مراقبات شهر محرّم الحرام

مراقبات شهر محرّم الحرام

منذ 3 أيام

مراقبات شهر محرّم الحرام


من لوازم الإيمان اليقظة وعلامتها المراقبة، وهي «قرار بالتزام قانون الله تعالى: الشّرعة والمنهاج» تماهياً مع اليقين والحب: اليقين به تعالى، وحبّه سبحانه.
مراقبة الحق للخلق، تستدعي مراقبة النفس في محضر الحقّ، ويتوقف الثّبات في خطّ مراقبة النفس على مشارطة النفس ومحاسبتها.
ولمراقبة النفس في محضر الحق برامجها العمليّة الموزّعة على ساعات العمر، في نظام إلهيّ هو التظهير العمليّ لثقافة الأحكام الخمسة. ويهدف من هذا النظام إلى تعزيز العقيدة في النفس لتتحوّل المعرفة إلى عمل، ويكوّن العامل معرفة متجلّية، فيكون عارفاً.
مفتاح ذلك والسبيل: دوام الذكر، وهو تعبير آخر عن دوام المراقبة:
في المناجاة الشعبانية: «وأن تجعلني ممّن يديم ذكرك، ولا ينقض عهدك، ولا يغفل عن شكرك، ولا يستخفّ بأمرك. إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج، فأكون لك عارفاً، وعن سواك منحرفاً، ومنك خائفاً مراقباً، يا ذا الجلال والإكرام».
وأبرز كتب المراقبات: كتاب «إقبال الأعمال» لسيد العلماء المراقبين، السيد ابن طاوس، و«المراقبات» للفقيه الكبير الشيخ الملكي التبريزي، وفي هديهما: هذا الباب.

مراقبات شهر محرّم الحرام
لِقتل الحسين حرارة لن تبرد أبداً..
_______إعداد: «شعائر»_______


* محرّم شهرُ الهجرة إلى الله تعالى ورسوله مع الحسين: «حسينٌ مني وأنا من حسين».
* أبرز ركائز مراقبة النفس في شهر محرّم: حرمة الشهر، وهجرة النبيّ الأعظم، والهجرة إليه مع الحسين السبط والنّهج، ومواصلة الهجرة مع وارثِ وارث النبيّين الإمام السجّاد عليه السلام، للتأسيس معه وفي هديِه للثبات في خطّ الأئمّة من ذريّة الحسين المعوَّض بهم عن شهادته، أئمّةِ الزمان والمكان، والعقل والجَنان، وسلامة إنسانيّة الإنسان.
* قال العلّامة الطباطبائي في (الميزان): «..المحرّم، وهو أوّل السّنة عند العرب، وقد كان يسمّى صَفَراً في الجاهليّة؛ فيُقال صفر الأوّل، وصفر الثاني. وقد كانت العرب تُنسئ في الصَّفر الأوّل، ثم أقرَّ الإسلام الحرمة، فسُمِّي لذلك بشهر الله المحرّم، ثمّ اشتُهر بالمحرّم». وهو ثالث الأشهر الحُرُم السَّرد (أي المتتالية)، ورجب المفرد رابعها.


إقبال الأعمال: وفي هذه العشر [عشر محرّم الأولى] كان أكثر اجتماع الأعداء على قتل ذرِّيّة سيِّد الأنبياء صلوات الله عليه وآله، والتّهجُّم بذلك على كَسْر حُرمة الله جلَّ جلالُه، وكَسْر حُرمة رسوله عليه السلام صاحبِ النِّعم الباطنة والظَّاهرة، وكسر حرمة الإسلام والمسلمين ".." فينبغي مِن أوَّل ليلة من هذا الشَّهر أن يظهر على الوجوه والحركات والسَّكَنات شعار آداب أهل المصائب المعظَّمات في كلِّ ما يتقلَّب الإنسان فيه، وأن يَقصد الإنسان بذلك إظهار المُوالاة لأولياء الله، والمُعاداة لأعاديه".

* غيرةُ المحمديّ الصادق على حدود الله تعالى وحُرماته، تجوهر حبّ الله تعالى في عقله والفؤاد، فيوقن أنّ صدق الهجرة رهن العمل بثقافة «محرّم الحسين»، فإذا الثورة عنده محرابٌ أكبر من الدنيا. إنّه باب الحياة الطيّبة بالعِلْم العِلْم، والعمل الصالح. والمنطلق والقاعدة والمَطلع والختام هو الصلاة.

صلوات اللّيلة الأولى

ثلاث صلوات مرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله:

1- «إنَّ في المحرّم ليلة شريفة، وهي أوّل ليلة منه، مَن صلّى فيها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة الحمد و(قل هو الله أحد)، ويُسلِّم في آخر كلّ تشهُّد، وصام صبيحةَ اليوم، وهو أوّل يوم من المحرّم، كان مِمَّن يدوم عليه الخير سَنَتَه، ولا يزال محفوظاً من الفتنة إلى القابل، وإن مات قبل ذلك صار إلى الجنّة إن شاء الله تعالى».
2- «تُصلّي أوّل ليلة من المحرّم رَكعتين، تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة الأنعام، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة يس». 
3- «إنَّ في المحرّم ليلة، وهي أوّل ليلة منه، مَن صلّى فيها ركعتين يقرأ فيها سورة الحمد و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، وصام صبيحتَها، وهو أوّل يوم من السَّنة، فهو كَمَن يدوم على الخير سنتَه، ولا يزال محفوظاً من السَّنة إلى قابل، فإن مات قبل ذلك صار إلى الجنّة».

اليوم الأول


الصّوم: عن الإمام الصادق عليه السلام: «صومُ المُحَرّم يعصِم صائمَه من كلّ سيّئة».
وعن الإمام الرضا عليه السلام: «..وفي أوّل يوم من المحرّم دعا زكريّا عليه السلام ربّه عزّ وجلّ، فمن صام ذلك اليوم استجاب الله عزّ وجلّ منه كما استجاب لزكريّا عليه السلام».
قال الشيخ الطوسي إنّه يُستحبُّ صيام الأيام التّسعة من أوّل محرّم، وفي اليوم العاشر يُمسك عن الطّعام والشّراب إلى بعد العصر، ثمّ يفطر بقليل من تربة الحسين عليه السلام.

الصّلاة: صلاة أوّل كلّ شهر: ركعتان، يقرأ في الأولى بعد الحمد سورة الإخلاص ثلاثين مرّة، وفي الثانية بعد الحمد سورة القدر ثلاثين مرّة، ويتصدّق بما يتيسّر، يشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه. ويُستحبّ أن يقرأ بعد الصَّلاة: بسم الله الرّحمن الرّحيم، وما مِن دابَّة في الأرض إلَّا على اللهِ رزقها ويعلمُ مستقرَّها ومستودَعها كلّ في كتابٍ مبين. بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وإن يمسسكَ الله بِضرٍّ فلا كاشف له إلَّا هو، وإنْ يردكَ بِخيرٍ فلا رادَّ لِفضلِه يُصيب به مَنْ يشاء مِن عباده وهو الغفورُ الرَّحيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، سيجعل الله بعد عُسرٍ يسراً، ما شاء الله لا قوة إلَّا بالله. حسبنا الله ونعم الوكيل. وأفوِّضُ أمري إلى الله إنَّ اللهَ بَصيرٌ بالعباد. لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إنِّي كنتُ من الظَّالمين. ربِّ إنّي لِما أنزلتَ إليّ مِن خيرٍ فقير. ربِّ لا تذرْني فرداً وأنت خيرُ الوارثين.
*عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يُصلِّي أوّل يومٍ من المحرّم ركعتين، فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدُّعاء ثلاث مرّات: أللَّهُمَّ أَنْتَ الإلهُ القَدِيمُ، وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ، وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بالسُّوءِ ".."» (أنظر: مفاتيح الجنان – أعمال شهر محرّم)

اليوم الثالث


إقبال الأعمال: اليوم الثّالث يومٌ مبارَك، فيه كان خلاص يوسف عليه السلام من الجُبِّ، فمَن صامه يَسَّرَ الله له الصَّعب وفَرَّج عنه الكَرب. رُوِي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صام اليوم الثّالث من المحرّم استُجيبت دعوتُه».
* كما حُفّت النارُ بالشهوات، حفّت الدنيا بالبلاء. طبيعةُ الإختبار والإفتتان هي الكبد والكدح وخوض اللّجج والغمرات. بالإنقطاع إلى الله تعالى يُمكن استسهال الصعب واستلانة المُستوعَر.

اليوم التّاسع


إقبال الأعمال: عن ابن عباس: «إذا رأيتَ هلال المحرّم فاعدد، فإذا أصبحتَ من تاسعه فَأَصْبِح صائماً، فسُئل: كذلك كان يصوم محمّد صلّى الله عليه وآله؟ قال: نعم».
* أنت مؤمن. إذاً أنت عريقٌ عريق، لا يُضاهي عراقةَ انتمائك شبيه. تعامل مع كلّ يوم باستحضار ما جرى فيه وحدث، من يوم دحو الأرض إلى يومك المحمديّ المتجدِّد، مهتدياً بسيّد النبيّين وآله الأطهار ﴿..وما آتاكم الرسول فخذوه..﴾ الحشر:7.

ليلةُ عاشوراء ويومُها


 الإحياء: رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن أحيا ليلة عاشوراء فكأنّما عَبَدَ الله عبادةَ جميع الملائكة، وأَجرُ العامل فيها كأجرِ سبعين سنة».
ورُوي أيضاً أنّ مَن وُفِّق فيها لزيارة الحسين عليه السلام بكربَلاءِ والمبيت عنده حتّى يُصبِح، حشره الله يوم القيامة ملطّخاً بدم الحسين في جملة الشُّهداء معه عليه السلام.

 الصّلاة: ثلاث صلوات مرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في ليلة العاشر:
1- «.. أربع ركعات من آخر اللّيل، يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسي -عشر مرات، و(قل هو الله أحد) -عشر مرات، والمعوّذتين عشراً عشراً، فإذا سلّم قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرّة..».
2- «.. مائة ركعة بالحمد مرّة و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، ويُسلّم بين كلّ ركعتين، فإذا فرغ من جميع صلاته قال: سبحانَ الله والحمدُ لله ولا إلهَ إلَّا الله واللهُ أكبر، ولا حَوْلَ ولا قوّة إلا بالله العليِّ العظيم - سبعين مرة..»
3- أربع ركعات، في كلّ ركعة الحمد مرّة، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة، فإذا سلّمتَ من الرابعة، فَأَكْثِر ذكرَ الله تعالى، والصَّلاة على رسوله، واللّعن لِأعدائهم ما استطعت".
* ترتبط فرادة ثقافة الإحياء، بثقافة الحياة الطيّبة. ما أكثر من ينام أكثر من ساعات اللّيل، وما أكثر من يُحيي اللّيل كلّه بغير العبادة والصلاح. «وقليلٌ ما هم» أولئك الذين يُحيون اللّيل في خطّ توثُّب العقل، موقنين أنّ الممرّ قصير، وما عند الله خيرٌ وأبقى.

أعمال اليوم العاشر:

