مراقبات شهر صفر

مراقبات شهر صفر

منذ 0 ساعات

مراقبات شهر صفر


من لوازم الإيمان اليقظة وعلامتها المراقبة، وهي «قرار بالتزام قانون الله تعالى: الشّرعة والمنهاج» تماهياً مع اليقين والحب: اليقين به تعالى، وحبّه سبحانه.
مراقبة الحقّ للخلق، تستدعي مراقبة النفس في محضر الحقّ، ويتوقف الثّبات في خطّ مراقبة النّفس على مشارطة النّفس ومحاسبتها.
ولمراقبة النّفس في محضر الحقّ برامجها العمليّة الموزّعة على ساعات العمر، في نظام إلهيّ هو التّظهير العملي لثقافة الأحكام الخمسة. ويهدف من هذا النظام إلى تعزيز العقيدة في النّفس لتتحوّل المعرفة إلى عمل، ويكوّن العامل معرفة متجلّية، فيكون عارفاً.
مفتاح ذلك والسّبيل: دوام الذِّكر، وهو تعبير آخر عن دوام المراقبة:
في المناجاة الشعبانيّة: «وأن تجعلني ممّن يُديم ذكرك، ولا ينقض عهدك، ولا يغفل عن شكرك، ولا يستخفّ بأمرك. إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج، فأكون لك عارفاً، وعن سواك منحرفاً، ومنك خائفاً مراقباً، يا ذا الجلال والإكرام».
وأبرز كتب المراقبات: كتاب «إقبال الأعمال» لسيِّد العلماء المراقبين، السيّد إبن طاوس، و«المراقبات» للفقيه الكبير الشيخ الملكي التبريزي، وفي هديهما: هذا الباب.
 


مراقبات شهر صفر
الفجيعة الأعظم: وفاة سيّد النبيّين

_______إعداد: «شعائر»_______

صفر: الشّهر الذي بعد المحرّم، قيل: إنّما سمّي صفر، لأنّهم كانوا يمترون الطّعام فيه من المواضع، وقيل: لإصفار مكّة من أهلها إذا سافروا. (تاج العروس، الزبيدي)
أبرز مناسباته: وفاة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، وشهادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وأربعين سيِّد الشهداء عليه السلام، وشهادة الإمام الرضا عليه السلام، وعودة موكب الأحزان من رحلة السّبي.

اليومُ الثامن والعشرون من صفر: قال الشيخ المفيد قدّس سرّه في (مسارّ الشيعة): «ولِليلتين بقيتا منه [صفر] سنة إحدى عشرة من الهجرة، كانت وفاة سيِّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله. وفي مثله سنة خمسين من الهجرة كانت وفاة سيدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام».
وقال الشيخ الملكي التبريزي في (المراقبات): «ثم إنّه يجب أن يكون حالُه يوم وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله في التّأثّر وإظهار العزاء لائقاً لِما وقع فيه من هذا الأمر العظيم، وترتّب عليه من الأمور العِظام فيما بعد، ويزوره صلّى الله عليه وآله ببعض زياراته الواردة».
* ورُوِيَ عن الشيخ المفيد والشهيد الأوّل والسيّد ابن طاوس رحمهم الله: إذا أردتَ زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في ما عدا المدينة الطيّبة من البلاد فاغتسل ومثّل بين يديك شِبه القبر، واكتب عليه اسمَه الشريف، ثمّ قِف وتوجّه بقلبك إليه وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ. أللّهمّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَيِّبِين.
ثمّ قل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِماً بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاتِحَ الخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْي وَالتَّنْزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغا عَنْ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرينَ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَعَلى أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلى اُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهداء، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طالبٍ، السَّلامُ عَلى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَيَّارِ فِي جِنانِ الخُلْدِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَحْمَدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالسَّابِقَ إِلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَالمُهَيْمِن عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لأنْبِيائِهِ، وَالشَّاهِدَ عَلى خَلْقِهِ وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ وَالمَكِينَ لَدَيْهِ وَالمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ، الأحْمَدَ مِنَ الاَوْصافِ المُحَمَّدَ لِسائِرِ الأشْرافِ الكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ، الفائِزَ بِالسِّباقِ وَالفائِتَ عَنِ اللّحاقِ؛ تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ غَيْرِ مُنْكِرٍ ما انْتَهى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ مُوقِنٍ بِالمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤْمِنٍ بِالكِتابِ المُنَزَّلِ عَلَيْكَ، مُحَلِّلٍ حَلالَكَ مُحَرِّمٍ حَرامَكَ.
أَشْهَدُ يا رَسُولَ الله مَعَ كُلِّ شاهِدٍ وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ وَاحْتَمَلْتَ الأذى فِي جَنْبِهِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِيينَ وَغَلُظْتَ عَلى الكافِرِينَ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكْرَمِينَ وَأَعْلى مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِينَ حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ وَلا يَسْبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي إدْراكِكَ طامِعٌ.
الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاكَ الله يا رَسُولَ الله مِنْ مَبْعُوثٍ أَفْضَلَ ما جازى نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا رَسُولَ الله زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ، عارِفاً بِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي ومالِي وَوَلَدِي أَنا أُصَلِّي عَلَيْكَ كَما صَلّى الله عَلَيْكَ وَصَلّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وأَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وَافِرَةً مُتَواصِلَةً لا انْقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ، صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أَنْتُمْ أَهْلَهُ.
ثم ابسط كفّيك وَقل: أللّهمّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِي بَرَكاتِكَ وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وأَئِمَّتِكَ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِك‌ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ، وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَخَيْرِ خِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَخازِنِ المَغْفِرَةِ وَقائِدِ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ وَمُنْقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ وَداعِيهمْ إِلى دِينِكَ القَيِّمِ بِأَمْرِكَ، أَوَّلِ النَبِيِّينَ مِيثاقاً وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الفَضِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَالمَرْتَبَةِ الخَطِيرَةِ، وَأَوْدَعْتَهُ الأصْلابَ الطَّاهِرَةَ وَنَقَلْتَهُ مِنها إِلى الأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لُطْفاً لَهُ وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ، إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً، حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ العُهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ البِلادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأسْتارِ وَأَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنْوارِ.
أللّهمّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرْتَبَةِ الكَرِيمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ المَنْقَبَةِ العَظِيمَةِ صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفى بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الجُحُودِ عَلى تَوْحِيدِكَ وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ فِي إِعْزازِ دِينِكَ، وَلَبِسَ ثَوْبَ البَلْوى فِي مُجاهَدَةِ أَعْدائِكَ، وَأَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنْ الفِئَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَمْلِكُ بِها الجَزِيلَ مِنْ نَوالِكَ، وَقَدْ أَسَرَّ الحَسْرَةَ وَأَخْفى الزَّفْرَةَ وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ، أللّهمّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاما وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي موالاتِهِمْ فَضْلاً وَإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ.
ثم صلّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامَين، واقرأ فيها ما شئتَ من السُّوَر، فإذا فرغتَ فسبِّح تسبيحَ الزهراء عليها السلام وقل:
أللّهمّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدوا الله تَوَّاباً رَحِيماً، وَلَمْ أَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ. أللّهمّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّءِ عَمَلِي وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي وَمُقِرّا لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي، وَمُتَوَجِّها إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنِي اللّهمّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنْ المُقَرَّبِينَ.
يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ الله، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا نَبِيَّ الله يا سَيِّدَ خَلْقِ الله، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي وَيَقْضِي لِي حَوائِجي، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي، فَنِعْمَ المَسْؤُولُ المَوْلى رَبِّي وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، أللّهمَّ وَأَوْجِبْ لِي مِنْكَ المَغْفِرَة وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الواسِعَ الطَيِّبَ النافِعَ كَما أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيُّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أللّهمّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، وَقَدْ أمَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ وَإِنِّي لَمُقِرُّ غَيْرُ مُنْكِرٍ وَتائِبٌ إِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفَتُ وَعائِذٌ بِكَ فِي هذا المَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الأعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِليَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَأَوْعَدْتَ عَلَيْها العِقابَ، وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الأسْتارُ وَتَبْدُو فِيهِ الأسْرارُ وَالفَضائِحُ وَتَرْعَدُ فِيه الفَرائِصُ، يَوْمَ الحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ يَوْمَ الأَفْكَةِ يَوْمَ الازِفَةِ يَوْمَ التَّغابُنِ يَوْمَ الفَصْلِ يَوْمَ الجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ يَوْمَ تَرجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ، يَوْمَ النَّشْرِ يَوْمَ العَرْضِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ، يَوْمَ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ أَخِيهِ وَأَمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرضُ وَأَكْنافُ السَّماء، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلى الله فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا، يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إلّا مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيم، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلى الله مَوْلاهُمْ الحَقِّ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ، وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ، مُهْطِعِينَ إِلى الدَّاعي ‌إِلى الله، يَوْمَ الواقِعَةِ، يَوْمَ تُرَجُّ الأَرضُ رَجّاً، يَوْمَ تَكُونُ السَّماء كَالمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعَهْنِ وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً.
أللّهمّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هذا اليَوْمِ، وَلا تُخْزِني (تُحْزِنِّي) فِي ذلِكَ المَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فِي ذلِكَ اليَوْمِ مَعَ أوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِي وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ مَحْشَرِي، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي وَفِي الغُرِّ الكِرامِ مَصْدَرِي، وَأَعْطِنِي كِتابِي فِي يَمِينِي حَتّى أَفُوزَ بِحَسناتِي وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي، وَأَمْضِي مَعَ الفائِزِينَ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ إِلهَ العالَمِينَ، أللّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ يَدَي الخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي أوْ أَنْ أَلْقى الخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي، أوْ أَنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئاتِي عَلى حَسناتِي، أَوْ أَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الخَلائِقِ بِاسْمِي، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، العَفْوَ العَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ، أللّهمّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذلِكَ اليَوْمِ فِي مواقِفِ الأشْرارِ مَوْقِفِي أوْ فِي مَقامِ الأشْقِياءِ مَقامِي، وَإِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلّاً بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً إِلى مَنازِلِهِمْ، فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ المُتَّقِينَ إِلى جَنَّاتِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ.
ثم وَدِّعه وقُل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَشِيرُ النَّذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّفِيرُ بَيْنَ الله وَبَيْنَ خَلْقِهِ، أَشْهَدُ يا رَسُولَ الله أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ يا رَسُولَ الله أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ما أَتَيْتَ بِهِ راضٍ مُؤْمِنٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، أللّهمّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَإِنْ تَوَفّيْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إلّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفاؤكَ فِي عِبادِكَ وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَحَفَظَةُ سِرِّكَ وَتَراجِمَةُ وَحْيِِكَ، أللّهمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ.

زيارة أبي محمّد الإمام الحسن المُجتبى صلوات الله عليه 

المراقبات: وممّا يُزار به عليه السلام: السّلامُ عليكَ يا ابنَ رسولِ الله، السّلامُ عليكَ يا ابنَ نبِيِّ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا ابنَ أميرِ المؤمِنين، السّلامُ عليكَ يا ابنَ فاطمةَ الزَّهراءِ، السّلامُ عليكَ يا ابنَ خديجةَ الكُبْرى، السّلامُ عليكَ يا حَبيبَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا صَفْوةَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا أمينَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا نورَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا مَحَجَّةَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا صِراطَ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا لِسانَ حِكمَةِ اللهِ، السّلامُ عليكَ يا ناصِرَ دِينِ اللهِ، السّلامُ عليكَ أيُّها السيِّدُ الزَّكِيّ، السّلامُ عليكَ أيُّها البَرُّ التَّقِيّ، السّلامُ عليكَ أيُّها القائِمُ الأمِينُ، السّلامُ عليكَ أيُّها العَالِمُ بالتنْزيلِ، السّلامُ عليكَ أيُّها العالِمُ بالتأْويلِ، السّلامُ عليكَ أيُّها الهادي المَهْديّ، السلامُ عليكَ أيُّها الباهِرُ الخَفِيُّ، السّلامُ عليكَ أيُّها الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ، السّلامُ عليكَ أيُّها الشهيدُ الصِّدِّيقُ، السّلامُ عليكَ أيُّها الحَقُّ الحَقيقُ، السّلامُ عليكَ يا مَوْلايَ يا أبا محمَّدٍ الحَسَنَ بنَ عليّ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

اليوم العشرون – زيارة الأربعين

قال الشيخ المفيد: «وفي اليوم العشرين منه كان رجوع حُرَم سيّدنا ومولانا أبي عبد الله عليه السلام من الشّام إلى مدينة الرسول صلّى الله عليه وآله، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري -صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله- من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر سيّدنا أبي عبد الله عليه السلام، فكان أوَّل مَن زاره مِن الناس».
روى الشيخ الطوسي عن صفوان الجمّال: «قال لي مولاي الصّادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النّهار، وتقول: ".."». [أنظر: مفاتيح الجنان: «الزيارة الثامنة» من «زيارات الحسين المخصوصة»، وأوّلها: السلام على وليّ الله وحبيبِه]

لِرَفعِ نحوسةِ الشّهر

مَن أراد أن يُصان ممّا ينزل في هذا الشّهر من البَلاءِ، فليقُل كلّ يوم عشرَ مرّات: «يا شَدِيدَ القُوى، وَيا شَدِيدَ المِحالِ ".."». [أنظر: مفاتيح الجنان: «الفصل الثامن: في شهر صفر»]

اليوم الأوّل - دعاء الإستهلال

إقبال الأعمال: تقول عند استهلاله: «أللّهمَّ أنتَ اللهُ العليمُ الخالقُ الرّازقُ، وأنتَ اللهُ القديرُ المقتدِرُ القادرُ، أسألُكَ أن تصلّي على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، وأن تعرّفنا بركةَ هذا الشّهر ويُمْنَه وترزُقَنا خيرَه وتصرِفَ عنَّا شرَّه ".."». [أنظر: إقبال الأعمال: «الباب الثالث: فصل 1»]
اليوم الثالث

تُستحبُّ في هذا اليوم صلاةٌ من ركعتين، في الأولى الحمد مرّة (وإنّا فتحنا – سورة الفتح)، وفي الثّانية الحمد مرّة و(قل هو الله أحد) مرّة. وبعد التسليم، 100 مرّة الصلاة على النّبي وآله، و100 مرّة: أللّهمّ العنْ آلَ أبي سفيان، ويستغفر 100 مرّة، ثمّ يسأل حاجته.

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات