أعلام

أعلام

منذ يوم

السيّد عليّ القاضي


السيّد عليّ القاضي
أستاذُ الفقهاءِ العارفِين
____  إعداد: أكرم زيدان____




* نُقِل عن المحقّق السيّد عبد العزيز الطّباطبائي، أنّه سمع المرجع الرّاحل السيّد الخوئي يقول: «إنّ النّجوم قد تناثَرت عند وفاة السيّد علي القاضي ".." إنّ هذا يقين عندي، ولا يُمكن أن أتنازل عنه لأنّي رأيتُه بأُمِّ عيني».
* أعطى السيّد القاضي وِِِرداً للسيّد الخوئي قدّس سرّهما (قبل المرجعيّة)، وبعد أن نفَّذَه، رأى مستقبلَه ومراحلَ مرجعيّته.
* يقول العارف السيّد عبد الكريم الكشميري قدّس سرّه: «لقد كان السيّد القاضي كلُّه مكاشفة، وقد صار في آخر عمره لطيفاً ورقيقاً جدّاً، فكان بمجرّد أن يرى الماء يتذكّر مصيبةَ عطش الإمام الحسين عليه السلام، ويشرع في البكاء».

أسوةُ العارفين، قدوةُ الفقهاء، أستاذُ الفقهاء العارفين، مؤسِّسُ مدرسةٍ في الفِقه والعرفان، أستاذُ أساتذة الأجيال المُتعاقبة، أستاذ العَلَمين السيّد محمّد حسين الطباطبائي والشيخ محمّد تقي بهجت. تلك بعض الأوصاف التي تُطلق على هذا العلَم الظّاهرة، السيّد عليّ القاضي الطّباطبائي قدّس سرّه الشّريف.

الولادة والنّشأَة


* وُلد السيّد عليّ بن حسين القاضي الطّباطبائي في الثالث عشر من ذي الحجّة سنة 1283 هجريّة، في مدينة تبريز الإيرانيّة. وكانت وفاته رحمَه الله تعالى سنة 1366.
* بدأ دراسة العلوم الأدبيَّة والدّينيّة منذ صباه على يد والدِه وآخرين.
* أمرَه والدُه في أوائل شبابه أن يحضر عند أستاذ الأخلاق العارف «إمام قُلي [معناها: عبدُ الإمام] النَّخْجَواني» عدّة ساعاتٍ في اليوم.
* كان أستاذه «النّخجَواني» هو الذي وضع حجرَ الأساس في البناء العرفانيّ لشخصيّة السيّد القاضي.
* عندما هاجر «إمام قُلي» إلى النّجف الأشرف، سمح السيد حسين القاضي لولده بالهجرة أيضاً إليها، وملازمة أستاذه النّخجَواني فيها.
 * كان السيّد عليّ القاضي قد بلغ السادسة والعشرين من العمر، عندما هاجر إلى النّجف الأشرف، وقد تتلمذَ فيها -بالإضافة إلى أستاذه «إمام قلي»- على أكابر علماء النجف آنذاك، كالشيخ محمد حسن المامقاني، والآخوند الخراساني، والفاضل الشرابياني، والميرزا حسين الخليلي. وقد حضر عند الأخير دروس تهذيب الأخلاق، وكان مشغوفاً به، ويُكنُّ له أعلى درجات الإحترام.
* بعد أن أنهى دراساته العلميّة في الفقه والأصول، إتّجه نحو تزكية نفسه بشكلٍ كامل برعاية ثُلّة من عرفاءِ عصره، على رأسهم السّيد مرتضى الكشميري، الذي تتلمذ على يدَيه عشر سنوات. والسّيد أحمد الكربلائي المعروف –لفرادته- بـ «واحد العين»، والذي قضى معه سنوات عديدة في مناهج السلوك. والشيخ محمّد البهاري، وكلاهما من تلاميذ الشيخ حسين قلي [عبد الحسين] الهمداني، الذي يُنسب إليه مجموعة من عرفاء النّجف الأشرف، وفي غضون عدّة سنوات طلب منه السيّد أحمد الكربلائي أن يتولّى معه تربيةَ تلاميذه.

