مقارنات الصّلاة

مقارنات الصّلاة

23/10/2011

مقارنات الصّلاة

مقارنات الصّلاة

الوظائف القلبيّة والحالات المعنويّة

ـــــــــــــــ إعداد: خليل الشيخ علي ـــــــــــــــ

«إنّ العبد إذا اشتغل بالصّلاة جاءه الشَّيطان وقال له: أُذكر كذا أُذكر كذا، حتّى يضلّ الرَّجل أنْ يَدري كَم صلّى».     
الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله.

ما يلي، مقتطف -بتصرّفٍ يسير اقتضاه التّحرير- من كتاب (الرّسائل) الشّهيد الثّاني قدّس سرّه  يلقي الضّوء على مقارنات الصّلاة، والمراد بها هنا، الوظائف القلبيّة والحالات المعنويّة الواجب استحضارها عند أدائها.

قال الشهيد الثاني زين الدين الجُبعي العاملي: «فصلٌ في المقارنات وهي ثمانية:
1- القيام: ووظيفته القلبيّة تذكُّر أنّك قائمٌ بين يدَي الله تعالى وهو مُطَّلع على سريرتك، وهو أَقرب إليك من حَبل الوَريد. وانصُب قلبَك بين يديه كما نَصَبْتَ شخصَكَ، وطَأْطِئ برأسك الذي هو أرفع أعضائك مُطرِقاً مُستكيناً، وأَلزِم قلبك التّواضع والخشوع والتّذلُّل والتّبرِّي عن التَّرأُّس والتَّكبُّر كما وضعتَ رأسَكَ، فعند ذلك يَحصل لك الخوف الذي هو المقصد الذَّاتي من العارِف، وكذلك يحصل الرَّجاء عند تصوُّر عظمته واستِشعار أنَّ الكلّ منه.

2- النّيّة: ووظيفتها العَزْم على إجابة الله تعالى في امتثال أمره بالصَّلاة، وإتمامها، والكفّ عن نواقضها ومفسداتها، وإخلاص جميع ذلك لِوَجه الله تعالى رجاء ثوابه وطَلَب القُرْبة منه.
وتَقلَّد في نيّتك وقصدك المنّة له تعالى بإذنه إيّاك في المناجاة، مع سوء أدبك وكثرة عصيانك.

3- التّكبير: ومعناه أنّ الله سبحانه أكبر من أن يوصَف، أو من أن يُدرَك بالحواسّ، أو يُقاس بالنّاس. فإذا نطق به لسانك فينبغي أن لا يكذِّبه قلبك؛ فإنْ كان في قلبك شيء هو أكبر من الله تعالى، فالله يَشهد إنّك لَكاذِب.

4- القراءة: ووظائفها لا تكاد تَنحصر ولا يُحيط بها قوّة البشر، لأنّها حكاية كلام الله جلَّ جلاله المُشتمِل على الأساليب العجيبة، والأوضاع الغريبة، والأسرار الدَّقيقة. فإذا قلتَ أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم فاعلم أنّه عدوّك ومُتَرَصِّد لصدِّ قلبك عن الله تعالى، حَسَداً على مناجاتك مع الله تعالى وسجودك له. فإذا تَلَوْتَ الفاتحة كذلك فتَشَبَّه أن تكون ممَّن قال الله تعالى فيهم في ما أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «قَسمتُ الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفُها لي ونصفها لعبدي، يقول العبد الحمد لله رب العالمين، فيقول الله حَمَدَني عبدي وأثنى عليّ...»، وهو معنى سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، الحديث. فلو لم يكن من صلاتك حظّ سوى ذِكْر الله لك في جلاله وعظمته، فناهيك به غنيمة.

5- الرُّكوع: فإذا وَصَلْتَ إليه فجدِّد على قلبك ذِكر كبريائه تعالى وعظمته، وخَساسَة كلّ ما سواه وتَلاشيه.

6- السُّجود: وهو أعظم مراتِب الخُضوع، وأعلى مراتب الإستكانة، وأحقّ المراتب باستيجاب القُرب إلى الله تعالى، وتَلَقِّي أنوار رحمته. ثمّ أهْوِ إلى السجود ومَكِّن أعزّ أعضائك وهو الوجه من أذلِّ الأشياء وهو التُّراب.

7- التَّشهُّد: إذا جلستَ للتَّشهُّد فاستَشعِر الخوف التّامّ، والرَّهبة، والحَياء، والوَجَل أن يكون جميع ما سَلَف منك غير واقِع على وجهه، ولا مُحصِّلاً لوظيفته وشرطه، ولا مكتوباً في ديوان المَقبولين. فارجع إلى مَبدأ الأمر وأَصل الدِّين، واستمسِكْ بكلمة التَّوحيد وحِصْن الله تعالى الذي مَن دخله كان آمناً، إن لم يكن حَصَل في يدك غيره، واشْهَد له بالوحدانيّة. وأَحضِر رسُولَه الكريم ونبيَّه العظيم بِبَالك واشْهَد له بالعبوديّة والرِّسالة، وصلِّ عليه وعلى آله مُجدِّداً عهد الله بإعادة كلِمَتَيْ الشَّهادة، مُتعرِّضاً بهما لتأسيس مراتب السَّعادة، مُترقِّباً لإجابته صلّى الله عليه وآله لك بصلاتك عشراً من صلاته إذا قمْتَ بحقيقة صلاتك عليه، التي لوْ وَصَلَ إليك منها واحدة أَفلحتَ ابداً.

8- التّسليم: قال الإمام الصادق عليه السلام: «معنى السَّلام (عقيب) كلّ صلاة الأمان»؛ أي مَنْ أدّى أمر الله وسنَّة نبيِّه صلّى الله عليه وآله خاشعاً منه قلبه، فله الأمان من بلاء الدُّنيا وبراءة من عذاب الآخرة. والسَّلام اسم من أسماء الله تعالى أَوْدَعَهُ خَلْقَه لِيَستعملوا معناه في المُعاملات، والأمانات، وتَصديق مُصاحبتهم في ما بينهم».

اخبار مرتبطة

  في توجيهات وليّ الأمر

في توجيهات وليّ الأمر

  دوريات

دوريات

23/10/2011

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات