تصميم دروس عاشورائية - 2

تصميم دروس عاشورائية - 2

17/12/2009

بقية ماورد تحت هذا العنوان في قسمه الأول *اختصار الطريق: الطريق الأقصر في الوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وحسن الإقتداءبه وصدق لإتباع، هو:

بقية ماورد تحت هذا العنوان في قسمه الأول

*اختصار الطريق:

الطريق الأقصر في الوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وحسن الإقتداءبه وصدق لإتباع، هو:

1- حب الحسين عليه السلام.

من وصل إلى الحسين عليه السلام وصل إلى رسول الله: يجمع المسلمون على قوله صلى الله عليه وآله "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط". [1]

* في مجال الحصول على لين القلب والتحلي بالرأفة والرحمة، لاشيء يعادل توحيد الله تعالى من خلال الإلتزام بما أمر به رسوله صلى الله عليه وآله من حب الحسين عليه السلام، ولذلك أُمرنا بالكاء على الحسين عليه السلام، وذكره في كل وقت، حتى عند شرب الماء.

روايات: عن الإمام الرضا عليه السلام في حديث طويل: ياا بن شبيب لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين عليه السلام امطرت السماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب اذنبته ، صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا ، ياا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام . يابن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم ، فالعن قتلة الحسين عليه السلام ، يابن شبيب ان سرك ان يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.

· عن الإمام الرضا عليه السلام: ".. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن اليكاء عليه يحط الذنوب العظام. [2]

· والترابط واضح بين حط الذنوب والمغفرة وبين لين القلب:يقسو القلب بالذنوب

وبزوالها تزول القسوة: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: ماجفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب. الشيخ الصدوق، علل الشرائع81

2- المواظبة الدائمة مهما أمكن على الذكر الذي أمرنا به بما لم نؤمر بغيره على الإطلاق.

* بعض روايات الحث على ذكر: أللهم صل على محمد وآل محمد.

1- في أي وقت:

**عن علي بن ابي طالب عليه السلام ، قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من قوم اجتمعوا في مجلس ، ولم يذكروا الله عزوجل ، ولم يصلوا علي ، الا كان ذلك المجلس حسرة عليهم ، فان شاء اخذهم ، وان شاء عفا عنهم[3]

** قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من صلى علي مرة ، صلى الله عليه عشرا ، ومن صلى علي عشرا ، صلى الله عليه مائة مرة ، ومن صلى علي مائة مرة ، صلى الله عليه الف مرة ، ومن صلى علي الف مرة ، لا يعذبه الله في النار ابدا )[4]

**القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( من صلى علي ولم يصل على آلي ردت عليه ، وقال صلى اله عليه وآله : يؤمر باقوام إلى الجنة فيخطئون الطريق ، قيل : يا رسول الله لم ذاك ؟ قال : سمعوا اسمي ولم يصلوا علي )[5]

**قال المحدث الجليل صاحب المستدرك: وجدت بخط فخر المحققين في أجوبته لمسائل السيد حيدر الآملي ، ما لفظه : فقد نقل عن النبي صلى الله عليه وآله ، انه قال : ( لا تفرقوا بيني وبين آلي بعلى )[6]

أي لانقول: صلى الله عليه وعلى آله، بل نقول: صلى الله عليه وآله

2- وفي ليلة الجمعة ويومها بشكل خاص:

قال العلامة الحلي:

يستحب الاكثار من الصلاة على النبي وآله لقوله صلى الله عليه وآله: أقربكم منى في الجنة أكثركم على صلاة فأكثروا الصلوة على في الليلة الغراء واليوم الازهر قال الصادق (عليه السلام ) عنى ( عن ) يوم الجمعة وليلتها ليلتها ليلة غراء و يومها يوم أزهر وقال (عليه السلام ) إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر في ايديهم اقلام الذهب وقراطيس الفضة لا يكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد وعلى آل محمد فأكثروا منها. ثم قال: إن من السنة ان تصلي على محمد وعلى أهل بيته في كل جمعة الف مرة وفى ساير الايام مائة مرة[7]

* من أفضل صيغ الصلاة على المصطفى وآله:

