يزكيهم

يزكيهم

منذ أسبوع

يزكيهم

الصِّراط
من مواردِ الآخرة المَهولة
_____إعداد: مازن حمّودي_____


 


«وعزّتي وجلالي لا يجوزُني ظُلم ظالِم». حديث قدسيّ
مقتطف -بتصرّف بسيط- من كتاب (منازل الآخرة) للمحدِّث الشيخ عبّاس القمّي رحمه الله، يلقي الضوء على أحدِ منازل الآخرة: الصّراط، والعَقَبات التي عليه، يليها بيانٌ لجملةٍ من الأعمال التي تُسهّل اجتياز هذا المنزل المَهول.
 

أحدُ منازل الآخرة المَهولة، الصِّراط، وهو جسرٌ يُنصَب على جهنّم، ولا يدخل أحدٌ الجنّة ما لم يمرَّ عليه. وهو أيضاً تجسيدٌ للصِّراط المستقيم في الدّنيا، الذي هو الدِّين الحقّ، وطريقُ ولاية واتّباع أمير المؤمنين والأئمّة الطّاهرين من ذريّته عليهم السلام.
وكلُّ مَن عَدَل عن هذا الطريق ومال إلى الباطل بقولٍ أو فعلٍ، فسيزلّ عنه ويسقط في جهنّم. و﴿الصِّراط المستقيم﴾ في سورة الحمد إشارة إلى الفريقين.
وقد جاء في النبويّ الشّريف عن الإمام الباقر عليه السلام: «..الصِّراط أدقُّ من الشَّعْرة وأحدُّ من السيف..»، وفي غيرها أنّه أحمى من النار، كلُّ ذلك بالنّسبة للكافر.
يمرّ عليه المؤمنون الخالصون بمنتهى السّهولة كالبرق الخاطف. والبعض يمرّون عليه بصعوبة لكنّهم يَنجون، والبعض يسقطون من عقباته في جهنّم.
هذه العقبات هي المعبّر عنها في الرواية عن الإمام الباقر بـ «القناطر»، قال عليه السلام: «..عليه ثلاثُ قناطر: فأمّا واحدةٌ فعليها الأمانة والرَّحِم، والثانية فعليها الصّلاة، وأمّا الثالثة فعليها عدلُ ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ ".." وهو قوله: ﴿انّ ربّك لبالمرصاد﴾ الفجر:14، والناسُ على الصِّراط، فمتعلِّقٌ بيد، وقدَمٌ تزلّ، وقدَمٌ تستسِمك، والملائكةُ حولهم يُنادون: يا حليمُ اغفِر واصفَح، وعُد بفضلِك وسلِّم ".."».

قال الشيخ الصدوق رحمه الله: «إعتقادُنا في العَقبات التي على طريق المحشر أنّ كلَّ عقبةٍ منها إسمُ فَرْضٍ وأمرٍ ونَهي، فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة إسمُها فرض، وكان قد قصّر في ذلك الفرض حُبِس عندها وطولِب بحقّ الله فيها، فإنْ خرج منها بعملٍ صالحٍ قدّمه، أو برحمةٍ تداركُه، نجا منها إلى عقبة أُخرى، فلا يزال يُدفَع من عَقَبة إلى عقبة، فيُسأل عمّا قصّر فيه (الفرض) من معنى اسمها، فإنْ سَلِم من جميعها إنتهى إلى دار البقاء، فيحيا حياةً لا موت فيها أبداً، ويسعد سعادةً لا شقاوة معها أبداً، ويسكُن في جوار الله تعالى ".."
وإنْ حُبِس على عقبة فطولب بحقٍّ قصّر فيه فلم يُنجِه عملٌ صالح قدَّمه، ولا أدركَتْه من الله عزَّ وجلَّ رحمة، زلّت به قدمُه عن العقبة فهوى في جهنّم نعوذ بالله منها.
وهذه العقبات كلّها على الصِّراط، واسمُ عقبة منها الولاية، يوقَف جميع الخلائق عندها، فيُسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمِ السلام، فمَن أتى بها نجا وجاوز، ومَن لم يأتِ بها بقي فهوى، وذلك قول الله عزَّ وجلَّ ﴿وقِفوهم إنّهم مسؤولون﴾ الصافات:24».

ما يُهوّنُ الجوازَ على الصّراط



* الأوّل: روى السيّد إبن طاوس في (الإقبال): أن يصلِّي أوّل ليلة من شهر رجب بعد صلاة المغرب عشرين ركعة بالحمد والتوحيد، ويسلِّم بين كلّ ركعتين ".." وثوابُ هذه الصّلاة أن يجوز على الصِّراط كالبرق الخاطف.

* الثاني: روي أنَّ مَن صام مِن رجب ستة أيّام ".." بُعث من الآمنين يوم القيامة حتّى يمرّ على الصِّراط بغير حساب.

* الثالث:
مَن صلّى في اللّيلة التاسعة والعشرين من شعبان عشر ركعات؛ يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وكلّاً من (التّكاثر)، و(المعوّذتين)، و(قل هو الله أحد) عشراً عشراً أعطاه الله تعالى ثواب المجتهدين، ".." ويمرّ على الصِّراط كالبَرق الخاطف.

* الرابع: مَن زار الإمام الرضا عليه السلام على بُعد داره، أتاه الإمام يوم القيامة في ثلاثة مواطن ليخلِّصه من أهوالها، وأحدُها عند الصِّراط.


 


 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ 5 أيام

كتب أجنبية

نفحات