الصحابي الجليل، حامل أسرار آل البيت عليهم السلام
جابر بن عبد الله الأنصاريّ رضوان الله تعالى عليه
___________إعداد: أكرم زيدان__________
أصغر المبايعين لرسول الله صلّى الله عليه وآله في بيعة العقبة الثانية، ومن أطول الصحابة عمراً، شهد جلّ معارك الإسلام ضدّ اليهود والمشركين. كان من الصفوة الذين لم ينقلبوا على الأعقاب، فحاز شرف صحبة خمسة من الأئمّة عليهم السلام، ثابتاً على ولايتهم، حاملاً لما استُودع من علومهم، راوياً عنهم. |
جابر بن عبد الله الأنصاري السَلَمي الخزرجي، ولد في المدينة المنوّرة سنة 16 قبل الهجرة. أبوه: عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب، من سادات يثرب، حضر مع وفد الحجّ الى مكّة، فأسلم وكان ممّن شهد بيعة العقبة الأولى، ثمّ اختير كواحد من النقباء الإثني عشر الذين يكفلون قومهم على ما عاهدوا عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله من النصرة. ولمّا هاجر صلّى الله عليه وآله إلى المدينة كان عبد الله من خلّص الصحابة، وممّن جاهد في بدر وأحد فاستشهد فيها. قال جابر: «وجدت أبي في قبره بعد ستّة وأربعين سنة، وما تغيّرت عليه شيء وكأنّه في نوم، قد مُدّ عليه كفنه، وألقي على رجليه حشيش حرمل غضّ طري..».
أمّه: نسيبة بنت عقبة بن عدي. تلتقي مع زوجها بنسبها الى حرام بن كعب.
إسلامه
يعود إسلام جابر إلى مرحلة ما قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة، فأبوه أسلم في العقبة الأولى، وكان هو ممّن بايع في الثانية، فيكون عمره حينذاك دون الستّة عشر عاماً. عن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: «كان عبد الله أبو جابر من السبعين في العقبة الثانية، والإثني عشر في العقبة الأولى، وجابر من السبعين، وليس من الإثني عشر».
جهاده بين يدي الرسول صلّى الله عليه وآله
في (أسد الغابة) بسنده: قال جابر: «لم أشهد بدراً ولا أُحداً، منعني أبي، فلمّا استشهد يوم أُحد لم أتخلّف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في غزوة قطّ». وفي (المستدرك) للحاكم أنّ أباه خلّفه على أخواته، وكنّ تسعاً.
وروي عن جابر قوله: «غزا رسول الله صلّى الله عليه وآله بنفسه إحدى وعشرين غزوة، شهدتُ منها تسع عشرة غزوة».
أخباره في زمن النبيّ صلّى الله عليه وآله
أوجب حسنُ صحبة جابر للنبيّ صلّى الله عليه وآله عناية خاصّة به، تمثّلت في مواقف كثيرة نقلها التاريخ تظهر أهليّته لأن يكون محلّاً لإظهار الكرامات النبويّة، وإطلاعه على جملة من دقائق العقيدة.
من ذلك ما روي في زمن حفر الخندق أنّ جابراً رأى النبي صلّى الله عليه وآله يحفر في الخندق، ورآه خميصاً [جائعاً]، فأتى امرأته فأخبرها ما رأى من خمص رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت: إلّا هذه الشاة ومدّ من شعير. قال جابر: فاطحني وأصلحي. فطبخوا بعضها، وشووا بعضها، وخبزوا الشعير، ثمّ أتى جابر رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله! قد صنعتُ لك طعاماً، فأْتِ ومن أحببت من أصحابك. فشبك صلّى الله عليه وآله أصابعه بين أصابع جابر، ثمّ قال: أجيبوا جابراً يدعوكم. فأقبلوا معه، فقال جابر في نفسه: والله إنّها الفضيحة! وأتى المرأة فأخبرها، فقالت: أنت دعوتهم أو هو؟ فقال: بل هو دعاهم! قالت: دعهم فهو أعلم. وأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمر أصحابه، وكانوا فرقاً عشرة عشرة. ثمّ قال لجابر: أغرفوا وغطّوا البرمة، وأخرجوا من التنّور الخبز ثم غطّوه. ففعلوا، وجعلوا يغرفون ويغطّون البرمة، ثمّ يفتحونها فما يرونها نقصت شيئاً، ويخرجون الخبز من التنّور ويغطّونه فما يرونه ينقص شيئاً، فأكلوا حتى شبعوا، وأكل جابر وأهله.
ومثل ذلك ما روي عنه قوله: استشهد عبد الله بن عمرو -أبوه- وكان عليه دَين، فاستعنت برسول الله صلّى الله عليه وآله أن يضعوا [غرماؤه] عنّي من دَينهم، فطلب إليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله، فأبوا أن يضعوا عنّي من دَينهم شيئاً، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذهب فصنّف تمرك أصنافاً ثمّ أعلمني. قال جابر: ففعلت، فجعلت العجوة على حدة، فصنّفته أصنافاً، ثمّ أعلمتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاء فقعد في أعلاه أو في وسطه، ثمّ قال: كِلْ للقوم. فكِلتُ لهم حتى أوفيتُهم، وبقي تمري كأنّه لم ينقص منه شيء.
ويدلّ على محلّ جابر من رسول الله صلّى الله عليه وآله روايته للأحاديث الولائية الكثيرة، كحديث الكساء، وحديث الأنوار، وحديث اللوح الأخضر [يأتي بيانه]، وحديث المنزلة. ومن تلك الأحاديث ما أورده الإربلي في (كشف الغمّة) بسنده عن جابر الأنصاري أنّه لما زوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة من عليّ عليهما السلام، كان الله تعالى مزوّجه من فوق عرشه، وكان جبرئيل عليه السلام الخاطب، وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفاً من الملائكة شهوداً، وأوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدرّ والياقوت واللؤلؤ، وأوحى الله إلى الحور العين أن التقطنه. فهنّ يتهادينه إلى يوم القيامة فرحاً بتزويج فاطمة عليّاً.
ومنه ما نقله المجلسي في (البحار) عن الصدوق في (جامع الأخبار)، عن جابر الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إنّ الله عزّ وجل خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا، فسبّحنا فسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا، ووحّدنا فوحّدوا، ثمّ خلق السماوات والأرضين..».
وقد وصفت المصادر جابراً بأنّه من المكثرين في الرواية عن النبي صلّى الله عليه وآله، ومن الحفّاظ للسُنن، وأحصي من مروّياته 1540 حديثاً في مصادر العامّة وحدهم.
ولاؤه لأمير المؤمنين عليه السلام
عُدّ جابر من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ومن السابقين الذين رجعوا إليه بعد الإنقلاب على الأعقاب، وكان من شرطة الخميس في الكوفة زمن حكومته عليه السلام، وممّن قاتل معه في صفّين. وكانت له مواقف مع معاوية تدلّل على عمق ولائه لمولاه عليه السلام وتَنفُّره من أعدائه. فقد جاء في (مروج الذهب) للمسعودي، أنّ جابراً قدم إلى معاوية بدمشق، فلم يأذن له أيّاماً، فلمّا أذن له قال: يا معاوية! أمّا سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «من حجب ذا فاقة وحاجة، حجبه الله يوم فاقته وحاجته». فغضب معاوية، وقال: لقد سمعته يقول لكم: ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تردوا عليّ الحوض. أفلا صبرت؟ قال جابر: ذكّرتني ما نسيت. وخرج، فاستوى على راحلته ومضى، فوجّه إليه معاوية ستّمائة دينار، فردّها وكتب إليه:
إنّي لأختار القنوع على الغنى وفي الناس من يُقضى عليه ولا يقضي
وألبس أثواب الحياء وقد أرى مكان الغنى أن لا أهين له عرضي
وقال لرسول معاوية: قل له: والله يا ابن آكلة الأكباد لا وُجد في صحيفتك حسنة أنا سببها أبداً.
ومن مظاهر ولائه لأمير المؤمنين عليه السلام أيضاً، ما نقله ابن شهراشوب في (المناقب) عن أبي الزبير المكّي، قال: رأيت جابراً يتوكّأ على عصاه، وهو يدور في سكك المدينة وفي مجالسهم، وهو يقول: عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر. يا معاشر الأنصار، أدّبوا أولادكم على حبّ علي عليه السلام، فمن أبى فلينظر في شأن أمّه.
وعنه أيضاً قال: سألت جابر بن عبد الله، فقلت: أخبرني أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب؟ قال: فرفع حاجبيه عن عينيه، فقال: ذلك خير البشر، أما والله إنّا كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ببغضهم إيّاه.
صحبته للأئمة عليهم السلام
روى الشيخ المفيد في (الإختصاص) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿..قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى..﴾ الشورى:23، قال: «فوالله ما وفى بها إلّا سبعة نفر: سلمان، وأبو ذرّ، وعمّار، والمقداد، وجابر بن عبد الله، ومولًى لرسول الله صلّى الله عليه وآله يقال له شبيب، وزيد بن أرقم» .
وروى الكليني في (الكافي) عنه عليه السلام: «إنّ جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يعقد في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله مجلساً للحديث، وهو معتمّ بعمامة سوداء، وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، وكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر، فكان يقول: لا والله لا أهجر، ولكنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: إنّك ستدرك رجلاً من أهل بيتي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول».
وقد رُويت قصّة لقاء جابر بالإمام الباقر عليه السلام بصيغ مختلفة، وأنّه بعد ذلك كان يأتيه طرفي النهار، فكان أهل المدينة يقولون: واعجباً لجابر، يأتي هذا الغلام طرفي النهار، وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ونُقل عن الخواجة نصير الدين الطوسي في رسالته المسمّاة (أوصاف الأشراف) ما تعريبه: أنّ جابر بن عبد الله لمّا ابتُلي في آخر عمره بالضعف والكبر، ذهب الإمام محمّد الباقر عليه السلام إلى زيارته وسأله عن حاله، فقال: أنا في حال الكبر أحبّ إليّ من الشباب، والمرض أحبّ إليّ من الصحّة، والموت أحبّ إليّ من الحياة. فقال الباقر عليه السلام: أمّا أنا، فأحبّ إليّ الحالة التي يختارها الله لي، من الشباب، والكبر، والمرض، والعافية، والحياة، والموت. فلمّا سمع جابر ذلك، أخذ يد الباقر عليه السلام وقبّلها وقال: صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله.
أوّل زائر لقبر سيّد الشهداء عليه السلام
قال السيد ابن طاوس في كتاب (اللهوف): ولمّا رجعت نساء الحسين وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق قالوا للدليل: مرّ بنا على طريق كربلاء. فوصلوا إلى موضع المصرع، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم، ورجالاً من آل الرسول صلّى الله عليه وآله قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام، فوافوا في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد، واجتمع عليهم نساء ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياماً.
وعن كتاب (بشارة المصطفى) للطبري بسنده عن الأعمش، عن التابعي الجليل «عطيّة العوفي» قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائراً قبر الحسين عليه السلام، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل، ثمّ ائتزر بإزار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها «سُعد» [نوع من الطيب]، فنثرها على بدنه، ثمّ لم يخطُ خطوة إلّا ذكر الله تعالى، حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسني إيّاه، فخرّ على القبر مغشيّاً عليه، فرششتُ عليه شيئاُ من الماء، فلما أفاق قال: يا حسين، يا حسين، يا حسين. ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه.. إلى آخر الرواية المعروفة التي تظهر عمق ولاء جابر ومعرفته بمقام سيد الشهداء عليه السلام، وبقيمة العزم على نصرته لمن جاء بعده.
تحرّجه من مداهنة الحكام
قال ابن الأثير في حوادث سنة 40 هجرّية: «في هذه السنة بعث معاوية بسْر بن أبي أرطأة في ثلاثة آلاف، فسار حتّى قدم المدينة ".." فأرسل إلى بني سلمة، فقال: والله ما لكم عندي أمان حتّى تأتوني بجابر بن عبد الله، فانطلق جابر إلى أمّ سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وآله فقال لها: ماذا ترين؟ إنّ هذه بيعة ضلالة، وقد خشيت أن أقتل. قالت: أرى أن تبايع، فأتاه جابر فبايعه.
وفي تاريخ اليعقوبي: أنّ جابراً قال لأمّ سلمة: إنّي خشيت أن أقتل، وهذه بيعة ضلالة! فقالت: إذاً فبايع، فإنّ التقيّة حملت أصحاب الكهف على أن كانوا يلبسون الصليب ويحضرون الأعياد مع قومهم.
ويروي جابر ذلك الموقف بقوله: «لمّا خفت بِسراً وتواريت عنه، قال لقومي: لا أمان لكم عندي حتى يحضر جابر. فأتوني وقالوا: ننشدك الله لما انطلقت معنا فبايعت، فحقنت دمك ودماء قومك، فإنّك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا. فاستنظرتُهم إلى الليل، فلمّا أمسيت دخلت على أمّ سلمة فأخبرتها الخبر. فقالت: يا بنيّ، إنطلق فبايع، إحقن دمك ودماء قومك، فإنّي قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع، وإنّي لأعلم أنّها بيعة ضلالة.
واضح من النصّ الأخير أنّ جابراً إنّما بايع بسراً خوفاً على قومه، وأنّ استشارته لأمّ المؤمنين أمّ سلمة رضوان الله تعالى عليها، يدلّ على معرفته بمقامها، وأنّها ممّن يحمل أسراراً لآل محمّد صلّى الله عليه وآله. وقد تقدّم موقفه في مجلس معاوية واللهجة التي خاطبه بها. ويكفي للدلالة على تحرّجه من مداهنة الظلمة، ما نقله الحاكم في مستدركه، وابن عساكر في تاريخه، عن محمد بن المنكدر أنّه قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: «دخلت على الحجّاج فما سلّمت عليه».
حديث اللوح الأخضر
روى الحموي في (فرائد السمطين) بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشى الأبصار، فيه اثنا عشر إسماً، ثلاثة في ظاهره، وثلاثة في باطنه، وثلاثة أسماء في آخره، وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتُها فإذا هي اثنا عشر، فقلت: أسماء من هذا؟ قالت عليها السلام: «هي أسماء الأوصياء، أوّلهم ابن عمّي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم». قال جابر: فرأيت فيها محمّداً محمّداً محمّداً في ثلاثة مواضع، وعليّاً عليّاً عليّاً عليّاً في أربعة مواضع.
وفي (الكافي) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «قال أبي محمّد [الباقر عليه السلام] لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة، فمتى يخفّ عليك أن أخلوَ بك فأسألك عنها؟ قال له جابر: في أيّ وقت شئت يا سيّدي. فخلا به أبي في بعض الأيّام، فقال له: يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمّي فاطمة صلوات الله عليها، وما أخبرتْك أمّي أنّه مكتوب في اللوح؟ فقال جابر: أشهد بالله أنّي دخلت على فاطمة أمّك صلوات الله عليها في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فهنّيتها بولادة الحسين عليه السلام، فرأيت في يدها لوحاً أخضر، فظننت أنّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمّي ما هذا اللوح؟ قالت: هذا لوح أهداه الله إلى رسوله صلّى الله عليه وآله، فيه اسم أبي، واسم بَعلي، واسم ابنيّ، واسم الأوصياء من ولدي، وأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك. قال جابر: فأعطتْنيه أمّك فاطمة عليها السلام فقرأته، واستنسخته. فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟ قال: نعم. فمشى معه أبي إلى منزل جابر، فأخرج صحيفة من رقّ، فقال [عليه السلام]: يا جابر أنظرْ في كتابك لأقرأ عليك، فنظر جابر في نسخته، فقرأه أبي، فما خالف حرفٌ حرفاً. فقال جابر: فأشهد بالله أنّي هكذا رأيتُه في اللوح مكتوباً..».
وفاته
اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاة جابر، ما بين 73 الى 79 للهجرة، فيكون عمره ما بين 89 و95 عاماً، وأجمعت على وفاته بالمدينة، وأنّه آخر الصحابة بقاء فيها. وقد دفن في البقيع، وكان أوصى أن لا يصلّي عليه الحجّاج.