أحسن الحديث

أحسن الحديث

20/07/2012

موجز في التّفسير سورة النّمل

موجز في التّفسير
سورة النّمل
 ______من دروس «المركز الإسلامي» ______

 
السورة السابعة والعشرون في ترتيب سوَر المصحف الشريف. آياتُها ثلاثٌ وتسعون. تقع بين الجزئين التاسع عشر والعشرين، وهي مكيّة نزلت بعد سورة الشّعراء.
أُخذ اسمُها من الآية الثامنة عشرة ﴿حتّى إذا أتوا على واد النمل..﴾ النمل:18. وسُمّيت في بعض الرّوايات بـ «سورة سليمان»، فقصّته عليه السلام تحتلّ ما يقرب من ثلُث السورة.
 

تبدأ قصّة النبيّ سليمان على نبيّنا وآله وعليه الصلاة والسلام في هذه السورة، من الآية الخامسة عشرة وتنتهي بالآية الرابعة والأربعين، ومحورُها: ما حباه اللهُ تعالى به من عِلمٍ وقدرةٍ استثنائيَّين.. سخّرهما النبيُّ عليه السلام لتحقيق الأهداف الإلهيّة في خطّ شُكر النِّعم.
هدفُ السّورة

«تفسير الميزان»: غرَضُ السورة -على ما تدلّ عليه آيات صدرها والآيات الخمس الخاتمة لها- التبشير والإنذار، وقد استُشهد لذلك بطرفٍ من قصص موسى، وداود، وسليمان، وصالح، ولوط عليهم السلام، ثم عقّبها سبحانه ببيان نبذةٍ من أصول المعارف، كوحدانيّته تعالى في الربوبيّة، والمعاد، وغير ذلك.


مضامينُ السورَة

«تفسير الأمثل»: تبدأ هذه السورة المباركة بالبشرى وتنتهي بالتهديد، فالبُشرى للمؤمنين، والتهديد للنّاس بأنّ الله تعالى غيرُ غافلٍ عن أعمالِهم.
وأمّا مضامينُها -بصورة عامّة- كمضامين سائر السوَر المكّية، فأكثرُ اهتمامِها -من الوجهة الاعتقادية- ينصبُّ على المبدأ والمعاد. كما تتحدّث عن الوحي والقرآن، وآياتِ الله في عالم الإيجاد والخَلق، وكيفيّة المعاد والقيامة.
ولِجِهة المسائل العمليّة والأخلاقيّة؛ فالقسم الكبير منها يتحدّث عن قصص خمسة أنبياء كرام ومواجهاتِهم لأُمَمِهم المنحرفة، لتكون هذه السورة تسليةً للمؤمنين القلّة بمكّة في ذلك اليوم، وفي الوقت ذاته تكون إنذاراً للمشركين المعاندين الظّالمين، ليَروا عواقب أمرِهم في صفحات تاريخ الظَلَمة الماضين، فلعلّهم يحذرون ويرجعون إلى الرُّشد.
وإحدى خصائص هذه السورة هي بيان قسمٍ مهمٍّ من قصّة النبي سليمان وملكة سبأ، وكيفية إيمانها بالتوحيد، وكلام الطّير وصغار المخلوقات -كالهُدهد والنّمل- مع سليمان عليه السلام.
كما تتحدّث هذه السورة ضمناً عن عِلم الله غير المحدود، وهيمنتِه وسلطانِه على كلّ شيء في عالم الوجود، وحاكميّته عزّ وجلّ في عالَم عباده. والالتفاتُ إلى ذلك، له أثرُه الكبير في المسائل التربويّة للإنسان.

ثوابُ تلاوتِها

«تفسير مجمع البيان»: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ طس سليمان، كان له من الأجر عشرُ حسنات، بعدد مَن صدّق سليمان وكذّب به، وهود، وشُعيب، وصالح، وإبراهيم، ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلّا الله».
* الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ سور الطَّواسِين الثّلاث [الشّعراء والنّمل والقَصص] في ليلة جمعة، كان من أولياء الله، وفي جواره وكَنَفِه، ولم يُصبْه في الدنيا بؤسٌ أبداً، وأُعطي في الآخرة من الجنّة حتّى يرضى وفوق رضاه، وزوّجه الله مائة زوجة من الحور العين».