* قراءة التَّوحيد ألف مرة في هذا اليوم، وروي أن الله تعالى ينظر إلى من قرأها نظر الرحمة.
* أن يقول ألف مرّة: أللَّهُمَّ العن قتلة الحسين عليه السلام.
* زيارة الإمام الحسين عليه السلام، بزيارة عاشوراء المرويّة عن الإمام الباقر عليه السلام.
مصباح المتهجّد: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «مَن زار الحسين بن عليّ عليهما السلام في يوم عاشوراء من المحرَّم حتّى يظلّ عنده باكياً، لقيَ الله عزَّ وجلَّ يوم يلقاه بثواب ألفَي حجَّة وألفَي عمرة وألفَي غزوة، ثواب كلِّ غزوة وحجَّة وعمرة كثواب مَن حجَّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ومع الأئمّة الراشدين. قال [الراوي]: قلت: جعلتُ فداك، فما لِمَن كان في بعيد البلاد وأقاصيه، ولم يُمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان كذلك برز إلى الصَّحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأوْمَأ إليه بالسَّلام، واجتهد في الدُّعاء على قاتله وصلَّى من بعد ركعتين، ولْيَكن ذلك في صدر النَّهار قبل أن تزول الشَّمس، ثمَّ ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر مَن في داره مِمَّن لا يتَّقيه بالبكاء عليه، ويُقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليُعَزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام، وأنا الضَّامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله تعالى جميع ذلك، قلت: جعلت فداك أنت الضَّامن ذلك لهم والزَّعيم؟ قال: أنا الضَّامن وأنا الزَّعيم لِمَن فعل ذلك، قلت : فكيف يعزِّي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أعظَمَ اللهُ أجورنا بمصابنا بالحسين، وجعلنا وإيَّاكم من الطَّالبين بثاره مع وَلِيِّه الإمام المهدي مِن آلِ محمَّدٍ عليهم السلام.
وإن استَطعتَ أن لا تنتشِر يومك في حاجة فافعل، فإنّه يومُ نحسٍ لا تُقضى فيه حاجة مؤمن، فإنْ قُضِيَت لم يُبارك ولم يرَ فيها رشداً، ولا يدَّخرنَّ أحدُكم لمنزله فيه شيئاً، فمَن ادَّخر في ذلك اليوم شيئاً لم يُبارَك له في ما ادَّخره ولم يُبارَك له في أهله. فإذا فعلوا ذلك كتَبَ الله تعالى لهم ثواب ألف حجَّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان له أجر وثواب مصيبة كلّ نبيّ ورسول ووصيٍّ وصِدِّيق وشهيد مات أو قُتِل منذ خلق الله الدُّنيا إلى أن تقوم السَّاعة.
".." يا علقمة! [إسم الراوي] إذا أنت صلَّيت الرَّكعتين بعد أن تومي إليه بالسَّلام، فقُل بعد الإيماء إليه من بعد التّكبير هذا القول، فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوْتَ بما يدعو به زوّاره من الملائكة، وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة، وكنتَ كَمَن استُشهِد مع الحسين عليه السلام، حتّى تشاركهم في درجاتهم ولا تُعرَف إلَّا في الشهداء الذين استُشهدوا معه، وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول وزيارة كلّ مَن زار الحسين عليه السلام، منذ يوم قُتِل عليه السَّلام وعلى أهل بيته. ثم أورد زيارة عاشوراء المعروفة وقال: وإن استطعتَ أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزِّيارة في دارك فافعل، فلك ثواب جميع ذلك».

* تأمّل في تسلسل أعمال اليوم العاشر: قراءة «التوحيد» ألف مرّة. بعدها ألف مرّة «أللّهمّ العن قتلة الحسين»، بعدهم زيارة عاشوراء.
* ستُدرك أن البراءةَ من قتلَة الحسين، وزيارتَه عليه السلام بزيارة عاشوراء هو الطريق إلى تثبيت حقيقة التوحيد. زيارة عاشوراء تجلّي لا إله إلا الله. توحيد كلّ موحد بمقدار علاقته بالحسين سرِّ رسول الله. هذا العمل بتسلسله تجلّي قوله تعالى
: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني..﴾ آل عمران:31.

ليلة إحدى وعشرين


ليلة إحدى وعشرين منه -وكانت ليلة خميس- سنة ثلاث من الهجرة، كان [على رواية] زفاف فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليها إلى منزل أمير المؤمنين عليه السلام، يُستَحَبُّ صومُه شُكراً لله تعالى بما وَفَّقَ من جَمْعِ حُجَّتِه وَصَفِيَّتِه.


 

اليوم الخامس والعشرون

في هذا اليوم من سنة 95 هجريّة كانت شهادة الإمام عليّ بن الحسين السجّاد عليهما السلام، وينبغي في هذا اليوم زيارته عليه السلام بقراءة الزيارة الجامعة أو زيارة أمين الله، وغيرهما من زيارات المعصومين عليهم السلام.
* أيُّ سرٍّ في سيّد الساجدين المحمّديين، فإذا هو المُدّخر لوراثة وارثِ النبيّين. يتجلّى بعض الجواب في ما رواه أئمّة الحديث عن سرّ النبوّات والخلق أجمعين حول هذا المشهد من مشاهد القيامة: «إذا كان يوم القيامة، ينادَى: أين زين العابدين؟ فكأنّي أنظر إلى ولدي عليّ بن الحسين بن أبي طالب، يَخْطُر بين الصُّفوف».

اخبار مرتبطة

  أنا قتيلُ هذا الغربِ المُتوحِّش

أنا قتيلُ هذا الغربِ المُتوحِّش

  القلب والحظوظ الدنيويّة

القلب والحظوظ الدنيويّة

  دورياات

دورياات

منذ يومين

دورياات

نفحات