وصايا

وصايا

منذ 3 أيام

من وصايا رسول الله صلّى الله عليه وآله
إعداد: علي حمود

  
من وصايا رسول الله صلّى الله عليه وآله
* يُقطَعُ الطّريقُ بالسّهر الدائم، والظّمأ في الهَواجر..
* الكلمةُ الطيّبةُ صدَقة
ـــــ إعداد: علي حمود ــــ


أورد الشيخ جمال الدّين أحمد بن فهد الحلّي رضوان الله عليه (ت: 841 للهجرة) في رسالته الأخلاقيّة (التّحصين في صفات العارفين من العزلة والخمول) وصيّةً من رسول الله صلّى الله عليه وآله للصّحابي أسامة بن زيد. ونظراً لسقوط بعض العبارات من النسخة المطبوعة من (التّحصين)، فقد تمّ ضبطُ متن الوصيّة على مقتطفاتٍ منها أوردها المحدّث النّوري في (مستدرك الوسائل)، وأخرى أوردها السيّد البروجردي في (جامع أحاديث الشيعة).
تليها، فقرات منتقاة –مراعاةً للمساحة المخصّصة- من وصيّته صلّى الله عليه وآله للصّحابيّ الجليل أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه، مرويّة عن الشيخ الطّوسي قدّس سرّه.


روى الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد بن القمّي نزيل الرَّيّ [المشهور بابن الرّازي] في كتابه (المُنبئ عن زهد النبيّ صلّى الله عليه وآله) قال: حدَّثنا أحمد بن عليّ بن بلال ".." عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال سمعت النبي صلّى الله عليه وآله و[قد] أقبل على أُسامة بن زيد، فقال:
يا أسامة، عليك بطريق الحقّ، وإيّاك أن تختلج دونه بزهرة رغبات الدّنيا وغَضارة نعيمِها وبائد سرورها وزائلِ عيشِها.
فقال أسامة: يا رسولَ الله، وما أيسرُ ما يُقطَع به ذلك الطريق؟
قال صلّى الله عليه وآله: السّهرُ الدّائم، والظَّمأُ في الهواجر، وكفُّ النّفس عن الشّهوات، وترْكُ اتّباع الهوى، واجتنابُ أبناء الدّنيا.
يا أسامة، عليك بالصَّوم فإنّه قربةٌ إلى الله وليس شيءٌ أطيب عند الله من ريحِ فمِ صائمٍ تَرَك الطّعام والشّراب لله ربِّ العالمين، وآثرَ اللهَ على ما سواه، وابتاعَ آخرتَه بدنياه، فإنْ استطعتَ أن يأتيك الموتُ وأنت جائعٌ وكبدُك ظمآن فافعل، فإنَّك تنالُ بذلك أشرفَ المنازل، وتحلُّ مع الأبرار والشّهداء والصّالحين.



  
عليك بالسُّجود والصّلاة

يا أسامة، عليك بالسُّجود فإنّه أقرب ما يكون العبد من ربِّه [متى] كان ساجداً، وما من عبدٍ سجد لله سجدةً إلَّا كتبَ له بها حسنةً ومحا عنه سيِّئة، ورفع له بها درجة، وأقبلَ اللهُ عليه بوجهِه وباهى به ملائكته.
يا أسامة، عليك بالصَّلاة فإنَّها أفضلُ أعمال العباد، لأنَّ الصَّلاة رأسُ الدِّين وعمودُه وذروةُ سَنامه.
واحذر يا أسامة دعاء عباد الله [الذين] أنهكوا الأبدان، وصاحبوا الأحزان، وأزالوا اللُّحوم، وأذابوا الشُّحوم، وأظمَأوا الكبود ".." حتى غشيت منهم الأبصار شوقاً إلى الواحد القهَّار، فإنَّ الله إذا نظر إليهم باهى بهم الملائكة، وغشّاهم بالرّحمة، بهم يدفعُ الله الزلازلَ والفتن.

