رد لم ينشر على رسالة جريدة السفير إلى الإمام الخميني قبل وفاته

رد لم ينشر على رسالة جريدة السفير إلى الإمام الخميني قبل وفاته

30/06/2006

رد لم ينشر على رسالة جريدة السفير إلى الإمام الخميني قبل وفاته بتاريخ 17/1/1989 ، وقبل وفاة الإمام الخميني بأشهر، نشرت جريدة السفير رسالة مفتوحة إلى الإمام، وكانت أبرز محاورها: 1 –أن الإمام الخميني غيّر نهجه

بتاريخ 17/1/1989 ، وقبل وفاة الإمام الخميني بأشهر، نشرت جريدة السفير رسالة مفتوحة إلى الإمام، وكانت أبرز محاورها:
1 – أن الإمام الخميني غيّر نهجه الذي لم يراع تطبيقه قراءة الواقع قراءة متأنية.
2 – أن حزب الله حزب فاشل، بل لا حاجة إليه.
3 – خصوصية الساحة اللبنانية تقتضي أن ترفع إيران يدها عنا وترحل.
4 – البكاء على الشيعة.
وقدأرسل الكاتب الرد إلى السفير في حينه- باسم مستعار: عبد الكريم الحر- فلم ينشر، وبقي طي الكتمان، لأسباب من أبرزها أن تصاعد عمليات المقاومة كانت تحتم أن تعالج كبوة جواد "السفير" بمودة، ولم يكن تحقيق ذلك ممكناً لو تم النشر في صحيفة أخرى.
وقد شجعني على نشر هذا النص الآن عدة أمور:
1- أننا مانزال في أجواء ذكرى رحيل الإمام الخميني لهذا العام.
2- سقطة "جديدة فارقة وقعت فيها السفير حين نشرت مقال الأستاذ نهاد المشنوق الذي كشف بما لايقبل الشك أن التجييش فيه لايرقى إطلاقاً إلى مستوى نص الأستاذ نهاد، ولاموقعه وتاريخه المعروف ، فضلاً عن تاريخ السفير وأبي أحمد، وقد انتظرت -ولكن دون جدوى - أن يكتب الأستاذ المشنوق اعتذاراً تمليه صحوة ضمير، أو تمتنع السفير عن نشر مقالاته إن لم يعتذر.
3-أن عنوان الراهن السياسي في لبنان "المطالبة بنزع سلاح حزب الله" وقد كان مجور الرسالة المفتوحة" المطالبة بحل حزب الله"! وهو مايجعل الكثير من محاور الرد في قلب ضرورات هذه المرحلة.
4- أن الثوريين بحاجة دائماً إلى تذكر المراحل السابقة التي أوصلت المخاض التغييري إلى الى ماهو عليه، حتى لايجلد الثوريون أنفسهم، ولايتنكروا لمواقفهم، كما حدث للأستاذ طلال عن حسن نية، وتشهد بذلك بجلاء نصوصه التي سيتم الإستشهاد بها.

***


وفي مايلي نص الرد القديم على الكبوة التي عفا عليها الزمن، بعد أن لاح لكل عين قلب أن الخميني حي رغم المماة:

رسالة مفتوحة إلى الأستاذ طلال سلمان
رداً على رسالته المفتوحة إلى الإمام الخميني
 قبل وفاته رضوان الله تعالى عليه

الشيخ حسين كوراني

بيروت في 25/1/1989

الرد:
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأستاذ طلال سلمان المحترم
السلام عليكم
بعد أن قرأت الرسالة المفتوحة التي وجهتها السفير إلى الإمام الخميني بتاريخ 17 / 1 / 1989 لم أجد تعليقاً مناسباً عليها أفضل مما كتبته أنت قبل أحد عشر يوماً من تاريخ الرسالة حيث قلت:

" ذهبت الثورة ورجالاتها إلا أقلهم، ولم يتبق منها إلا الذكريات وإلا العقوبة المتأخرة وإلا التشهير بحملة أحلامها وكأنهم مصابون بالإيدز".

السفير 6 / 1 / 1989

ولأن الأستاذ طلال موضوعي ونبيل حتى عندما يخالف الرأي – بخلاف البعض – فلم أتردد لأول وهلة في الكتابة إليه، يحدوني في ذلك انطباعي عنه الذي يتكون من النبل المذكور، والمعاناة، والحس المرهف، الذي يشكل أرضية لوحاته المكتوبة التي تجعله لدي – على الأقل – والمرحوم ناجي العلي توأمين تلخص لوحاتهما تاريخ " خيمة الأحلام " الثورية طيلة عقود النكسة بل ترقى إلى مستوى فلسفة الثورة والثورة المضادة.

ولكني لا أكتم أني ترددت بعض الشيء حين قرأت مجدداً بعض المقاطع، وما بين السطور، ووضعت ذلك في ظرفه الزماني والمكاني، مدخلاً في الحساب مهارة صاحب اللوحة وتاريخه الحافل بالعمل الثوري الطافح بالمرارة والمعاناة، ووجدتني أردد:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة                على المرء من وقع الحسام المهند

وقد اعتمدت في هذا الرد على نصوصك - يا أستاذ طلال- المنشورة على مدى حوالي ست سنوات، كما اقتطفت بعض النصوص مما نشر باسم السفير في زاوية على الطريق، التي هي غالباً بقلمك، بشهادة وحدة الأسلوب المميز، الذي هو أسلوب الرسالة المفتوحة، وفي أغلب فقراتها على الأقل.

تحديد المنطلقات:

وعلى ذكر ذوي القربى والقرابة المعينة - التي تحس بها هذه الجريدة بالذات - من الثورة الإسلامية، ينبغي أن نحدد أولاً الثوابت التي ننطلق منها لنرى في ضوئها النتائج ونقيّم على أساسها المواقف، وسيكون اعتمادي في ذلك على نصوصك يا أبا أحمد محاولة لتأكيد هذه القربى، وبالتالي تأكيد شدة المضاضة.

 والمنطلقات كما يلي:

1 – فلسطين هي الرابط وصلة الرحم:

تقول:

" ففلسطين حبل السرة هي الرابط وصلة الرحم في الجغرافيا، كما في المصالح، قبل أن نصل إلى العزة والكرامة، والسيادة الوطنية والقومية.

السفير: 9 / 12 / 1988

" ثم إن فلسطين ليست " بلداً بل هي الأمة " وليست فلسطين تلك الرقعة من الأرض المحددة والمحدودة في ما بين النهر والبحر، بل هي كل حبة رمل، وكل كمشة تراب، كل صخرة وهضبة، وتلة وجبل، كل شجرة وزهرة، ونهر وساقية، وعين ماء في ما بين المحيط والخليج.

السفير: 9 / 12 / 1988

2 – لبنان توأم لقضية فلسطين:

ومن لا يوافقنا الرأي مصرّاً على التمايز بين لبنان وفلسطين فسيوافقنا على أن لبنان توأم القضية الفلسطينية.

أ – " ولبنان الشعب، لبنان الوطني، لبنان العربي، سيظل يحتضن القضية التي أعطاها حتى غدا توأماً لها ولن يرحل مع الراحلين بل هو باقٍ بقوة إيمانه بعروبته وبقوة استفادته من كارثة فلسطين سواء على أيدي بعض أبنائها أو على أيدي العرب الآخرين".