1- عن الإمام الصادق عليه السلام قال : من أراد أن يسر محمدا وآله في الصلاة عليهم ، فليقل : اللهم يا أجود من أعطى ، ويا خير من سئل ، ويا أرحم من استرحم ، اللهم صل على محمد وآله في الأولين ، وصل على محمد وآله في الآخرين وصل على محمد وآله في الملأ الاعلى ، وصل على محمد وآله في المرسلين ، اللهم أعط محمداً وآله الوسيلة والفضيلة، والشرف والرفعة، والدرجة الكبيرة، أللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشرباً رَوِيّاً سائغاً هنيئاً لا أظمأ بعده أبداً إنك على كل شئ قدير، أللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره فعرِّفني في الجنان وجهه، اللهم بلغ محمدا صلى الله عليه وآله مني تحية كثيرة وسلاما . [8]

2- ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي المغيرة قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ، اللهم صل على محمد وذريته )قضى الله له مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الاخرة ، قال : قلت له : ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين ؟ قال : صلاة الله رحمة من الله ، وصلاة ملائكته تزكية منهم له ، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له . ومن سر آل محمد صلى الله عليه وآله في الصلاة على النبي وآله ( اللهم صل على محمد وآل محمد في الاولين ، وصل على محمد وآل محمد في الاخرين ، وصل على محمد وآل محمد في الملاء الاعلى ، وصل على محمد وآل محمد في المرسلين ، اللهم أعط محمدا الوسيلة و الشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة ، اللهم إني آمنت بمحمد ولم أره ، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته ، وارزقني صحبته ، وتوفني على ملته ، واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير ، اللهم كما آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهه ، اللهم بلغ روح محمد صلى الله عليه وآله عني تحية كثيرة وسلاما ) . فان من صلى على النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصلوات هدمت ذنوبه ، ومحيت خطاياه ودام سروره ، واستجيب دعاؤه واعطي أمله ، وبسط له في رزقه ، واعين على عدوه وهي له سببب أنواع الخير ، ويجعل من رفقاء نبيه في الجنان الاعلى ، يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية.[9]

· لاتنحصر الفوائد العظيمة للبكاء على سيد الشهداء والإكثار من الصلوات، بتليين القلب وجعله مؤهلاً ومهيئاً للتحلي بمكارم الأخلاق، بل تتعاظم فوائد ذلك لتجعل المؤمن وجيهاً عند الله تعالى بالحسين عليه السلام: أللهم اجعلني وجيهاً عندك بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرين.

بل تصل عظمة هذه الفوائد إلى حيث يصبح المؤمن مع الحسين عليه السلام، أي أنه يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من الطريق الذي أمر به:
أللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.

*ومن وصل إلى الإمام الحسين عليه السلام فقد وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فدعاء طلب الجاه عند الله تعالى بالحسين هو نفسه طلب الجاه عند الله تعالى برسول الله صلى الله عليه وآله: ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: إذا قمت إلى الصلاة فقل اللهم إني أقدم إليك محمداً بين يدي حاجتي وأتوجه به إليك فاجعلني به وجيهاً عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين، اجعل صلاتي به متقبلة وذنبي به مغفوراً، ودعائي به مستجاباً إنك أنت الغفور الرحيم. [10]

الربط بالمصيبة: من مظاهر الرأفة المحمدية أن سيد الشهداء عليه السلام

سقى أهل الكوفة الماء ثلاث مرات: في صفين، عندما قاد الجيش الذي استرد السيطرة على النهر. وفي الكوفة عندما أمره أمير المؤمنين عليهما السلام أن يصلي صلاة الإستسقاء. وفي الطريق إلى كربلاء عندما وصل الحر وجيشه.

ومع ذلك منعوه الماء، بل منعوا حتى الرضيع قطرة ماء.

أتقضي ظماً فداك حشا العالمين خميص الحشاشة ظمآنها الخ

زينب لفت يم حسين والعبرات هماله الخ

***

المستوى الثالث:

قال الله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون رحمة من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود... صدق الله العلي العظيم

* كما يشمل تعبير "مع رسول الله" الصحابة الأبرار، يشمل ولو بنسب مختلفة كل من يكون معه صلى الله عليه وآله مقتدياً به، مهتدياً بهداه.

قال تعالى: " ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و حسن اولئك رفيقا " النساء 69

* في طليعة من يشملهم هذا التعبير" والذين معه" ويحظون بهذا الوسام الأرفع شهداء كربلاء، الذين أثبتوا بمواقفهم الجهادية العظيمة وباشتشهادهم بين يدي الحسين عليه السلام، أنهم في طليعة من هم مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فالحسين من رسول الله المهجة والروح :

"حسين مني وأنا من حسين".

ومعنى ذلك أن نبحث في التجليات المسلكية الفاضلة، ومكارم الأخلاق المحمدية في سيرة هؤلاء الشهداء الأبرار. خير أصحاب لرسول الله صلى الله عليه وآله بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

· يكشف التأمل بالآية عن هذه الخصوصية الأبرز في شهداء كربلاء، حين نجد أن الصفات الواردة فيها، تنطبق عليهم أشد انطباق، حتى لكأنها فيهم نزلت:

· في الآية صفات وخصال يأتي الحديث عن كل منها بما يناسب المقام،إلا أن من المفيد في البداية الإشارة إلى السمة العامة والطابع العام التي يفهم من الآية لمن يتحلى بهذه الصفات.

· السمة العامة التي تعتبر القاسم المشترك لكل الصفات في الآية الكريمة: التحلي بمكارم الأخلاق.

· إنها الصفة الأبرز في المجاهد في سبيل الله، على العكس مما قد يتصور من أن الطابع العسكري هو الصفة الأبرز له.

· المخزون الروحي الذي يحمل على التحلي بمكارم الأخلاق، يجعل الإقدام الجهادي ثمرة طبيعية لسلوك طالما تعاهده صاحبه بالتضرع إلى الله تعالى ليوفقه للسير في الخطى المحمدية، فيهذب نفسه ببركة المصطفى الحبيب وبالتوسل به وبآله المعصومين. صلى الله عليه وعليهم.

· أما الصفات الواردة في الآية فهي كما يلي:

1- أشداء على الكفار:

ملاحظات:

أ‌- من الواضح أن اجتماع الشدة مع الرحمة والركوع والسجود أي العبادة، دليل على أن هذه الشدة ليست غرائزية وردة فعل عشوائية، بل هي قرار بالشدة حيث ينبغي أن تكون، والدليل هو أن هذا القلب نفسه هو الرحيم حيث ينبغي الرحمة.

ب‌- أن هؤلاء الأشداء على الكفار، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وهو دليل واضح على أن الغالب عليهم والذي يشكل السمة العامة لهم هي العبودية للحق الذي لاحق غيره سبحانه وتعالى. وهو معنى ماتقدم من أن اللين هو سمتهم الغالبة، لأن عباد الرحمان هم الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.

ت‌- يتضح مما تقدم أن هذ الشدة على الكفار، التي لاتنفصل عن العبودية لله تعالى، فعل يستند إلى رؤية فكرية، بل هي تعبير فكري عن موقف واعٍ في وجه التنكر للحق والحقيقة، والإصرار على الباطل والتيه في أودية الجهل.

ث‌- يؤكد كل ماتقدم أن المحمدي الصادق لايصادق ولايعادي ، ولايحب ولايبغض، إلا في الله تعالى، أي في الحق: ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير. الحج 6

رواية أو روايتان حول الحب في الله والبغض في الله.

حكم الله تعالى هو الذي يحدد لنا من نوالي وممن نتبرأ، من نؤيد ومن نجتنب، وبما أن الله تعالى أرحم الراحمين، فمن الطبيعي أن تكون القاعدة الفكرية للمحمدي الصادق في اتباعه له صلى الله عليه وآله، هي الرحمة. كما يأتي.

2- رحماء بينهم: خط الرحمة في المؤمن، هو علامة اتباعه من أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، ودليل التزامه بما يؤكده في اليوم مراراً عندما يبدأ صلاته، أو أي عمل ببسم الله الرحمن الرحيم.

ولاينافي هذا على الإطلاق أن يكون المؤمن الرحيم شديد البأس في مواجهة الباطل، لاتأخذه في الله لومة لائم.

هذا التوازن الدقيق هو الذي يحقق العدالة في مملكة النفس ودولتها، فلايسمح للحديث عن الرحمة أن يتجاوز حده ليلغي حدود الرحمة فتتماهى مع كل باطل.

3- تراهم ركعا وسجدا: وهذا التوازن الدقيق، والصراط المستقيم، لايمكن الوصول إليه والمحافظة عليه إلا بالكدح في ميدان الجهاد الأكبر، وهو ميدان العمل، لايشكل التنظير منه إلا المدخل، ولذا فإن المحمديين الصادقين" تراهم ركعاً سجداً" فالعبادة هي الطريق: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.

4- يبتغون فضلاً من الله ورضواناً: وروح العبادة، الترفع عن المصالح الشخصية والفئوية الباطلة، فلايصح أن يكون الهدف إلا " وجه الله والدار الآخرة".

5- سيماهم في وجوههم من أثر السجود: ومن كان هذا دأبه فله سمة وعلامة، هي "سيماؤه" وهي أثر السجود بما يشكله السجود من ترابية وتواضع بين يدي الحق سبحانه وتعالى، والخضوع المطلق لقوانين عدله ولطفه، فلايبقى مجال للتعالي على الآخرين، أو التمايز عنهم.

ومن اكتملت فيه دورة هذه الصفات المحمدية، فسيجد نفسه سباقاً في ميادين الجهاد بحثاً عن لقاء الله تعالى تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله، في خطى الإمام الحسين عليه السلام.

**الطريق إلى رسول الله حسيني

أورد الشيخ الصدوق عليه الرحمة:

عن".." محمد بن على بن موسى عن أبيه على بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على أبي طالب عليهم السلام قال:

دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله ) : مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السموات والارضين قال له أبي : وكيف يكون يا رسول الله (صلى الله عليه وآله ) زين السموات والأرضين أحد غيرك ؟ قال : يا أُبَيّ والذي بعثنى بالحق نبياً إن الحسين بن على في السماء أكبر منه في الأرض وانه لمكتوب عن يمين عرش الله عز وجل : مصباح هدى وسفينه نجاة وامام خير ويُمن وعز وفخر وعلم وذُخر ..."[11]


· والطريق إلى الحسين عليه السلام، بحمل هم تهذيب النفس وتزكيتها لتتحلى بالأخلاق الفاضلة: فمن حمل هم تهذيب النفس، فهو صادقٌ في طلب الإهتداء بمصباح الهدى، وصادق في البحث عن سفينة النجاة.

يتلازم البحث عن الجهاد والشهادة في درب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، مع الصدق في حب التحلي بمكارم الأخلاق المحمدية، ولايصح الفصل بينهما أبداً، بل إن هذا الفصل يعني استحالة الوصول:

قال عصام بن المصطلق : دخلت المدينة فرأيت الحسن بن علي عليهما السلام ، فأعجبني سمته وحسن روائه ، فأثار مني الحسد ما كان يجنه صدري لأبيه من البغض ، فقلت : أنت ابن أبي طالب ! قال نعم . فبالغت في شتمه وشتم أبيه ، فنظر إلي نظرة عاطف رءوف ، ثم قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " فقرأ إلى قوله : " فإذا هم مبصرون " ثم قال لي : خفض عليك ، استغفر الله لي ولك إنك لو استعنتنا أعناك ، ولو استرفدتنا أرفدناك، ولو استرشدتنا أرشدناك . فتوسم فيَّ الندمَ على ما فَرَط مني فقال : " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " أمن أهل الشأم أنت ؟ قلت نعم . فقال : * شِنْشِنةٌ أعرفها من أَخْزَم * حياك الله وبيَّاك، وعافاك ، وآداك(أي قَوِّاك) انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك ، تجدنا عند أفضل ظنك، إن شاء الله . قال عصام : فضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، ووددت أنها ساخت بي، ثم تسللت منه لِواذاً، وما على وجه الأرض أحبُّ إلي منه ومن أبيه.[12]

يضيف صاحب هذه القصة:" ثم أنشأت أقول:

* ألم تر أن الحلم زين لأهله * ولا سيما إن زان حلمَك منصبُ

سليل رسول الله يقتص هديَه * عليه خباء المكرمات مُطَنَّبُ

قريب من الحسنى بعيد من الخنا * صفوح إذا استعتبته فهو مُعتِب

صفوح على الباغي ولو شاء لاقه * بشنعاء فيها لامريء متأدَّبُ

فقل لمسامي الشمس أنى تنالُها * تأمل سناها وانظرنْ كيف تُعْرِبُ ".[13]

الربط بالمصيبة: نعم، الحسين عليه السلام:

سليل رسول الله يقتص هديه عليه خباء المكرمات مطنب

عظم الله لك الأحر ياسيدي ياصاحب الزمان، لم يرع القوم لجدك أبي عبد الله شيئاً من حرمته.

وتحزبت فرق الضلال على ابن من في يوم بـدر فرق الأحزابا

اخبار مرتبطة

نفحات