تفسيرُ آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»:
 قوله تعالى: ﴿طس..﴾ النمل:1.
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «..وأمّا طس فمعناه: أنا الطّالب السّميع».
 قوله تعالى: ﴿ولقد آتينا داود وسليمان علماً..﴾ النمل:15.
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «كان سليمان عندَه اسمُ الله الأكبر الذي إذا سُئِل به أعطى، وإذا دُعِي به أجاب، ولو كان اليومَ احتاجَ إلينا».
 قوله تعالى: ﴿..وقال يا أيّها الناس عُلّمنا منطق الطير وأوتينا من كلّ شيء..﴾ النمل:16.
* عن الإمام الكاظم عليه السلام: «إنّ الإمام لا يخفى عليه كلامُ أحدٍ من النّاس، ولا طيرٍ، ولا بهيمة، ولا شيءٍ فيه الرّوح، فمَن لم يكن هذه الخِصال فيه فليس هو بِإمام».
 قوله تعالى: ﴿إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم﴾ النمل:30.
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإنّ الله عزّ وجلّ خصّ محمّداً وشرّفه بها، ولم يُشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السلام، فإنّه أعطاه منها بسم الله الرّحمن الرّحيم».
 قوله تعالى: ﴿قالوا نحن أولو قوّة وأولو بأس..﴾ النمل:33.
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «ما يخرج [القائم عليه السلام] إلّا في أُولِي قوّة، وما يكون أُولو قوّة إلّا عشرةُ آلاف».
 قوله تعالى: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب..﴾ النمل:40.
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ذاك وصيُّ أخي سليمان بن داود».
** عن الإمام الصادق عليه السلام: «الذي عنده علمُ الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام».
*** وعنه عليه السلام: «ما كان عِلمُ الذي عنده علمٌ من الكتاب، عند الذي عنده علمُ الكتاب.. إلّا بقدر ما تأخذُ البَعوضةُ بجناحِها من ماء البحر».
 قوله تعالى: ﴿..قالت ربِّ إنّي ظلمتُ نفسي وأسلمتُ مع سليمان..﴾ النمل:44.
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «كُن لِما لا ترجو أرجى منك لما تَرجو، فإنّ موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبسُ لأهله ناراً فكلّمه اللهُ عزَّ وجلّ ورجع نبيّاً مرسلاً، وخرجت ملكةُ سَبأ فأَسلمتْ مع سليمان عليه السلام، وخرجت (خرج) سحرةُ فرعون يطلبون العزّ لفرعون فرجعوا مؤمنين».
 قوله تعالى: ﴿قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى..﴾ النمل:59.
* عنهم عليهم السلام: «إنّ الذين اصطفى، محمّد وآله عليه وعليهم السلام».
 قوله تعالى: ﴿أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض..﴾ النمل:62.
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «نزلت في القائم من آل محمّد عليهم السلام، هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام رَكعتين ودعا إلى الله عزّ وجلّ فأجابَه، ويكشف السّوء ويجعله خليفةً في الأرض».
 قوله تعالى: ﴿ويوم نحشر من كلّ أمّة فوجاً..﴾ النمل:83.
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «..إنّها في الرَّجعة، أيحشُرُ اللهُ في القيامة من كلِّ أُمّةٍ فوجاً ويدَعُ الباقين؟ إنّما آيةُ القيامة ﴿..وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا﴾ الكهف:47».
** وعنه عليه السلام: «ليس أحدٌ من المؤمنين قُتِل إلّا ويرجع حتّى يموت، ولا يرجع إلّا مَن محَض الإيمانَ محضاً، ومَن محَض الكفرَ محضاً».
 قوله تعالى: ﴿من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها..﴾ النمل:89.
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «الحسنة معرفةُ الولاية وحبُّنا أهلَ البيت، والسيّئة إنكارُ الولاية وبغضُنا أهلَ البيت».
** عن الإمام الصادق عليه السلام: «لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: أللّهمّ زِدني. فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿من ذا الذي يُقرِضُ الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة..﴾ البقرة:245، فعلم رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ الكثير من الله لا يُحصى وليس له منتَهى».
 قوله تعالى: ﴿..وهم من فزعٍ يومئذ آمنون﴾ النمل:89.
* عن الإمام الباقر عليه السلام: «رسولُ الله وعليٌّ وشيعتُه على كُثبانٍ من المسكِ الأذفر على منابر من نور، يحزنُ النّاسُ ولا يحزنون، وتفزعُ النّاسُ ولا يفزعون».
** عن الإمام الصادق عليه السلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن وقَّرَ ذا شيبةٍ في الإسلام آمنَه اللهُ من فزعِ يوم القيامة».
 قوله تعالى: ﴿إنّما أُمرتُ أن أعبد ربّ هذه البلدة الذي حرّمها..﴾ النمل:91.
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ الله حرّم مكّة يوم خلق السّماوات والأرض، وهي حرامٌ إلى أن تقوم الساعة، لم تحلّ لأحدٍ قبلي ولا تحلّ لأحدٍ بعدي، ولم تحلّ لي إلّا ساعةً من نهار».

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

20/07/2012

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

نفحات