أعلام

أعلام

منذ 0 ساعة

الفقيه الشّيخ حسين النّوري الطَّبَرسي


 
الفقيه الشّيخ حسين النّوري الطَّبَرسي
خاتمةُ المحدِّثين
ـــــ إعداد: أكرم زيدان ـــــ

* وصفَه الإمام الخميني قدّس سرّه بـ «المولى العالم، الزّاهد العابد، الفقيه المحدّث».
* أكّدَ المرجع الدّيني الكبير الآخوند الخراساني أنّ الحجّة لا تتمّ للمجتهد إلّا بالرّجوع إلى كتابه (مستدرك الوسائل).
* شهِد له مصنّف (مفاتيح الجنان) بأنّه كان شديد العبادة، لم يَفُتْه قيام اللّيل، ولم يدَع دقيقة من عمره تمضي بلا فائدة، بل إمّا بالذّكر وتلاوة الآيات، أو بالصّلاة والنّوافل لمندوبات.
* هو المجتهد الفقيه الذي ارتقى منبر سيّد الشّهداء عليه السّلام، وجدّد سُنّة المشي إلى كربلاء بعد أن كادت تندرس.
وقفة مع جانبٍ من سيرة الفقيه المحدّث، الميرزا الشيخ حسين النّوري الطّبرسي رضوان الله عليه، المعروف بـ «خاتمة المحدّثين»، و«ثالث المجلسيّين» لتبحُّرِه في رواية أحاديث المعصومين، وفي تقصّي صحّة صدورها عنهم عليهم السلام، على خطى سلفه من أعلام المحدّثين، كالحر العاملي، والعلّامة المجلسي، انتهاءً بشيخَي المحدّثين؛ الكليني والصّدوق رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
  

هو حسين بن محمّد تقي النّوري الطّبَرسي. وُلد في في الثامن عشر من شوال سنة 1254 للهجرة [1834 م] في قرية «يالو» إحدى كور طَبَرِستان، وهي محافظة «مازندران» الإيرانيّة، ولذا يلقَّب بالطّبَرسي وبالمازندراني.
* والده: الفقيه المجتهد الميرزا محمّد تقي، تتلمذ في كربلاء عند السيّد محمّد المجاهد نجل صاحب (الرّياض)، وله مؤلّفات كثيرة منها كتاب (المدارج في الأصول)، و(دلائل العباد في شرح الإرشاد)، وهو أهمّ ما كتب.
* من إخوته: الفقيه الميرزا هادي، والفقيه الفيلسوف الميرزا علي، أمّا الشيخ فضل الله النّوري الذي استُشهد إبّان الثورة الدستوريّة في إيران فهو ابن شقيقة شيخنا المترجَم له، وصهرُه على ابنته.
نشأته ودراستُه وأساتذته

* نشأ الميرزا النّوري قدّس سرّه يتيماً، فقد توفّي والدُه وله ثمان سنين، لكنّ ذلك لم يَحُل دون أن يبدأ حياته العلميّة منذ نعومة أظفاره، حيث لازم الفقيه الزّاهد المولى محمّد علي المحلّاتي، ثمّ هاجر بهدف الدّراسة إلى النجف سنة 1273، وبقي فيها أربع سنوات، ثمّ رجع إلى بلاده وبقي فيها سنة واحدة.
* في سنة 1278 عاد إلى العراق، ولازم الشيخ عبد الحسين الطّهراني الشهير بـ «شيخ العرَاقين»، وكان أوّل مَن أجازه. وفي حياة أستاذه الطّهراني حضر بحث الشيخ مرتضى الأنصاري أشهراً قلائل، إلى أن توفّي الشيخ الأنصاري سنة 1281 للهجرة.
* ومنذ سنة 1286 لازم درس السيّد المجدِّد الشيرازي في سامرّاء، حتى توفي السيّد سنة 1312. يقول المحدّث النّوري في ذلك: «..ساعدني التّقدير إلى المهاجرة إلى النّاحية المقدّسة سرّ مَن رأى لمّا هاجر إليها السيّد السَّند حجّة الإسلام ".." ومجدِّد المذهب في القرن الثالث عشر، المنتهي إليه رئاسة الشّيعة في عصره، ".." الآميرزا محمّد حسن الشيرازي».
* إلى ذلك عدّ المحدّث النُّوري من شيوخه وأساتذته: الفقيه الشيخ عبد الرّحيم البروجردي؛ قرأ عليه في طهران في مقتبَل عمره، والفقيه الكبير المولى الشيخ علي الخليلي، ومن مشايخ إجازته السيّد مهدي القزويني، وغيرهم.

                                           تلامذتُه
تتلمذ على المحدّث النوري مجموعة من العلماء الذين كان لكلٍّ منهم دور أساسي وتأثير في مسيرة الفكر الشيعي الإمامي، أبرزُهم:
1 ـ المحدّث الشيخ عباس القمِّي، صاحب (الكُنى والألقاب)، و(سفينة البحار)، و(مفاتيح الجنان).
2 ـ الشيخ آغا بزرك الطهراني، مصنّف موسوعة (الذريعة) و(نقباء البشر)؛ وفي هذا الأخير ترجمة وافية للشيخ النّوري قدّس سرّه.
3 ـ الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء، مؤلِّف (أصل الشيعة وأصولها).
4 ـ السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي، صاحب (المراجعات).

شديدُ العِبادة، الضّنينُ بعُمرِه

يقول الشيخ آقا بزرك الطّهراني في (نقباء البشر): «كان الميرزا النّوري أعلى الله مقامه ملتزماً بالوظائف الشرعيّة على الدّوام ".." وكان لا ينام إلّا متطهِّراً ولا ينام من اللّيل إلّا قليلاً، ثمّ يستيقظ قبل الفجر بساعتين فيجدِّد وضوءه -ولا يستعمل الماء القليل، بل كان لا يتطهر إلّا بالكرّ-، ثمّ يتشرّف قبل الفجر بساعة إلى الحرم المطهَّر لأمير المؤمنين عليه السلام، ويقف -صيفاً وشتاءً- خلفَ باب القبلة، فيشتغل بنوافل اللّيل إلى أن يأتي السيّد داود نائب خازن الروضة وبيدِه مفاتيحُ الروضة، فيفتح الباب ويدخل شيخُنا، وهو أوّلُ داخلٍ لها وقتذَاك، وكان يشترُك مع نائب الخازن بإيقاد الشّموع، ثمّ يقف في جانب الرّأس الشريف فيشرع بالزيارة والتهجُّد إلى أن يطلع الفجر، فيُصلّي الصبح جماعةً مع بعض خواصّه من العبّاد والأوتاد، ويشتغل بالتّعقيب، وقبل شروق الشّمس بقليل يعود إلى داره [حيث يتفرّغ للبحث والتأليف] "..". 

أمّا في يوم الجمعة فكان يغيِّر منهجَه، ويشتغل بعد الرّجوع من الحَرَم الشّريف بمطالعة بعض كُتُب الذِّكر والمصيبة لترتيب ما يقرؤه على المنبر بداره، ويخرج من مكتبتِه بعد الشّمس بساعة إلى مجلسه العامّ ".." ثمّ يرقى المنبر فيقرأ ما رآه في الكُتُب بذلك اليوم، ومع ذلك يحتاط في النّقل بما لم يكن صريحاً في الأخبار الجزميّة، وكان إذا قرأ المصيبة تنحدرُ دموعُه على شيبته. وبعد انقضاء المجلس، يشتغلُ بوظائف الجمعة من التّقليم والحلْق وقصّ الشّارب والغُسل والأدعية والآداب والنّوافل وغيرها، وكان لا يكتبُ بعدَ عصر الجمعة -على عادته- بل يتشرَّف إلى الحَرَم، ويشتغل بالمأثور إلى الغروب، كانت هذه عادتُه إلى أن انتقل إلى جوار ربِّه».
* وقال المحدّث الشيخ عبّاس القمّي في (الفوائد الرضوية): «.. كان –الميرزا المحدّث- مقبلاً على شأنِه ".." وكان شديد العبادة، كثير الزّهادة، لم يَفُتْه صلاة اللّيل والقيام في طاعة ربّه في آناء اللّيل. ".." وكان ضَنيناً بعُمره بحيث لم يدَع دقيقة من دقائق عمره، ".." تمضي بلا فائدة ".." إمّا بالذّكر وتلاوة الآيات، أو بالصّلاة والنّوافل المندوبات ".." كان واعظاً لغيره بأفعاله وأقواله، وداعياً إلى الله بمحاسن أحواله؛ تذكِّر بالله تعالى رؤيتُه ".." لا يختار من الأعمال المندوبة إلّا أحمزَها وأتعبها».

على أعتاب سيّد الشّهداء عليه السلام

كان المحدّث الميرزا النّوري رضوان الله عليه من أبرز مجتهدي عصره، ومن وجوه العلماء، ولا أدلّ على منزلته الرّفيعة –فضلاً عن نتاجه العلمي المتميّز، وشهادات الأعلام بحقّه كما سيأتي- ممّا قاله الشيخ الطّهراني في (نقباء البشر) شارحاً جانباً من علاقته بالمجدّد الشيرازي: «كان الميرزا النُّوري من أعاظمِ أصحاب السيّد المجدِّد الشيرازي وقدمائهم وكُبرائهم، وكان يُرجِع إليه مهامَّ أموره، وعنه يصدرُ الرّأي، وكان من عيون تلامذتِه المعروفين في الآفاق؛ فكانت مراسلاتُ سائر البلاد بتوسُّطه غالباً، وأجوبة الرّسائل تصدر عنه وبقلمِه ".."».
يعلّمنا خاتمة المحدّثين -عملاً لا قولاً- أنّ خدمة منبر سيّد الشّهداء صلوات الله عليه من أجَلّ الأعمال التي لا يُوفّق لها إلَّا مَن خصَّه الله تعالى بكرامةٍ من عنده، فنراه في سيرته يتصدّى بنفسه لارتقاء المنبر الحسيني الشّريف، فلم يتركه للبسطاء وغير المجتهدين كما هو الشائع سابقاً وحاليّاً غالباً، حتى اعتُبر ارتقاء المنبر الحسيني مهنة يتنزّه عنها فضلاء العلماء! بل نجده في كلِّ يوم جمعة يشتغل بعد الرُّجوع من الحَرَم الشّريف بمطالعة بعض كُتُب الذّكر والمصيبة لترتيب ما يقرأه على المنبر بداره، ويخرج من مكتبته بعد الشّمس بساعة إلى مجلسه العامّ، ثمّ

يرقى المنبر ويقرأ ما رآه في الكُتُب بذلك اليوم.
بل وفي قراءته للمجلس الحسيني يعلِّم قرّاء المنبر أن لا يقولوا بغير علم، ولا يعتمدوا على محفوظاتهم القديمة فقط، بل عليهم أن يراجعوا المصادر الصّحيحة في نقل ما يقولونه على منبر سيِّد الشّهداء عليه السلام. وقد ألّف رضوان الله عليه كتاباً بالفارسيّة سمّاه (اللؤلؤ والمرجان در شرط پله اول ودوم روضه خان)، وهو يدور على الشّروط الواجب توفّرُها في خطيب المنبر الحسيني الشريف، وقد طُبع في بيروت تحت عنوان: (اللّؤلؤ والمرجان في آداب أهل المنبر).
* هذا، وقد سُجّل للمحدّث النوري قدّس سرّه إحياؤه لشَعيرة عباديّة ولائيّة كادت أن تَندرس لولا أن قيّض الله تعالى لها من يُحييها ويُلفت إلى عظيم البركات المترتّبة عليها. جاء في الحديث الصّحيح عن أبي عبد الله الصّادق عليه السلام: «مَنْ أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة، وبكلّ قدمٍ يرفعُها ويضعُها عِتق رَقَبة من وُلد إسماعيل..». وقد وردت عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أحاديث كثيرة بهذا المضمون، شارحةً الثواب الدّنيوي والأخروي المذخور لمن خرج من بيتِه مشياً قاصداً زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
قال في (نقباء البشر): «وممّا سنّه شيخنا المحدّث النوري أعلى الله مقامه، في تلك الأعوام زيارة سيّد الشّهداء مشياً على الأقدام، فقد كان ذلك في عصر الشيخ الأنصاري من سُنَن الأخيار وأعظم
الشّعائر، لكن تُرك في الأخير وصار من علائم الفقر وخصائص الأدْنين من النّاس، فكان العازم على ذلك يتخفَّى عن النّاس لِما في ذلك من الذلّ والعار. فلمّا رأى شيخنا ضعف هذا الأمر اهتمّ له والتزمه، فكان في خصوص زيارة عيد الأضحى يكتري بعض الدّواب لحمل الأثقال والأمتعة ويمشي هو وصحبُه ".." ويستريحُ وسط الطّريق لأداء الفريضة وتناول الغذاء في ظلال خيمةٍ يحملها معه. وفي السّنة الثّانية والثّالثة زادت رغبة الناس والصّلحاء في الأمر، وذهب ما كان في ذلك من الإهانة والذلّ ".." وفي السنة الأخيرة [قبل وفاته بعام واحد] يعني زيارة عرفة عام 1319 للهجرة ".." تشرّفت بخدمة الشّيخ إلى كربلاء ماشياً، واتّفق أنّه عاد بعد تلك الزيارة إلى النّجف ماشياً أيضاً -بعد أن اعتاد على الرّكوب في العودة- وذلك باستدعاء [أحد الفضلاء]، وذلك لأنّه كان نذر أن يزور النّجف ماشياً ولمّا اتّفقت له ملاقاة شيخنا في كربلاء طلب منه أن يصحبه في العودة، فَفَعل. 
أقوال العلماء في حقّه

تكتسب أقوال العلماء في حقِّ علَمٍ بعينه أهميّتها من أمرَين أساسيّين:
أوّلاً: أنّها تُسطَّرُ بمعزلٍ عن الودِّ الذي يكنُّه القائلُ بحقّ العلَم، فهي بمنأى عن المجاملات و«اللّياقات» والصّياغات الأدبيّة.
ثانياً: أنّها بمثابة شهاداتٍ تستندُ إليها مواقف العلماء المتأخّرين من المشهود له؛ بشخصِه وبنتاجه العلمي.
ما يلي، بضعة نماذج من أبرز الشّهادت في حقِّ المحدّث الميرزا النّوري رضوان الله عليه:
1- الإمام الخميني قدّس سرّه في (الأربعون حديثاً): «المولى العالم، الزّاهد العابد، الفقيه المحدّث الآميرزا [الآ: اختصار الآغا] حسين النّوري نوّر الله مرقدَه الشريف».
2- السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة): «كان عالماً فاضلاً، محدّثاً متبحرّاً في علمَي الحديث والرّجال ".." منقّباً فاحصاً».
3- السيّد عبد الحسين شرف الدين: «..أعرفُه بالتقصّي في البحث والتنقيب..».
وسيأتي في سياق الحديث عن مؤلّفات الميرزا النّوري شهادة الآخوند الخراساني وغيره من أساطين الحوزة العلميّة بحقّه رحمه الله، فضلاً عن الشّهادات المسهبَة لأبرز تلامذته –كاشف الغطاء، الطّهراني والمحدّث القمّي- التي لم نوردها مراعاةً للاختصار.

المؤلّفات

أحصى المتتبّعون أكثر من أربعين مؤلّفاً للمحدّث النوري، أشهرُها على الإطلاق (مستدرك الوسائل ومستنبَط المسائل).
قال الشيخ الطّهراني في (نقباء البشر) ما ملخّصُه: وأهمُّ آثاره  هو (مستدرك الوسائل)، استدرك فيه على كتاب (وسائل الشيعة) للحرّ العاملي. وهذا الكتاب اشتمل على زهاء ثلاثة وعشرين ألف حديث جمَعها من كُتبٍ معتمدة مشتَّتة، مرتِّباً لها على ترتيب (الوسائل)؛ وقد ذيَّلها بخاتمة ذات فوائد جليلة لا توجَد في كُتُب الأصحاب، وجعل لها فهرساً تامّاً للأبواب نظير فهرس (الوسائل) الذي سمّاه الحرّ بـ «مَن لا يحضرُه الإمام». ولكنّ مُباشِر الطبع عمل جدولاً من نفسه للفهرست، فصار الفهرس المطبوع ناقصاً.
وبالجملة، لقد حظِي هذا الكتاب بالقبول لدى عامّة الفحول المتأخِّرين ممّن يُقام لآرائهم الوزن الرّاجح؛ فقد اعترفوا جميعاً بتقدّم المؤلّف وتبحُّره ورسوخ قدمِه، وأصبح في الإعتبار كسائر المجاميع الحديثيّة المتأخِّرة. فقد سمعتُ شيخنا المولى محمّد كاظم الخراساني صاحب (الكفاية) يُلقي على تلامذته البالغين إلى خمسمائة أو أكثر -بين مجتهدٍ أو قريب من الإجتهاد- بأنَّ الحجّةَ للمجتهد في عصرنا هذا لا تتمّ قبل الرّجوع إلى (المستدرك) والإطّلاع على ما فيه من الأحاديث.
هذا ما قاله بنفسه عندما وصل إلى بحث: «العمل بالعامّ قبل الفحص عن المخصّص». وكان بنفسه يلتزم ذلك عملاً، فقد حضرتُ عدّة ليالٍ مجلسَه الخصوصي في داره لبعض خواصِّ تلامذته، وذلك للبحث في أجوبة الإستفتاءات، فكان يأمرُهم بالرجوع إلى الكُتُب الحاضرة في ذلك المجلس وهي (الجواهر) و(الوسائل) و(مستدرك الوسائل)، ويأمرُهم بقراءة ما في (المستدرك) من الحديث الذي يكون مَدركاً للفرع المبحوث عنه.
وأمّا شيخ الشّريعة الأصفهاني فكان من الغالِين في (المستدرك) ومؤلِّفه، سألتُه ذات يوم -وكنّا نحضرُ بحثَه في الرّجال- عن مصدره في المحاضرات التي يُلقيها علينا، فأجاب: كلّنا عيالٌ على النُّوري، يشير بذلك إلى (المستدرك). وكذا كان شيخنا الأعظم الميرزا محمّد تقي الشيرازي، وغير هؤلاء من الفطاحل مقرٌّ له بالعظمة رحمه الله. انتهى كلام الشيخ الطّهراني
* وأمّا سببُ تأليف (مستدرك الوسائل)، فهو –كما شرح الشيخ الطّهراني- ظَفرُ الميرزا المحدّث بنسخة من كتاب (الجعفريّات) الذي لم يتسنَّ لا للعلّامة المجلسي ولا للحرّ العاملي، و(الجعفريّات) عبارة عن ألفِ حديثٍ في مختلف أبواب الفقه مرويّة بإسنادٍ واحد؛ عن اسماعيل بن الإمام الكاظم، عن الإمام الصّادق، عن آبائه عليهم السّلام.



وإلى هذا المصدر الفريد في أهمّيته، قيّضَ اللهُ تعالى للمحدّث النوري «مصادر أخرى مصحَّحة معتبرة، ووفَّقه لتأليف (مستدرك الوسائل) عن تلك المصادر كما ذكرَها مع براهين صحّتها واعتبارها في أوّل خاتمة (المستدرك)».
* ومن سائر مؤلّفات الميرزا النّوري: (جنّة المأوى) المطبوع ضمن (البحار) / (النّجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب عليه السلام)؛ ألَّفه بأمرٍ من المجدّد الشيرازي قدّس سرّه [أنظر: باب «قراءة في كتاب» من هذا العدد] / (دار السلام في ما يتعلّق بالرّؤيا والمنام) / (تحيّة الزائر) استدرَك به على (تحفة الزائر) للعلّامة المجلسي وهو آخر مؤلّفاته وقد توفّي قبل إتمامه، فأتمَّه تلميذه المحدّث القمّي حسب رغبة الميرزا النّوري وإرادته / تقريرات بحث أستاذَيه الطهراني والشّيرازي / وفي علم الرّجال له: (الحواشي على رجال أبي علي)، لم يتمّ  / (الحواشي على توضيح المقال) في استدراكِ جمعٍ ممّن فات المصنّف الكني / (مواقع النّجوم) وهو في سلسلة إجازات العلماء من عصره إلى زمن الغَيبة؛ وهو أوّل ما كَتَب / إلى غير ذلك من المؤلّفات في الفقه، والسّيرة، والأدعية، وسائر أبواب المعارف الإسلاميّة.

الوفاة

تُوفّي آية الله المحدّث الشيخ حسين النّوري الطّبرسي، ليلة الأربعاء في السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1320 للهجرة [1900 م]، عقب إصابتِه بحُمّى شديدة ومعاناته مع المرض طوال أشهُر، فدُفِن رضوان الله عليه بوصيّةٍ منه «بين العِترة والكتاب»؛ [أي بين مرقد الأمير صلوات الله عليه ومكتبة الروضة الحيدريّة التي كانت تُعرف بالخزانة العلويّة وتضمّ نُسخاً كثيرة مخطوطة من المصحف الشّريف]،  وموضعُ مرقدِه في الإيوان الثّالث، عن يمين الدّاخل إلى المقام العلوي الشّريف من باب القبلة، وكان يومُ وفاتِه مشهوداً، جزع فيه سائرُ الطّبقات ولا سيّما العلماء، ورثاه جمعٌ من الشّعراء.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

19/06/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات