مصطلاحات:خليفة الله

مصطلاحات:خليفة الله

23/10/2011

مصطلاحات:خليفة الله

خليفة الله

المبلِّغُ عنه تعالى أو عن رسوله

ـــــــــــــــ إعداد: «شعائر»ـــــــــــــــ 


«خليفة اللّه في الأرض» في المصطلح الإسلامي: من يُعيِّنه اللّه تعالى لتبليغ شريعته -آخذاً من الوحي أو من الرّسول- وللحكم بين النّاس، ويؤتي بعضهم ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وقد ورد بهذا المعنى في القرآن الكريم وروايات أئمّة أهل البيت عليهم السلام.
ما يلي، وقفة مع هذا المصطلح من كتاب «مصطلحات إسلاميّة» كما فسّره العلّامة السيّد مرتضى العسكري رحمه الله.

وَرَد لفظ «خليفة الله» بمعناه الإصطلاحي في قوله تعالى: ﴿وإذ قال ربّك للملائكة إنِّي جاعلٌ في الارض خليفة..﴾ البقرة:30.
وفسّر بعضهم الآية بأنَّ الله تعالى جعل آدم عليه السلام خليفته في الأرض؛ وفسّرها آخرون بأنّ الله تعالى جعل نوع الإنسان خليفته في الأرض، ويؤيِّد التّفسير الأوّل قوله تعالى: ﴿يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين النّاس...﴾ ص:26.
فإنّه لو كان معنى الآية الأولى: إنّ الله جعل نوع الإنسان خليفته في الأرض، فلا معنى عندئذ لتخصيص داود عليه السلام بجعله خليفة الله في الأرض من بين نوعه الإنساني الذي كان الله تعالى قد جعله خليفته في الأرض قبل داود عليه السلام، ومعه، وبعده.

جعل الله خلفاءه أئمّة للنّاس

يقول الله تعالى في سورة الأنبياء حاكياً عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلّاً جعلنا صالحين* وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا وأوْحينا إلَيْهم فعلَ الخَيْرات وإقام ‌الصّلاة وإيتاء الزّكاة وكانوا لنا عابدين﴾ الأنبياء: 72-73. ويقول جلّ ذكره عنه أيضاً في سورة الأنعام: ﴿.. ووهبنا له إسحاقَ ويعقوب كُلّاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريّته داود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون.. وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس.. وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكُلّاً فضّلنا على العالمين..  واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مُستقيم.. أُولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوّة..﴾ الأنعام:83-89.
يظهر من الآيات المتقدّمة أنّ مَن جعله الله خليفة في الأرض يَحكم بين النّاس، جعله –أيضاً- إماماً لهم يهديهم بكتاب الله ويُبلِّغهم شريعته.
وبناءً على ذلك، يكون أهمّ وظائف خلفاء الله التّبليغ كما ورد التّصريح بذلك في قوله تعالى: ﴿..فهل على الرّسل إلاّ البلاغ المبين﴾ النحل:35.
ثمّ إنه لا يبلِّغ عن الله عزَّ وجلَّ إلَّا رسولٌ يُوحى إليه، أو وصيٌّ عيَّنه الله لذلك. كما نَجد مثالاً له في خبر تبليغ الآيات العشر الأولى مِن سورة براءة المُتواتِر في مصنَّفات الحديث.
وأحياناً تَقتضي حكمة الله أن يأتي خليفتُه -الذي جعله إماماً للنَّاس ومُبلِّغا لكتابه وشريعته- بآية تدلُّ على صدقه في ما يبلِّغ عن الله، وتُسمّى تلك الآية في العُرْف الإسلامي بالمعجزة؛ لِعَجْز البشر عن الإتيان بمثلها.
كما أخبر الله تعالى عن بعض ما أتى به رسلُه موسى وعيسى وسليمان وداود عليهم السلام [مِن معجزة العصا، وإبراء المَرضى، وإحياء الموتى، وتسخير الجبال والرِّياح، وغير ذلك].
وليس من الضّروري أن يؤتي الله جميع الأئمّة الخلفاء جميع المعجزات، كما لم يَذكر سبحانه عن هود ولوط وشعيب أنّه آتاهم معجزات موسى وعيسى وداود وسليمان صلوات الله عليهم أجمعين.
وكذلك لم يُمكِّنِ النّاسُ بعض الرّسل مِن أنْ يحكموا بينهم بالعدل، فلم يَتَسنَّ للرَّسول موسى عليه السلام ولخاتم الرُّسُل محمّد صلّى الله عليه وآله أنْ يَحكما بين النّاس في أوّل أمرهما، بينما هم أئمّة خلفاء منذ بدء تكليفهم بالتَّبليغ.
إذاً فإنَّ الخلافة والإمامة ملازمتان لتعيين الله صَفِيّاً مِن أصفيائه لتبليغ كتابه ودِينه، وليستا ملازمتَين لِلحُكم بين النّاس وإتيان المعجزات. وبناءً على ذلك فإنّ خليفة الله هو المُبلِّغ عن الله سبحانه وتعالى.

اخبار مرتبطة

  في توجيهات وليّ الأمر

في توجيهات وليّ الأمر

  دوريات

دوريات

23/10/2011

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات