مراقبات

مراقبات

09/10/2018

«المودّة في القربى» في صفر شهر الأحزان

 

«المودّة في القربى» في صفر شهر الأحزان

---إعداد: شعائر---

 

قال الإمام الصّادق عليه السّلام: «إذا أُصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإنّ الخلق لنْ يُصابوا بمثله قطَّ».

عُرف شهر صفر بمناسباته الحزينة من شهادة النبيّ صلّى الله عليه وآله والإمامين الحسن والرضا عليهما السلام، ودخول أسرى آل محمّد صلّى الله عليه وآله إلى الشام، ويوم الأربعين، ولذا على الموال لمحمد وآل محمد أن يتجنّب فيه كلّ مظهر فيه دلالة على الفرح كالأعراس والاحتفالات البهيجة، وبذلك جاءت الوصيّة من المراجع والعلماء.

 وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام «إن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة، ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منّا وإلينا».

 

إظهار العزاء والتأثّر بفَقد الرسول صلّى الله عليه وآله

كانت وفاته صلّى الله عليه وآله وله من العمر ثلاث وستون سنة في يوم الاثنين 28 صفر 11ﻫ، وفي هذه المناسبة الحزينة على المراقب، كما يقول الميرزا الملكي التبريزي رضوان الله عليه، «أن يكون حاله يوم وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في التأثّر وإظهار العزاء لائقاً لما وقع من هذا الأمر العظيم ....ويزوره صلّى الله عليه وآله وسلّم ببعض زياراته الواردة أو ينشئ هو في ذلك زيارة مناسبة بما يفتح الله عليه ويذكر فيها ما قاله صلوات الله عليه وآله من حديث كون حياته ومماته خيراً لأمته، وأن يظهر الحياء ممّا يصله صلّى الله عليه وآله وسلم من مساءة العلم بسيّئاته .

قال العلامة المجلسي رحمه الله في (زاد المعاد): اذا أردت زيارة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم في ما عدا المدينة الطيّبة من البِلاد فاغتسل ومثّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشّريف ثمّ قف وتوجّه بقلبك إليه وقُل: اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُ سَيِّدُ الْاَوَّلينَ وَالْاخِرينَ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الْاَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الاَئِمَّةِ الطَّيِّبينَ،
ثمّ قل:اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللهِ، ...ثم صلّ أربع ركعات صلاة الزّيارة بسلامين واقرأ فيها ما شئت مِن السّور، فاذا فرغت فسبّح تسبيح الزّهراء عليها السلام وقُل: اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّد صلّى الله عليه وَآلِهِ:﴿وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوااللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً﴾ وَلَمْ اَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اَللّـهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّئِ عَمَلي، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبي ومُقِرّاً لَكَ بِها وَاَنْتَ اَعْلَمُ بِها مِنّي، وَمُتَوَجِّهاً اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْني اَللّـهُمَّ بِمُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ..(نص الزيارة في مفاتيح الجنان، الفصل الثالث، زيارة النبي وآله من البُعد).

 

شهادة الإمام الحسن عليه السلام

وكانت شهادة الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام  في اليوم الثامن والعشرين من هذا الشهر، سنة خمسون للهجرة ....روى عمير بن إسحاق، قال:دخلت أنا ورجل على الحسن نعوده في مرض موته عليه السلام فقال: يا فلان سلني حاجة،

 فقال:لا والله لا نسألك حتّى يعافيك الله، فقال:"سلني قبل أن لا تسألني فلقد ألقيت طائفة من كبدي وإنّي سقيت السّمّ مراراً فلم أسق مثل هذه المرّة..." .السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين..

وينبغي في هذا اليوم زيارته عليه السلام بقراءة الزيارة الجامعة أو زيارة أمين الله أو غيرهما من زيارة المعصومين عليهم السلام.

 

من آداب يوم الأربعين

عن آدب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين ينقل الإمام الخامنئي دام ظله كيف زار جابر ابن عبد الله الأنصاري الإمام الحسين يقول:

"إنّ لأربعينية الإمام الحسين عليه السلام دور تعرّفَ من خلاله بعض الأفراد على مقام أهل البيت عليهم السلام، فأصبحت قلوبهم تنبض بمحبة وعشق كربلاء، بالإضافة إلى تعلقهم بالتربة الحسينية والمرقد الطاهر لسيد الشهداء عليه السلام.

إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري يُعدّ من مجاهدي صدر الإسلام الأول، ومن أصحاب بدر، وقد كان إلى جانب الرسولصلّى الله عليه وآله وجاهد معه قبل ولادة الإمام الحسين عليه السلام؛ أي أنه رأى ولادته ونشأته....وقد رأى الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله لمرّات عديدة وهو يضمّ الحسين بن علي عليه السلام إلى صدره، ويقبّله في عينيه وعلى وجهه، ويُغذّيه الطعام والشراب بيده الشريفة.

ومما لاشكّ فيه أنَّ جابر بن عبد الله قد سمع الرسول صلّى الله عليه وآله وهو يقول:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"وكذلك بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله بقيت مكانة الإمام الحسين عليه السلام وشخصيته ـ سواءً في زمان الخلفاء أو في زمان أمير المؤمنين عليه السلام، في المدينة المنورة أو في الكوفة ـ ماثلة أمام عيني جابر بن عبد الله الأنصاري.

وعندما سمع جابر أنّ الحسين بن علي عليه السلام عزيز الرسول صلّى الله عليه وآله قد استشهد، وقُتل عطشاناً، انطلق من المدينة، وعند وصوله إلى الكوفة رافقه عطيّة، وقد روى ذلك، قائلاً:

وصل جابر بن عبد الله إلى شط الفرات، واغتسل فيه، ثم ارتدى ثياباً بيضاء نظيفةً، وتوجّه نحو قبر الإمام الحسين عليه السلام ماشياً بكل وقار وسكينة.

إنّ الرواية التي رأيتها تقول أنه عندما وصل جابر إلى القبر قال ثلاثاً بصوت عال:"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر"؛ أي أنه أخذ بالتكبير عندما علم كيف استشهد عزيز الرسول صلّى الله عليه وآله وعزيز الزهراء عليها السلام مظلوماً على أيدي الطغاة وعبدة الشهوات.

ثم قال عطيّة:ولقد فَقَدَ جابر بن عبد الله صوابه عند قبر الإمام الحسين عليه السلام، وأغمي عليه وسقط إلى الأرض. لا نعلم ما الذي جرى بعد ذلك إلا أنه يقول في هذه الرواية:عندما عاد جابر إلى وعيه، أخذ بمخاطبة الإمام الحسين عليه السلام قائلاً:"السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله."

أيها الحسين المظلوم.. أيها الحسين الشهيد.

ونحن اليوم أيضاً نقول من أعماق وجودنا:"السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام على الحسين الشهيد".

يستحب في هذا اليوم زيارة الإمام عليه السلام بزيارة الأربعين عند ارتفاع النهار:

اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، ...(مفاتيح الجنان، زيارة الأربعين).

 

اليوم  الثّالث من شهر صفر

ورد في كتاب إقبال الأعمال استحباب الصلاة ركعتَين: يقرأ في الأولى سورة الحمد مرّة، وسورة الفَتح وفي الثانية الحمد والتوحيد ويصلّي بعد السلام على محمد وآله مائة ويقول مائة مرّة:اللّهُمَّ الْعَنْ آلَ أَبِي سُفْيانَ، ويستغفر الله مائة مرة ثم يسألْ حاجته.

 

اليوم الأخير من صفر

في هذا اليوم من سنة 203 للهجرة استُشهد الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام بعنب دسّ فيه السم وكان له من العمر خمس وخمسون سنة .

يستحب في هذه الأيام زيارة كلُّ واحدٍ من الأئمّة عليهم السلام بإحدى الزيارات الجامعة، وأشهرها الزيارة الثانية التي أوردها المحدّث القمّيّ في (مفاتيح الجنان)، وكذلك بزيارة «أمين الله»، فضلاً عن الزيارات الخاصّة بكلّ معصوم، لمَن حضر مشاهدهم المشرّفة.

 

 

دعاء «يا شديد القوى»

مَنْ أراد أنْ يُصان في هذا الشّهر فليقل كلّ يوم عشر مرّات: يا شَديدَ الْقُوى وَيا شَديدَ الْمِحالِ يا عَزيزُ يا عَزيزُ يا عَزيزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَميعُ خَلْقِكَ فَاكْفِنى شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبناُ لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ وَصلّى الله عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.

(مفاتيح الجنان، عباس القمي، الفصل الثامن:شهر صفر)

 

قلْ.. فإنّ السلام يصل إليه

عن الحسين بن ثوير قال:كنت أنا ويونس بن ظبيان عند أبي عبدالله  وكان (يونس) أكبرنا سناً، فقال له: إنّي كثيراً ما أذكر الحسين  فأيّ شيء أقول؟.. قال: قلْ: «صلّى الله عليك يا أبا عبدالله» تعيد ذلك ثلاثاً، فإنّ السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد

(مفاتيح الجنان، في كيفية زيارة سيد الشهداءعليه السلام)

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات