المواظبة على الدعاء

المواظبة على الدعاء

منذ 6 أيام

المواظبة على الدعاء

المواظبة على الدعاء
«صوتٌ معروف»
____«شعائر»____

«وأن لا يستبطئ الإجابة، فربّما يكون التأخير لكرامته على الله شوقاً إلى صوته ودعائه ونحيبه».
مقتطف من كتاب (التحفة السنيّة) للسيّد عبدالله الجزائري، يتناول آداب الدعاء، وأهميّة اغتنام الأزمنة والأماكن والحالات التي تشكِّل عوناً للمؤمن في استجابة دعائه وقبول طلبه.

الدّعاء: هو في اللّغة النداء، وشرعاً الرغبة إلى الله وطلب الحاجة منه على وجه الإستكانة والخضوع، وقد يُطلَق توسُّعاً على مجرّد التمجيد والثناء لِما فيه من التعرُّض للطَّلَب، وفضلُه عظيم بل هو مخّ العبادة وأفضلُها، كما في الأحاديث عن أهل البيت عليهم السلام.

أفضل الأوقات والأحوال


وحقّه أن يترصَّد له الأوقات الشريفة، فإنّها مظانّ الإجابة: كَعَرفة وهو اسم اليوم من السنة، وشهر رمضان من الشهور، ويوم الجمعة وليلتها من الأسبوع، وساعة الزوال من النهار، وساعته من الليل إلى أخرى بعدها تكون تمام السُّدس الرابع من الليل، والسَّحَر إلى طلوع الشمس، فإنّها من الأوقات التي تُفتح فيها أبواب السماء.
و[أن يترصّد له] الأحوال الخاطفة المغتَنَمة كحال الرّقّة، وحال الإضطرار، كما قال تعالى: ﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه..﴾ النمل:62، والتيقُّظ بالقلب بجلال الله عزَّ وجلَّ، فإنَّ الخضوع حينئذٍ أكثر، والإقبال أوفى، والإلتفات إلى المدعوّ والإنقطاع عن غيره أتمّ، وكلّها من أسباب الإجابة.
وقراءة القرآن كما في حديث أمير المؤمنين عليه السلام، وهي تعمّ قراءة الداعي وغيره مع احتمال الإختصاص بكلٍّ منهما، والسجود فإنّهما أقرب الحالات، وعند الأذان وما بين الأذانين؛ الأذان والإقامة، وما بين أن ينزل الإمام من المنبر يوم الجمعة إلى أن تُقام الصلاة، وعند نزول الغيث، وهبوب الرياح، والتقاء الصفَّين للشهادة، وأوّل قطرة من دم القتيل المؤمن، وفي حال الغربة لما يلزمها غالباً من الإنكسار الجالب للرحمة، ومع الصَّوم، فإنَّ دعوة الصائم لا تُرَدّ.
ويترصّد أيضاً الأمكنة الشريفة كعرفات، وهو منسك الحاجّ يوم عرفة، والملتزم من الكعبة، وسائر المشاهد المشرَّفة، سيَّما تحت قبّة الإمام الحسين عليه السلام، ثمّ المساجد الجامعة.

التوبة والصدقة، ثمّ الدّعاء


و[يجدر بالدّاعي] أن يطيّب أوّلاً مكسبَه؛ ففي الحديث: «مَن سرَّه أن تُستجاب دعوتُه، فَلْيُطيّب مكسبَه». وأن يكون الدعاء بعد التوبة، فإنَّ الإصرار على المآثم معرِّض للحرمان كما في المُشاهَد. وردّ المظالم فإنّه من تتمّاتها، والإقبال على الله بِكُنْه الهمَّة دون مجرَّد اللّسان، والتخشُّع والتضرُّع وهو التذلُّل والبكاء أو التباكي، ولو بمثل رأس الذباب. والإعتراف بالذنب والإستغفار منه قبل السؤال، والتقدّم في الدعاء قبل عروض الحاجة لِيُعرف في الملأ الأعلى صوته فلا يُلام، ففي الخبر عن المعصوم عليه السلام: «تقدَّموا في الدعاء، فإنَّ العبد إذا كان دعَّاءً فنزل به البلاء فدعا، قِيل: صوتٌ معروف، وإذا لم يكن دَعَّاءً فنزل به بلاء فدعا، قِيل: أين كنتَ قبل اليوم؟».
وأن يتصدَّق ويشمّ شيئاً من الطِّيب ثمّ يدعو مستقبلاً القبلة، فإنّه خير المجالس رافعاً يديه بحيث يُرى باطنُ إبطيه ولو تقديراً، وهو أحد الوجوه في الإبتهال وفي التضرُّع، ولا يردُّهما حتى يمسح بهما على وجهه ورأسه، وفي رواية على وجهه وصدره، «فإنّ الله يستحيي أن يردّهما صفراً حتّى يجعل فيهما من فضل رحمته ما يشاء» كما في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام.
وأن يتَخافت به، فدعوة واحدة سرّاً تعدل سبعين دعوة علانية أو أفضل منها، وأن يتيقَّن بالإجابة ويلحّ فيه، فعن أبي جعفر عليه السلام: «واللهِ لا يُلِحُّ عبدٌ على الله إلَّا استجاب له»، وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إنَّ الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض، وأَحَبَّ ذلك لنفسه». وأن لا يستبطئ الإجابة، فربّما يكون التأخير لكرامته على الله، شوقاً إلى صوته ودعائه ونحيبِه.


اخبار مرتبطة

  قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

  المُشايَعة والمتابَعة

المُشايَعة والمتابَعة

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

دوريات

نفحات