تحقيق

تحقيق

17/06/2012

مسجدُ جَمْكَرَان

 
مسجدُ جَمْكَرَان 
مهوى قلوبِ الموحِّدين المُنتظِرين

ـــــ إعداد: أحمد الحسيني ـــــ
مسجدُ جمكران روضةٌ وارفةٌ على مسافة 5 كلم إلى الجنوب الشرقي من مدينة قمّ المقدّسة، وعلى يمين الطّريق بينها وبين مدينة كاشان، وبالقرب منه جبلٌ معروف يقع فيه مقامٌ للعبد الصّالح الخضر عليه السلام.
وقد بُني هذا المسجد بأمر خاصٍّ من الإمام المهديّ المنتظر عليه السلام في تفصيل يأتي ذكره، وقد أمر الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف الناسَ بعدم التواني عن زيارة هذا الموضع الشريف، وفي تعزيره وتوقيره والرغبة إليه.
 

أوّل من تعرّض لذكر قصّة بناء مسجد جمكران هو شيخ الطّائفة أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه المشهور بالشيخ الصدوق (ت: 381 هجريّة) في كتابه (مؤنس الحزين في معرفة الحقّ واليقين).
وبما أنّ المسجد قد تأسّس في زمن الشيخ الصدوق، ولكونه رحمه الله ساكناً حينذاك في مدينة قم، فإنّه ينقل جميع التفاصيل بلا واسطة عن الشيخ حسن بن مثلة الجمكراني، والسيد أبي الحسن الرضا -الآتي ذِكرُهما- وعن شهود العيان الآخرين.
كما أنّ الشيخ حسن بن محمّد القمي، وهو من معاصري الشيخ الصدوق، قد أورد في كتابه (تاريخ قم) الذي ألّفه سنة 378 للهجرة –أي في أيّام حياة الشيخ الصّدوق- أورد هذه الواقعة نقلاً عن (مؤنس الحزين) الذي اندثر وفُقِد في فترة لاحقة، شأنه شأن عشرات المؤلّفات القيّمة التي فُقدت لشيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليه.
في سنة 865 هجريّة، نقلَ حسنُ بن علي بن عبد الملك القمي كتاب (تاريخ قم) من العربيّة إلى الفارسية، كما نصّ على ذلك الشيخ الطّهراني في (الذريعة، ج 3: ص 276)، وقد روى العلّامة المجلسي (ت: 1110 هجريّة) في الجزء السابع والخمسين من (البحار) الأخبار المتعلّقة بمدينة قم عن هذه الترجمة الفارسيّة لـ (تاريخ قم)، وهو يقول في الفصل الثاني من الجزء الأوّل من (البحار): «وتاريخ بلدة قم كتابٌ معتبَر، ولكن لم يتيسّر لنا أصلُ الكتاب، وإنّما وصل إلينا ترجمتُه».
لكنّ السيّد أمير محمد شرف المتوفّى سنة 1145 -تلميذ العلّامة المجلسي وصاحب كتاب (فضائل السّادات)- شاهد المتن العربي لكتاب (تاريخ قم) ونقل عنه، كما في (جنّة المأوى) للمحدّث النوري، وممّن شاهد المتن العربي أيضاً محمد علي الكرمانشاهاني (ت: 1216 هجريّة) وهو إبن الوحيد البهبهاني، حيث ذكر في حاشيته على كتاب (نقد الرجال) للتفرشي ترجمةً للشيخ حسن بن مثلة، ومختصراً لقصّة تأسيس مسجد جمكران.
إلى ذلك، أورد المحقّق المحدّث الميرزا النوري (ت: 1320 هجريّة) قصّة تأسيس مسجد جمكران –نقلاً عن الترجمة الفارسية لكتاب (تاريخ قم)- في آثاره التالية: (مستدرك الوسائل)، (النجم الثاقب)، (كلمة طيبة)، و(جنّة المأوى).
كذلك، وردت قصّة تأسيس المسجد في (إلزام النّاصب) للشيخ علي اليزدي الحائري (ت: 1333 هجريّة)، وفي (أنوار المُشعشعين) للشيخ محمد علي الكجوبي القمي (ت: 1335 هجريّة).
**

