أحسن الحديث

أحسن الحديث

17/08/2012

سورةُ القَصص

موجز في التّفسير
سورةُ القَصص
____ من دروس «المركز الإسلامي»____


* السورة الثامنة والعشرون في ترتيب سوَر المصحف الشريف. آياتُها ثمان وثمانون. تقع في الجزء العشرين، وهي مكيّة.
* الآية الخامسة والثمانون: ﴿إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادُّك إلى معاد..﴾ فقد نزلت في «الجُحفة» في طريق هجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى المدينة المنوّرة.
* إسمُ السورة من الآية الخامسة والعشرين حاكياً عن موسى وشعيب عليهما السلام: ﴿..فلمّا جاءَه وقصَّ عليه القَصَص..﴾.

يرى بعضُ المفسّرين أنّ الآيات الثانية والخمسين إلى الخامسة والخمسين من سورة القَصص آياتٌ مدنيّة، لأنّها تتحدّث عن أهل الكتاب وإيمان بعضِهم بالنبيّ صلّى الله عليه وآله بعد استماعِهم للقرآن، وأنّها نزلت في قومٍ من نصارى نجران جاؤوا إلى المدينة وأسلَموا فيها.
ويردّ آخرون بعدم استبعاد حديث القرآن عن أهل الكتاب قبل الهجرة، باعتبار العلاقات التي كانت قائمةً بين المشركين وبينَهم، وأيضاً بملاحظة الرّوايات التي تكشف عن قدوم جماعة من نصارى الحبشة إلى مكّة -بعد هجرة المسلمين إلى بلادهم- وإسلامِهم بعد أن سمعوا كلام الله تعالى، فتكون -حينئذٍ- هذه الآياتُ مكيّةً أيضاً.
هدفُ السورة

«تفسير الميزان» [بتصرّف]: كان المسلمون في مكّة قبل الهجرة شِرذمةٌ قليلون يستضعفُهم فراعنةُ قريش وطغاتُها، وكانت أيّامُهم أيّامَ شدّةٍ وعُسرٍ وفتنة، وغرَضُ هذه السورة المباركة هو الوعدُ الجميل لهؤلاء المؤمنين المستضعفين بأنّ الله تعالى سيمُنّ عليهم، ويجعلهم أئمّةً ويجعلهم الوارثين، ويمكّنَ لهم ويُري طغاةَ قومِهم منهم ما كانوا يحذرون.
وقد جاءت هذه البشرى في سياق سرد قصّة نبي الله موسى عليه السلام، وكيف شاءت العناية الربانيّة أن يُحفظَ بأنْ ينشأَ في حِجر عدوّه، مروراً بخروجه إلى مدينَ واصطفائه نبيّاً في رجعتِها منها، وصولاً إلى حيث استنقذَ بني إسرائيل من براثن فرعون الطاغية الذي ذبَّحَ أبناءَهم واستحيى نساءَهم، فأَورثَهم الله تعالى مشارقَ الأرض ومغاربَها. وعلى هذا المجرى يجري حالُ المؤمنين، وفيه وعدٌ لهم بالمُلك والعزّة والسلطان، ووعدٌ للنبيّ صلّى الله عليه وآله بردّه إلى معاد، أي إلى مكّة المكرّمة.

مضامينُ السورة

«تفسير الأمثل»: نزلت هذه السورة في مكّة، وفي ظروفٍ كان المؤمنون أثناءها في قبضة الأعداء الأقوياء وبين مخالبِهم، بحيث كان جماعة من المسلمين قلِقين على مستقبل الإسلام وخائفين من أجلِه. وبما أنّ هذه الحالة كانت كثيرةَ الشّبه بالحالة التي كان عليها بنو إسرائيل وهم بين مخالب الفراعنة، فإنّ ما يُناهز النّصف من محتوى هذه السورة يتحدّث عن قصّة بني إسرائيل وموسى عليه السلام والفراعنة، وفيه بُشرى للمستضعفين بقيام حكومة الحقّ والعدل، وكسْرِ شوكة الظّالمين.
تتحدّث السورة أيضاً عن أنّ بني إسرائيل كانوا مصفّدين بأغلال أعدائهم ما داموا بعيدين عن خيمة الإيمان والتوحيد، وفاقدين لأيّ نوع من أنواع الحركة والنهوض والسّعي الذي يتحدّون به أعداءَهم، لكن ما إنْ وجدوا قائدَهم، ونوّروا قلوبَهم بنور العِلم والتوحيد حتّى أغاروا على الفراعنة، وسيطروا على الحكم، وحرّروا أنفسَهم من نِير المستبدّين.
والقسم الآخر من هذه السورة يتحدّث عن قارون، ذلك الرجل المستكبر الثّري، الذي كان يعتمد على عِلمه وثروته حتّى لقِي نتيجة غرورَه ما لقيَه فرعونُ من مصيرٍ أسود. أحدُهما غريقٌ في الماء، والآخر دفينٌ في الأرض، ذلك معتَمد على سلطانِه وجيشِه في حكمِه، وهذا معتمِدٌ على مالِه وثروته، ليتّضحَ أنّه لا يمكن لتجّار مكّة وأثريائهم ولا لأقويائهم من المشركين، ولا سياسيّيهم في ذلك المحيط، أن يقاوموا إرادةَ الله تعالى في انتصار المستضعفين على المستكبرين.
وبين هذَين القِسمين دروسٌ حيّة وقيّمة من التوحيد، والمعاد، وأهميّة القرآن، وبيان حال المشركين في يوم القيامة، ومسألة الهداية والضّلالة، والإجابة على حُجَج الأفراد الضِّعاف.