  ..الّذين إذا شهِدوا لم يُعرفوا

ثمَّ بكى رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى علا بكاؤه واشتدَّ نحيبُه، وهاب القومُ أنْ يكلِّموه فظنُّوا لِأمرٍ قد حدثَ من السّماء، ثمَّ إنّه صلّى الله عليه وآله رفع رأسَه فتنفّسَ الصُّعداء، ثمَّ قال:
أوه أوه، بؤساً لهذه الأمّة، ماذا يلقى مَن أطاع الله، كيف يُطردون ويُضرَبون ويُكذَّبون لأجل أنَّهم أطاعوا الله، فأذلّوهم بطاعة الله، ألا ولا تقوم السّاعة حتى يبغض النّاس مَن أطاع الله ويحبُّون (يحبّوا) مَن عصى.
فقال بعضهم: يا رسول الله، والنّاس يومئذٍ على الإسلام؟
قال: وأين الإسلام يومئذٍ؟ إنَّ المسلم يومئذٍ كالغريب الشَّريد، ذلك زمانٌ يذهبُ فيه الإسلام ولا يبقى إلَّا اسمُه، ويندرس فيه القرآن فلا يبقى إلَّا رَسْمُه.
قال: يا رسول الله، وفي ماذا يكذِّبون مَن أطاع ويطردونهم ويعذِّبونهم؟
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: تركَ القومُ الطّريق وركنوا إلى الدُّنيا، ورفضوا الآخرة، وأكلوا الطَّيِّبات ولبسوا الثّياب المزيَّنات، وخدمتهم أبناءُ فارس والرُّوم، فهم يغتذون (يغتدون) في طيّب الطّعام، ولذيذ الشّراب، وزكيّ الرّيح، ومشيَّد البنيان، ومزخرف البيوت، ومجد (منجّدة) المجالس، يتبرَّجُ الرَّجل منهم كما تتبرَّج الزّوجةُ لزوجها، وتتبرَّج النّساءُ بالحُليّ والحُلل المزيَّنة، زيُّهم يومئذٍ زيُّ الملوك الجبابرة. يتباهون بالجاه وأولياءُ الله عليهم العناء، مشحبة ألوانُهم من السَّهر، ومنحنيةٌ أصلابُهم من القيام، قد لصقت بطونُهم بظهورهم من طول الصَّيام. قد أذهلوا أنفسَهم وذبحوها بالعَطش طلباً لرضى الله، وشوقاً إلى جزيل ثوابه، وخوفاً من أليم عقابه، فإذا تكلَّم منهم متكلِّمٌ بحقٍّ أو تفوَّه بصدقٍ قيل له: اسكُت، فأنت قرينُ الشّيطان ورأسُ الضّلالة. يتأوَّلون كتابَ الله على غير تأويله، ويقولون مَن حرَّم زينةَ التي أخرجَ لعبادِه والطّيِّبات من الرِّزق.
واعلم [يا] أسامة أنَّ أكثر النّاس عند الله منزلةً يوم القيامة وأجزلَهم ثواباً وأكرمَهم مآباً مَن طال في [الدّنيا] حزنُه، وكَثُر فيها همُّه، ودام فيها غمُّه، وكثُر جوعُه وعطشُه؛ أولئك الأبرارُ الأتقياءُ الأخيارُ، إنْ شهِدوا لم يُعرَفوا وإن غابوا لم يُفتَقَدوا.
يا أسامة، أولئك تعرفهم بقاعٌ، وتبكي إذا فقَدَتْهُم محاريبُها، فاتّخِذهم لِنفسك كنزاً وذُخراً لعلَّك تنجو بهم من زلازل الدُّنيا وأهوال القيامة، وإيَّاك أن تَدَعَ ما هُم فيه وعليه، فتزلَّ قدمُك وتهوي في النّار، فتكون من الخاسرين.
واحذر يا أسامة أن تكون مِن الذين قالوا سَمِعنا وهم لا يَسمعون.

  من وصاياه صلّى الله عليه وآله لأبي ذرّ الغفاريّ

يا أبا ذرّ: احفظ ما أُوصيك به تكُن سعيداً في الدّنيا والآخرة.
يا أبا ذرّ:
- إنَّ الله تبارك وتعالى لم يوحِ إليَّ أن اجمَعِ المالَ ولكن أوحى إليَّ أن ﴿..سبِّح بحمد ربِّك وكُن من السَّاجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين﴾ الحجر:98-99.
- الجليسُ الصّالحُ خيرٌ من الوحدة، والوحدةُ خيرٌ من جليس السُّوء، وإملاءُ الخير خيرٌ من السُّكوت، والسُّكوتُ خيرٌ من إملاء الشرّ.
- لا تصاحِب إلَّا مؤمناً، ولا يأكل طعامَك إلَّا تقيّ، ولا تأكل طعامَ الفاسقين.
- اترك فضولَ الكلام، وحسبُك من الكلام ما تبلغُ به حاجتَك.
- كفى بالمرء كذِباً أن يحدِّث بكلّ ما يسمع.
- ما من شيءٍ أحقّ بطول السّجن من اللّسان.
- إنَّ من إجلال الله إكرام ذي الشّيبة المسلم، وإكرام حَمَلة القرآن العاملين، وإكرام السُّلطان المُقسِط.
- يا أبا ذرّ، الكلمةُ الطيّبة صدَقة، وكلُّ خطوةٍ تخطوها إلى الصّلاة صدقة.
- إنَّك ما دمتَ في الصَّلاة فإنَّك تقرعُ بابَ الملِك الجبَّار، ومَن يُكثِر قرع باب الملِك يفتَح له.
- يقول الله تعالى: لا أجمعُ على عبدٍ خوفَين ولا أجمع له أمنَين، فإذا أَمِنَني في الدُّنيا أَخَفْتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدُّنيا آمنتُه يوم القيامة.
- الكيِّسُ مَن دان نفسه وعمل لِما بعد الموت، والعاجز مَن اتَّبعَ نفْسَه وهواها وتمنّى على الله عزَّ وجلَّ الأماني.
- إنَّ أحبّكم إلى الله جلَّ ثناؤه أكثرُكم ذكراً له، وأكرمكم عند الله عزَّ وجلَّ أتقاكم له، وأنجاكم من عذاب الله أشدّكم له خوفاً.
- إذا سُئلتَ عن علمٍ لا تعلمه فقُل: لا أعلمه، تَنْج من تبعتِه، ولا تُفْتِ بما لا علم لك به، تَنْجُ من عذاب الله يوم القيامة.
- إنَّ الرّجل ليُحرَم رزقه بالذّنب يُصيبُه.
- دَع ما لستَ منه في شيءٍ، فلا تنطق بما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن ورقك.
- أيّما رجل تطوَّع في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقّاً واجباً بيتٌ في الجنّة.
- يا أبا ذرّ، لو أنَّ الناس كلّهم أخذوا بهذه الآية لكَفَتهم: ﴿..ومن يتقِّ الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره..﴾ الطلاق:2-3.
يا أبا ذرّ، التّقوى هَهنا، التّقوى هَهنا، وأشار صلّى الله عليه وآله إلى صدره.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

إعداد شعائر

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

منذ 3 أيام

إعداد شعائر

نفحات