شعر

شعر

منذ 4 أيام

خَطْبٌ دهى الإسلام


خَطْبٌ دهى الإسلام

شعر: الدكتور عاطف جميل عوَّاد

قصيدة «خطبٌ دهى الإسلام» -من 78 بيتاً- أُلقيَت في ليلةٍ عاشورائيّة، انتَخَبت منها «شعائر» هذه الأبيات الكربلائيّة، كصرخةٍ توقظ الضّمير العربيّ النّائم.


خَطْــبٌ دهَـى الإسـلامَ دامي المَشْهَــدِ  نشــرَ التفجُّعَ والأســى فـــي الأكْبُـدِ 
لا الصبـرُ سَهْــلٌ فــي مواسمِهِ، ولا  يُجْـــدي ثَبَــاتُ النَّاصِـــحِ المُتَجَلِّــدِ 
تمضي القـرونُ ولا يَـزُولُ لـهُ صَــدَىً  يُــدمي الضَّميـرَ برَجْعِــهِ المُتَــــردِّدِ 
فإذا بشَــلاَّلِ الــدَّمِ المُنْســابِ مــنْ  جُــرْحِ الحسيـنِ يَمُــرُّ وَهْـجَ تَوَجُّـــدِ 
ويعيــشُ في عُمْــرِ الخيــالِ قصيـدةً  عَصْمــاءَ تَعْبَــقُ بالفــــدى والسُّـؤْدَدِ 
تلكَ المـــلاحمُ لا نـــزالُ نُعيـــدُها  إيمـــانَ تضحيــةٍ ونَهْــجَ تَجَــــدُّدِ 
حيثُ الشهادةُ والمُـــرُوءةُ والفــــدى  مُثُـــلٌ بمعنـــاها البصائــرُ تهتــدي 
ولَئِــنْ طَوَى السِّبــْطُ الشَّهيـدُ بكَرْبَـلا  صَرْحَ التَسَلُّــطِ فـي الزمــانِ الأبْعَـــدِ
فلقَـــدْ أُعِيدَ يزيـــدُ ثانيـــةً على  خَيْلٍ مُطَهَّمَـــةٍ، يــروحُ ويغتـــدي 
يخْتَــالُ، يَجْهَـــرُ بالفسادِ مُنَصِّبـــاً  في الأرضِ شُرْعَــــةَ ظالــمٍ مُتَفـَرِّدِ 
فالعيشُ مُـــرٌّ، والبُطُــونُ تَضَـوَّرَتْ  جُوعاً وشكوى مـــنْ نُضــوبِ المَوْرِدِ 
وجهادُنا -عَـَـرقُ الجِباهِ- يَغِــــلُّـهُ  جَشَــــعُ الفَسَادِ المُطْبِـقِ المُتَوَطِّــدِ 
والسَّائسونَ أمورَنـــا انكفَــأُوا إلَـــى  جَمــْعِ المَغَانِــمِ والنَّعيمِ الأرْغَــــدِ 
أكلُوا مَبَاهِجَنا التي انقلبَــــتْ أســـىً  وتخطَّفُوا مــنْ عمــرِنا حُلُمَ الغَـــدِ 
والعُرْبُ في الزمــنِ الــرَّديءِ تَفَرَّقُـوا  وعداتُهُــمْ ماضُـــونَ نَحْــوَ تَوَحُّـدِ  
فارْبَــدَّ وَجْـــهُ القُــدْسِ يشكُو غُرْبَةً  قادتْــهُ نَحْوَ مصيــــرِهِ المُتَهَـــوِّدِ 
والمسجدُ الأقصــى المُسَوَّرُ بالعِــدى  يشكـو أذى المُسْتَـوطنِ المُتَشَـــــدِّدِ 
ورُوَاقُــهُ المهجُورُ يـروي باكــــياً  مأســـاةَ شَعْــبٍ مُنْهَـــكٍ ومُشَـرَّدِ 
نَثَـــرُوهُ في مَنْفَــى الشَّتَاتِ وأنْفَــذُوا  فيـــهِ غَــرِيـزَةَ قاتــــلٍ مُتَعَمِّـدِ 
ودَعَـــوهُ منْ وَهْـمِ السَّلامِ إلى الرَّدى   وإلى دُجَـــى سِجْـنٍ وغُرْبَــةِ مبْعَـدِ 
وعلى العراقِ طَغَــى الغُزاةُ وعَرْبَــدُوا  والعُـــــرْبُ بَينَ مُصَفِّـقٍ ومُؤَيِّــدِ 
وطَلَوا بلَــــونِ القَـارِ عَارَ وُجُوهِهِـمْ  منْ لَعْنَــــةِ التَّاريخِ والفِعْـلِ الــرَّدي 
فبكى الحسينُ، وقَــــدْ رأى عَتَبَاتِــهِ  لَبِسَتْ مُسُـــوحَ الحُزْنِ بَعْـدَ العَسْجَــدِ 
ورَثَى لرؤيــةِ أُمَّــةٍ جَوْعَى علـــى  بَحْـــرٍ مـنَ الذَّهَبِ النَّفِيسِ الأســـْوَدِ 
تَــرْنُــو إلى جَــلاَّدِهَا بتَذَلُّــــلٍ  وتُبيـحُ ثَرْوَتَهـــا ِلَغَـــازٍ مُعْتَـــدِ 
فعَلَيكَ يا كَبْشَ الفِـــدَاءِ المُرْتَجَــــى   لخَلاصِنا مـــنْ ظُلْمِ كُــــلِّ مُسَـوَّدِ 
أنْـــدَى السَّلامِ يَمــُرُّ في الطَّـفِّ التي منْ جُرْحِهـــا الدَّامِي الكَرَامَةُ تَبْتَــدي 
وعلى ثَرَاهــا نَنْحَنـــِي بتَهَيُّــــبٍ   كُرْمَــــى لعِزَّةِ أهلِ بَيْـــتِ مُحَمَّـدِ 




 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات

إصدارات

منذ 4 أيام

دوريات

نفحات