السفير: 20 / 12 / 1983

ب – بداية الإجتياح بداية نهاية إسرائيل:

" اليوم وبعد سنتين حفلتا بالكثير من الآلام والعذابات والشقاء، وبالكثير الكثير من الموت والدمار، نستطيع القول بثقة أن التاريخ سيذكر في واحدة من صفحاته الأكثر نقاءً، أن لحظة بدء الإجتياح الإسرائيلي للبنان هي ذاتها لحظة بداية النهاية للمشروع الإمبراطوري الإسرائيلي.

السفير: 4 / 6 / 1984

ومن نافلة القول أن هذا يستدعي الإستمرار في مواجهة الإجتياح ما دام جاثماً على صدر لبنان، وما دام لبنان مدى إسرائيلياً عبر أي انعزالي " مسلم " أو " مسيحي ".

ج – لبنان على كتف فلسطين:

ومن لا يقبل مقولة التوأمة، سيقبل دون شك أن لبنان " على كتف فلسطين " كما ورد في الرسالة المفتوحة نفسها وطبيعي أن هذا الموقع " على كتف فلسطين " يبقى متأرجحاً ما دامت فلسطين تهتز.

 وسراب هي كل مراهنة على استقرار لبنان بمعزل عن فلسطين.

د – بين الإحتلال والإستقلال:

إن دعوى استقلال لبنان مرفوضة في حالتين:

أ – في ظل الإحتلال الإسرائيلي.

ب – في ظل بقاء لبنان ساحة نفوذ إسرائيلي.

تقول السفير:

" إنه – الإستقلال – تصميم على مقاومة الإحتلال، وفي ذكرى استقلال لبنان يصبح الخوف المبرر الوحيد هو الخوف من استمرار هذا الإحتلال،.

" إنه – الإستقلال – إنهاء لمحاولات السيطرة من الداخل، تماماً كما هو إنهاء للسيطرة من الخارج، فالسيطرة هنا ذات مضمون واحد وهي تتناقض جذرياً مع الإستقلال بل تلغيه نهائياً.

السفير: 22 / 11 / 1983

وتقول أيضاً:

" بل أية عروبة إذا كانت إسرائيل هي القائمة سداً فاصلاً بين المشرق والمغرب، وعنصراً لاغياً لاستقلال أي قطر عربي".

وعلى هذا الأساس فإن مقاومة إسرائيل حتى في مرحلة ما بعد الإجتياح تشكل العمود الفقري للمسألة الداخلية لا في لبنان وحسب بل في العالم العربي.

3 – منطق المستعمرين:

إذا صحت تسمية طريقة المستعمرين في التفكير بالمنطق، فإن منطقهم يقوم على أن الناس في عالمنا أرقام في صناديق اقتراعهم ومخلوقات تتنافى حريتها مع " حقوق الإنسان" !

 وكل تحرك للخروج على هذه المعادلة يقمع بتهمة الإرهاب:

" أوَكل من قاتل الإستعمار القديم طلباً للتحرير والإستقلال إرهابي؟

 وكل من حاول أن يحمي استقلاله وسيادته واقتصاده وثروته الوطنية من الإستعمار " الجديد " أو الإمبريالية هو إرهابي! وفوق ذلك كافر وملحد! ويروّج الأفكار الهدامة؟

السفير: 6 / 1 / 1989

ويتلخص منطقهم بما يلي: " أنت تحترم نفسك إذن أنت إرهابي".

السفير: 6 / 1 / 1989


4 – منطق الثوار:

أ – جهاد إسرائيل هو المقياس:

" فبعد اليوم سيكون الشعار لا فضل لمواطن على مواطن إلا بمقدار جهاده ضد العدو الإسرائيلي لتحرير الأرض وإلا بمقدار جهده من أجل بناء وطن الحرية والمساواة والتقدم لتحرير الإنسان".

السفير: 27 / 6 / 1985

ب – إستمرار مواجهة إسرائيل وعدم إلقاء السلاح:

 ومن يجد الوهن إلى نفسه سبيلاً تقول له:

" ولم تحن بعد لحظة إعلان الوداع للسلاح، بل لعلها اللحظة التي يجلجل فيها شعار حبيب وأليف: " والله زمان يا سلاحي " من أجل أن يبقى لبنان وطناً لنا وسنداً عظيماً لكل قضية، وأساساً لفلسطين القضية ".

السفير: 20 / 12 / 1983

وكيف يمكن أن يتوقف العمل الثوري، وقد حوصر الأهل بخيار وحيد إما أن يكون الساحل

 "الممتد من مصب الأولي على مدخل صيدا وحتى الإسكندرية " ساحلاً لحياتهم وبالتالي ساحلاً مميتاً للعدو، أو أن لا يكون لهم وجود لا في الساحل ولا في الداخل، ويكون كل شيء للعدو".

السفير: 19 / 12 / 1983

والثائر الحقيقي لا يشكو من ضعف العدة بل يتقحم سوح الجهاد ولو بحجر:

 " اكسر بحجرك الحصار ( .. ) الكل يريدك أن تبقى وحدك، بعضهم فك الإرتباط معك، وبعضهم أكد الإرتباط مع عدوك، وتبرع بالوساطة بينك وبينه، والبعض الآخر هز رأسه راضياً وهو يغريك بالإنتحار! قرر ما تراه ونحن معك أنت صاحب القضية فلن نزايد عليك.

 لك القرار وعلينا الدعم والتأييد والمباركة، إنهم يتنصلون منك ويورطونك ليتهموك من بعد بأنك من فرّط وباع معظم أرضه وحق أجياله الآتية".

السفير: 9 / 12 / 1988

ثم إن الثائر الحقيقي لا يرضى بأنصاف الحلول، "حتى" إذا كان الحل " بحجم " الدولة الفلسطينية العتيدة:

أصمد للإغراء والغواية، ألا ترى فتتعظ بما أصابنا.

" ما الدولة إن لم تكن دولتك أنت لا دولة حاكمك ".." لا تساوم على أرضك، لا تبعها مقابل الدولة، هذه هي الدول من حولك طوابير من الجياع والحفاة والسفهة المبذرين ثروات أمتهم على ما لا ينفع إلا عدوها عدوك".

السفير: 9 / 12 / 1988

5 – الوصاية – الإحتكار – ادعاء العصمة:

في مسيرة الثورة لا يصح لفصيل من فصائل الثورة والمقاومة أن ينصب نفسه وصياً على العمل الوطني على طريقة منظمة البعث التي اعتبرت أمل في أساس العمل الوطني وطالبت حزب الله بالإنخراط في العمل الوطني كما لا يحق لأحد أن يحتكر شرف العمل الوطني فضلاً عن ادعاء العصمة:

" وكما أنه ليس من حق أحد احتكار شرف القتال ضد جيش الإحتلال الإسرائيلي، أو تنصيب نفسه وصياً على قضية تحرير الأرض، فليس من حق أحد بالمقابل أن يحتكر شرف العمل الوطني العام، وأن يدعي لنفسه العصمة والمعرفة المطلقة بخير الناس، وهدايتهم إلى سواء السبيل التي أضاعها الآخرون جميعاً، أو ضاعوا عنها، فما عادوا يستحقون لا أن يكونوا قيادة ولا حتى أن يكونوا في عداد الرعايا الطائعين الآمنين".

السفير: 27 / 6 / 1985

6 – العقبات:

ومن المفيد أن تشمل جولتنا في المنطلقات العقبات التي تعترض طريق الثوار والمجاهدين الذين يصرون على تسديد الضربات إلى العدو الإسرائيلي في محيط شلّت إرادته ووهنت عزيمته فغدا يبحث عن أمن كاذب وسراب خادع يحسبه الظمآن ماءً :

إن تحديد الموقف من العقبات هو بالتالي منطلق يؤدي إلى تنكب طريق الثورة ولو مؤقتاً، أو اعتمادها، كما أنه منطلق للإتفاق على النتائج على المستوى النظري.

 والعقبات المتصورة هنا كما يلي:

أ – الإستعمار الجديد.

ب – العدو الإسرائيلي.

ج – النظام اللبناني.

د – أمن الطائفة والقيادات المزيفة.

هـ - اللحديون وأشباههم.

وسيأتي الحديث عن الإستعمار الجديد تحت عنوان " المرحلة الراهنة " ولا داعي للحديث عن العدو كعقبة لوضوح ذلك، بل تتم هنا معالجة النقاط الأخرى بالإستعانة كذلك بنصوص الأستاذ طلال أو السفير.

أ – النظام اللبناني:

وإنما أقف عند هذه النقطة ليتضح أن التوجه إلى الحد من نشاط المقاومة بحجة ترتيب الشأن الداخلي يتناقض مع المنطلقات التي يؤمن بها الثوريون المدركون لمدى الخطر الإسرائيلي، فما دامت "إسرائيل" قوية فإن أي نظام يقوم في لبنان لن يكون شأنه مع مسألة الكرامة الوطنية وتحرير فلسطين أفضل من النظام اللبناني الذي كان قائماً عندما وقعت هذه القصة التي ترويها لنا يا أستاذ طلال، وهي قصة طويلة وطريفة خلاصة مقدماتها أنك حين كنت في نظارة المحكمة العسكرية بتهمة " التآمر " على النظام اللبناني التقيت شاباً لبنانياً جنوبياً في العشرين من عمره وعندما سئل الشاب عن قصته " تردد طويلاً ثم أبلغنا " جريمته " فلم نصدق حتى شهدنا وقائعها:

" القصة بسيطة فصاحبنا جنوبي وهو مواطن من إحدى قرى الشريط الحدودي تملك عائلته كرم عنب يقع قريباً من ذلك الشريط المقدس، ولقد حدث أن غزت الثعالب الكرم وبدأت بالتهام

 " الموسم " من العنب فقررت العائلة إقامة خيمة أو عرزال وعهدت إلى بِكرها بأن يتولى حراسة جنى العمر، وهكذا صار صاحبنا يقصد مع المغيب كرمه وقد " تنكب " بندقية الصيد " 9 ميلي " ليحرس الكرم من غارات الثعالب.

" وذات ليلة تكاثرت الثعالب، فلجأ صاحبنا إلى سلاحه وأطلق في الهواء طلقة من بندقية الصيد كانت كافية لأن تهرب الثعالب ويأتي الجند ليقتادوه مخفوراً!

 وحين صدر الحكم تبدت صورة الجريمة الحقيقية مهولة لقد قضى الحكم بسجن صاحبنا عشرة أيام وتغريمه مصاريف الدعوى، فإذا عجز احتسبت له أيام السجن بواقع ليرتين عن كل يوم.

وكان علينا نحن الموقوفين في انتظار أحكام الإعدام أن نجمع له بعض القروش لسداد الغرامة حتى لا ينام مزيداً من الليالي في السجن باعتبار أنه مس ما لا يمس ولم يدرك أن للثعالب من يحميها شأنها في ذلك شأن الحدود مع العدو الإسرائيلي".

السفير: 4 / 6 / 1984

ب – أمن الطائفة:

كثيراً ما تختلط الأمور ويغيّب الصراع السياسي لصالح أمن الطائفة كما هو الحال الآن " وفي مثل هذه الحالة تصبح مقاومة الإحتلال الإسرائيلي تعدياً صارخاً على أمن الطائفة ".

السفير: 21 / 5 / 1984

وماذا ينبغي أن يفعل الوطنيون المقاومون عند ذلك؟ هل يستسلمون للمنطق الطائفي أم أنه لا بد من الإستمرار في المقاومة؟ أترك الجواب لك أنت.

" لكن التجارب المريرة والمكلفة التي عشناها عبر سنين طويلة كافية لأن تقنع أعظم المتعصبين عناداً، بأن لا حلول من طبيعة طائفية لأية مشكلة تواجه المواطن في لبنان بل على العكس تماماً، فطمس طبيعة الصراع يعقّد إمكان الوصول إلى حل حقيقي للمشكلات، إذ أن الحلول المغلوطة التي تفبرك في ليل تزيد من أسباب الخلل ( والتفجر ) في الوضع المغلوط وتزيد في صعوبة التصحيح مستقبلاً حتى ليبدو الإصلاح وكأنه رابع المستحيلات.

السفير: 21 / 5 / 1984

إلا أن الوحش الطائفي لن يستسلم وسيُجلب بِخَيله ورَجِله ويدعم " القائد " الذي يثق المقاومون بأنه سيحول بيتهم " إلى جهنم أحمر " أبدي النار، وهذا ما نواجهه الآن، فكيف يواجه الموقف حينئذ؟

تقول يا أستاذ طلال في سياق النص المتقدم:

 " وفي ضوء مثل هذا الواقع تستحيل ولادة رأي عام وتظل الأكثرية محكومة بالخرس، فإذا همهمت كمثل ما فعل بعضها بالدعوة إلى تظاهرة 6 أيار هدرت مدافع الطائفيين فجعلته يختار أمراً من شرين إما الرحيل إلى أي " جهنم أحمر " على حد تعبير صديقنا الأرمني بالتذكرة ذهاب بغير إياب، وإما الإنطواء على ذاته وتسليم قياده إلى أي كان حتى لو كان واثقاً أن هذا " القائد " سيحول بيته إلى " جهنم أحمر " أبدي النار.

السفير: 21 / 5 / 1984

وما هو خيار المقاوم في مثل هذه الحال؟ هل يتراجع فيئد أحلامه ويتحول إلى حبة في سبحة الطائفيين، أم أن عليه أن يجاهد ويبذل كل ما بوسعه لفضح التزوير المتعمد في تصوير مأزقنا الوطني وكأنه مأزق طائفي.

تجيب أنت على ذلك فتقول:

"ولا مجال لأن نتخلص من هذا الشعور بقرب الإختناق إلا إذا أخرجنا من صدورنا الوحش الطائفي الضاغط عليها بثقله القاتل".

السفير: 21 / 5 / 1984

" ولا مجال لمواجهة جدية مع الإحتلال الإسرائيلي تنتهي بإجلاء العدو وتحرير المحتل من أرض الجنوب والبقاع الغربي والجبل، إلا بفضح التزوير المتعمد في تصوير مأزقنا الوطني وكأنه مأزق طائفي، وبحيث يصبح الجنوب مسألة شيعية، والبقاع الغربي ومعه إقليم الخروب مسألة سنية، والشوف مسألة درزية، ولا شأن لأي مواطن من غير أبناء الطائفة أن يتعاطى أو يهتم بالتحرير".

السفير: 21 / 5 / 1984

وأضيف هنا:

بل قد يمنع أبناء الطائفة نفسها من مقاومة الإحتلال، ويبقى الآخرون حتى الوطنيون يتفرجون عليه، ويسهمون في تغييب الصراع السياسي لصالح الصراع الطائفي كما يحدث الآن، فبدلاً من أن يطرح المأزق الذي نعيشه الآن وعلى حقيقته كمأزق وطني من الدرجة الأولى ".." تزوّر الحقائق والوقائع والمعطيات ليمكن من ثم تهييج الغرائز الطائفية وتوظيفها بما يمنح محاسبة المسؤولين الحقيقيين عن الكارثة، ويضمن من ثم استمرارهم ودوام عزهم ولو باستمرارها، وهكذا نحاصر في الحلقة المفرغة إياها: النظام الطائفي ينتج طائفيين يعيدون إنتاج النظام الطائفي.

السفير: 21 / 5 / 1984

ج – اللحديون وأشباههم:

ليس لحد أو حداد قبله مجرد شخصين بل هما تعبيران عن نهج قائم على المعادلات التالية:

أ – إسرائيل هي الأقوى.

ب – التحالف معها ضرورة لنصارى لبنان.

ج – مستقبل الأطراف الأخرى بالتعايش مع إسرائيل ولو بعد حين.

هذا هو نهج اللحديين، وأما نهج أشباههم فيقوم على المعادلات التالية:

أ - إسرائيل هي الأقوى.

ب – مهادنتها ضرورة للطائفة والمسلمين عموماً.

ج – عندما تصبح مواجهة إسرائيل ممكنة فسنكون في الطليعة.

ولا يصح أبداً أن يسمح المقاومون لهذا المنطق أو ذاك أن ينتصب عقبة تعترض طريقهم.

 تقول يا أستاذ طلال في هذا المجال:

" لقد تمكنا أخيراً من وضع نقطة النهاية لعصر 5 حزيران وعلينا أن نبدأ الآن " الجهاد الأكبر " لصنع عصرنا نحن، العصر الذي يليق بشوقنا إلى الحياة، إلى الأم، والأرض والحبيبة والطفل والجنين الآتي.

ولسوف نصنعه بشهادة هذا الذي كان بين 4 حزيران 1982 و4 حزيران 84 المهم أن لا تهتز الصفوف وألا تضعف النفوس ولا يتخطفنا الوهم والركض وراء سراب أكاذيب الحاكمين واللحديين وأشباههم.

السفير: 4 / 6 / 1984

7 – تقويم المرحلة الراهنة:

من المفيد جداً للوصول إلى نتيجة في الحديث السياسي أن يتفق الطرفان – بالإضافة إلى المنطلقات العامة في البحث – على تقييم المرحلة الراهنة، وهو أمر يرقى إلى مستوى المنطلق أيضاً، وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على معلمين بارزين لهذه المرحلة:

أ – كامب ديفيد العربية:

فبعد أن كانت كامب ديفيد - في العلن - بحجم النظام المصري والعدو الإسرائيلي، أمكن خلال هذه الفترة تسويقها لتصبح بحجم أكثر الأنظمة العربية والعدو الإسرائيلي، ويسجل هنا للسفير أنها رصدت ذلك منذ حوالي أربع سنوات فقالت:

" ومرة ثانية سيجد الوطنيون العرب أنفسهم أمام حقائق جديدة على الأرض ثم أمام طروحات وشعارات جديدة للنضال تتجاوز اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح، باعتبار أن كامب ديفيد والمعاهدة كانا قراراً مصرياً منفرداً، بينما المستقبل يسير نحو كامب ديفيد ومعاهدة بقرار عربي وبالتحديد بقرار فلسطيني بصرف النظر عن مدى تمثيله للطموحات الفلسطينية والحقوق المشروعة التاريخية".

السفير: 25 / 1 / 1984

ب – حرب على كل رافض:

إنها حرب جديدة تنوي الإدارة الأمريكية أن تشنها على الأرض العربية الليبية والشعب العربي في ليبيا بل على الأمة العربية كلها وعلى كل من ما زال يقول " لا " حتى في تشهده.

السفير: 5 / 1 / 1989

" على كل معارض أو معترض، على كل حالم بالتغيير أو بالتطوير أو بالتحرير، بالتقدم وبالعدالة، بالإكتفاء وبالكرامة، أن يئد أحلامه في ليل بهيم، حتى لا تكشفها الأقمار الصناعية وأجهزة التنصت الأمريكية الحديثة، فيطير رأسه بالأحلام " القاتلة فيه ".

السفير: 5 / 1 / 1989

النتائج:

بعد هذه الجولة في المنطلقات التي اكتشفنا فيها مدى التطابق بين وجهة نظر السفير وأميرها الأستاذ طلال وبين وجهة نظرنا، وهما معاً النهج السليم في مقاومة الإحتلال لا بد أن نقف عند النتائج التي تفرضها هذه المنطلقات.

من البديهي أن هذه المنطلقات تفرض على صاحبها أن تبقى فلسطين لديه " مرمى القلب والعين " يبذل قصارى جهده حتى لا يتم " تغييب الصراع السياسي لصالح " الوحش الطائفي " وأن يبقى شديد الحذر من شعار " أمن الطائفة " الذي لا يقصد به الأمن الحقيقي لها، وإنما الأمن الكاذب الذي يخفي خلفه كل أدوات حفر قبر العمل الوطني والجهادي ومقاومة الإحتلال.

وإذا كان صاحب هذه المنطلقات يسجل على فصيل إسلامي وطني معين ألف ملاحظة، فإن عليه أن يبدي ملاحظاته ويعبر عن قناعاته مراعياً أمرين:

الأول: أن لا ينصب نفسه وصياً على الآخرين، فليس من حق أحد أن يحتكر شرف العمل الوطني العام، وأن يدعي لنفسه العصمة والمعرفة المطلقة بخير الناس كما تصرح أنت يا أستاذ طلال وقد تقدم ذكر النص بكامله

السفير: 27 / 6 / 1985

الثاني: أن لا تصب ملاحظاته في خانة إضعاف العمل المقاوم لإسرائيل ولو بشكل غير مباشر فضلاً عن " إعلان الحرب " على " مقاومين ".

الرسالة المفتوحة:

وأصل هنا إلى الرسالة المفتوحة وهي تتلخص في ما يلي:

1 – أن الإمام الخميني غيّر نهجه الذي لم يراع تطبيقه قراءة الواقع قراءة متأنية.

2 – أن حزب الله حزب فاشل بل لا حاجة إليه.

3 – خصوصية الساحة اللبنانية تقتضي أن ترفع إيران يدها عنا وترحل.

4 – البكاء على الشيعة.

