اليوم الثامن: شهادة الصِّدّيقة الكبرى عليها السلام (على رواية) |
* في سياقِ شرحِه لحديث الإمام الكاظم عليه السلام: «إنّ فاطمة صدِّيقةٌ شهيدة»، قال المولى محمد صالح المازندراني: «الصِّدِّيقة: فَعيلة للمبالغة، سُمّيَت بها [فاطمة عليها السلام] لشدّةِ تصديقِها بما جاءَ به أبوها صلّى الله عليه وآله، ولِتصديقِ قولِها بالفعلِ والعمل. والشّهيدُ مَن قُتِلَ من المسلمين في معركةِ القتالِ المأمورِ به شرعاً، ثمّ اتّسعَ فأُطلِقَ على كلِّ مَن قُتل منهم ظُلماً، كَفاطمة عليها السلام، إذ قَتلوها بضربِ الباب على بطنِها وهي حاملٌ فسقطَ حَمْلُها فماتتْ لذلك، وسُمّيت شهيدةً لشهادةِ الله تعالى وملائكتِه لها بالجنّة، أو لاتّصافِها بالحياة كأنّها شاهدةٌ حاضرةٌ لم تَمُت، أو لأنّها تشهدُ ما أعدَّ اللهُ لها من الكرامة..».
(شرح أصول الكافي، المازندراني)
اليوم الثامن: مولدُ الإمام الحسن العسكري عليه السلام |
* قال السيّد حسين البروجردي في (تفسير الصراط المستقيم): «رأيتُ بخطّ القاضي سعيد القمّي، تلميذ المحدِّث الفيض الكاشاني أنّه وجدَ مكتوباً بخطّ الإمام أبي محمّد العسكري عليه السّلام: قد صعَدنا ذُرى الحقائقِ بأقدام النبوّة والولاية، ونوّرنا سبعَ طرائقَ بأعلامِ الفتوّة والهداية، فنحن ليوثُ الوَغى، وغيوثُ النّدى، وفينا السّيفُ والقَلمُ في العاجل، ولواءُ الحمد والعِلم في الآجل، وأسباطُنا خلفاءُ الدّين وحلفاءُ اليقين، ومصابيحُ الأمم، ومفاتيحُ الكرَم، فالكليمُ أُلبِسَ حلَّةَ الاصطفاء لمّا عَهِدنا منه الوفاء، وروحُ القُدس في جنان الصّاقورة ذاقَ من حدائقِنا الباكورة، وشيعتُنا الفئة النّاجية، والفِرقةُ الزّاكية، صاروا لنا رِدءاً وصوناً، وعلى الظَّلَمة إلباً وعوناً، وسيُحفر لهم ينابيعُ الحيوان بعد لظَى النّيران..».
هذا الحديث وردَ أيضاً بنصِّه في (الدرّة الباهرة) للشّهيد الأوّل، باختلافٍ في بعض الألفاظ، وعنه نقلَ المتأخّرون.
قال السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة)، عند ترجمتِه للحسين بن معين الدين: «رأيتُ من مؤلّفاتِه شرحاً مختصرَاً على كلام مولانا الحسن العسكريّ، أعني قولَه عليه السلام: قد صعَدنا ذُرى الحقائق..».
** عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «إنّ ابني هو القائمُ من بعدي، وهو الذي يجري فيه فيسُنَنُ الأنبياء عليهم السلام بالتّعمير [طول العمر] والغَيبة، حتّى تقسو القلوبُ بطول الأمَد، فلا يثبتُ على القولِ به إلّا مَن كتبَ اللهُ عزّ وجلّ في قلبِه الإيمان، وأيّدَه بروحٍ منه».
(كمال الدين، الصدوق)
اليوم العاشر: وفاة السيدة المعصومة عليه السلام |
كريمةُ أهل البيت: وهو من ألقاب هذه السيّدة الجليلة، وعُرفت به من دون سائر نساء أهل البيت. ولهذا اللّقب دلالةٌ بعيدةُ الغَور على شأن فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام، فإنّ أهل البيت عليهم السلام قد جمعوا غُرَّ الفضائل والمناقب، وجميلَ الصفات، ومن أبرز تلك الخصال الكَرَم، وإنّ من أبرز مظاهر كَرَمِها أنّ مثواها المقدّس كان ولا يزال منبعاً للفَيض، وملاذاً للنّاس، ومَأْمَناً للعباد، ومستَجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرّحمة الإلهيّة للقاصدين، وأنّ مدينة قم حيث تضمُّ مرقدَها الطّاهر كانت ولا تزال حاضرةَ العِلم، وحرمَ الأئمّة، وعشَّ آل محمد عليهم السلام، ومَنفراً لأهل العِلم من شتّى بقاع الأرض، يتلقّون علوم أهل البيت عليهم السلام، محتضنة كوكبةً من العلماء والطلّاب، ولا زالت هي والنّجف الأشرف فرسَي رهانٍ تتسابقان في تخريج حملَة العلوم على شتّى مراتبِهم..
(الفاطمة المعصومة، المعلّم - مختصَر)
اليوم الرّابع عشر: خروج المختار الثَّقَفي |
في مثل هذا اليوم من سنة 66 للهجرة ظهرَ المختارُ بن أبي عبيدة الثَّقَفي في الكوفة، فبايعَه النّاسُ على كتابِ الله تعالى، وسُنّة رسولِ الله صلّى الله عليه وآله، والطَّلب بدمِ سيّد الشّهداء عليه السلام، ودماء أهل بيتِه، والدّفاع عن الضّعفاء.
ونهضَ المختارُ إلى عبد الله بن مطيع، وكان على الكوفة من قِبل ابن الزّبير، فأخرجَه وأصحابَه منها منهَزمين، وأقام بالكوفة إلى المحرّم سنة سبع وستّين، ثمّ عمدَ إلى إنفاذ الجيوش [بقيادة إبراهيم بن الأشتر] إلى ابن زياد، وكان بأرض الجزيرة، [فلمّا قتلَ ابنُ الأشتر ابنَ زياد] بعثَ برأسِه إلى المختار، فَقدم بالرّؤوس والمختار يتغدّى، فأُلقيت بين يدَيه، فقال: الحمد لله ربّ العالَمين، وُضِعَ رأسُ الحسين بن عليّ عليهما السلام بين يدَي ابن زياد لعنَه الله، وهو يتغدّى، وأُتيت برأسِ ابن زياد وأنا أتغدّى.
فلمّا فرغَ المختارُ من الغداء، قامَ فَوطَأَ وجهَ ابنِ زياد بنعلِه، ثمّ رمى بها إلى مولًى له، وقال: إغسِلها، فإنّي وضعتُها على وجهِ نَجِسٍ كافر.
(مدينة المعاجز، البحراني - مختصَر)
اليوم الأوّل: خروجُ «التوّابين» |
قامت حركةُ التوّابين على محورٍ فكريٍّ واحدٍ هو: التّوبة بالقتال حتّى الموت من ذنبِهم في عدم نصرة الإمام الحسين عليه السلام. وصاحبُ الفكرة سليمان بن صُرَد الخزاعيّ، فهو رئيسُهم بلا منازع، وقد سيطرتْ على ذهنِه فكرةُ التّوبة -بهذه الطّريقة- تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة:54.
ولم تَصدر من الإمام زين العابدين عليه السلام في حقِّهم كلمةُ تأييدٍ واحدة، لكنْ لم تَصِلنا كلمةُ انتقادٍ أيضاً. لذلك نَترحّم عليهم وعلى كلِّ مَن خرج طالباً ثأر الإمام الحسين عليه السلام، لأنّهم أرادوا أداءَ واجب فأَخطأوا طريقَه. وَوجهُ الخطأ عندَهم أنّه لا يوجد في الإسلام توبة بقَتل النَّفس إلّا في القصاص..
(جواهر التاريخ، الكوراني)