مصطلحات

مصطلحات

15/09/2012

الرَّحمن الرَّحيم

الرَّحمن الرَّحيم
حول الصّفات الُّربوبيّة.. والعبوديّة
______إعداد: «شعائر»______

الإشتراك في الصّفات بين الله تعالى وعبده كصفتَي رحمن ورحيم، هي على سبيل الإشتراك المعنوي، بل جميعها منه تعالى.
ما يلي، بحث مختصر لصفتي الرّحمن والرّحيم من كتاب (تفسير الصراط المستقيم) للسيّد حسين البروجردي تقدّمه «شعائر» لقرّائها في إطار مقاربة المصطلحات الأبرز.
 

الصِّفات على قسمَين :صفات ربوبيّة وصفات عبوديّة، وقد سمعت سابقاً أنَّ إطلاق ما يجوز إطلاقه على اللَّه وعلى خلقه ليس على سبيل الإشتراك المعنوي، بل إطلاقه على كلٍّ منهما بمعنى غير الآخر، كما وقع التّصريح به في أخبار أهل البيت عليهم السّلام .
فالرّحمة التي وُضع «الرّحمن» للمتَّصف بها هي الرّحمة التي لا يمكن صدورها من غيره كالإبداع والإيجاد وإنشاء الرّحمة الواسعة والمشيّة الكليّة، والحقيقة المحمديّة، بل هكذا غيرها من الفيوض الدّنيويّة والأخرويّة، فإنّ جميعها منه سبحانه، وهو المنعم بها على خلقه لا غيره، ولو كان لغيره مدخليّة فيها، فإنَّما هي على وجه الوساطة والتّبعيّة والتّلقِّي .
فالرّحمة المأخوذة مادّة للرّحمن إنّما أُخذت بهذا المعنى، وهيئة المبالغة الحاصلة بزيادة الألف والنّون إنّما أفادت عموماً في الخصوص .
ومن هنا يسقط النّقض بمثل العلَّام، فإنَّ الاختصاص لم يصل من مجرّد المبالغة، ولذا لا نقول به في الرّحيم المأخوذ مادّته من مطلق الرّحمة .
وفي المقام وجه آخر وهو البناء على اتّحاد المادةّ فيهما، إلَّا أنَّ بناء فعلان من هذه المادّة لإفادة المبالغة الخاصّة المتقدِّمة لا مطلق المبالغة التي يبنى لإفادتها ساير الصِّيَغ، وبكلٍّ من الوجهَين يحصل الجمع بين المنع عن إطلاقه إلى غيره تعالى شرعاً ولغةً وبين ما هو الأظهر الأشهر .
بل ادّعى بعض المحقِّقين عليه الإجماع من كونه وصفاً لا علماً، ولذا وصف به في البسملة وغيرها، وأضيف في ما يظهر فيه معنى الوصفيّة كما في الدّعاء: «يا رحمن الدّنيا والآخرة» وغير ذلك ممّا ينافي العلميّة .
وأمّا ما ذكره أخيراً من أنّ عدم صحّة الإطلاق اتّباع للاستعمال ففيه ما لا يخفى، سيّما بعد ورود الشّرع بالمنع عنه، ضرورة أنّه لا يكون ذلك إلَّا باعتبار المعنى .
وممّا يؤيّد ما ذكرناه من المغايرة بحسب المعنى ما ذكره الصَّدوق في كتاب (التوحيد)، حيث قال: أنَّه يقال للرّجل: رحيم القلب، ولا يقال: الرَّحمن، لأنَّ الرَّحمن يقتدر على كشف البلوى ولا يقدر الرّحيم من خلقه على ذلك .
قال: وقد جوَّز قوم أن يقال للرجل: رحمن، وأرادوا به الغاية في الرَّحمة وهذا خطأ.
أقول: فانظر كيف أخذ الرّحمن من الفعل الرّبوبي الذي يعجز عنه الرّحيم من خلقه، وكيف حكم بخطأ مَن أَخذه من الرّحمة التي هي مادة الرّحيم مع اعتبار المبالغة فيها .
ومن تصانيف ما مرّ يظهر لك ضعف ما قيل أيضاً من أنّ السبب في أبلغيّة اسم الرّحمن زيادة البناء، لأنّها تدل على زيادة المعنى كما في قطع وقطَّع ، وكبار وكبّار .فإنّه مبنيّ على اتِّحاد المعنى الذي أُخذت منه الصِّيغتان، وقد سمعت أنَّه قد أخذ كلّ منهما من غير ما أخذت منه الأخرى .
ثمّ إنَّ قاعدة دلالة زيادة المباني على زيادة المعاني قد نقضت بحذر وحاذر، فإنّ الأوّل أبلغ كما صرّحوا به، وأجيب بأنَّ الشَّرط اتّحاد الكلمتَين بأن يكون كلّ واحد منهما اسم فاعل أو صفة مشبَّهة مثلاً، سلَّمنا، لكنَّ القاعدة أغلبّية لا كلّيّة، سلَّمنا، لكنَّ أبلغيّة حذر إنّما نشأت من إلحاقه بالغرائز كَنَهم وفَطن، فجاز أن يكون حاذر أبلغ لدلالته على زيادة الحذر بسبب زيادة لفظه، فأبلغيّة حذر إنّما هو من حيث الثّبوت والاستمرار، وأبلغيّة حاذر من حيث الشدّة من غير إفادة الاستمرار، فتأمّل، فإنَّ الزّيادة منتفية حينئذٍ بل الحاصل المساواة في جهة الزّيادة.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

15/09/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات