخي -آية الله السيد موسى الشبيري الزنجاني [أحد المراجع البارزين في مدينة قم المقدسة]- يعلم بذلك. ولكنّني أتذكّر من طفولتي تردّد الإمام إلى منزلنا وتردّد والدي إلى منزلهم. كانا يتذاكران العلم في ما بينهما، غير أنَّ صداقتهما كانت قبل ذلك.
قال المرحوم الشيخ مرتضى الحائري [أحد المراجع البارزين في مدينة قم المقدسة، ومدرِّس البحث الخارج] إنَّه اقترح أن يعقدوا مجلساً ودّياً ليلةً في کلّ أسبوع. وذات ليلة أرادوا أن يتّفقوا على مَن يحضر ذلك المجلس، فذكَرَ الميرزا عبد الله المجتهدي اسم والدي، ومن حينها بدأت صداقتهما. وكانا [السيّد أحمد الزنجاني والإمام الخميني] يخرجان صباحاً لتذاكُر العلم، فيلتقيان خارج المدينة إلى جانب نهرٍ بعد جسر منطقة «الصّفائية».

* كان ذلك المكان باديةً غير مأهولة.
نعم كان أشبه بصحراء، وذات يوم وجدا سنبلة حنطة على الأرض، فخشيا أن تسحقها الأقدام، فحملاها وزرعاها بالقرب من النهر الذي يقصدانه، وتعاهداها بالسّقاية يوميّاً حتى نبتت واخضرَّت، فكانا يتمازحان بإطلاق اسم الحديقة الخضراء على ذلك المكان، ويقول أحدهما للآخر: «غداً نلتقي في الحديقة الخضراء»، فيظنّ السامع أنّها روضة غنّاء.

* هل سافرا معاً إلى مدينة مشهد؟
نعم، والتقط لهما المرحوم الحاج فقيهي صوراً تذكارية بآلة التصوير الخاصّة به، ثمّ حمّض الصّور وطبعها بنفسه.
 

اللّقاء مع العارف الكبير الشيخ النُّخودكي قدّس سرّه


* في هذه الرّحلة التقى والدكم والإمام الخميني بالعارف الشيخ حسن علي الأصفهاني النُّخودكي؟
نعم، رأى المرحومان الإمام ووالدي الشيخ حسن علي جالساً عند ضريح الإمام الرضا عليه السلام من ناحية الرأس الشريف، فاتَّجها نحوه ليُحدِّثاه، وكان مشغولاً بقراءة الزيارة، فطلب إليهما أن ينتظراه أمام «مدرسة الحاج ملا جعفر» ريثما يفرغ من زيارته.
وفي فترة لاحقة، أخبرني أخي السيّد موسى أنّ الشيخ حسن علي قال لهما سأُعلِّمُكما شيئاً يُغنيكما عن الحاجة إلى الآخرين. وهو أن تقرأوا آية الكرسي أوّلاً، ثمّ تسبيحات الزهراء عليها السلام، بعدها سورة التوحيد ثلاث مرّات، والصّلاة على النبيّ وآله ثلاث مرّات، وقراءة الآيتين 2 و3 من سورة الطلاق: ﴿..ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً﴾.
كان والدي يقول: بعد المواظبة على هذا العمل، لم أفتقِر أبداً.

الإمام الخميني وزوّار المشهد الرّضوي

* نقلوا أنّه عندما ذهب الإمام مع المرحوم والدك والآخرين إلى مشهد لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، كان الإمام يزور زيارة سريعة ثمّ يرجع إلى المنزل الذي استأجروه لِيكنس الأرض ويرشّها بالماء ويوقد السَّماور ويصنع الشاي، وحينما يرجع الآخرون من الزّيارة يسألونه بتعجُّب: أنتَ تزور بسرعة وتعود لِتعُدَّ لنا الشاي!؟ فقال الإمام: خدمة زوّار الإمام الرضا عليه السلام لا تقلّ عن زيارته.
أجل، للإمام روحية كهذه، وكان يعتقد بأنَّ خدمة النّاس شيءٌ عظيم، کما يُستفاد من بعض الروايات أنَّ أفضل العبادة خدمة الناس وحلّ مشاکلهم
.

بداية المعرفة بالإمام الخامنئي


* هل حضرتم درس الإمام الخميني قدّس سرّه؟
نعم ، كنتُ أذهب مع قائد الثورة السيد الخامنئي إلى درسه في «مسجد سَلماسي».

* منذ متى بدأت معرفتكم بقائد الثورة؟
منذ سنة 1956م.

* في أيّ سنة وُلِدَ القائد؟
1939م.

* وأنتم من مواليد أيّ سنة؟
1936م، أسنُّ من القائد بثلاثة أعوام، حينها كنتُ في العشرين من عمري، وكان هو في السابعة عشرة. في تلك السنة [1956]، ذهبت إلى مشهد في فصل الصّيف، وأذكر أنّنا بدانا عملاً مشتركاً.

* في أي مجال؟
في مجال مكافحة مظاهر الفساد والعمل على إغلاق دور السينما، لا سيّما في شهرَي محرّم وصفر، وفي الأيام المقدّسة من شهادات وولادات المعصومين عليهم السلام، وتصدّينا لأحد كبار ضبّاط السافاك والذي تمّ إيفاده من طهران إلى مشهد لمنع إغلاق دور السينما.
وصل الأمر إلى حد أنّه كان يكفي اتّصال هاتفي واحد إلى مدير السينما مضمونه مثلاً: «غداً شهادة الإمام الصادق عليه السلام»، فتُغلق الدّار فوراً. وهذه الأجواء كان أسّس له جماعة «فدائيّي الإسلام» بقيادة الشهيد السيّد نوّاب صفوي الذي اعتُقل وأُعدِم سنة 1955م.
 
عبادة الإمام الخامنئي في شبابه

* هل عندكم ذكريات أخرى من تلك الفترة؟
في شهر محرّم كنت أنا والسيّد الخامنئي نجلس يوميّاً على سطح «مدرسة نوّاب»، تُطالعنا قبّة ضريح الإمام الرضا عليه السلام، ونقرأ زيارة عاشوراء، بعدها نذهب لحضور مجالس العزاء، في أكثر من مكان.
كان السيّد مواظباً على زيارة حرم الإمام الرّضا عليه السلام، وكانت لديه همّة عالية وإقبال على العبادة، ومسيرته الدّراسية جيّدة جداً. أذكر أنّنا أيّام إقامتنا في قم كنّا نحضر في درس خاصّ لدى المرحوم آية الله مرتضى الحائري، وقبل وفاته بعدَّة أشهر أثنى على السيد الخامنئي وقال: «حينما كان لي معه بحث علمي، كانت سرعةُ فهمِه للمطالب، وانتقاله بينها ممتازة جداً».

وفي فترة لاحقة، تشرّف آية الله الخامنئي بزيارة العتبات المقدّسة في العراق، فلحقت به بعد أيّام، مع أنّ ذهابي كان شبه مستحيل، لكنْ حصل التوفيق من الله تعالى بعد المواظبة على قراءة زيارة عاشوراء غير المعروفة، لمدّة يومين أو ثلاثة أيّام.
وعلى أيِّ حال فقد وصلنا كربلاء، وتعجَّبَ السيد الخامنئي لمّا رآني، إذ قبل أسبوعين لم يكن هناك أيّ کلام عن زيارة العتبات أبداًً!
قلتُ له: جئتُ مع عدة أصدقاء من مدينة قُمْ، ولا بأس في أن تتعرَّف عليهم. وعندما ذكّرته بهذه الحادثة خلال فترة رئاسته للجمهورية، قال: هل تعلم أنَّك كنت السَّبب في تعرُّفي بالشيخ الرفسنجاني؟

* إذن معرفة السيد الخامنئي بالشيخ الرفسنجاني في كربلاء؟
بدايتُها في كربلاء، أمّا صداقتُهما فبدأت منذ سنة 1959م. إلتقيا أوّلاً في شتاء سنة 1957م، ثمّ قدِم السيّد إلى قم بعد سنتين، وتعرَّف على الشيخ الرفسنجاني في درس المرحوم آية الله الدّاماد، وأظنّ أنّهما كانا زميلَي بَحْث، ومن حينها استمرَّت صداقتُهما.

عادَ إلى مشهد إرضاءً لله تعالى

* ماذا عن عودة السيّد الخامنئي إلى مشهد؟
إنتقل السيد إلى قم سنة 1959م، ثمّ أُخبِر سنة 1963م عن ضعف عينيّ والده وعدم تمكُّنه من الرُّؤية بنحو سليم، وأنّه يحتاج إلى مساعدته. وشهادة لله تعالى أنَّه كان شديد الإهتمام بوالده، فعلى الرّغم من علاقته الشّديدة بدرس الإمام الخميني والسيد الدّاماد والسيد الحائري في قمّ المقدّسة، إلَّا أنّه ترك الدّراسة وعاد إلى مشهد لخدمة والده إرضاءً لله، ومن هنا وَفَّر له سبحانه تعالى أرضيّة رُقِيِّه وتطوُّره. كان له في مشهد نشاط اجتماعي وسياسي، وكان يحضر درس المرجع آية الله السيّد هادي الميلاني.


جميع الناس يحبُّونهما
أتذكَّر أنَّ السيّد عبد خدائي جاء قبل الثورة وقال لي: «إنَّ مشهد في قبضة شخصَين: مرجع تقليد كبير في السِّنّ هو السيد الميلاني، وطالب ديني شاب هو السيد عليّ الخامنئي، جميع النّاس يحبونهما».
وقُبيل قيام الثورة، بعث الشهيد بهشتي رسالة إلى مشهد دعاه فيها للمجيء إلى طهران والتنسيق مع سائر المجاهدين. هذه في الحقيقة أُسُس الثورة وأرضيّتُها. أنا أرى أنّ الله كافَأَه على مجيئه إلى أبيه للعناية به، فاعتنى سبحانه وتعالى به.


الإمام الخامنئي وليّاً لأمر المسلمين

   



* هل عندكم ذكريات عن الفترة التي تلَت انتخاب سماحة آية الله الخامنئي قائداً للثّورة الإسلامية؟
في ذلك الوقت كان آية الله الموسوي الأردبيلي رئيساً لـ «مجلس القضاء الأعلى» ولـ «المحكمة العُليا» في البلاد، وكان السيّد خوئيني ها مُدَّعياً عاماً، فدعانا السيد الأردبيلي [قضاةَ المحكمة] إلى قاعة اجتماعات المحكمة، وقال: «نريد أن نذهب إلى القائد لِتجديد البيعة معه ولِتَعزِيتِه بوفاة الإمام».
كان له هذا التعبير بعد وفاة الإمام بشهرين تقريباً، ثمّ قال: «في يوم وفاة الإمام عقد مجلس الخبراء اجتماعاً لانتخاب القائد دار فيه كلامٌ كثير، وقرَّرنا أن ننتخب بسرعة فائقةً مَن يملأ الفراغ، فاخترنا السيّد الخامنئي من دون تردّد.
ومِن ألطاف الله تعالى على هذا النِّظام والثّورة هو أنّني کلّما أفكّر خلال هذه المدّة -وبعد مضيِّ شهرين- لا أرى أحداً أليَقَ منه بهذا المنصب، لقد ألهمنا الله تعالى اختيار شخصٍ أکثر جدارة من الجميع. وهذا من ألطافه عزَّ وجلَّ».
لقد سمع هذا الكلام جميع قُضاة المحكمة العليا الحاضرون آنذاك، بعد ذلك توجَّهنا إلى لقاء الإمام الخامنئي.
الأمر الآخر ما نقله لي السيد آل إسحاق، ففي اليوم الذي انتُخِب فيه السيد الخامنئي قال السيد خوئيني ها -وكان قد خرج لتوّه من الاجتماع-: «إنتُخبَ أفضلُ شخص، وليس لدينا أحدٌ أجدرَ منه، ولكنّنا قلقون فقط من أن ترتبط البلاد بأميركا!»، في حين أنّ الشّخص الوحيد الذي وقف بصمود وثبات في وجه أميرکا هو السيد الخامنئي نفسه، ولولا وجوده إلى الوقت الحاضر، لربّما انهارت البلاد في كثير من الجوانب.
قبل بضعة أشهر كنت عند أخي السيّد موسى فقال: «إنّني أرى السيد الخامنئي مجتهداً وعادلاً». ثمّ قال: «وأنا أُرَجِحُّه على بعض العلماء المعروفين».


دور الإمام الخامنئي في إيران والعالم

* كيف تُقيِّمون دور سماحة قائد الثّورة في العالم الإسلامي، وفي إيران، مع ملاحظة مؤامرات الأعداء على جميع الصُّعد؟
لا أتذكَّر الآن هل كان مِن الأجانب أم مِن الإيرانيين المُقيمين في خارج إيران، ولكن في ذهني أنَّ أحد الأجانب له تعبيرٌ جميل عن الإمام الخميني، وأرى أنّه يصدُق على سماحة قائد الثورة، قال: «لا تُدرِكْ عَظَمة الجبل وأنتَ تنظر إليه عن قُرب، لكنّك تراه جيّداً عندما تبتعد عنه». كان يقصد أنّ المُقيمين في إيران لا يدركون عَظَمة الإمام كما هي.
وأنا أرى أنّه لو أردنا أن نعرف دور السيد الخامنئي، يجب أن نذهب إلى لبنان أو العراق، يجب أن نسأل آية الله السيد السيستاني الذي يُقيم في وسط مشاکل العراق. إنَّ دور الإمام الخامنئي يمكن ملاحظتُه بنحو أفضل من خلال معاينة بركاته في الخارج. ومن الأمثلة الواضحة على حكمة السيّد القائد في التعامل مع الأحداث، موقفُه من غزو صدّام للكويت، حيث أثبتت الوقائع لاحقاً صوابيّة هذا الموقف. الإستشكال سهلٌ جدّاً، لكنّ الواقع شيء آخر.
وتبرز حكمة السيّد أيضاً في طريقة تعامله مع أحداث الفتنة في البلاد، هذه القضيّة التي أقلقت الجميع. جميع العلماء يؤكّدون أنْ لا أحد سواه كان قادراً على إدارة دفّة البلاد، في ظروف خطِرة كالتي شهدتها إيران حينها.
يُنقل عن آية الله الكلبايكاني قدّس سرّه قولُه: «لو انتخبوني أنا [قائداً] لَأَوكلتُ الأمر إليه [السيّد الخامنئي]، ولقلتُ له: أَدِر أنت شؤون البلاد».

سرّ توفيق الإمام الخامنئي

* ما هو سرّ هذا التَّوفيق برأيكم؟
الرُّوح المعنويّة والإحساس بمسؤولية أداء الواجب. كان في السادسة عشرة من عمره عندما التقى بالشهيد السيّد نوّاب صفوي، فخطا خطوته الأولى في طريق أداء الواجب.
ومنذ ذلك الوقت أحسّ بتكليفه وسار في طريق النِّضال والجهاد، وقدَّم کلّ ما باستطاعته في هذا السبيل، ومَن يحسّ بمسؤولية أداء الواجب، ويُسيطر على أهواء نفسه، ويسعى في هذا السَّبيل فسيكون التوفيق نصيبَه.
قال الإمام الخميني: «لا قدّرَ اللهُ أن يؤولَ الحُكم إلى رجلٍ لم يُصلِح نفْسَه». والسيّد الخامنئي أصلَحَ ذاته ونفْسه، ويسعى دائماً في إصلاحها.
أتذكَّر أنَّني اتّصلتُ به هاتفيّاً بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، فقال: لم تَعُد تسأل عنّي؟ قلتُ: کيف يمكن لي أن لا أسأل عنك؟ إنّ وقتك مِلكٌ لجميع الشعب، وإنّها لخيانة لو أردتُ أن آخذ وقتك. فقال: «لا، أنا لستُ بشيء».
بعد ذلك، زرتُه فرأيتُ فيه تواضعَه الدائم، فَأَخذتُ يدَيه لأُقبِّلهما لكنّه سحبَهما.

ازداد حبِّي للسيِّد الخامنئي عشرة أضعاف

في الشهر التالي التقيتُ آية الله السيّد مجتبى الطهراني [من مراجع التقليد في قمّ المقدّسة] الذي كان قد ذهب لرؤيته، فحدّثني قائلاً: «إزداد حبِّي للسيّد الخامنئي عشرة أضعاف، ذهبتُ إليه ورأيتُه لم يفقِد نفسه». فاتَّصلتُ به هاتفياً وقلت له: إنّ السيد مجتبى قال هذا عنك، وأنا کذلك مُحبِّكُم الدّائم. فقال: «أنا لستُ بشيء».
قلتُ له: لا تظنّ أنّني في ذلك اليوم الذي هممتُ فيه بتقبيل يدك أنّه كان إجلالاً في مقابل السُّلطة، فقد رأيتُك رئيساً للجمهورية ولم تَخسر نفسك، وبقيتَ ذلك السيّد الخامنئي في «مدرسة نوّاب»، لهذا أردتُ أن أُقبِّل يديك، فأَشكُر الله على هذه النِّعمة الكبيرة في أنَّ لك هذه الخِصلة، وأسألُه أن لا يسلبَها منك. ولِحُسن الحظّ سعى دائماً بعد ذلك في بناء ذاته ولم يخسرها.
المسألة الأساسية والمهمّة في هذا التّوفيق هو هذا الأمر، إضافة إلى العلم والحصافة وانسجام الفكر والإنصاف والاستقامة والرّحمة. هذه كلّها عوامل سطَّرت توفيقه، ﴿..ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانّفضوا من حولك..﴾ آل عمران:159.
أضف إلى ذلك، أنّه رجلٌ قمّة في الشجاعة. هدّد صدّام بقصف صلاة الجمعة، وجاءت المقاتلات الحربيّة، ثم ّ وقع انفجار وألقاه إلى جانب المنصّة، لكنّه عاد لمواصلة خطابه من دون أدنى تَلَعْثُم أو تردّد، وقال متحدّياً:  «أنتم لا تملكون شيئاً، عملُكم هو قتلُ الأبرياء». هذه هي السَّيطرة على النفس، وهي من عوامل النَّصر.

* ذكرتم ذات مرّة أنّكم طلبتم منه أن يعهد إليكم بأداء عملٍ ما؟
قلتُ له ذات مرّة: أريد أن تعهد إليّ بأداء أيّ عمل صعبٍ وخَطِر، لأنّني أودُّ أن أُستشهد في سبيل أدائه. فدعا لي وتلطَّف في الإجابة.
ثمّ طرأ مورد آخر، وتمنيّت على السيّد الخامنئي أن يسمح لي بالتصدّي له لأنال شرف الشهادة، لكنّ القضيّة حُلّت من غير شهادتي. لاحقاً قلت له: أعتقد بأنّني لو استُشهدتُ لكان ذلك أفضل بكثير. فضحك السيّد وقال لي: لم يَفُت الأوانُ بعد. فقلتُ له: إنّني مُستعدّ.

اخبار مرتبطة

  الصورة الملكوتيّة

الصورة الملكوتيّة

  دوريات

دوريات

27/08/2011

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات