الطريق إلى الشهادة، يمر حتماً بالتصميم على خدمة الناس، لأن مواجهة الطاغوت تهدف إلى كسر نير استعباده لهم. وقد يدرك الناس هذه الحقيقة فيدافعون عن المجاهد، وقد لا يدركها جميعهم فيؤذي بعضهم المجاهد بالكلام والشائعات، لذا كان مهماً أن يدرك المجاهد أن سبيل الله هو سبيل الناس وأن الجهاد الأكبر في هذا المجال، هو حب من أساء إليه،

أيها العزيز طالما ردّدنا في شهر الله تعالى ونحن نتلو دعاء الإفتتاح:

وقتلاً في سبيلك فوفق لنا.

نحن ردّدناها، وأنت قرأتها، عشتها، حلّقت بها، بل عاشت بك وحلّقَت.

إن لك مع الشهادة حديثاً ذا شجون.

تعال معي أيها العزيز لنجلس بين يدي شهيد جليل، افتخر السابقون الكبار من شهداء المقاومة الإسلامية بالتعرف عليه، والتتلمذ على فكره، أو عليه، عنيت به شهيد الإسلام آية الله السيد محمد باقر الصدر عليه الرحمة والرضوان، نجلس بين يديه نخشع في محرابه لنسأله عن معنى سبيل الله، ومعنى توفيق الله لنا للشهادة.

كان رحمه الله تعالى يقول:

علينا أن لا نفكر على أساس أننا حتماً سننتصر، وسنشهد في عصرنا حكم الإسلام، فربما استشهدنا جميعاً، ومررنا بكربلاءات عدة، يستشهد فيها جمع العاملين، وبعدها يكون النصر.

على هذا الأساس خاض صراعه المرير مع طاغية العراق الذي سبق الحجاج في البطش والتنكيل، وكان الشهيد الصدر توّاقاً إلى الشهادة، يبحث عنها مصمّماً في طلبها.

قال في ندائه إلى الشعب العراقي: إني صمّمت على الشهادة.

توفيق الله تعالى لأحدنا للشهادة يرتبطمن وجهة نظر الشهيد، بالتصميم عليها.

فرق بن يصمم على الشهادة، ويبحث عنها، وبين من يتحاشاها، وإذا جاءت فلا بأس، أو فهي أمر واقع.

فلنترجم دعاءنا في شهر الله تعالى-إذاً- بالتصميم على الشهادة.

يعني ذلك أن الطريق إلى الشهادة، يمر حتماً بالتصميم على خدمة الناس، لأن مواجهة الطاغوت تهدف إلى كسر نير استعباده لهم.

وقد يدرك الناس هذه الحقيقة فيدافعون عن المجاهد، وقد لا يدركها جميعهم فيؤذي بعضهم المجاهد بالكلام والشائعات، لذا كان مهماً أن يدرك المجاهد أن سبيل الله هو سبيل الناس وأن الجهاد الأكبر في هذا المجال، هو حب من أساء إليه، والإستعداد للتضحية من أجل كل الناس بمن فيهم هؤلاء الذين ينشرون الشائعات ضد المجاهدين.

الناس عباد الله، عياله، وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله.

من هنا كان الشهيد الصدر يؤكد أن سبيل الله هو سبيل الناس، وحيثما وجدت في القرآن الكريم أو السنة كلمتي سبيل الله تستطيع استبدال كلمة الله تعالى بكلمة الناس ويبقى المعنى مستقيماً.

رحم الله شهيد الإسلام العظيم المرجع الكبير السيد الصدر، وشقيقته العالمة الفاضلة بنت الهدى ورزقنا شفاعتهما، والسير في ذات الطريق الكربلائي، وقتلاً في سبيله مع سابق تصميم وإصرار.

والحمد لله رب العالمين.