وأمّا قصّة بناء مسجد جمكران، فقد أوردها المحدّث النّوري في (جنّة المأوى) المطبوع ضمن (البحار)، صنّفَه لذِكر قصص مَن تشرّف بلقاء الإمام المهديّ صلوات الله عليه في زمن الغَيبة الكبرى. قال رضوان الله عليه:
«الحكاية الثامنة. في (تاريخ قم) ".." ما لفظه بالعربية: ".." سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الامام عليه السلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصّالح حسن بن مثلة الجمكراني قال: كنتُ ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة نائماً في بيتي، فلمّا مضى نصفٌ من اللّيل فإذا بجماعة من النّاس على باب بيتي فأيقظوني، وقالوا: قُم وأجب الإمام المهديّ صاحب الزّمان فإنّه يدعوك.
قال: فقمت وتعبّأت وتهيّأت ".." فلمّا جئتُ إلى الباب، رأيتُ قوماً من الأكابر، فسلّمتُ عليهم، فردّوا ورحبّوا بي، وذهبوا بي إلى موضعٍ هو المسجدُ الآن، فلمّا أمعنتُ النّظر رأيتُ أريكةً فُرِشت عليها فراش حِسان، وعليها وسائد حِسان، ورأيت فتىً في زيِّ ابنِ ثلاثين متّكئاً عليها، وبين يديه شيخ، وبيده كتابٌ يقرأه عليه، وحوله أكثر من ستّين رجلاً يُصلّون في تلك البُقعة، وعلى بعضهم ثيابٌ بِيض، وعلى بعضِهم ثيابٌ خُضر.
وكان ذلك الشيخ هو الخضر عليه السلام، فأجلسني ذلك الشيخ عليه السلام، ودعاني الإمام عليه السلام باسمي، وقال: اذهب إلى حسن بن مسلم، وقل له: إنّك تعمرُ هذه الأرض منذ سنين وتزرعُها، ونحن نخربها، زرعتَ خمسَ سِنين، والعام أيضاً أنت على حالِك من الزّراعة والعمارة؟ ولا رخصةَ لك في العَود إليها، وعليك ردُّ ما انتفعتَ به من غلّات هذه الأرض ليُبنى فيها مسجد. وقُلْ لحسن بن مسلم إنّ هذه أرضٌ شريفة، قد اختارَها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرَّفَها، وأنت قد أضفتَها إلى أرضِك. وقد جزاك الله بموتِ وَلدين لك شابّين، فلم تنتبِه من غفلتِك، فإنْ لم تفعل ذلك لأَصابك من نقمةِ الله من حيث لا تشعر.
قال حسن بن مثلة: [قلت] يا سيّدي، لا بدّ لي في ذلك من علامة، فإنّ القوم لا يقبلون ما لا علامةَ ولا حجّةَ عليه، ولا يصدّقون قولي، قال: إنّا سنعلّم هناك، فاذهب وبلِّغ رسالتَنا، واذهب إلى السيّد أبي الحسن وقُل له: يَجيء ويحضرُه ويطالبُه بما أخذ من منافع تلك السّنين، ويُعطيه النّاسَ حتّى يبنوا المسجد، ويُتِمّ ما نقُص منه من غلّة رهق مُلكِنا بناحية أردهال [منطقة بين مدينتَي قم وكاشان] ويتمُّ المسجد، وقد وقفنا نصفَ رهقٍ على هذا المسجد، ليجلب غلّتَه كلّ عام، ويصرف إلى عمارتِه. ".."
قال حسن بن مثلة: فعدتُ حتّى وصلتُ إلى داري، ولم أزل اللّيل متفكرّاً حتّى أسفرَ الصّبح، فأدّيتُ الفريضة، وجئتُ إلى عليّ بن المنذر، فقصصتُ عليه الحال، فجاء معي حتّى بلغتُ المكانَ الذي ذهبوا بي إليه البارحة. فقال: والله، إنّ العلامة التي قال لي الإمام، واحدٌ منها أنّ هذه السلاسل والأوتاد هَهنا.
فذهبنا إلى السيّد الشريف أبي الحسن الرّضا، فلمّا وصلنا إلى باب داره رأينا خُدّامَه وغِلمانَه يقولون إنّ السيّد أبا الحسن الرّضا ينتظرُك من سَحَر، أنت من جمكران؟ قلتُ: نعم.
فدخلتُ عليه السّاعة، وسلّمتُ عليه وخضعت، فَأَحسنَ في الجواب وأكرَمني ومكّنَ لي في مجلسِه، وسبقَني قبل أن أُحدِّثَه وقال: يا حسنُ بنُ مثلة، إنّي كنتُ نائماً فرأيتُ شخصاً يقول لي: إنّ رجلاً من جمكران يُقال له: حسنُ بن مثلة يأتيك بالغدو، ولتُصدّقنّ ما يقول، واعتمِد على قولِه، فإنّ قولَه قولُنا، فلا تَرُدّنَّ عليه قولَه، فانتبهتُ من رَقدتي، وكنتُ أنتظرُك الآن.
فقصَّ عليه الحسن بن مثلة القصصَ مشروحاً، فأمر بالخيول لِتُسرَج ".." وجاء السيّد أبو الحسن الرّضا رضي الله عنه إلى ذلك الموضع، وأحضروا الحسنَ بن مسلم، واستردّوا منه الغلّات وجاؤوا بغلّات رهق، وسقَفوا المسجد بالجذوع، وذهب السيّد أبو الحسن الرّضا رضي الله عنه بالسّلاسل والأوتاد وأودعَها في بيتِه، فكان يأتي المرضى والأعِلّاء ويَمسُّون أبدانَهم بالسّلاسل، فَيَشفيهم اللهُ تعالى عاجلاً، ويصحّون.
قال أبو الحسن محمّدُ بن حيدر: سمعتُ بالاستفاضة، أنّ السيّد أبا الحسن الرّضا في المحلّة المدعوّة بـ «موسويان» من بلدة قم، فمرض بعد وفاتِه ولدٌ له، فدخلَ بيتَه وفتحَ الصّندوق الذي فيه السّلاسل والأوتاد، فلم يجِدها. انتهت حكايةُ بناء هذا المسجد الشريف».

أعمالُ مسجد جمكران

أهمّ أعمال مسجد جمكران الخاصّة به، هو ما رواه الحسن بن مثلة عن صاحب الأمر صلوات الله عليه في الحكاية المتقدّمة، فقد ورد فيها [اقتطعناها من موضعها مراعاةً للتبويب]  نقلاً عن الإمام عليه السلام:
«وقُلْ للنّاس: لِيرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّروه [التعّزير بمعنى التوقير]، ويُصلّوا هنا أربع ركعات للتّحية، في كلّ ركعة يقرأ سورة الحمد مرّة، وسورة الإخلاص سبع مرّات، ويُسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، وركعتان للإمام صاحب الزّمان عليه السلام، هكذا:
يقرأ الفاتحة، فإذا وصل إلى ﴿إِيَّاكَ نَعبُدُ وإِيَّاكَ نَستَعِينُ﴾  كرّرها مائة مرّة، ثمّ يقرأها إلى آخرها، وهكذا يصنع في الرّكعة الثانية، ويسبّح في الرّكوع والسّجود سبع مرّات، فإذا أتمَّ الصّلاة؛ يُهلِّل ويُسبِّح تسبيح فاطمة الزّهراء عليها السلام، فإذا فرغ من التّسبيح يسجُد ويُصلّي على النبيّ وآله مائة مرّة، ثم قال عليه السلام ما هذه حكايةُ لفظِه: فمَن صلّاها فكأنّما صلّى في البيت العتيق».
 

أقوال العلماء في ابن مُثلة وفي المَسجد

امتدح علماء الشّيعة الأجلاّء مسجد جمكران، ووصفوا الشيخ الجمكراني حسن بن مثلة بأجمل الأوصاف، وأثنوا عليه ثناءً عطراً.
* فقد وصفه الشيخ الصّدوق في كتابه (مؤنس الحزين) بالشيخ العفيف الصّالح، ومدح مسجد جمكران وأمر النّاس أن يصلّوا فيه صلاة صاحب العصر عليه السلام، ثمّ نقل عن الإمام المنتظر عليه السلام قوله «..مَن صلّاها فكأنّما صلّى (صلّاه) في البيت العتيق».
* ويُنقل عن آية الله الشيـخ مرتضـى الحائري أنّه ذكر في كتابٍ له، أنّ مسجد جمكران من جملة الآيات الباهرة، وذلك لعدّة أمور، منها أنّ قصّته وقعت حال اليقظة، وأنّها منقولة في كتاب من الكتب المعتبرة -وهو كتاب (تاريخ قم)- عن الشيخ الصّدوق رضوان الله عليه، وأنّ القصّة تشتمل على وقائع لا تنحصر في شخص واحد.
* ويقول آية الله السيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني (ت: 1348 هجريّة) في كتابه القيِّم (مكيال المكارم في فوائد الدّعاء للقائم عليه السلام): «..وتعظيمُ مواقفه ومشاهده، كمسجد السّهلة، والمسجد الأعظم بالكوفة، والسّرداب المبارك بسامرّاء، ومسجد جمكران وغيرها من المواضع التي رآه فيها بعضُ الصالحين، أو ورد في الروايات وقوفُه فيها كالمسجد الحرام..».

* وكان سماحة آية الله السيّد محمّد تقي الخوانساري (ت: 1372 هجريّة) يتوجّه إلى هذا المسجد مشياً على الأقدام برفقة آية الله الشيخ محمّد علي الأراكي (ت: 1415هجريّة).
* وقال آية الله السيّد البروجردي (ت: 1380 هجريّة): «لو تمكّنتُ لصلّيتُ الفرائض في مسجد جمكران يوميّاً».
* ويرى آية الله السيّد المرعشي النجفي رحمه الله أنّ مسجد جمكران من الأماكن التي تُعدّ مهبطاً للبركات الإلهيّة، وأنّه يأتي بعد مسجد السّهلة.
* وقد سُئل آية الله السيّد الكلبايكاني رحمه الله عن رأيه في الرّوايات الواردة في شأن مسجد جمكران، فقال: «لا بأس بالاعتماد على هذه الروايات، والله العالم».
* أمّا الإمام الخميني قدّس سرّه فكان يُولي هذا المسجد اهتماماً خاصّاً، حيث شوهِد أكثر من مرّة يحضر لأداء الفرائض فيه أيّام إقامته في مدينة قم؛ بُعيد انتصار الثورة الإسلاميّة، وقُبيل إقامته في طهران.
* كذلك يحظى مسجد جمكران، بعناية خاصّة من قبل ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي حفظه الله، والشواهد على ذلك كثيرة، منها أبياتٌ بالفارسيّة نظمها في الإمام صاحب الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وفي مسجد جمكران، يقول في مطلعها:

دلم قرار نمى گيرد از فغان بى تو    سپند وار زكف داده ام عنان بى تو‎ ‎

عمارةُ المسجد

* كان البناء الأوّل لمسجد جمكران على يد الشيخ حسن بن مثلة الجمكرانيّ، ثمّ جُدِّد بناؤه مرّة ثانية أيّام حياة الشيخ الصّدوق قُدّس سرّه، كما أُعيدت عمارته عدّة مرّات في زمن الدّولة الصفويّة. [القرن الهجري العاشر]

* وفي زمن رئاسة المرحوم آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري للحوزة العلميّة في قم المقدّسة، قام الشيخ محمّد تقي اليزدي البافقي بإعمارالمسجد سنة 1350 هجريّة، وتبعه الحاج آقا محمد المعروف بـ «آقا زاده» وهو من تجّار قم المعروفين.
* بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، تمّ توسعة المسجد سنة 1402 هجريّة، وأُضيفت إليه مرافق وقاعات عدّة، وفي العام 1417 هجريّة أُطلِق مشروع إنشاء شارع يمتدّ من مرقد السيِّدة فاطمة المعصومة عليها السلام إلى مسجد جمكران بخطّ مستقيم، ويبلغ عرض هذا الشارع 200 م وأُطلق عليه مشروع من (الحَرم إلى الحَرم).
كما جرى شراء الأراضي المحيطة بالمسجد، فتمّ بناء ميدان كبير، بمساحة 350 ألف متر مربّع، تتوفّر فيه كلّ الخدمات الحياتيّة؛ أبرزها «دار الشّفاء» الذي يقدّم خدمات طبيّة للزّائرين والمجاورين في جميع الاختصاصات، مجّاناً أو بتكلفة رمزيّة جدّاً، وفيه صيدليّة ومختبر للتّحاليل الطبيّة، وقسم للتصوير الطّبي بأنواعه.
ثقافيّاً، يتولّى «قسم الشؤون الفنيّة والثقافيّة» التابع لمسجد جمكران النّشاطات ذات الصّلة، إلى جانب «انتشارات جمكران» المختصّة بإصدار وتوزيع الكُتُب والدّوريات والأقراص المدمجة ذات المضامين الإسلاميّة العامّة أو تلك المرتبطة بالإمام المهدي عليه السلام، باللّغة الفارسية والعربيّة ومعظم اللّغات الأجنبيّة الحيّة.
إلى ذلك، جرى تخصيص قسم لإسكان الزائرين، واستُحدث مبنى لاستضافة 800 زائر دفعة واحدة لتقديم الطّعام، كما تتوفّر المرافق الخدماتيّة الأخرى كمحطّات الوقود، والمصارف، والفنادق، والمحلّات التجاريّة.
هذا، ويُقدّر عدد الزّوار الوافدين إلى مسجد جمكران بأكثر من 12 مليون زائر سنويّاً، من داخل إيران، ومن الدّول العربيّة والإسلاميّة.