العبادة


كان السيّد القاضي يتخفّى بعبادتِه عن الأعيُن، إلّا في أداء الفرائض التي كان يأتي بها جماعةً مع صفوة تلاميذه البالغين من السّبعة إلى عشرة أشخاص، في منزله أو في إحدى حجرات المدارس الدّينية ما تهيّأ له ذلك.
وأمّا أعماله العبادية الأخرى فكان يأتي بها داخل حجرةٍ له في مسجد الكوفة، أو يذهب إلى مسجد السَّهلة، وكانت له علاقة شديدة بهذَين المسجدين، كما اتّخذ حجرةً صغيرةً في مدرسة «قُوّام» يتعبّد فيها بعد منتصف اللّيل. فحينما تهدأ العيون، ويخلُد الطلَبة المُقيمون إلى النوم، يبدأ السيّد القاضي مناجاتِه، ودعاءَه، وأذكارَه، وصلواتِه بصوته العذب، الذي يأخذ بمَجامع قلب السّامع.
يقول العلّامة الطباطبائي، صاحب (تفسير الميزان): «كانت هناك أيّام يختفي فيها السيّد عن الأنظار، ولم تكن عائلتُه أيضاً تعلم بمحلّ إقامته، ومهما بحث عنه تلاميذُه في البيت أو في المساجد، فلا يجدون له أثراً، إلى أن يحضر فجأةً، ويُزاول نشاطَه التَّوجيهي والإرشادي بنحو طبيعي.
وكان برنامجه في شهر رمضان في العشرة الأولى والثانية، هو إقامة مجالس التّعليم والإرشاد لتلاميذه بعد أربع ساعات من الغروب، ويستمرّ هذا المجلس لمدّة ساعتين، ثمّ يتفرّغ للعبادة إلى الصّباح. وأمّا في العشرة الثالثة، فإنّه كان يختفي عن الأنظار، ويتفرّغ للعبادة في مكان لا يعلم به إلّا الله تعالى، وقد استمرّ على هذا البرنامج إلى حين وفاته».
كان رحمه الله يتجنّب الحضور في الإجتماعات العامّة، وكان كثير الصّمت، يُحيي ليلَه بالتهجُّد والعبادة، ونهارَه بالتفكير والمطالعة.  
وكان يزور المرقد الطّاهر لمولى الموحّدين عليّ عليه السلام بعد الساعة الثانية من بعد الظّهر، حيث يهرع الناس إلى بيوتهم هرباً من الحرّ الشديد، ويبقى الحرَم خالياً إلّا من عددٍ قليلٍ من الزّوار.
وكانت له سجدات طويلة في كلّ يوم، لا يشغلُه عن الإتيان بها شاغل. يؤكّد السيّد عبد الكريم الكشميري رحمه الله، أنّ السيّد القاضي قدّس سره كان يُطيل السّجود كثيراً جدّاً، ويضيف: «كان السيّد القاضي يُواظب أيضاً على قراءة سور المسبَّحات قبل النوم، وهي السّور التي تبتدئ بـ (سبّح) و(يسبّح)، وهي خمسة: الحديد، والحشر، والصفّ، والجمعة، والتغابن. وكان يواظب أيضاً على زيارة مقبرة وادي السّلام يوميّاً بين الطّلوعين، وكانت زيارتُه تستغرق ساعتين إلى أربع ساعات، حيث يجلس صامتاً في زاوية من الزّوايا. وكان يصحبُه أحياناً بعضُ التلاميذ، الذين سرعان ما ينتابهم الضّجر من هذا الصمت المحيّر، فيتركونه وحده ويذهبون».
يُنقل عن أحد طلّابه أنّه كان يفكّر أن يسأله عن سبب طول زيارته لمقبرة «وادي السلام»، ثمّ استجدّ للتلميذ سؤالان آخران، فقرّر أن يسأله ثلاثة أسئلة، وذهب إلى السيّد القاضي بهذه النيّة، وعندما استقرّ به المجلس، وقبل أن يسأل، أجابه السيّد على السؤالين المستجدّين، فتعجّب التلميذ وقال بدهشة: سيّدنا! ومِن أين علمتَ بأنّي أريد أن أسأل هذين السؤالين؟ فأجابه السيّد: «علمتُ بذلك من زيارتي الطويلة لوادي السّلام»!
 

 أخلاقُه وسجاياه


كان السيّد القاضي صاحبَ خُلُقٍ رفيع، قد هذّب نفسه تهذيباً كاملاً من رذائل الأخلاق، كالغرور، والتكبّر، وحبّ الرئاسة، وحبّ المدح، وحبّ الدنيا، ونظائرها، وتحلّى بالصّفات المحمودة، كالتّواضع، والتذلّل للمؤمنين، وحبّ الفقراء والضّعفاء والمساكين ومساعدتهم، والكرَم، والشجاعة، والرّضا، والقناعة، وغيرها من الفضائل. وبالجملة، فقد كان إنساناً تحرّر من شهواته الماديّة، وصار موجوداً ملكوتيّاً، يُعاين عالَم الملكوت، وتنكشف له حقائقُ الوقائع والأحداث، ويرى حقيقةَ الأشخاص.
كان يشتري حاجياته بنفسه ويحملُها الى داره، وكان يشتري الخضار والفواكه التي لا يرغب فيها أحد، ويحملُها بطرَف ردائه ويجتاز بها الأسواق ذاهباً بها إلى بيتِه. وعندما سُئل عن سبب رغبته في شراء ما يزهد به الآخرون، قال: «إنّ البائع الفلاني فقير، وقد اشترى النّاسُ منه الخضار والفاكهة الجيّدة، وبقيت هذه لا مُشتري لها، وأنا أعلم أنّه سيرميها قُبيل الظّهر في المزبلة، وأودُّ مساعدته من غير أن يذهب ماءُ وجهه، ولكي لا يُقبل على أخذ الصّدقة من الناس فيتركَ الكسب الحلال. لأجل ذلك، أشتريها منه، وفي الوقت نفسِه، فإنّ هذه الخضار والفاكهة تؤدّي أثرَ الخضار والفاكهة الطّازجة إيّاه».

من كراماتِه


يقول آية الله السيّد عبد الكريم الكشميري: «لقد كان السيد القاضي كلّه مكاشفة، وقد صار في آخر عمره لطيفاً ورقيقاً جدّاً، فكان بمجرّد أن يرى الماء يتذكّر مصيبة عطش الإمام الحسين عليه السلام، ويشرع في البكاء. ولقد وصل السيّد القاضي إثر هذه المجاهدات والرياضات العبادية إلى درجة الفناء في الله عزّ وجلّ، فلم يكن يُحسّ ويهتمّ بما يجري حوله مهما كان ذلك عظيماً وخطيراً في نظر الناس».

ومن كراماته رضوانُ الله تعالى عليه:

* طيُّ الأرض له:
يقول العلّامة الراحل السيّد محمّد حسين الطّهراني: «كان السيّد القاضي يملك منزلةَ طيّ الأرض منذ زمن مبكر من حياته العرفانيّة، وقبل أن يشتهر كأستاذٍ للعرفان في الأوساط العلميّة في النجف الأشرف».
ويقول العلّامة الطّباطبائي: «كان المرحوم القاضي يُواظب على زيارة سيّد الشّهداء عليه السلام، ولم يره أحدٌ يستقلُّ سيّارة من النجف الأشرف إلى كربلاء. ولم يطّلع على هذا السرّ غيرُ شخصٍ من تجّار سوق الساعة (السوق الكبير)، ففي زيارته إلى مشهد الإمام الرضا عليه السلام في خراسان، رأى السيّد القاضي هناك، وطلب منه تصحيحَ جواز سفرِه [في دوائر الشرطة] فأعانَه السيّد في ذلك. وعندما رجع التاجر إلى النّجف أشاعَ خبرَ رؤية السيّد القاضي في مشهد، فانزعج السيّدُ كثيراً من ذلك وقال: الجميع يعلمون أنّني في النّجف ولم أسافر». وكان السفر آنذاك يستغرق شهراً على الأقل.
وحول هذه القضيّة قال السيّد الطّهراني ما خلاصتُه: «سمعتُ هذه القصّة أيضاً من السيّد محمد الخلخالي. قال: عندما رجع ذلك الرّجل إلى النّجف الأشرف قال لأصدقاءَه: لقد حدثت في جواز سفري مشكلة ولم أستطع حلّها عند الشّرطة، فتوسّلت بالسيد القاضي وأعطيتُه وثيقة السّفر، فقال لي: إذهب غداً إلى دائرة الشرطة واستلم وثيقتَك من هناك. فذهبت صباحاً إلى الشّرطة فصحّحوا الخطأ، فأخذتُ وثيقة سفري ورجعت إلى النّجف. قال له أصدقاؤه: إنّ السيد القاضي كان موجوداً في النجف أثناء هذه الفترة ولم يسافر، فذهب هذا الرجل بنفسه إلى السيّد القاضي وحكى له القصّة بتمامها، فقال السيد القاضي: إنّ جميع أهالي النجف يعلمون بأنّني لم أسافر.
عندها قصد ذلك الرجل علماء النجف في ذلك الوقت، كالشيخ محمّد تقي الآملي، والشيخ عليّ محمّد البروجردي، والسيد عليّ الخلخالي وغيرهم، وشرح لهم ما حدث له في مشهد الإمام الرضا عليه السلام، فجاؤوا إلى السيّد القاضي وطلبوا منه بيانَ حقيقةِ المسألة، فأنكرَ ذلك، ثمّ طلبوا منه درساً في الأخلاق وألحّوا عليه، فقبل ذلك، ومن حينِه بدأ السيّد القاضي بتدريس الأخلاق. وكان رضوان الله عليه آنذاك مجهولاً تماماً، ولم يكن أحدٌ من النّاس قد اطّلعَ على حالاته الروحيّة».


* قلّة كلامه: يقول آية الله السيّد محمّد الحسيني الهمداني صاحب تفسير (أنوار درخشان = الأنوار السّاطعة): «كنت أسكن في مدرسة «قُوّام» في النّجف الأشرف، وكان للسيّد عليّ القاضي غرفة صغيرة في زاوية المدرسة، فتعجّبت من ذلك، ثمّ علمت أنّه اختار السكن في هذه الغرفة لِضيقِ منزله، وكثرةِ عياله وأولاده، ليجد الهدوء والخلوة للتهجّد والعبادة.
وخلال وجودي في المدرسة لم أرَ السيّد القاضي قضى ليلة نائماً، وكان يُحيي اللّيل بالنّوح والبكاء، وقد رأيتُ في أثناء هذه الفترة القصيرة التي قضيتُها معه حالاتٍ فريدة لم أرها من أحدٍ غيره سوى الشيخ محمد حسين النائيني، والشيخ محمد حسين الكُمباني. كان يختلف عن جميع الأساتذة والطلّاب الذين عرفتُهم في حوزة النجف؛ في سلوكه، وأخلاقه الإجتماعيّة والعائليّة والدراسيّة.
وهو دائم السّكوت ولا يتكلّم إلّا نادراً، وكان يُبادر أحياناً إلى الحديث من غير سؤال، وكنت أشعر أنّه يعاني أحياناً من صعوبة كبيرة في التّحدُّث، حتى اطّلعتُ صدفةً على شيءٍ جلب انتباهي، وهو وجود غدّة زرقاء في باطن فم السيّد القاضي، فسألتُه عن ذلك فامتنع عن جوابي، فأصررت عليه وبينّت له أنّ قصدي هو مجرّد التعلّم ولا شيء آخر، فلم يُجبني أيضاً. إلى أن خلوت معه في جلسة ذات مرّة فبادرني قائلاً: يا سيّد محمّد، يجب أن تتحمّل مصاعب جمّة من أجل طيّ المسافة الطويلة في السير والسلوك، ويجب عليك أيضاً أن تترك أموراً كثيرة، فقد أردتُ في أيّام شبابي وفي ابتداء سلوكي في هذا الطريق، أن أَلجُمَ لساني وأسيطرَ عليه، فوضعت حصاةً في فمي مدّة 26 عاماً لكي أمتنع عن الكلام والحديث الفارغ، وهذه الغدّة الزرقاء التي تراها في باطن فمي هي من آثار تلك المرحلة».

* إخبارُه عن المستقبل: أخبر السيّد القاضي بأنّ نصف منزل السيّد هاشم الحدّاد [أحد أبرز تلامذته، وأستاذ السيّد الطّهراني] سيُؤخذ منه غصباً.
يقول العلامة الطهراني: «كان المنزل الذي يسكن فيه السيّد هاشم مُلكاً لزوجته، وكان والدها قد وهبَ هذه الدار لإبنته، إذ كانت له مودّة لذرّية رسول صلّى الله عليه وآله، وخاصّة لصِهره السيّد هاشم، حيث كان يحبّه كثيراً، وكان للسيّد هاشم أطفال كثيرون، فقال والد زوجته: هذه الدار لهؤلاء السّادة الصّغار، وكتب بذلك وصيّة خطّية.
ولكن بعد وفاته أنكر صهرُه الآخر الوصيّة، ورفع شكوى إلى الحكومة، ودفع الرّشاوى حتى حكمت المحكمة بتقسيم الدار بينهما، وخرجت لجنة المحكمة وأمرت بوضع حائطٍ بوَسط الدار، وأصبحت هذه الدار الصّغيرة غير قابلة للسّكن، وكان النصف الذي صار من حصّة السيد هاشم لا بابَ له، وليس فيه مرافق صحيّة، فكانت زوجته وأطفاله يضطرّون إلى صعود سُلَّمٍ من الشارع، ثم عبور الحائط والنزول إلى الدار، وكانت هذه الحادثة سبباً لمرض زوجتِه، وأخيراً انتقلت عائلته إلى مكان آخر ريثما يتمّ تعمير الدار وفتح باب لها، وبناء مرافق صحية. وكان المرحوم السيّد القاضي قد أخبر بذلك كلّه قبل حصوله».

* مكاشفة للسيّد الخوئي: نُقل عن السيّد أبي القاسم الخوئيّ قدّس سرّه، أنّ العارف الكبير الشيخ محمّد تقي بهجت قدّس سرّه، وهو من تلاميذ السيّد القاضي، جمعَه مع أستاذه بسبب نقاشٍ دار بينهما في مسألة علميّة، وكان اللّقاء في باحة مقام أبي الفضل العبّاس عليه السلام في كربلاء، واستغرق ساعةً ونصف السّاعة، ثمّ توطّدت العلاقة بينهما، فطلب السيّد الخوئي برنامجاً للسّلوك من السيّد القاضي، فأعطاه ذكراً يُواظب عليه أربعين يوماً.
يقول السيّد الخوئي: «وبعد ختم الأربعين، حصلَت لي مكاشفةٌ لحياتي المستقبليّة إلى لحظات الموت، فرأيتُ نفسي على المنبر وأنا أُدرِّس الفقه والأصول، ثمّ رأيتُ نفسي جالساً في الدّار والناس يتردّدون عليّ ويستفتونني في المسائل الشّرعية، ورأيتُ نفسي بعدها إماماً لصلاة الجماعة، ورأيت حالاتٍ كثيرةً مختلفة كمرآة أمامي، حتّى وصلتُ إلى مكان سمعتُ فيه صوتاً من أعلى المنارة يقول: إنّا لله وإنّا اليه راجعون. انتقل إلى جوار ربّه الكريم، آية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئي. ثمّ انتهت تلك المكاشفة ورجعتُ الى وضعي العادي».

* «عبد الباقي»، إبن العلّامة الطباطبائي: يقول آية الله الحسيني الهمداني صاحب تفسير (أنوار درخشان): «دعاني العلّامة الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان) إلى وليمة مع مجموعة من الشخصيّات، منهم السيّد الخوئي، والسيّد الميلاني، والسيّد صدر الدين الجزائري وآخرون. وكانت الدعوة بمناسبة ولادةِ ولدٍ ذكر له، وكان العلّامة الطباطبائي لا يعيش له ولدٌ ذكر، وقد أنجبَتْ زوجتُه اثنين أو ثلاثة أولاد ماتوا بعد عدّة أشهر من ولادتهم.
قال العلّامة الطباطبائي في تلك الجلسة: لقد زارنا قبل أيّام السيّد عليّ القاضي ولم أكن حينِها في الدار، فجلس قليلاً ثمّ قال للعائلة عند خروجه: سيرزقُكم الله تعالى في هذه الأيّام ولداً ذكراً، سمّوه "عبد الباقي" ليبقى على قيد الحياة إنْ شاء الله تعالى. وقد وُلد لي هذا الولد وسمّيته: عبدَ الباقي».


وفاتُه


تُوفّي السيّد علي القاضي رضوان الله عليه، ليلة الأربعاء، السادس من ربيع الأوّل سنة 1366 هجريّة، ودُفن في «وادي السّلام» قرب مقام الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.


ضريح السيد القاضي - وادي السلام

* تناثرُ النّجوم عند موتِه: قال المحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله: «سمعت السيّد الخوئي قدّس سرّه يقول: إنّ النجوم قد تناثرت عند وفاة السيّد عليّ القاضي. فقلت له: إنّ النجوم لا تتناثر لموت أحد. فقال السيّد الخوئي: إنّ هذا يقينٌ عندي، ولا يُمكن أن أتنازل عنه، لأنّي رأيته بأُمّ عيني».


 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ 0 ساعة

كتب أجنبية

نفحات