كلمة سواء

كلمة سواء

11/05/2020

أمانَة التراث الإسلامي.. إلهيَّة

أمانَة التراث الإسلامي.. إلهيَّة

ــــــــــــــ العلاَّمة الفقیه جعفر السُّبْحاني ــــــــــــــ

 

لم يسلَم نبيّ من ظلم أو حَرب لإيذائه، هوَ ومَن آمن معه. كما لم تَسلم رسالة سماويَّة من محاولة إخفاء أو تحريف مُفتعل ومُمنهج، عدا رسالة النبيّ الخاتَم محمَّد صلَّى الله عليه وآله، التي وَعَد الله تعالى، في مُحْكَم كتابه، بحفظها وذلك في قوله تعالى﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(الحجر:9).

في كتابه (ظاهرة التحريف في التراث الإسلامي) يتحدَّث العلامة الفقيه جعفر السُّبحاني عن ظاهرة التحريف التي تعرَّض لها التراث الإسلامي ومحاولات طمس الحقائق أو تشويهها وتحريفها عمَّا أرادها الله لها في الهداية والغاية...من هذا الكتاب وعن دور اليهود في محاولة تحريف الأديان اخترنا في هذا المُختصَر هذه السطور .. 

(شعائر)

 

 

إنّ التراث الإسلامي الذي توارثناه عبْـر الأجيال، خلفاً عن سلف ـ أمانة إلهيَّة في أعناقنا، وأيّ دخل وتصرُّف فيه على نحو يؤدِّي إلى تحويره، يُعدُّ خيانة للأمانة.

وقد قال سبحانه: ﴿يا أَيُّهَا النّاس إِنَّ اللّه يَأْمُركُمْ أَنْ تُؤدُّوا الأَمانات إِلى أَهلها﴾ ( النساء: 58).

وقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُون﴾(المؤمنون:6).

وقال أيضاً: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّه وَالرَّسُول وَتَخُونُوا أَماناتكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون

(الأنفال: 27).

ومن أشدّ أنواع ذلك تحريف كتب التفسير والحديث والتاريخ التي هي المعوَّل في الوقوف على أُصول الدين وفروعه وسيرة النبيّ الأعظم صلَّى الله عليه وآله وسلّم.

 

التحريف بدعة يهوديَّة

 

أخبر سبحانه في عدَّة آيات في القرآن الكريم أنّ عمليَّة التحريف بدعة يهوديَّة توارثتها تلك الطائفة خلفاً عن سلف، فحرّفوا الكلمَ عن مواضعه حسب أهوائهم وما تُمليه عليهم مصالحهم.

لقد كان اليهود يقومون بكتابة الكتب السماويَّة يغيِّرون فيها ويبدِّلون ثمّ يُضيفونها إلى اللّه سبحانه طمعاً بثمنٍ بخْس من العوام، قال تعالى: ﴿فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبهُمْ قاسِيَة يُحَرِّفُونَ الكَلِم عَنْ مَواضِعِهِ﴾ (المائدة:13).

 

يكتمون الحقَّ وهم يعلمون

فالآية بصدد التسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فتقول: لا تعجبنّ يا محمد من هؤلاء اليهود الذين همّوا أن يبسطوا أيديهم إليك وإلى أصحابك وينكثوا العهد الذي بينك وبينهم ويغدروا بك، فانَّ ذلك دأبهم وعادات أسلافهم.

فإذا كان هذا حال التحريف، وموقفه من الذكر الحكيم، فعلى المسلم الواعي أن «يبالغ» في حفظ تراثه سواء أوافَقَ أهواءه أم خَالفها، فانّه أمانة إلهيَّة.. ويجب أداؤها إلى الجيل الآتي.

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  إصدارات

إصدارات

11/05/2020

إصدارات

نفحات