كانَ بينَ النّاسِ كَأحدِهم

كانَ بينَ النّاسِ كَأحدِهم

منذ 5 أيام

كانَ بينَ النّاسِ كَأحدِهم


عِلَّةُ الإيجاد، وحبيبُ ربِّ العباد
كانَ بينَ النّاسِ كَأحدِهم
---- الفقيه الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء  قدّس سرّه----




«أعلى الأنبياء قَدْراً، وأرفعُ الرُّسل في الملإ الأعلى ذِكْراً. ألّذي بَشَّرت الرُّسلُ بظهوره، وخُلِقت الأنوارُ كلُّها بعدَ نورِه.
َ عِلَّةُ الإيجاد، وحبيبُ ربِّ العباد محمَّد المختار صلّى الله عليه وآله».
هكذا تحدّث الفقيه الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء في موسوعته الفقهيّة الفريدة.
وفي عصرٍ تفاقم فيه مرضُ «ضعف الإيمان بالغيب»، تمسُّ الحاجة إلى بَلْسَمِ الفقهاء الكبار، نتعرّف معهم على سيّد النبيّين كما عرّفوه.
 
 

ألنّبيّ المبعوثُ إلينا والمفروضُ طاعتُه من الله علينا:
أعلى الأنبياء قَدْراً، وأرفعُ الرُّسل في الملإ الأعلى ذِكْراً.
ألّذي بَشَّرت الرُّسل بظهوره، وخُلِقت الأنوارُ كلُّها بعد نوره.
عِلَّةُ الإيجاد، وحبيبُ ربِّ العباد محمَّد المختار صلّى الله عليه وآله،
وأحمد، صفوةُ الجبّار، ذو المعجزات الباهرة، والآيات الظّاهرة
التي قصُرت عن حصرها ألْسُنُ الحُسَّاب
وَكَلَّت عن سَطْرِها أقلامُ الكُتَّاب
كانشقاق القمر، وتظليل الغمام، وحنين الجِذع.
وتسبيحِ الحصى، وتكليمِ الموتى، ومخاطبةِ البهائم
وإثمارِ يابس الشّجر، وغرس الأشجار على الفور في القفار
وقصّة الغزالة مع خشفِها، وخروج الماء من بين أصابعه
وانتقال النّخلة إليه بأمره.
وإخبار الذراع له بالسم
والنصر بالرعب بحيث يُخاف من مسير شهرين
ونوم عينيه من دون قلبه
وأنه لا يمرّ بشجرٍ ولا مَدَرٍ إلّا سجدَ له
وبلْع الأرضِ الأخبثين من تحتِه
وعدم طول قامة أحدٍ على قامتِه
وأنَّ رؤيتَه من خلفِه كرؤيتِه من أمامه
وإكثار اللّبن في شاةِ أمّ مَعبد
وإطعامه من القليل الجمَّ الغفير
وطيّ البعيد إذا توجّه إليه
وشفاء الأرمد إذا تفل في عينيه
وقصة الأسد مع أبي لهب
ونزول المطر عند استسقائه
ودعائه على «سراقة» فساخت قوائم فرسه، ثمّ عفا عنه فدعا فأطلقت
وإخباره بالمغيَّبات كإنبائه عن العترة الطاهرة واحداً بعد واحد، وما يجري عليهم من الأعداء في وقعة كربلاء وغيرها.
وإخباره عن قتل عَمّار، وأنَّه تقتله الفئة الباغية.
ووقعة الجَمل وخروج عايشة ونباح كلاب الحَوْأَب.
ووقعة «صِفِّين»
وإخباره عن أهل «العَقَبة»، وأهل «السَّقيفة».
وتَخَلُّفِ من تَخَلَّفَ عن جيش «أسامة».
وأهل «النَّهْرَوان»، وبني العبَّاس..إلى غير ذلك.
وإخبار الأخبار عنه عليه السلام قبل ولادته بسنين، وأعوام.
ومن ذلك ما ظهر له من الكرامات عند ميلاده كارتجاج إيوان كسرى حتّى سقط منه أربع عشرة شرفة، وغوص بحيرة ساوَه، وخمود نار فارس ولم تخمد قبل بألف سنة
واضطراب الأحبار والرّهبان عند ولادته حتّى رآه بعضهم، وعرف خاتم النبوّة على جسمه الشريف، فقال إنّه نبيُّ السيف وحذّر اليهود منه.
وتهنية أمّه من جهة السماء وما ظهر لها من الكرامات حين الحمل.
وكفى بكتاب الله معجزاً مستمرّاً مدى الدهر حيث أقرَّت له العرب العرباء، وأذعنت له جميع الفصحاء والبلغاء، مع أنّ معارضته كانت عندهم من أهم الأشياء.
على أنّ النظر في أخلاقه الكريمة، وأحواله المستقيمة كفاية لِمن نظر، وحجّة واضحة لِمن استبصر، ككثرة الحلم وسعة الخُلُق، و تواضع النَّفس، والعفو عن المسيء، ورحمة الفقراء، وإعانة الضّعفاء وتحمل المشاقّ، وجَمع مكارم الأخلاق، وزهد الدّنيا، مع إقبالها عليه، وصُدودِه عنها مع توجُّهِها إليه.
* وله من السَّماحة النَّصيبُ الأكبر، ومن الشجاعة الحظُّ الأوفر.
 وكان يطوي نهاره من الجوع، ويشدُّ حجر المجاعة على بطنه، ويُجيب الدّعوة ويأكل أكْل العبد، وكان بين الناس كأحدِهم، ولازم العبادة حتى ورِمت قدماه، إلى غير ذلك من المكارم التي لا تُحصَر، والمحاسن التي لا تسطر.
* و لبدنِه الشريف أحوالٌ مخصوصة به ومقصورة على جنابه، كظهور نوره في اللّيل المظلم، وغلبة طيبِه على المسك الأذفر، واحتوائه على محاسن لم يُعْزَ إليها بشر.
(الشيخ جعفر كاشف الغطاء، كشف الغطاء (ط. ق): ج 1، ص 4)

اخبار مرتبطة

  بين الحسين عليه السلام ويزيد

بين الحسين عليه السلام ويزيد

  الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

نفحات