وفي مايلي وقفة عند كل من هذه العناوين:

1 – أن الإمام الخميني غيّر نهجه إلخ

تقول السفير:

" أليست مفارقة قاتلة يا سماحة الإمام أن يتزامن هذا النزوع المتبادل إلى الحوار بين الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية من جهة وبين النظام الغربي من جهة أخرى في الوقت الذي أخذ فيه هذا النظام يكشف نفسه من دون تردد أو خوف من أي حالة شعبية تنقضّ عليه ترديه.

" ونذكر كيف كان النظام الغربي فاغراً فاه دهشة وخوفاً من الثورة الإسلامية وفكرها ونهجها وكيف كانت الشعوب بما فيها شعوب الغرب مشرعة قلوبها وعقولها وحياتها وتاريخها لقيم الثورة ودروسها.

" ولكننا نخاف من عدوان جديد للنظام الثقافي الغربي على عقول أجيالنا، ولا يبدو أن الثورة ما زالت تشكل خطراً أو بديلاً عملياً في المدى المنظور لهذا النظام الذي اضطرها ".." إلى استبدال كذلك الإستبدال الذي وقعت فيه الثورة الفلسطينية.

" وأكثر من ذلك أن – الدولة تهم بانفتاح على الشرق والسوفيات تحديداً في اللحظة التي أخذت عوامل الجذب الغربي ثقافياً وسلوكياً واجتماعياً تؤتي أكلها في العقل السوفياتي والفعل السوفياتي.

وتقول: والدليل المعرفي يتأتى من قراءة متأنية وموضوعية للواقع ".." ونحن نلاحظ أن القراءة في إيران لم تكن متأنية.

ألا تلاحظ معي يا أستاذ طلال أن في هذه الفقرات الكثير من " ظلم ذوي القربى " أما يزال من المبكر بعد أن نصدر مثل هذه الأحكام؟

وهل صحيح أن الثورة الإسلامية اضطرت لاستبدال كذلك الذي اضطرت إليه الثورة الفلسطينية؟ ولو أن الكاتب وقف عند ما قاله حين تنبه إلى أنه يتناول هذه المواضيع الأساسية بكثير من التبسيط لأراح واستراح.

تقول الرسالة في هذا السياق " إننا نخشى أن يكون هناك تبسيط في المسألة يجعلنا نبحث عن دور ليس لنا".

إن الموضوعية تقتضي أن نعتبر ما حدث في إيران يمكن أن يشكل بداية لتغيير نهج الثورة، وربما لا يكون كذلك أما أن نجزم بأن نهج الثورة قد استبدل ونشبه هذا الإستبدال بما لجأت إليه الثورة الفلسطينية فهذا أمر أقل ما يقال فيه أنه سابق لأوانه.

وربما كنتَ يا أستاذ طلال من أقرب الناس إلى نهج الإمام الثوري إلا أن هذا لا يمنعني من أن أقول لك: " مثل الإمام الخميني لا يقال عنه هذا ".

ولا شك أنك في طليعة من يفهم المعاناة التي عاشها الإمام واشتداد حلقتها في المرحلة الراهنة.

 لقد اضطر الإمام بعد صراع مرير إلى صلح الحديبية، أكد بعده مباشرة أن ذلك أشد عليه من تجرع السم القاتل، مركزاً على ضرورة استمرار النهج الذي بدأه منذ أواخر الخمسينات، كما أكد في بيان آخر أنه يتابع الإشراف على سياسة إيران الداخلية والخارجية ولن يسمح بانحرافها، ويستطيع المراقب لما صدر عنه بعد قبول 598 حرصه الشديد على تثبيت نهجه وحمايته.

وأما مسألة الإنفتاح على الأنظمة العربية والشرق وروسيا فهي مسألة لا أظن أن السفير تناقش في أصلها، إنما تناقش في أن تتم على حساب المباديء والقيم الثورية الإسلامية وهذا ما لا يمكن تقديم أي دليل حسي عليه حتى الآن، ولن يمكن ذلك مستقبلاً بحول الله تعالى.

ثم إن الإمام القائد حريص منذ ما قبل 598 بسنوات على العلاقة مع الأنظمة المختلفة – ما عدا بعضها كأمريكا وإسرائيل وجنوب أفريقيا – على أسسٍ سليمة وقد صرّح بذلك مراراً كما صرح بأن المقياس في العلاقة تبقى الشعوب لا الحكومات.

وأما " القراءة المتأنية " فلكي نوفيها حقها، فلا بد من حديث طويل الذيل – كما يقال – إلا أن ما يمكن تسجيله هنا هو عدة نقاط:

أ – أن الرسالة المفتوحة لم تقدم الأدلة المقنعة في هذا المجال وإنما رفعت لافتتين " الدليل المعرفي " و " القراءة غير المتأنية ".

ب – أن هذه الفقرات كتبت بلغة تشم منها رائحة " ادعاء العصمة واحتكار العلم بخير الناس " علماً بأنها خطاب إلى الإمام الخميني الذي تكن له السفير كل احترام وترى فيه معلماً بارزاً على طريق الجهاد والثورة.

ج – في مسار العمل الثوري خسارة وربح، ونجاح وفشل وانطلاقة وتعثر، والحكم الموضوعي على نهج ثوري ما هو الحكم الكلي الذي يلاحظ المنطلقات، والعمود الفقري في التطبيق، ويلاحظ كذلك الأهداف.

أما أن يكون الحكم منصباً على مرحلة معينة دون أن يرتكز إلى أدلة تثبت أن الموقف في هذه المرحلة قد تنكّر فعلاً للأهداف والمنطلقات والمنحى العام للتطبيق فسيظل " قراءة غير متأنية " دون أدنى شك.

2 – أن حزب الله فاشل بل لا حاجة إليه:

تقول الرسالة:

أ -  والإرباك الذي اعترى مسيرة عمل الحزب نتيجة التحديات التي واجهها بعد الإنسحاب الجزئي والتباس العدو الخارجي بإشكاليات وتحديات الداخل.

ب -  لعل ذلك ما جعل النخبة التي حملت شعار التحرير دون أن تجعله متقاطعاً مع واقع الناس تتحول إلى نخبة مفصولة تقاتل العدو والصديق في صحراء وجعلها نباتاً برياً ربما كان صلباً ولكن لا يستفاد من صلابته.

ج -  ولم يتمكن الحزب المعتمد هنا من أن يتمايز إلا في الدرجة، بقي نباتاً برياً يستقطب جمهوره في أكثر الأحيان بفعل عوامل لا تمت إلى الإستقطاب السياسي أو الفكري بصلة إلخ

د – وتتبنى السفير بهذا فشل حزب الله ثم تتبرع بالدعوة إلى حله قبل أن تتبنى حركة أمل ذلك بأربعة أيام فتقول:

" لقد كانت الجمهورية الإسلامية في تمام الإنسجام مع نفسها وفكرها عندما أدركت أن الحزب والتنظيم الحزبي يتنافى مع الإسلام فكراً، ولا يتلاءم مع المجتمع الإسلامي من حيث بنيته الإجتماعية والأخلاقية، وعلى هذا الأساس انحل حزب الجمهورية الإسلامية قبل حله.

إن هذا الكلام يا أستاذ طلال كما ترى!

 هل أغلقت كل جبهات العمل الوطني وكفى الله المؤمنين القتال ولم يبق إلا التهجم على حزب الله.

لا أكتمك أن هذه الفقرات وخصوصاً عبارة " يستقطب جمهوره في أكثر الأحيان بفعل عوامل لا تمت إلى الإستقطاب السياسي أو الفكري بصلة " كانت سبب ترددي في الكتابة إليك كما ذكرت في مستهل هذه الرسالة.

إنها فقرات نشاز في لوحة السفير، تصلح لأن تأخذ موقعها الطبيعي على صفحات بعض الصحف التي لا تحمل من عداء أمريكا وإسرائيل بعض ما يعتمل في داخلها على إيران وحزب الله، أما في السفير فلا.

ولو أنها كانت في تلك الصحيفة – الشراع" – لما فكرتُ حتى بالرد عليها.

ولا بد هنا من إيضاح نقاط:

1 – لا يحق لحزب الله أن يدعي العصمة ولا احتكار شرف العمل الوطني، ولكن يحق له أن يطلب من الآخرين أن لا يفعلوا ذلك.

2 – عندما تكون الهجمة على حزب الله بمستوى مضمون الرسالة المفتوحة وبمستوى دعوته " إلى الإنخراط في المشروع الوطني " فإن لنا الحق أن نسأل:

أوليس جهد حزب الله المدماك الأول في المشروع الوطني؟

ولنسمّ الأمور بأسمائها:

ما هي خارطة لبنان السياسية لولا جهاد المقاومة الإسلامية ولولا العمليات الإستشهادية، بالتحديد.

وفي حين لا يجوز إطلاقاً طمس حق أي مقاوم رشق العدو الإسرائيلي بحجر كيف يجوز أن يغمط حزب الله والمقاومة الإسلامية حقهما.

اللهم إلا أن لا تكون مواجهة الإحتلال أساس المشروع الوطني، وهو ما نصرّ على ضرورة إعادة النظر فيه.

3 – النبات البري:

مفهوم حزب الله مفهوم قرآني " ألا أن حزب الله هم الغالبون " ويراد به كل السائرين في سبيل الله تعالى كما أمر سبحانه.

 وعندما طرحت فكرة حزب الله في لبنان طرحت على هذا الأساس، إلا أن عوامل عديدة أسهمت في إعطاء صورة خاطئة عن هذا المفهوم الذي ما زال حزب الله يتبناه ويصر عليه.

 في طليعة هذه العوامل أن أهدافه الدينية السياسية ليست أهدافاً طائفية أو عشائرية، بل هي مبدئية لا تقوم على أساس الإستقطاب السريع للجماهير على حساب القيم.

 ليتخل حزب الله الآن عن شعار تحرير القدس " وتحرير الشريط " وليرح نفسه كما فعل البعض، ويرفع الشعار التالي:

سلام على كفر يوحد بيننا               وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم

وليعلن أنه مستعد للحوار مع " القوات "وأنه لا يريد لرئاسة الجمهورية اللبنانية إلا مارونياً، وليتحول إلى نافذة تطل منها أمريكا على وسطه، وأنت الكفيل قبلي بأنه يصبح " في أساس المشروع الوطني"!

بل يكفي أن يتبنى حزب الله ذلك عملياً ويجاهر بخلافه.

ومتى كانت كثرة المؤيدين وقلتهم، المقياس في التقويم الثوري الموضوعي؟

وأين تقع هذه المقولة من قاموس العمل والوطني والمنهجي المدروس؟

بالإضافة إلى هذا العامل، هناك عاملان آخران أسهما في تقديم صورة غير دقيقة للمفهوم الذي يؤمن به حزب الله هما:

أ – الأخطاء في التطبيق التي يستحيل أن تخلو منها مسيرة، لأن القيم عظيمة ولكننا – معاشر الناس - لسنا جميعاً عظماء.

ب – طبيعة الساحة اللبنانية التي تنزع إلى التخصيص والتصنيف.

وإنه لحلم جميل حقاً أن يطلب من عمل ثوري في لبنان، ينازل أمريكا، ويقارع "إسرائيل"، ويدعو إلى إنصاف المسلمين والمسيحيين غير " المحاربين " ورفع التسلط عنهم ويتعرض من جراء ذلك لإعلان الحرب عليه من كل أجهزة المخابرات والإعلام والأطر السياسية التي تسير في فلك الأعداء – يطلب منه – أن يتمكن من استقطاب الناس رغم أن الإحتلال الإسرائيلي ما يزال قائماً، وما يزال الإنعزاليون يستقوون به وتتعالى جعجعتهم.

ويكتسب هذا الحلم بعداً خيالياً آخر حين نضيف إلى الصورة أن " أمن الطائفة " ( الأمن الكاذب طبعاً ) متوثب للإنقضاض على " كل من يقول " لا " " و " وملوك الطوائف " الآخرون يملأ جوهم كل شيء إلا " مواجهة الإحتلال".

وأي عمل ثوري آخر غير حزب الله استطاع أن يحقق ذلك يا ترى، أوليس حزب الله هو الأوفر حظاً في هذا المجال، ثم أليس هذا سبب استهدافه بالذات؟

على أي عمل ثوري – في لبنان – أن يكيّف نفسه مع الغربة إلى أن يتمكن المقاومون من نقل العمليات النوعية من أرض لبنان إلى أرض فلسطين ووصول العمل المقاوم إلى مرحلة تخشى إسرائيل سطوته إذا هي استهدفت الناس وهددت أمنهم، وهو طريق شائك وطويل.

 وهل إلى غير ذلك من سبيل؟

وما لم تبلغ المقاومة هذا المستوى سيظل شعار أمن الناس يحاول اغتيال حلم التحرير، فنظل محاصرين بخيار وحيد إما أن تكون الأرض لنا والموت للصهاينة أو يكون كل شيء لهم كما هو رأيك يا أستاذ طلال، وسيظل الثائرون غرباء وطوبى للغرباء ونباتاً صلباً وفيه كل النفع والفائدة " فالشجرة البرية " أصلب عوداً وأورى وقوداً".

4 – التقاطع مع واقع الناس:

أ – تقول الرسالة في هذا السياق:

" وكان لا بد لشعار التحرير أن يعضده خطاب سياسي يتعاطى مع المسألة الداخلية، وأن لا يكون مجالاً لإعفاء النفس من أعباء دونها يتحول شعار التحرير إلى شعار إيدولوجي، يجتذب عواطف جمهور معين، ويثير حماسه لكنه يتركه فارغاً من رؤية تمكنه من مواجهة واقعه السياسي والتعاطي معه.

وأول ما يلاحظ على هذا النص أنه يحمّل حزب الله وحده مسؤولية خلل أساسي في المشروع الوطني في لبنان.

فإذا كان ذلك ما تريده الرسالة فهي تعترف أن حزب الله رائد المشروع الوطني وبوجود خلل في خطابه السياسي تحول شعار التحرير إلى شعار إيدولوجي إلخ، فأين الوطنيون الآخرون إذاً؟ وكيف تسمح السفير لنفسها أن تطالب بإلغاء " رائد المشروع الوطني"!

أما إذا كان ما تريده الرسالة هو أن كل حملة شعار التحرير ومنهم حزب الله – لم يعضدوا شعار التحرير بخطاب سياسي يتعاطى مع المسألة الداخلية إلخ " فهو شأن عام لا يختص بحزب الله وينبغي على الجميع التداول فيه للوصول إلى حل جذري، وهو بالتالي لا يشكل " ثغرة " تسمح بالنفاذ منها إلى " جَلد " حزب الله والمطالبة بحله.

ب – التعاطي مع المسألة الداخلية:

تصر السفير وأميرها الأستاذ طلال كثيراً على " التعاطي مع المسألة الداخلية وعدم بقاء حزب الله " معلقاً في السماء " وأنه " لا يفكر بأمور الدنيا بل بأمور الآخرة وضرورة نزوله إلى الأرض " ليصبح " حزباً لبنانياً " !!

أي سماء وأي أرض؟ وأي لبنان وأي دنيا؟

هل الأرض التي تريد لحزب الله أن لا يحمل هم غيرها هي هذه التي تبدأ فيها حدود الولايات المتحدة الأمريكية عند " شواطيء ليبيا " يوماً وعند الخليج يوماً آخر وعند لبنان دائماً.

وهل لبنان الذي تريد لحزب الله اللبناني أن ينتسب إليه هو لبنان " صائد الثعالب " الذي التقيته في نظارة المحكمة العسكرية أم لبنان الذي تقول فيه:

،. ولبنان ما بعد الجلاء الإسرائيلي هو لبنان المستعصي على التقسيم يكون واحداً كله أو يزول كله طالما ظل متعذراً انخراطه في دولة الوحدة العربية العتيدة.

السفير: 27 / 6 / 1985

وبالمناسبة: أينا أشد تطرفاً يا أستاذ طلال؟

ليبق حزب الله في سمائه يفكر بأمور الآخرة، علما بأن شؤون الدنيا التي لا بد من مواجهتها هي جوهر شؤون الآخرة.

إن حزب الله لا يمكنه أن يفكر بلبنان المدى الإسرائيلي بل يفكر بلبنان الواقع " على كتف فلسطين " على الأقل.

لقد عملت طاحونة التعاطي مع المسألة الداخلية طيلة عقد من الزمن ونيف فلم تنتج إلا " جعجعة " وإذا كان من طلع نضيد خلال هذه المدة فليس ذلك من نتاجها ولله الحمد والمنة، وإنما هو ثمرة مواجهة الإحتلال.

وحين تساقط الكثيرون واستُفرد المقاومون بكل فصائلهم بدأت طاحونة التعاطي مع المسألة الداخلية تحكم الحصار على " خيمة الأحلام " تمهيداً لتحريقها ونسفها في اليم نسفاً!

 وما هو مدى الجدية في مسألة التعاطي هذه، إن الناس لا يسمعون أنى اتجهوا إلا الحديث عن الخطوط الحمر.

إن المتعاطي الوحيد بإيجابية مميزة مع المسألة الداخلية هو من يحمل بصدق هم مقاومة العدو الصهيوني وعملائه، وقد اتفقنا في المنطلقات على رأيك يا أستاذ طلال " لا استقلال مع الإحتلال " واحتلال لبنان قائم ما دامت إسرائيل قائمة، ولا كرامة لمسلم أو وطني غير مسلم في هذا البلد في ظل المندوب السامي لدولة إسرائيل " رئيس جمهورية لبنان الماروني أو المسلم غير الشريف " إن أقلية انعزالية منطقها بعد كل هذه الحروب الطاحنة أنه لا يحق للأكثرية التدخل حتى في اقتراح اسم الماروني الذي يحكمها، لا تترك للأحرار خياراً غير تقحم ساحات الجهاد والموت صبراً واحتساباً دفاعاً عن كرامة دينهم وعزة قومهم ضناً منهم بهم أن يبقوا " عتالين " " وبويجية " وعمال " بور " و " كناسين " ومسحوقين، وضناً بالأجيال القادمة أن تستلب هويتها وتمزق أجسادها سنابك خيل " الصليبيين الجدد " وأن تتحول فلسطين – معاذ الله – إلى أندلس لا تذكر إلا في الموشحات

 ثم هل هناك حقاً إرباك اعترى مسيرة حزب الله؟ أم أن هناك مؤامرة على كل مقاوم لإسرائيل في الحزب وغيره يواجه حزب الله أكبر ضغطها بحكم موقعه في منظومة المقاومة.

كل ما أرجوه أن لا يكون ثمة إرباك لدى البعض يجعلهم يغردون خارج سربهم واسمح لي بهذه النفثة،.

5 – حل حزب الله:

لا شك في أن التفسير الحزبي الضيق يتنافى مع الإسلام، ولكن أيهما أشد تحزباً:

أن لا يتسع صدر حزبي لإنسان آخر، أم أن لا يتسع صدر شخص لحزب بأكمله فيطالب بحله؟

قد تبلغ الروح الحزبية ذروتها في من لم ينتمِ أبداً إلى حزب على الإطلاق.

ثم إن الروح الحزبية قائمة في الأحزاب كلها وسائر ألوان التنظيم من حركات وحراس وتنظيم وقوات إلخ.

فما هو الذي جعل المطالبة بحل حزب الله تقفز إلى الصدارة، وتنتصب في أول سلم الأولويات؟

وكيف نجيب من يسأل: أمريكا تصنف حزب الله إرهابياً وإسرائيل تعتبر الإنتماء إليه جريمة تستحق السجن، و " السفير " وحركة أمل تطالبان بحله، فما هو القاسم المشترك؟

إني لأربأ بالسفير عن ذلك وأظن أنها ستبادر إلى تدارك الأمر انسحاباً مع " المنطلقات " التي تؤمن بها، إلا أن يكون هناك أمر دبر بليل.

وما تزال أمام حزب الله فرصة كبيرة للتخلص من كل مظاهر " التحزيب " و " التحزب " فهو في مقتبل العمر، والأعمار بيد الله.

وليس المهم أبداً أن يبقى حزب الله أو يحل إنما المهم أن تبقى المباديء التي يعمل من أجلها وأساسها " مقاومة إسرائيل ".

6 – خصوصية الساحة اللبنانية ورحيل إيران:

" الخصوصيات " يا أستاذ طلال مفهوم " مطاط " جداً، قد يتمسك به الإنعزالي لتعزيز منطقه وقد يطل منه الثوري لإثراء تجربته، إلا أن هذه الإطلالة لا تصل أبداً إلى مستوى خدمة أهداف غير ثورية.

والسؤال المركزي هنا: أي خصوصيات تريد الرسالة المحافظة عليها؟

هل هي الخصوصيات التي من شأنها حل المسألة الداخلية، أو التعاطي معها بمعزل عن التحرير، أم الخصوصيات التي تزين لبنان لاستقبال " العيد الآتي باسم الحجارة " " فحتى في لبنان الجريح لبنان المقاوم الممزقة جوانبه بسيوف أصحاب المشاريع التقسيمية لا نرى لنا عيداً وسط ظلام الحرب الأهلية إلا عبر الفجر الذي اصطنعه حجرك المقدس".

السفير: 9 / 12 / 1988

هل تحرص الرسالة على الخصوصيات التي تبقي لبنان " محمية إسرائيلية " أم تحرص على الخصوصيات التي تجعل لبنان والجنوب بشكل خاص " ورقة على طاولة الهموم العربية تلتقط الحالة الشعبية النضالية المتصاعدة في مناطق الإحتلال الإسرائيلي وتتعامل معها كرقم ذي قيمة في مواجهة الإحتلال " إلخ

السفير: 8 / 1 / 1984

عندما يكون الإجتياح الإسرائيلي للبنان اجتياحاً للبنان والقوى الحية في المشرق العربي فإن دائرة الخصوصيات ستضيق جداً، وفي 4 حزيران بدأ الإجتياح الإسرائيلي للبنان والقوى الحية في المشرق العربي بضربة جوية موجعة استهدفت المدينة الرياضية في بيروت".

السفير: 4 / 6 / 1984

إذا كانت الخصوصيات التي تنادي بها السفير هي تلك المنسجمة مع ما تعتقد به أنت يا أستاذ طلال فإن الحاجة كبيرة إلى كل قوة حية في المشرقين العربيين والإسلاميين، ولا مبرر لأن ينضم صوت ثوري إلى صوت جعجع في المطالبة بخروج الحرس الثوري وزوال " الإحتلال الإيراني "!!

وأنت – رعاك الله – تعلم أن أي خلل داخل الصف الثوري والوطني لا يجوز أن يعالج بطريقة يستفيد منها الإنعزاليون وأسيادهم.

ثم إن الرسالة تتعاطى مع مسألة إيران وحزب الله بذهنية قوامها أن حل هذا الحزب من قبل الجمهورية الإسلامية، ورحيل الحرس الثوري سيحل مشكلة " المسألة الداخلية " ولا يبقى حزب الله ولا من يحزنون، ويزول الخلل من شعار التحرير الذي سيعضد حينئذ بخطاب سياسي وسيصبح باستطاعتنا بناء " خيمة الأحلام " كما نريد.

إن في الأمر تبسيطاً يصل إلى التنكر لكثير من الحقائق.

إن الإمام الخميني مرجع ديني ونحن في لبنان نقلده في أمور ديننا، وسواء وجد إطار سياسي اسمه حزب الله أم لم يوجد فإننا عندما نسأل بين يدي ربنا عز وجل عن صلاتنا وصومنا والجهاد وعن عزة المسلمين في لبنان وتحرير فلسطين – كما يقول الشهيد مطهري – سنجيب بما عملنا في ضوء فتاوى الإمام الخميني.

إذاً فلا حل إلا بمطالبة هؤلاء اللبنانيين الموالين للإمام الخميني – أكثر من غيرهم – بالرحيل.

وتسأل يا أستاذ طلال:

" هل من حق قيادة الثورة الإسلامية في إيران أن تعتدل في طهران ثم يستمر حزبها " متطرفاً في الضاحية "

السفير: 4 / 1 / 1989

والجواب:

وهل من حقك أن تعتدل في لبنان وتبقى متطرفاً في فلسطين؟

تقول الرسالة: إن التوازن الهش في لبنان لا يعيش ولا يدوم إلا بالإعتدال.

وتقول أنت: " فلسطين خذ منها ما تستطيع ولكن إياك أن تتنازل عن الباقي، ليس خمسها بأغلى من أربعة أخماسها الأخرى وليس ربع شعبها بأعز من الثلاثة أرباع الباقين".

السفير: 9 / 12 / 1988

هل أنت " معتدل في هذا الطرح أم أنك سيد المتطرفين، أما أنا فقناعتي أنك معتدل كل الإعتدال وإن اعتبرك الآخرون إرهابياً لأنك تحترم نفسك وحق أمتك.

إن إيران معتدلة في إيران وفي لبنان، ولكن أدت الهجمة عليها إلى استثناء في الموقف في إيران، وما تزال على موقفها في لبنان الذي كنا نتبناه نحن وأنتم، وما زلنا على قناعتنا رغم الهجمة الإسرائيلية والأميركية الشرسة.

إن الإعتدال أيضاً كالخصوصيات " مطاط " هو الآخر، و لا ينفصل الإعتدال الحقيقي عن الكرامة وإلا كان تطرفاً باتجاه الذل، في مقابل التطرف باتجاه الهيمنة اللذين يقع الإعتدال وسط المسافة بينهما.

وهل يصح أن تصل " الخصوصيات " بصاحبها إلى حد يتنصل فيه من كل مسؤولياته ويتنكر لكل أهدافه فيصبح " يحدق في الفراغ ويصبح الكون برمته خارجه "!!

لا معتدل في الدنيا إلا الثوري المظلوم، ولا إرهابي إلا المستبد الظالم.

فهل ستبقى يا أبا أحمد ذلك المعتدل المتصدر حلقته في " خيمة الأحلام " في مضارب شمسطار والوطن العربي وبيده فنجان القهوة المرة ضيافة العربي الأصيل.

7 – البكاء على الشيعة:

كيف يمكن " للوحش الطائفي " أن يقتحم عرين ثوري فيجعله يبكي على " الطائفية " وينادي بالويل والثبور على صورة " الشيعي البشع ".

العصمة لأهلها، إلا أن هذه منك كبوة الجواد المطهم ونبوة الصارم المخذم.

ألست أنت القائل بضرورة عدم تغييب الصراع السياسي لصالح الوحش الطائفي.

أولست المتسائل " أم هي معركة إخراج الأصوليين بقوة نيران الشيعة المعتدلين "

السفير: 4 / 1 / 1989

أولست صاحب المقولة التي حق لها أن تذهب مثلاً: " أنت تحترم نفسك إذن أنت إرهابي " فكيف يجري قلمك بالحديث عن " الشيعي البشع " ؟

أنت تعلم جيداً يا أبا أحمد أن محاولة تشويه صورة الحر العاملي وأبطال العمليات الإستشهادية وأخوتهم سببها " أن المواطن في هذا البلد الصغير والممزق والمشوه بآثام الحرب الأهلية وخطاياها قد استطاع حين توفر له الحد الأدنى من دعم أشقائه العرب ( وأضيف إلى نصك والحد الكبير من دعم أشقائه الإيرانيين ) أن يسقط اتفاق 17 أيار وهو إنجاز قومي سيكون ماثلاً في صورة المستقبل العربي ( وليس الإسرائيلي ) لأي قطر عربي.

" ولأن شعب لبنان وجنوبه خاصة قد حقق هذا الإنجاز القومي الباهر فإنه استحق أن يدخل قلب كل عربي ووجدان كل عربي وأن تحتل صورة شهدائه وشهيداته من نزيه القبرصلي إلى الشيخ راغب حرب وصور قراه الباسلة من جبشيت إلى الحلوسية إلى دير قانون النهر ومعركة والزرارية وجويا وعدلون والصرفند وإضافة إلى صيدا المجيدة وكامد اللوز والقرعون جدران غرف النوم وذاكرة الأطفال والفتية والشبان والكهول والشيوخ في أنظار العرب كافة".

السفير: 4 / 6 / 1984

ختاماً: إن رسالة السفير المفتوحة تتعدى النقد البنّاء وتتعدى التشهير، بدون مسوِّغ موضوعي، والمطلوب أن تنسجم السفير مع نفسها وتاريخها والمنطلقات التي تؤمن بها وأن لا تسهم السفير في " العقوبة المتأخرة، والإنتقام " من بعض " حملة أحلام الثورة ".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخبار مرتبطة

نفحات