الكرامات في مسجد جمكران

يوجد في مسجد جمكران، مكتب مختصّ بتوثيق الكرامات التي تحصل ببركة دعاء الإمام المهدي المنتظَر صلوات الله عليه داخل المسجد، وجلُّ هذه الكرامات تدور على شفاء مرضى من أمراض مزمنة ومستعصية.
وفي الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بمسجد جمكران، اقتُصِر على إدراج تفاصيل سبع كرامات، ستّ منها حصلت في السنوات الأخيرة، والسّابعة كرامة مشهورة تواتر الحديث عنها في المصنّفات، وفي أوساط الحوزة العلميّة في قم، وهي كرامة حصلت لمؤسّس الحوزة آية الله الحائري رضوان الله عليه، أيّام مرجعيّته.
ويتمّ توثيق حادثة الكرامة في سجلّات خاصّة تتضمّن موضوعَها؛ من قبيل: «شفاء من المرض الخبيث»، «شفاء مريض يُصاب بالجنون الآني»، إلخ.
ويتضمّن السجّل الخاص بالكرامة أيضاً تاريخ حدوثها، وتاريخ إدراجها في سجلّات المكتب بعد التثبّت من صحّتها، ومشخّصات المكرَّم نفسه؛ صفتَه، عمرَه، موطنه، والإشارة إلى إسمه بالأحرف الأولى. وفي عددٍ من الحالات يكون شرح الكرامة مرفقاً بالمستندات الطبيّة قبل وبعد حدوث الكرامة، إضافة إلى أسماء الأطباء المشرفين على المريض.
وأمّا حادثة الكرامة نفسها فتُدوّن بحسب ما يرويه الشخص المعني، والملازمين له من أقارب أو أصدقاء.

نبذة عن منطقة جمكران

جاء في المصادر التاريخيّة أنّ منطقة «جمكران» كانت -منذ القرن الأوّل-
 بمثابة ملاذٍ آمنٍ لكثيرٍ من الموالين لآل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله،
 أو للهاربين من بطش الأمويّين، ذلك أنّ العرب الأشعريّين وهم من خواصّ شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، نزحوا من الكوفة نجاةً بأنفُسهم من بطش الحجّاج الثّقفي، فقدموا إلى إيران واستوطنوا في منطقة «جمكران»، ومن أعلامهم المدفونين بمدينة قم «زكريّا بن آدم الأشعري».
كما أنّ جماعةً من بني أسد ناصروا بني المغيرة في حربهم ضدّ الحجّاج، نزحوا من العراق في النصف الثّاني من القرن الأوّل واستوطنوا في جمكران، ويُقال إنّ الخطّاب الأسدي هو الذي بنى أوّل مسجدٍ في تلك الناحية، كان ذلك في القرن الهجري الأوّل.
كذلك، تخفّى التابعيّ سعيد بن جبير، وهو من حواريّي أمير المؤمنين عليه السلام مدّةً من الزّمن في جمكران، قبل أن يُقبض عليه ويُقتل بأمرٍ من الحجّاج.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

19/06/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات