أيام الله

أيام الله

منذ أسبوع

قبسات من أيّام شهر ذي القِعدة الحرام

دَحْو الأرض من تحت الكعبة المشرّفة

قبسات من أيّام شهر ذي القِعدة الحرام

  • إعداد: «شعائر»

هذه نصوص مختارة من عدّة مصادر، يرتبط كلٌّ منها بإحدى مناسبات شهر ذي القعدة، تقدّمها «شعائر» كمَدخلٍ إلى حُسن التّفاعل مع أيّامه، لا سيّما الأيّام المُرتبطة بالمعصومين عليهم السّلام، التزاماً بقوله تعالى: ﴿..وَذَكِّرهُم بِأَيَّامِ اللهِ..﴾ إبراهيم:5.

 

 بداية ميقات النبيّ موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام

1 ذو القعدة

كان ميقات موسى عليه السلام أربعين يوماً، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنّه ما أكل، وما شَربَ، ولا نامَ، ولا اشتَهى شيئاً من ذلك في ذهابِه ومجيئِه، أربعين يوماً شَوقاً إلى ربّه».

وروي في التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام: «كان موسى بن عمران عليه السلام، يقولُ لِبني إسرائيل: إذا فرّج اللهُ عنكم وأهلَكَ أعداءَكم آتيكُم بكتابٍ من ربّكُم يشتملُ على أوامِره ونواهيه، ومواعظِه وعِبَره وأمثاله.

فلمّا فرّج الله تعالى عنهم أمَره اللهُ عزّ وجلّ أن يأتي للميعاد، ويصومَ ثلاثين يوماً عند أصلِ الجبل، وظنّ موسى أنّه بعد ذلك يعطيه الكتاب.

فصامَ موسى ثلاثين يوماً.. (إلى أن قال) فأوحى اللهُ عزّ وجلّ إليه: صُمْ عشراً أُخر، ولا تستاك عند الإفطار، ففعلَ ذلك موسى عليه السلام، وكان وَعَد الله عزّ وجلّ أن يعطيَهُ الكتاب بعد أربعين ليلة، فأعطاه إيّاه».

(الطبرسي، النجم الثاقب: 2/556)

ولادة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام

1 ذو القعدة / 173 ه

* قال المحدّث القمّي رحمه الله في (منتهى الآمال): «مزارها في قمّ المقدّسة ذو قبّة عالية وضريح وصحون متعدّدة وخدم وموقوفات كثيرة، وهي قرّة عين قمّ، وملاذ الناس ومعاذهم، بحيث تُشدّ إليها الرحال كلّ سنة من الأماكن البعيدة لاقتباس الفَيض، واكتساب الأجر من زيارتها، عليها السلام».

* ما يزال المحراب الذي كانت السيّدة فاطمة المعصومة تصلّي فيه في دار موسى بن خزرج ماثلاً إلى الآن، يقصده الناس لزيارته والصلاة فيه. وقد جُدّدت عمارته خلال السّنوات الأخيرة، وشُيّدت إلى جانبه مدرسة لطلبة العلوم الدينيّة تعرف بـ«المدرسة الستّيّة».

يقع المحراب في الشارع المجاور للصحن الشريف، ويُعرف بشارع «چَهار مَرْدان»، وعلى مدخله أبيات بالفارسيّة، تعريبها:

«لقد شُيِّد هذا البناء الـمُنير إجلالاً لابنة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به (قمّ) شرفاً على شرف».

(عدّة مصادر)

 

صُلح الحُديبيَة

2 ذو القعدة / 6 هـ

«قوله تعالى: ﴿إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ قيل:المراد بالفتح هنا صلح الحديبية، وكان فتحاً بغير قتال، وقال الزهري: لم يكن فتحٌ أعظم من صلح الحديبية، وذلك أنّ المشركين اختلطوا بالمسلمين، فسمعوا كلامهم فتمكّن الإسلام في قلوبهم، وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، وكثر بهم سواد الإسلام...

قال البراء بن عازب: تعدّون أنتم الفتح فتح مكّة، وقد كان فتح مكة فتحاً، ونحن نعدّ الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبيّ صلّى الله عليه وآله، أربع عشر مائة، والحديبية: بئر، فنزحناها فما ترك منها قطرة، فبلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وآله، فأتاها فجلس على شفيرها ثمّ دعا بإناء من ماء فتوضأ ثمّ تمضمض ودعا، ثمّ صبّه فيها وتركها، ثمّ إنّها أصدرتنا نحن وركابنا».

(الطبرسي، تفسير مجمع البيان: 9/183)

 

ولادة الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام

11 ذو القعدة / 148 ه

* «عن موسى بن سيّار، قال: كنت مع الرضا عليه السلام وقد أشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية فاتّبعتُها، فإذا نحن بجنازة، فلمّا بصرتُ بها رأيتُ سيّدي وقد ثنى رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها، ثم أقبل عليّ، وقال: يا موسى بن سيار، مَن شيّع جنازة وليٍّ من أوليائنا خَرج من ذنوبِه كَيوم ولدتْهُ أمّه، لا ذنبَ عليه.

حتى إذا وُضع الرجل على شفير قبره، رأيت سيّدي قد أقبل فأفرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت، فوضع يده على صدره، ثمّ قال: يا فلان بن فلان، أبشِر بالجنّة، فلا خوف عليك بعد هذه الساعة.

فقلت: جعلتُ فداك، هل تعرف الرجل؟ فوالله إنّها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا.

فقال لي: يا موسى بن سيار، أمَا علمتَ إنّا معاشر الأئمّة تُعرض علينا أعمال شيعتِنا صباحاً ومساءً، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصّفحَ لِصاحبِه، وما كان من العلوّ سألنا الله الشكر لِصاحبِه».

* وفي اليوم الثالث العشرين من هذا الشهر من العام 203 للهجرة، على رواية، كانت شهادة الإمام الرضا عليه السلام، والمشهور أنّها في آخر صفر. [انظر: «الملف» من هذا العدد]

(ابن شهرآشوب، المناقب: 4/341)

غزوة بني قُرَيظة

22 ذو القعدة/ 5 ه

«عن ابن عباس، قال: لمّا دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بكعب بن أسد... وذلك في غزوة بني قريظة، نظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال له: يا كعب، أمَا نفعك وصيّة ابن الحواش، الحَبْر الذي أقبل من الشام، فقال: تركتُ الخمر والخمير وجئتُ إلى البؤس والتمور، لنبيٍّ يُبعَث، هذا أوان خروجه، يكون مخرجه بمكّة، وهذه دار هجرته... يَجتزي بالكسرة والتميرات... وبين كتفَيه خاتم النبوّة... يبلغ سلطانه منقطَع الخفّ والحافر؟

قال كعب: قد كان ذلك يا محمّد، لولا أن اليهود تعيّرني أنّي جبنتُ عند القتل لآمنتُ بك وصدّقتك، ولكنّي على دين اليهودية، عليه أحيا وعليه أموت... فقُدِّم وضُربت عنقه».

(السيّد هاشم البحراني، حلية الأبرار: 1/55)

دَحْو الأرض

25 ذو القعدة

* «سُئل أمير المؤمنين عليه السلام: أين مكّة من بكّة؟ فقال: مكّة أكنافُ الحَرم، وبكّة مكان البيت.

ثمّ سُئل: ولِم سُمّيت مكّة؟ قال: لأنّ الله تعالى مَكَّ الأرض من تحتها»، (أي دحاها).

 (البرسي، مشارق أنوار اليقين: ص 125)

* عن محمّد بن سنان: «أنّ أبا الحسن الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علّة وضع البيت وسط الأرض: لأنّه الموضع الذي من تحته دُحيت الأرضُ... وهي أوّلُ بقعةٍ وُضعت في الأرض لأنّها الوسط، ليكون الفرضُ لِأهل المشرق والمغرب سواء».

(الشيخ الصدوق، علل الشرائع: 2/396)

 

شهادة الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام

آخر ذي القعدة/ 220 ه

«دعا المعتصم جماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمّد بن عليّ بن موسى [الإمام الجواد]، زُوراً، واكتبوا أنّه أراد أن يخرج، ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟

فقال: ما فعلتُ شيئاً من ذلك.

قال: إنّ فلاناً وفلاناً شهدوا عليك، فأُحضِروا، فقالوا: نعم، هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: وكان جالساً في بهو، فرفع أبو جعفر عليه السلام يده، وقال: اللّهمّ إنْ كانوا كذبوا عَلَيَّ فخُذْهم. قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يرجف ويذهب ويجيء، وكلّما قام واحدٌ وقع، فقال المعتصم: يا ابن رسول الله، إنّي تائبٌ ممّا قلتُ، فادعُ ربَّك أن يسكّنه.

فقال: (اللّهمّ سكِّنْه، وإنّك تعلمُ أنّهم أعداؤك وأعدائي)، فسكن».

(القطب الراوندي، الخرائج والجرائح: 2/670)

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ أسبوع

تاريخ و بلدان

نفحات