ثوابُ تلاوتِها

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ طسم القَصص، أُعطِي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد مَن صدّق بموسى وكذّب به، ولم يبقَ ملَكٌ في السّماوات والأرض إلّا شهِد له يوم القيامة أنّه كان صادقاً».
** عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ سوَر الطّواسين الثلاث [الشّعراء والنّمل والقَصص] في ليلة الجمعة كان من أولياء الله، وفي جواره وكنَفِه، ولم يُصِبه في الدّنيا بؤسٌ أبداً، وأُعطِي في الآخرة حتّى يرضى وفوق رضاه، وزوّجه الله مائة زوجة من الحور العين».

تفسيرُ آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»:  قوله تعالى: ﴿ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين﴾ القصص:5.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «لَتَعْطِفَنّ الدّنيا علينا بعد شِماسها عطفَ الضّروس [ضروس: ناقة سيّئة الطَّبع] على ولدِها».
** وعنه عليه السلام: «هم آلُ محمّد، يبعث الله مهديَّهم بعد جهدِهم، فيعزّهم ويذلّ عدوَّهم، فهذه الآية جاريةٌ فينا إلى يوم القيامة».
 قوله تعالى: ﴿..فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه..﴾ القصص:15. * الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: «ليُهنكم الإسم. قال: قلت: وما الإسم؟ قال عليه السلام: الشّيعة، أما سمعتَ الله سبحانه يقول ﴿..فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه..﴾ القصص:15».
 قوله تعالى: ﴿وأن ألق ِعصاك..﴾ القصص:31.
* عن الإمام الصّادق عليه السلام: «كانت عصا موسى قضيبَ آسٍ من الجنّة، أتاه به جبرئيل لمّا توجّه تلقاءَ مَدين».
 قوله تعالى: ﴿..فقال ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير﴾ القصص:24.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «والله ما سأل الله عزّ وجلّ إلّا خبزاً يأكلُه، لأنّه كان يأكل بَقْلَةَ الأرض، ولقد رأوا خضرةَ البَقل في صِفاق بطنِه من هزالِه».
 قوله تعالى: ﴿فلمّا أتاها نُودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة..﴾ القصص:30.
* الإمام الصادق عليه السلام: «شاطئُ الوادي الأيمن الذي ذكرَه الله في القرآن هو الفرات، والبقعةُ المباركة هي كربلاء..».
** وعنه عليه السلام: «كُنْ لما لا ترجو أرجى منك لِما ترجو، فإنّ موسى بن عمران ذهبَ يقتبسُ ناراً لأهلِه، فانصرفَ إليهم وهو نبيٌّ مرسَل».
 قوله تعالى: ﴿..ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدىً من الله..﴾ القصص:50.
* الإمام الرضا عليه السلام: «يعني من اتّخذ دينَه رأيَه، بغيرِ إمامٍ من أئمّةِ الهُدى».
 قوله تعالى: ﴿..إذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ القصص:76.
* الإمام الصادق عليه السلام: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام: لا تفرح بكثرةِ المال، ولا تدَعْ ذِكري على كلِّ حال، فإنّ كثرةَ المال تُنسي الذنوب، وتركَ ذِكري يُقسي القلوب».
 قوله تعالى: ﴿..ولا تنسَ نصيبك من الدنيا..﴾ القصص:77.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تنسَ صحّتك، وقوّتك، وفراغَك، وشبابَك، ونشاطَك أن تطلبَ بها الآخرة».
 قوله تعالى: ﴿فخسفنا به وبداره الأرض..﴾ القصص:81.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن لبس ثوباً فاختالَ فيه خسفَ اللهُ به من شفيرِ جهنّم، وكان قرينَ قارون، لأنّه أوّلُ من اختال فخسفَ اللهُ به وبدارِه الأرض».
 قوله تعالى: ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً..﴾ القصص:83.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «نزلت هذه الآية في أهل العدلِ والتّواضع من الولاة، وأهلِ القدرةِ من سايرِ النّاس».
 قوله تعالى: ﴿..كلّ شيء هالك إلّا وجهه..﴾ القصص:88.
* الإمام الصادق عليه السلام: «مَن أتى الله بما أمرَ به من طاعة محمّدٍ والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم، فهو الوجهُ الذي لا يهلَك. ثمّ قرأ: ﴿من يطِع الرسول فقد أطاع الله..﴾ النساء:80».
** وعنه عليه السلام: «نحن وجهُ الله الذي لا يهلَك».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

18/08/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات