فرائد:سورة الحمد نصفان: لله تعالى، وللناس

فرائد:سورة الحمد نصفان: لله تعالى، وللناس

23/10/2011

فرائد:سورة الحمد نصفان: لله تعالى، وللناس

سورة الحمد نصفان: لله تعالى، وللناس

الموت انتباهٌ من النَّوم

ـــــــــــــــ إعداد: أسرة التّحريرـــــــــــــــ

ما يلي فريدتان؛ الأولى حديثٌ قدسي في الثّواب الجزيل الذي ادّخره الله تعالى لِمن تلا سورة الفاتحة المباركة، رواه الشيخ الصّدوق في كتابه (الأمالي). والثانية فريدة لغويّة من كتاب (شرح كلمات أمير المؤمنين)، حول قوله عليه السلام: « النَّاس نِيَام فإذا ماتوا انتبهوا».


عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «قال الله تبارك وتعالى: قسَمتُ فاتحةَ الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفُها لي ونصفُها لِعبدي، ولِعبدي ما سَأل.
إذا قال العبد: ﴿بسم الله الرَّحمن الرَّحيم﴾، قال الله جلَّ جلاله: بدأ عبدي باسمي، وحقٌّ عليَّ أن أُتمِّم له أموره، وأبارك له في أحواله.
فإذا قال: ﴿الحمد لله ربِّ العالمين﴾، قال الله جلَّ جلاله: حَمَدَني عبدي وعَلِمَ أنَّ النِّعم التي له من عندي، وأنَّ البلايا التي دُفِعَت عنه فبِتَطَوُّلي، أُشهدكم أنِّي أُضيف له إلى نِعَمِ الدُّنيا نِعَمَ الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعتُ عنه بلايا الدُّنيا.
فإذا قال: ﴿الرّحمن الرّحيم﴾، قال الله جلَّ جلاله :شَهِدَ لي بأنِّي الرَّحمن الرَّحيم، أُشهدكم لأُوَفِّرنَّ من رحمتي حظّه، ولَأُجْزِلنَّ من عطائي نصيبه.
فإذا قال: ﴿مالك يوم الدين﴾، قال الله عزَّ وجلَّ: أُشهدكم، كما اعترف لي أنّي أنا مالك يوم الدِّين، لَأُسهِّلنَّ يوم الحسابِ حسابَه، ولأتقبلنَّ حسناته، ولَأَتَجاوزنّ عن سيِّئاته.
فإذا قال: ﴿إيّاك نعبد﴾، قال الله عزَّ وجلَّ: صَدَقَ عبدي، إيَّاي يَعبُد، أُشهدُكم لَأُثيبنَّه على عبادته ثواباً يغبطُه كلُّ مَنْ خالَفَه في عبادته لي.
فإذا قال: ﴿وإيّاك نستعين﴾، قال الله عزَّ وجلَّ: بيَ استعانَ وإليَّ التجأ، أُشهدكم لَأُعينَنَّه على أمره، ولَأُغيثَنَّه في شدائده، ولَآخُذَنَّ بِيَدِه يوم نوائبِه.
فإذا قال: ﴿إهدنا الصراط المستقيم﴾، إلى آخر السورة، قال الله عزَّ وجلَّ: هذا لِعبدي ولِعبدي ما سأل، قد استجبتُ لِعبدي وأعطيتُه ما أَمَّل، وآمَنْتُهُ مِمَّا منه وَجِلَ
».  (الأمالي، الشيخ الصدوق)

النّاسُ نيام

«قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: النَّاس نِيَام فإذا ماتوا انتبهوا. أقول: الظّاهر أنَّ اللّام للإستغراق، لأنّ لكلِّ أحد غفلة ما دام في الدُّنيا، فلا يَبعد أن يَعرض لأرباب المكاشفة في تلك الحالة غفلة مناسبة لِحاله. وأصل النّاس أُناس، لِقولهم: إنْس وإنْسان، حُذِفَت همزته للتّخفيف، وجُعِل لام التعريف عوضاً عنها: ولذلك لا يَكاد يُجمع بينهما، وقول الشّاعر: إنَّ المَنايا يَطلعْنَ على الأُناس الآمِنينا، محكومٌ عليه بأنّه شاذّ ".."
و(إذا) للمستقبل كما أنَّ (إذ) للماضي، ولمّا كان الموت مُحقَّق الوقوع جيئ بصيغة الماضي، والموت ضدّ الحياة أو عدمها على اختلافٍ بينهم، والإنتباه التيقُّظ وزوال الغفلة، وفي ذِكر النَّوم والموت والإنتباه مِن صُنعة مراعاة النَّظير والتَّضادّ كما لا يَخفى.
المعنى أنَّ جميع النّاس نائمون نوم الغفلة عن أمور الآخرة ما داموا في الحياة الفانية والقوى المتناهية؛ فإذا ماتوا وصاروا أحياء بالحياة الباقية الدَّائمة، تيقَّظوا وزالت غفلتهم ثمّ وقعوا في النَّدم على ما كانوا عليه من الأعمال الرديّة والأخلاق الدنيّة مع علمهم بأنّه لا ينفع.
فالأحرى والأجدر بكلِّ مؤمن أن يتنبَّه عن نومة الغفلة ويُميت نفسه بقطع العوائق الدنيويّة وخلع العلائق النفسانيّة لِيَصل إلى مقام: موتوا قبل أنْ تموتوا، ويخلص عن النّدم بعد الموت ويحيا حياة طيِّبة دائمة في جوار الرَّحمن، أللّهمّ نبِّهنا من نومة الغافلين، واجعلنا من الّذين لا خوف عليهم ولا هم يَحزنون».     (شرح كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، عبد الوهاب)




 

اخبار مرتبطة

  في توجيهات وليّ الأمر

في توجيهات وليّ الأمر

  دوريات

دوريات

23/10/2011

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات