أيها العزيز

أيها العزيز

11/05/2020

تركُ الدنيا طَوعاً.. أو كَرهاً

تركُ الدنيا طَوعاً.. أو كَرهاً

أيها الحبيب، أفِقْ من نومك الثقيل، واسلك طريق عشّاق الحقّ، وانفضْ يدَك من عالم الظّلمة والكدورة والشّيطنة، (وأَشِحْ) بوجهك عنه، وضعِ القدم في حيّ المحبّين، بل اقصدْ حيّ الحبيب.

***

أيّها العزيز، ستنتهي هذه الأيام القليلة للمهلة الإلهية، وسوف يأخذوننا من هذه الدنيا طَوعاً أو كَرهاً؛ فإنْ ذهبتَ باختيار، فرَوحٌ وريحانٌ وكرامات، وإنْ ذهبتَ كرهاً، فنزعٌ وصعقٌ وظُلمة.

إنّ مثَلنا في هذه الدنيا كمثل شجرٍ تأصّل في الأرض، فكلّما كان حديثَ الغَرس كان نزعه أسهل.

إنّ جذر حبّ الدنيا والنفس -وهو بمنزلة الجذر الأصلي، وفروعه من الحرص والطمع وحبّ الأهل والمال والجاه- ما دامت حديثةَ الغرس في النفس فقلعُها أسهل، ولا يسلتزم الجهدَ من قِبل عمّال الموت وملائكة الله.

ولكنْ لا سمح الله، لو استحكمت جذورها في عالم الطبيعة والدنيا، وامتدّت فيها، ستصل إلى عالم الطبيعة كلّه: الظاهر والباطن. لذلك، فإنّ قلع هذا الشجر من الجذر سالماً غير ممكن. والإنسان مع هذا الحبّ للدنيا والنفس، في خطرٍ عظيم.

إنّ الإنسان قبل خروجه من هذا العالم يُعاين بعض مقاماته ودرجاته ودركاته، فيخرج من الدنيا إمّا بالسعادة التامّة، وصورتها الكمالية حبّ الله تعالى، أو بالشقاوة الكاملة، وباطنها بُغض الحقّ تعالى.

فلو افترض الإنسانُ أنّ حبّ الدنيا موجبٌ لمفسدةٍ كهذه، ونهايتُه إلى سوء العاقبة، فعليه أن لا يسكن لحظةً حتى يقلع هذا الحبّ من قلبه.

واعلم أنّ مع كلّ قدمٍ يضعها الإنسان في طريق الحقّ والآخرة، يضيء نور الهداية الإلهية للقدم الأخرى، وييسّر السلوك ويسهّله.

(جنود العقل والجهل – مختصر)

اخبار مرتبطة

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

  حكم و لغة

حكم و لغة

نفحات