أيها العزيز

أيها العزيز

01/08/2016

نُوديَ فيكم بالرّحيل

 

نُوديَ فيكم بالرّحيل

أيّها العزيز، إنّ أمامك رحلةً خَطِرةً لا مناصَ لك منها، وإنّ ما يَلزمها من عُدّة وعدد وزاد وراحلة هو العلم والعمل الصالح. وهي رحلة ليس لها موعدٌ معيّن، فقد يكون الوقتُ ضيّقاً جدّاً، فتفوتُك الفرصة. إنّ الإنسان لا يعلمُ متى يُؤذَن بالرّحيل للانطلاق فوراً. ".."

اعلم أنّ الرحلة كثيرةُ المخاطر، وإنّما هذا النسيان الموجود فينا ليس إلّا من مكائد النفس والشيطان، وما هذه الآمال الطِّوال إلّا من أحابيل إبليس ومكائده. فتيقّظ أيها النائمُ من هذا السُّبات وتنبّه، واعلم أنك مسافرٌ ولك مقصد، وهو عالَمٌ آخر، وأنك راحلٌ عن هذه الدنيا، شئتَ أم أبيت. فإذا تهيّأتَ للرحيل بالزاد والراحلة لم يُصِبكَ شيءٌ من عناء السفر، ولا تُصابُ بالتعاسة في طريقه، وإلّا أصبحتَ فقيراً مسكيناً سائراً نحو شقاءٍ لا سعادةَ فيه، وذِلّةٍ لا عزّةَ فيها، وفقرٍ لا غِنى معه، وعذابٍ لا راحةَ منه. إنّها النارُ التي لا تنطفئ، والضّغطُ الذي لا يُخَفَّف، والحزنُ الذي لا يَتبعُه سرور، والندامةُ التي لا تنتهي أبداً.

أنظر أيّها الأخ إلى ما يقوله الإمام في (دعاء كميل) وهو يناجي الحقّ عزَّ وجلَّ:
«وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاَءِ الدُّنْيَا وَعُقُوبَاتِهَا»، إلى أن يقول: «وَهذَا مَا لا تَقُومُ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ». تُرى ما هذا العذاب الذي لا تُطيقه السماوات والأرض، والذي قد أُعدّ لك؟

أفلا تستيقظ وتنتبه، بل تزدادُ كلّ يومٍ استغراقاً في النوم والغفلة؟

فيا أيّها القلب الغافل! انهضْ من نومك وأَعِدَّ عُدّتَك للسّفر، «فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ»، وعمّال عزرائيل منهمكون في العمل، ويُمكن - في أيّة لحظة - أن يسوقوك سوقاً إلى العالَم الآخر. ولا تزال غارقاً في الجهل والغفلة؟

«اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الغُرُورِ، وَالإِنَابَةَ إِلَى دارِ السُّرُورِ، والاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ».

اخبار مرتبطة

  شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

نفحات